لغز الظلام القاتل.. 20 عاما من اختفاء الشمس في العصور الوسطى
تاريخ النشر: 31st, March 2024 GMT
كان الشتاء البركاني عام 536، هو أشد وأطول فترة تبريد مناخي في نصف الكرة الشمالي خلال الألفي عام الماضية، فقد دخلت الأرض في ظلام دامس واختفت الشمس لأكثر من 20 عامًا، بحسب تقديرات العلماء في ورقة بحثية عن هذه المدة الزمنية، نشرها الموقع الرسمي لجامعة كوينز بلفاست في أيرلندا الشمالية.
وكان سبب الشتاء البركاني هو ما لا يقل عن 3 انفجارات متزامنة من أصل غير مؤكد، مع اقتراح عدة مواقع محتملة في قارات مختلفة.
معظم الروايات المعاصرة عن الشتاء البركاني مأخوذة من مؤلفين في القسطنطينية، عاصمة الإمبراطورية الرومانية الشرقية، على الرغم من أن تأثير درجات الحرارة الباردة امتد إلى ما هو أبعد من أوروبا، إذ حددت الأبحاث الحديثة أنه في أوائل عام 536 م أو أواخر 535، أدى ثوران بركاني إلى حدوث ظلام دامس للأرض.
كيف حدثت فترة الظلام؟هذا الظلام القاتل، كان بسبب الثوارن البركاني السابق الذي بسببه جرى إطلاق كميات هائلة من هباء الكبريتات في الغلاف الجوي، مما أدى إلى تقليل الإشعاع الشمسي الذي يصل إلى سطح الأرض، وتبريد الغلاف الجوي لعدة سنوات.
وفي مارس 536، بدأت مدينة القسطنطينية تشهد سماءً مظلمة وانخفاض درجات الحرارة، والقسطنطينية هي الآن مضيق البوسفور، وتحمل اسم «إسطنبول»، وجرى إنشاؤها من قبل المستعمرين اليونانيين.
بسبب الشتاء البركاني الذي تسبب في خروج كميات هائلة من الغازات، التي حجبت أشعة الشمس من الوصول للأرض لعدة سنوات، انخفضت درجات الحرارة في الصيف عام 536، بما يصل إلى 2.5 درجة مئوية عن المعدل الطبيعي في أوروبا، كما جرى تعزيز التأثير المتبقي للشتاء البركاني لعام 536 في 539-540، عندما تسبب انفجار بركاني آخر في انخفاض درجات الحرارة في الصيف، بما يصل إلى 2.7 درجة مئوية أقل من المعدل الطبيعي في أوروبا.
ولم تكن أوروبا وحدها المتأثرة بهذا الظلام، الذي قتل الحياة النباتية فيها، لكنه أثر على بقية الدول وتسبب في موت بل وندرة بعض النباتات المعتمدة بشكل حيوي على أشعة الشمس، كما تسببت الانفجارات البركانية في تلف المحاصيل، وكانت مصحوبة بطاعون جستنيان، والمجاعة وملايين الوفيات، وبدأت العصر الجليدي الصغير المتأخر، والذي استمر من 536 إلى 560، وذلك وفقا لما يظهره بحث تحليل حلقات الأشجار، الذي أجراه عالم التشجير مايك بيلي، من جامعة كوينز في بلفاست في أيرلندا الشمالية.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: الظلام الشمس بركان درجات الحرارة
إقرأ أيضاً:
احم نفسك من الإنفلونزا وابعد عن فخ المضادات الحيوية | نصائح ذهبية لصحة أفضل
"الإنفلونزا ونزلات البرد".. فيروسات تنشط في فصل الشتاء، ويصاب بها عدد كبير من الأشخاص، ويشتد زحف فيروس الإنفلونزا، وتنتشر العدوى بخفة، فتتحول الأماكن المغلقة ووسائل المواصلات إلى بيئة مثالية لانتقاله. ومع تزايد الإصابات، يصبح الوعي والوقاية خط الدفاع الأول لحماية الأسر والمجتمع.
أكد الدكتور فؤاد عودة، استشاري الأمراض المعدية، أن فيروس الإنفلونزا الجديد يظهر بسلوك مختلف عن الفيروسات السابقة، حيث يتغير بسرعة وتكون أعراضه أكثر حدة، خاصة عند الأطفال.
أعراض الإنفلونزاوأوضح خلال تصريحات على قناة " القاهرة الإخبارية، أن ارتفاع درجة الحرارة والكحة الشديدة، وجفاف الحلق من أبرز العلامات التي تميز الإصابة بهذا الفيروس، مشيرا إلى أن الأعراض عادة تستمر لمدة أسبوع.
تحذير من استخدام المضادات الحيوية في علاج الإنفلونزاوشدد على أن العلاج يجب أن يركز على مضادات الفيروسات وليس المضادات الحيوية، نظرا لاختلاف طبيعة الفيروس عن البكتيريا، مع ضرورة معالجة ارتفاع الحرارة وتخفيف الالتهابات المصاحبة.
وأشار الدكتور عودة إلى أهمية الراحة في المنزل، وشرب الكثير من المياه، وتناول الأطعمة المفيدة، وتجنب الاختلاط بالآخرين خلال فترة الإصابة، مؤكدا أن بعض المواد الطبيعية مثل العسل والنعناع تساعد في تخفيف الأعراض.
انتشار سريع للفيروسات في الشتاء
قال الدكتور مجدي بدران، عضو الجمعية المصرية للحساسية والمناعة، إن فصل الشتاء يشهد انتشاراً سريعاً للفيروسات، حيث تنتقل العدوى بسهولة "من أقل لمسة أو عطسة"، ما يتسبب في مشاكل صحية متكررة خلال هذه الفترة، كما أن كثيرين يقعون في "فخ العدوى" بسبب ضعف إجراءات الوقاية، مشيراً إلى ضرورة معرفة كيفية حماية أنفسنا، وكيفية التعافي السريع عند الإصابة بنزلات البرد أو الالتهابات الموسمية.
أوضح بدران، خلال مداخلة هاتفية على شاشة "إكسترا نيوز"، أن سبب قابلية الجسم للعدوى في الشتاء يعود إلى عدة عوامل مجتمعة، أبرزها انخفاض درجات الحرارة وارتفاع الرطوبة، ما يؤدي إلى قلة التعرّض لأشعة الشمس وانخفاض مستوى فيتامين (د) وبالتالي تراجع المناعة، مضيفا أن تغيّر نمط النوم، وطول فترات البقاء داخل المنازل والأماكن المغلقة، يزيد من فرص استنشاق هواء ملوث وثاني أكسيد الكربون.
كما لفت عضو الجمعية المصرية للحساسية والمناعة، إلى أن التدخين داخل الأماكن المغلقة وعدم التهوية الجيدة يرفعان تركيز الملوثات والفيروسات في الهواء، موضحا أن السلوكيات الخاطئة في الشتاء تُعد السبب الأكبر في ارتفاع نسب الإصابة، من بينها إهمال التغذية الصحية وتناول المشروبات الباردة صباحاً لدى الطلاب، خاصة مع بدء العام الدراسي. وأن هذه العادات تؤدي إلى إضعاف المناعة وتجعل الجسم أكثر عرضة لنزلات البرد والحساسية.
وشدّد الدكتور مجدي بدران على أهمية تغيير نمط الحياة في الشتاء بدلاً من المبالغة في تجنّب البرد، مؤكداً أن “السلوك هو الأساس”. وأضاف أن دولاً عديدة تواجه انخفاضاً شديداً في درجات الحرارة، مثل بعض ولايات أمريكا التي تصل فيها الحرارة إلى 15 درجة تحت الصفر، ورغم ذلك يواصل الطلاب دراستهم دون مشاكل صحية تُذكر، ما يؤكد أن التهوية الجيدة، والغذاء السليم، والنشاط اليومي المنتظم، هي عناصر الوقاية الحقيقية، مؤكدا أن الشتاء في مصر يُعد من أفضل الفصول مقارنة بكثير من دول العالم