غزة «وكالات»: يتواصل القصف الإسرائيلي على قطاع غزة في وقت بدأت جولة جديدة من المفاوضات اليوم في القاهرة سعيا للتوصل إلى هدنة بعد مرور ستة أشهر تقريبا على اندلاع الحرب بين إسرائيل وحركة المقاومة الإسلامية حماس.

وقال مسؤولو الصحة في غزة: إن القصف العسكري الإسرائيلي أسفر عن استشهاد عشرات الفلسطينيين في أنحاء القطاع اليوم،

واستشهد 77 شخصا على الأقل ليل أمس في الغارات الإسرائيلية، حسبما أفادت وزارة الصحة التابعة لحركة حماس.

وعلى الرغم من قرار مجلس الأمن الدولي الذي يطالب بوقف فوري لإطلاق النار، فإنّ القتال لم يتوقّف في القطاع المحاصر والمدمّر، حيث بلغت حصيلة الشهداء 32782 شخصا، معظمهم من النساء والأطفال، وفقا للوزارة. كما تهدد المجاعة سكّانه البالغ عددهم 2,4 مليون شخص فيما تدخل المساعدات الإنسانية التي تخضع لرقابة من الجانب الإسرائيلي، بكميات قليلة إليه.

وبدأت اليوم جولة جديدة من المفاوضات في القاهرة سعيا للتوصل إلى هدنة بحضور وفد إسرائيلي.

وكثف كل من الطرفين المتحاربين مفاوضات تجري بوساطة قطر ومصر حول تعليق الهجوم الإسرائيلي لمدة ستة أسابيع مقابل إطلاق سراح 40 من أصل 130 رهينة ما زالوا محتجزين لدى حماس في غزة.

وتسعى حماس إلى استغلال أي اتفاق في إنهاء القتال وانسحاب القوات الإسرائيلية. واستبعدت إسرائيل ذلك قائلة إنها ستستأنف في نهاية المطاف الجهود الرامية إلى تفكيك القيادات الإدارية والعسكرية لحماس.

وقال مسؤول اليوم إن حماس لن تحضر المحادثات في القاهرة، إذ تنتظر ما سيقوله الوسطاء حول ما إذا كان هناك عرض إسرائيلي جديد مطروح على الطاولة.

وفي مؤشر إلى التدهور الكبير للوضع الإنساني، أفاد مسؤول في الهلال الأحمر الفلسطيني عن استشهاد خمسة أشخاص وإصابة العشرات جراء إطلاق نار وتدافع أثناء توزيع مساعدات فجر السبت في قطاع غزة.

وتحوّل العديد من عمليات توزيع المساعدات في هذه المدينة إلى مأساة منذ فبراير، حيث أسفرت عن استشهاد أكثر من مائة شخص. وقبل بضعة أيام، استشهد 18 فلسطينيا من بينهم 12 غرقا، فيما كانوا يحاولون الحصول على مساعدات غذائية أُنزلت بمظلات إلى القطاع وسقط بعضها في البحر.

وفي انتظار تحقيق اختراق جديد في مفاوضات الهدنة، يتواصل القتال في القطاع الفلسطيني خصوصا في محيط عدد من المستشفيات التي أصبح معظمها خارج الخدمة، والتي يتهم الجيش الإسرائيلي مقاتلي حماس بالاختباء فيها.

وأفادت حماس بأنّ 107 مرضى لا يزالون «محتجزين» في المستشفى، بينما أشارت منظمة الصحة العالمية إلى أنّه لا يزال هناك مائة مريض و50 عاملا صحيا.

كما أفادت حركة حماس بأنّ القوات الإسرائيلية تتواجد في مجمّع مستشفى ناصر في جنوب قطاع غزة، فيما أكد الهلال الأحمر الفلسطيني أنّ عمليات عسكرية تجري في مستشفى الأمل الواقع في جنوب القطاع أيضا.

من جهته، أشار مدير مستشفى كمال عدوان في شمال قطاع غزة، إلى أنّ هذا المستشفى يعدّ المؤسسة «الوحيدة المتاحة للحالات الحرجة»، ولكنّه يواجه حاليا نقصا في الدم.

وفي مدينة خان يونس جنوب قطاع غزة، واصلت القوات الإسرائيلية حصار المستشفيين الرئيسيين، وقصفت الدبابات مناطق في وسط وشرق القطاع.

وقال مسؤولو صحة فلسطينيون: إن غارة جوية إسرائيلية قتلت تسعة في بني سهيلا قرب خان يونس، بينما قتلت غارة جوية أخرى أربعة في مخيم المغازي وسط قطاع غزة.

وفي دير البلح، قال مسؤولو الصحة ووسائل إعلام تابعة لحماس إن غارة جوية إسرائيلية أصابت عدة خيام داخل مستشفى شهداء الأقصى، مما أسفر عن مقتل أربعة وإصابة عدد آخر، بما في ذلك بعض الصحفيين.

وقالت وزارة الصحة في القطاع إن القوات الإسرائيلية واصلت العمليات داخل مستشفى الشفاء في مدينة غزة. وقال سكان يعيشون في مكان قريب إن القوات الإسرائيلية دمرت أحياء سكنية بالقرب من مجمع الشفاء.

وقال أبو مصطفى (49 عاما) «طلعت من البيت أجيب علاج من الصيدلية شفت شغلات كسرت قلبي، شوارع كاملة بالمباني اللي عليها اختفت»، كما قال عبر الهاتف من مدينة غزة «هذه ليست حرب، هذه إبادة جماعية».

ومثل بقية سكان قطاع غزة البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة، يكابد أبو مصطفى، وهو أب لستة، لتوفير الطعام لأسرته في شمال القطاع، حيث حذرت الأمم المتحدة من مجاعة وشيكة.

وقال «بيكفي اللي صار فينا، بننام وبنصحى نحلم في وقف إطلاق نار ينهي الحرب ويحفظ أرواح الناس اللي ضايلة (باقية) في غزة»، رافضا ذكر اسمه خوفا من الانتقام الإسرائيلي.

وقال الجيش الإسرائيلي إن القوات العاملة في مجمع الشفاء قتلت مسلحين كانوا يحصنون المنطقة وعثرت على أسلحة.

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: القوات الإسرائیلیة قطاع غزة

إقرأ أيضاً:

جولة جديدة من المفاوضات غير المباشرة في الدوحة

غزة (الاتحاد)

أخبار ذات صلة «الفارس الشهم 3» تواصل جهود مواجهة أزمة «الجوع» في غزة «إعلان بغداد» يدعو إلى وقف فوري للحرب في غزة وإدخال المساعدات الإنسانية

استؤنفت المفاوضات غير المباشرة بين حركة حماس وإسرائيل في العاصمة القطرية الدوحة، أمس، وذلك بوساطة مصرية قطرية وبمشاركة أميركية، في إطار مساع دبلوماسية متجددة للتوصل إلى وقف لإطلاق النار في غزة وإبرام اتفاق محتمل لتبادل الرهائن. 
 وأشار مصدر مطلع إلى أن الجولة الحالية «منفتحة على القضايا كافة»، مضيفاً أن المحادثات تعتمد على مبادرة قدمها المبعوث الأميركي الخاص ستيف ويتكوف، مع تعديلات قدمها الجانب الفلسطيني، رغم تصعيد القوات الإسرائيلية حملة القصف على غزة التي أودت بحياة مئات خلال الأيام الثلاثة الماضية وتجهيزها لشن هجوم بري جديد. 
وقال مصدر مطلع على سير المفاوضات، إن المقترح الأميركي الحالي يتضمن الإفراج عن عدد من الرهائن الإسرائيليين مقابل وقف مؤقت لإطلاق النار، دون التوصل حتى الآن إلى صيغة نهائية. 
وبحسب وسائل إعلام إسرائيلية، يعمل الوسطاء القطريون على نقل الرسائل بين الجانبين، بينما يتابع المبعوث الأميركي مجريات التفاوض عن بُعد. ووصفت مصادر حكومية في تل أبيب هذه الجولة بأنها «حاسمة». وتشير التقديرات الإسرائيلية إلى وجود نحو 24 رهينة لا يزالون على قيد الحياة داخل غزة، وتأمل الحكومة في إطلاق سراح عشرة منهم كمرحلة أولى ضمن أي اتفاق. وتواجه المحادثات تحديات كبيرة بسبب تباين واضح في المواقف. فبينما تصر إسرائيل على استمرار عملياتها العسكرية وعدم الالتزام بوقف دائم للحرب، تطالب «حماس» بضمانات دولية تنص على انسحاب القوات الإسرائيلية بالكامل من القطاع وإنهاء الحرب بشكل نهائي. 
ولا تزال فرص تحقيق اختراق ملموس في المحادثات غير مؤكدة، وسط استمرار الأعمال العسكرية في مناطق مختلفة من القطاع، وسقوط المزيد من الضحايا المدنيين.
في غضون ذلك، أعلن الجيشُ الإسرائيلي أنه بدأ المرحلة الأولى من هجومه الواسع في قطاع غزة، بشن هجمات مكثفة، وحشد المزيد من القوات للسيطرة على مناطق وصفها بالاستراتيجية في القطاع.
وقال الجيش الإسرائيلي في بيان، إن الهجمات تهدف لتحقيق جميع أهداف الحرب. وبحسب مسؤولين إسرائيليين، تهدف العملية التي أُطلق عليها «مركبات جدعون»، إلى السيطرة الكاملة على القطاع، وإخضاعه لسيطرة عسكرية مباشرة، ودفع السكان نحو الجنوب.
إلى ذلك، قالت السلطات الصحية في غزة، أمس، إن القوات الجوية الإسرائيلية قتلت 146 فلسطينياً على الأقل وأصابت المئات في هجمات جديدة على القطاع في الساعات الأربع والعشرين المنصرمة.
وقال مروان السلطان، مدير المستشفى الإندونيسي في شمال غزة «منذ الثانية عشرة منتصف ليلة أمس استقبلنا 58 قتيلاً، الوضع صعب، الوضع معقد» مضيفاً، هناك عدد كبير من الأشخاص تحت الركام، الوضع كارثي.
وقالت السلطات الصحية المحلية، إن 459 شخصاً أصيبوا في الضربات الإسرائيلية خلال الساعات الأربع والعشرين المنصرمة.

مقالات مشابهة

  • نتنياهو يتمسك بإبادة واحتلال القطاع وسموتريتش يتوعد بمواصلة تجويع وتهجير سكانه ولابيد يحذر من مستنقع
  • نتنياهو يعلن عن الخطة الإسرائيلية للسيطرة الكاملة على قطاع غزة
  • بالفيديو والصور: شهداء وإصابات في تواصل الغارات الإسرائيلية على قطاع غزة
  • ضمن عملية “عربات جدعون”.. إسرائيل تبدأ توسيع عملياتها البرية في غزة
  • سقوط 50 شهيدا في غزة غداة إعلان جيش إسرائيل بدء هجوم بري واسع على القطاع
  • سقوط 32 شهيدا في غزة على خلفية توسيع إسرائيل هجومها رغم تزايد دعوات الهدنة
  • عاجل|| الجيش الاسرائيلي يحاصر المستشفى الإندونيسي شمال قطاع غزة
  • جولة جديدة من المفاوضات غير المباشرة في الدوحة
  • "عربات جدعون": هل يمكن لخطة إسرائيل لاحتلال قطاع غزة أن تقضي على حركة حماس؟
  • مئات الشهداء والجرحى في غزة.. والجيش الإسرائيلي يتحدى العالم