أهمية التسامح وقبول الأعذار في بناء مجتمع مترابط
تاريخ النشر: 27th, March 2024 GMT
التسامح وقبول الأعذار هما أساسيان في بناء مجتمع يسوده السلام والتفاهم، وهما قيم يجب أن تتجذر في نفوس الأفراد وتتجسد في سلوكهم اليومي. فالتسامح يمثل قدرة الفرد على قبول الآخرين بما يختلفون عنه، بينما قبول الأعذار يعني القدرة على التسامح مع أخطاء الآخرين والسماح لهم بالتعويض.
أهمية التسامح:١. تعزيز السلام والتفاهم: التسامح يسهم في خلق بيئة مليئة بالسلام والتعاون بين الناس، مما يقلل من التوترات والصراعات ويزيد من مستوى التفاهم والتعاون بين الأفراد والمجتمعات.
٢. تعزيز العلاقات الاجتماعية: القدرة على التسامح تقوي العلاقات الاجتماعية وتساعد في بناء صداقات أكثر دوامًا، حيث يشعر الأفراد بالراحة والثقة عندما يكونون محاطين بأشخاص يتسامحون معهم.
٣. تعزيز التنمية الشخصية: التسامح يساعد في تطوير قدرات الفرد على التعاون مع الآخرين وفهم وجهات نظرهم، مما يعزز من نموه الشخصي ويجعله أكثر انفتاحًا على العالم المحيط به.
أهمية قبول الأعذار:١. بناء الثقة: قبول الأعذار يعزز الثقة بين الأفراد، حيث يشعر الشخص الذي يُعذر بأنه محترم ومقبول، مما يعزز العلاقات الإيجابية.
٢. تحسين العلاقات الشخصية: عندما يُقبل الآخرون الأعذار، يزيد ذلك من شعورهم بالاحترام والتقدير، مما يؤدي إلى تحسين العلاقات الشخصية وتقويتها.
٣. تعزيز الصلح والتسامح: قبول الأعذار يسهم في التصالح بين الأفراد وحل النزاعات، ويعمل على تعزيز التسامح والتفاهم بينهم.
في النهاية، يجب على الأفراد والمجتمعات التي تسعى إلى بناء مجتمع مترابط ومزدهر أن تتبنى قيم التسامح وقبول الأعذار كجزء لا يتجزأ من ثقافتها. فالتسامح وقبول الأعذار ليست مجرد أفكار فلسفية، بل هي ممارسات عملية يمكن أن تحقق التغيير الإيجابي والسلام في العالم.
المصدر: بوابة الفجر
كلمات دلالية: أهمية التسامح
إقرأ أيضاً:
قوة المجتمع في ترابطه الأسري وتماسكه
تعصف بالعالم تغيرات سياسية واقتصادية وثقافية متسارعة تهدد بخلخلة بنية المجتمعات وتفكيك روابطها وقيمها التقليدية، وتشكل خطرا حقيقيا على استقرارها وازدهارها.
في مقابل ذلك.. يترسخ الترابط الأسري في سلطنة عُمان ليشكل أيقونة فريدة للهوية ودعامة قوية للأمن والاستقرار تحفظ تماسك المجتمع.
والجدير بالنظر أن هذا الترابط الأسري الفريد في المجتمع العماني تأسس عبر التاريخ كبنية ثقافية واجتماعية، تنبع من حضارة عميقة الجذور، أنتجت قيما أصيلة تحكم علاقات الأفراد وتنظم مصالحهم قوامها الشعور بالانتماء والولاء للأرض العمانية، وسياجها الألفة والتضامن، ما يجعل الأسرة أساسًا صلبًا لمجتمع قوي يتفاعل مع تحديات العصر دون أن يفقد اتزانه الحضاري وبوصلته القيمية.
ولعل من أهم سمات البيئة الأسرية في عُمان أنها تقوم على روابط متينة تتجاوز الأطر العاطفة الشكلية لتصل إلى عمق الشعور بالمسؤولية المشتركة والانتماء المخلص لقيم المواطنة ومكتسبات الوطن، وهو ما أكدته نتائج الاستطلاع الصادر عن المركز الوطني للإحصاء والمعلومات هذا العام، حيث أظهرت أن 88% من العمانيين يشعرون بوجود ترابط أسري قوي.
هذه النسبة المرتفعة تعكس انسجام الواقع الاجتماعي وترابط مصالح الأفراد وطموحاتهم في البناء والمشاركة المجتمعية في التنمية. كما تعكس بذات القدر صلابة القيم التي يمتاز بها المجتمع العُماني وتحكم سلوك أفراده وتفاعلاته مع المجتمعات الأخرى ويستمد منها قدرته على التمسك بهويته في مواجهة تيارات العولمة والتفكك الذي بات ظاهرة مقلقة في كثير من دول العالم.
ولا شك أن الأسرة تؤدي الدور الأكبر للمحافظة على هذا التماسك الذي ينعم به المجتمع العُماني.. فهي المسؤولة عن تنشئة الأفراد على قيم المحبة والتضامن والاحترام، وتعمل المؤسسات التربوية والدينية والإعلامية، على ترسيخها. وتوظيف هذه المنظومة لتكوين بيئة حاضنة تعزز الثقة والأمان، وتدفع الأفراد إلى بناء علاقات اجتماعية منسجمة ومستقرة.
ورغم التداعيات الاجتماعية التي تفرضها وسائل التواصل والمنصات الرقمية على واقع الأسرة، أثبت العمانيون قدرتهم على التكيف مع معطيات العصر، دون أن تنال من سمتهم وأخلاقهم وترابطهم الأسري.. يعضد ذلك المبادرات الداعية إلى استثمار الجوانب المضيئة لوسائل التواصل الاجتماعي وتوظيفها كأداة لتعزيز الروابط وبناء العلاقات وهو ما يدل على مستوى عالٍ من الوعي والنضج، المدعوم بثقافة أصيلة تذكي قيمة التكاتف والتكافل والوئام.
إن الحفاظ على هذا التماسك المجتمعي يتطلب وعيًا مستمرًا من الجميع، أفرادًا ومؤسسات، بضرورة تعزيز ثقافة الحوار والتفاهم والانتماء، وتفعيل أدوار المدرسة والمسجد ومؤسسات المجتمع المدني، لتكون منصات فعالة لبناء المبادرات المجتمعية وتعميق الروابط بين مختلف فئات المجتمع. وبقدر ما نتمسك بترابطنا الأسري، نحمي مجتمعنا من شتات الأفكار الضالة ونمنحه قدرة أكبر على مواجهة التحديات وبناء مستقبل أكثر أمنا وأملا وتطلعا.