ألقى خطبة الجمعة اليوم بالجامع الأزهر فضيلة الدكتور محمود الهواري، الأمين العام المساعد بمجمع البحوث الإسلامية، والتى دار موضوعها حول "اليقين بالله".

 

وقال د. الهواري، إن من كرم الله -عزّ وجلَّ- بخلقه، ورحمته بأمة الحبيب أنه يجدد لهم معاني الإيمان حيناً بعد حين، لافتا أن من أروع المعاني وأفضل القربات وأعظم الطاعات التي يتقرب بها العبد إلي رب الأرض والسماوات والتي تحتاجها الأمة أفراداً ومجتمعات "اليقين بالله".

 

 

وأوضح أن المتأمل لكتاب الله يدرك أن أهل اليقين في منزلة عالية رفيعة لا تضاهيها أي منزلة ودونها أي مكانة، وهذا اليقين الذي يعني العلم المنافي للشك والجهل، والثبات المنافي للتردد، والثقة التي تنافي الريب، واليقين بعلم الغيب بلا تردد أو ظن جملة من المعاني تندرج تحت معنى اليقين.

 

المسلمون تتفاوت أقدارهم في هذا اليقين

 

وبيّن فضيلته أن المسلمون تتفاوت أقدارهم في هذا اليقين، البعض سعى لتحصيله، والبعض الآخر وقف عند درجة واحدة منه، والبعض أدركه وعايشه، والبعض يحبو حتى يدرك أول درجاته، موضحا أن على  المسلم العيش على يقين بما ورد عن رب العالمين وعن رسوله ﷺ الصادق الأمين من أخبار ثم يرتقي في درجات اليقين ليري الأدلة الحسية الواقعية فيزداد يقينه ﴿وفي أنفسكم أفلا تبصرون﴾.

 

وأشار أن المتأمل لحال الأنبياء في اليقين يجد الكثير والكثير فهذا نبي الله نوح عليه السلام، حين أمره ربه أن يصنع الفلك وسخر منه قومه، رد عليه بقوله ﴿قال إن تسخروا منا فإنا نسخر منكم كما تسخرون﴾، وهذا خليل الله إبراهيم حين حاجه قومه وألقوه في النار كان لسان حاله "حسبنا الله ونعم الوكيل"، وهذا موسى عليه السلام عندما قال له قومه سيدركنا فرعون وقومه قال:﴿قال كلا إن معي ربي سيهدين﴾، وأيضاً النبي ﷺ حين كان في الغار مع أبو بكر وقال له أبو بكر "يا نبي الله لو نظر أحدهم تحت قدميه لرآنا" رد عليه رد الواثق من يقين ربه قائلاً: "يا أبا بكر ما ظنك باثنين الله ثالثهما، لا تحزن إن الله معنا".


ويواصل الجامع الأزهر خطته العلمية والدعوية لشهر رمضان بتوجيهات ورعاية فضيلة الإمام الأكبر أ.د أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، وتتضمن: (١٣٠ مقرأة- ٥٢ ملتقى بعد الظهر- ٢٦ ملتقى بعد العصر- صلاة التراويح بالجامع الأزهر ومسجد مدينة البعوث الإسلامية ٢٠ ركعة يوميا بالقراءات العشر-  ٣٠ درسًا مع التراويح- صلاة التهجد بالجامع الأزهر ومسجد مدينة البعوث في العشر الأواخر- تنظيم ٧ احتفالات متعلقة بمناسبات الشهر الكريم- ٥٠٠٠ وجبة إفطار يوميًّا للطلاب الوافدين، لتصل الوجبات لـ ١٥٠ ألف وجبة طوال الشهر الكريم.

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: اليقين الجامع الأزهر البحوث الإسلامية منزلة عالية رفيعة

إقرأ أيضاً:

هل أنا من عليه أن يتغير.. فالجميع مني ينفر

السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته، سيدتي يعتبر حضن العائلة مرفأ مكان لأفرادها، خاصة البنت منهم. ففي ضعفها تسند نفسها بهم وتأوي إليهم، فيتبدد الخوف، وتتزود بالقوة التي واجه بها العالم. لكن هذا الشعور وهذا الإحساس أفتقده تماما وسط عائلتي، أشعر بأني غير محبوبة وسطهم. لا قيمة لي والجميع يتحاشى التعامل معي، وما زاد من مخاوفي هو أني مقبلة على الزواج، فهل سألقى نفس المعاملة حينها..؟

سيدتي صدقيني أنا أعاني كثيرا من جفائهم، وحتى أكون صريحة أنا أيضا أحمل بعض الصفات التي تجعل من حولي ينفرون مني. لكنني دوما أرى أن الكبير هو من عليه أن يعطف على الصغير. فهل أنا محقة أم مخطئة؟ وماذا أفعل كي أغير موقفهم اتجاهي؟ ساعديني من فضلك.

أختكم م.ملك من منطقة القبائل.

الرد:

وعليكم السلام ورحمة الله تعاىل وبركاته عزيزتي، أظن أن الرد على مشكلتك جاء في رسالتك. فما عليك سوى تغيير الصفات التي ترينها غير طيبة فيك. وأعلمي من جهة أخرى أن العطف والحنان والمعاملة بالحسنى ليس بالضروري أن تأتي من الكبير فقط. بل هي عملة تطبع طريقتنا في الحياة مع أي كان،

ومحبة الآخرين حبيبتي تُعتبر عمليّةً مُتبادلةً وثقافةً تدور حول مبادئ عظيمة وساميّة أبرزها العطاء والمبادرة. والتي تتزامن بدورها مع حب النفس واحترامها، فأنت بحاجة لبناء علاقات صحيّة وطيبة مع نفسك أولا ومع من حولك للوصول إلى الراحة والسعادة والاستقرار مع المحيطين بك. ولأن العلاقات الاجتماعية سواء مع العائلة أو غيرهم تقوم على الاحترام والمودّة، فلا بد من تقبّل مشاعر الآخرين والرد عليها بشكل لطيف. حتى يتحقق الترابط والألفة التي تقرب القلوب لبعضها البعص، وتعزز علاقاتهم، خاصة أنك مقبلة على حياة جديدة، وأناس لا تعرفين عنهم سوى أمور سطحية، لهذا وجب عليك حبيبتي أمر بسيط للغاية، وهو أن تكون أنت المبادرة بالحب والمودة والابتسامة الجميلة والكلمة الطيبة، ومن المؤكد ستكسبين ود الآخرين بإذن الله. واعلمي أنه لا يوجد أهل لا يحبون ابنتهم، بل بعض الصفات فيك التي عليك تغيرها وبحول الله سوف تلاحظين الفرق، أتمنى لك الهناء والكثير من السعادة عن شاء الله.

مقالات مشابهة

  • أنوار الصلاة على رسول الله عليه الصلاة والسلام
  • شدة حر الصيف .. خطيب المسجد الحرام: ابتلاء يعظم الأجر بـ3 أعمال
  • خطيب الجامع الأزهر: الحج عبادة ترمز إلى وحدة المسلمين وتوحدهم
  • المقصود من البلاء والابتلاء.. خطيب المسجد الحرام: 3 منح ربانية
  • المقبل على الحج.. خطيب المسجد النبوي: ينبغي معرفة 3 أمور ولا عذر لأحد
  • تعلموا مناسك الحج .. خطيب المسجد النبوي: الله لا يعبد بالهوى بل بالعلم
  • لماذا يبتلي الله عباده وماذا أعد لهم؟ خطيب المسجد الحرام يجيب
  • في هذه البلدة... حزب الله يسحب مرشّحيه من الانتخابات البلدية
  • هل أنا من عليه أن يتغير.. فالجميع مني ينفر
  • ملتقى الجامع الأزهر: القيادة النبوية جمعت بين الحكمة والمبادرة والتخطيط والتوكل