القاهرة "رويترز": أدى الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي اليوم اليمين الدستورية لولاية ثالثة مدتها ست سنوات أمام مجلس النواب بالعاصمة الإدارية الجديدة، أكبر المشاريع العملاقة التي تميز حكمه ويقول منتقدون إنها تستنزف موارد البلاد المالية.

واستقبل حنفي جبالي رئيس مجلس النواب السيسي لدى وصوله إلى مقر البرلمان الجديد في العاصمة الإدارية، وقال في كلمته التي ألقاها أمام الحضور الذي شمل عددا من الوزراء وشيخ الأزهر أحمد الطيب وبابا الأقباط الأرثوذكس تواضروس الثاني، إنه يوم "يسطر التاريخ المصري فيه صفحة من صفحات الجمهورية الجديدة".

وفي كلمته سلط السيسي الضوء على التحديات التي واجهتها مصر في السنوات الأخيرة، ووعد بمواصلة التنمية، التي يقول كثيرون من المصريين إنهم يشعرون بأنهم مستبعدون منها.

ووسط تصفيق وتهليل النواب، قال السيسي في كلمة بعد أداء اليمين إن "طريق بناء الأوطان ليس مفروشا بالورود ... ومحاولات الشر الإرهابي بالداخل والأزمات العالمية المفاجئة بالخارج والحروب الدولية والإقليمية العاتية" فرضت على مصر مواجهة تلك التحديات.

ومع احتدام الحرب في قطاع غزة المجاور، لاقت رسالته بشأن الاستقرار والأمن صدى لدى بعض الناخبين، لكن الكثيرين، المنشغلين بالصعوبات الاقتصادية، عبروا عن عدم اهتمامهم بالانتخابات قائلين إن النتيجة كانت حتمية.

وصاح أحد الحاضرين خلال الحفل "الحمل ثقيل عليك يا ريس!" فيما قاطعه آخر: "إذا كان الله معك فمن عليك!".

وأوضح السيسي خلال كلمته أبرز أهداف وملامح مرحلة حكمه المقبلة إذ أكد على أن أمن مصر القومي يأتي في مقدمة الأولويات في ظل الإضرابات الإقليمية الجارية وحرصه على "تعزيز العلاقات المتوازنة مع جميع الأطراف".

وحقق السيسي فوزا ساحقا في الانتخابات الرئاسية التي جرت في ديسمبر الماضي بنسبة 89.6 بالمئة من الأصوات في غياب منافسين حقيقيين. وفي حين وجدت رسالته حول الاستقرار والأمن صدى لدى بعض الناخبين مع الحرب المشتعلة في غزة المجاورة، أظهر كثيرون لامبالاة، وانشغلوا بارتفاع الأسعار واعتبروا نتيجة الانتخابات محسومة.

وفي الشهر الماضي، سمحت مصر بتحرير سعر صرف الجنيه بعد إبرام صفقة بقيمة 35 مليار دولار مع أحد صناديق الاستثمار الإماراتية، مما ساعد في تخفيف النقص المزمن في العملات الأجنبية التي أعاقت الواردات واستنزفت الاحتياطيات.

ومهدت هذه الخطوة وتجديد الالتزام بتطبيق إصلاحات واسعة بما في ذلك تقليص دور الدولة في الاقتصاد، الطريق أمام إبرام اتفاق مع صندوق النقد الدولي للحصول على قرض موسع بقيمة ثمانية مليارات دولار.

ومنذ أن أصبح السيسي رئيسا في عام 2014، شرعت مصر في تنفيذ مشروعات البنية التحتية بقيادة الجيش، والتي يقول السيسي إنها ضرورية للتنمية الاقتصادية واستيعاب السكان الذي زاد عددهم ستة ملايين نسمة منذ أن وصل إلى 100 مليون قبل أربع سنوات.

وتعد العاصمة الإدارية الجديدة التي تبلغ تكلفتها 58 مليار دولار والواقعة في الصحراء شرقي القاهرة أكبر المشروعات الضخمة، التي تشمل أيضا توسيع قناة السويس، وشق شبكة من الطرق وتشييد مدن جديدة أخرى.

ويلقي منتقدون باللوم على مثل هذه المشروعات في المساهمة في المشاكل الاقتصادية في مصر، قائلين إنها تستنزف الموارد وتزيد من عبء ديون مصر.

ووصف أحمد الطنطاوي، الذي سعى للترشح في الانتخابات الرئاسية العام الماضي وبرز باعتباره المنافس المحتمل الأكثر شعبية، خطاب السيسي بأنه "خطاب نمطي ويأتي وسط وعود كثيرة 'بجمهورية جديدة' بينما لا يقدم حلولا خلاقة أو حقيقية".

وأضاف لرويترز "نطالب بشدة بالشفافية والصراحة مع الشعب المصري العظيم ... الذي يرزح تحت الديون والفقر وسجل متداع لحقوق الإنسان".

وانسحب الطنطاوي من السباق الرئاسي بعد فشله في الحصول على التوكيلات اللازمة لنيل صفة مرشح رئاسي وأدين في فبراير شباط بتزوير وثائق انتخابية وحكم عليه بدفع غرامة ومنع من الترشح لأي انتخابات، سواء رئاسية أو نيابية أو للمحليات، خلال السنوات الخمس المقبلة.

ورغم أن المشاكل الاقتصادية هددت استقرار مصر، فإن مكانتها العالمية تعززت بفضل الأزمة في غزة، حيث تلعب دورا رئيسيا في توفير المساعدات وفي المحادثات الرامية لوقف إطلاق النار.

وصعد السيسي إلى السلطة في عام 2013 بعد الإطاحة بالرئيس السابق محمد مرسي المنتمي لجماعة الإخوان المسلمين، الرئيس الوحيد المنتخب ديمقراطيا في مصر.

وتقدر جماعات حقوقية أن عشرات الآلاف من الأشخاص، من بينهم نشطاء ليبراليون وإسلاميون، سجنوا منذ عزل مرسي.

ويقول السيسي وأنصاره إن الاستقرار والأمن لهما أهمية قصوى وإن الدولة تسعى جاهدة لتوفير الحقوق الاجتماعية للمواطنين مثل السكن والوظائف.

المصدر: لجريدة عمان

إقرأ أيضاً:

رواندا تعلن انسحابها من المجموعة الاقتصادية لدول وسط أفريقيا

أعلنت رواندا انسحابها من المجموعة الاقتصادية لدول وسط أفريقيا (إيكاس)، وذلك عقب القمة الـ26 للمنظمة التي انعقدت أمس السبت في السابع من يونيو/حزيران في مالابو عاصمة غينيا الاستوائية، بحضور 7 من رؤساء الدول الأعضاء البالغ عددها 11 بلدا.

ويأتي هذا الانسحاب، في وقت تشهد فيه المنظمة خلافات متصاعدة بين حكومتي الكونغو الديمقراطية وجمهورية رواندا، بشأن موقف المجموعة من الصراع الدائر في شرق الكونغو بين المتمردين والقوات الحكومية.

وبرّرت كيغالي انسحابها بعدم تمكينها من تولي الرئاسة الدورية للمنظمة، معربة عن أسفها لما وصفته بـ"تسييس المجموعة واستغلالها من قبل جمهورية الكونغو الديمقراطية، بدعم من بعض الدول الأعضاء".

وقالت وزارة خارجية رواندا في بيان إن المجموعة الاقتصادية لدول وسط أفريقيا انتهكت حقوقها المكفولة في المادة 6 من المعاهدة، ولم تعد ترى مبررا للبقاء فيها.

تمديد رئاسة غينيا

ولم تستجب الدول الأعضاء لطلب رواندا بنقل رئاسة المجموعة إليها، وجاء في البيان الختامي للقمة "قررنا تأجيل انتقال الرئاسة الدورية للمجموعة إلى جمهورية رواندا حتى موعد لاحق، وتم الإبقاء على فخامة الرئيس تيودورو أوبيانغ نغيما مباسوغو رئيسا دوريا للمجموعة لعام إضافي".

إعلان

ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن أحد المفوضين أن ممثلين عن جمهورية الكونغو الديمقراطية أكدوا أنهم لن يتمكنوا من المشاركة في أنشطة المجموعة إذا استضافتها رواندا، في ظل التوترات القائمة بين البلدين.

وأعربت رواندا عن رفضها لهذا القرار الذي قالت إنه ينتهك حقوقها المنصوص عليها في المواثيق المؤسسة لـ"إيكاس"، مشيرة إلى أن المنظمة فشلت في احترام قواعدها الخاصة.

وفي سياق آخر، أعلنت المجموعة عن إطلاق منطقة التجارة الحرة الخاصة بالدول الأعضاء اعتبارا من 30 أغسطس/آب 2025.

تصنف المجموعة الاقتصادية لدول وسط أفريقيا (إيكاس) بأنها منظمة تعاون إقليمية ذات طابع حكومي، معترف بها دوليا، وتحمل صفة مراقب في الأمم المتحدة، تأسست عام 1983، وتضم 11 دولة من وسط أفريقيا، هي: أنغولا وبوروندي والكاميرون وغينيا الاستوائية وجمهورية أفريقيا الوسطى والكونغو والغابون وجمهورية الكونغو الديمقراطية ورواندا و"ساو تومي وبرينسيبي" وتشاد.

ويصل سكان أعضاء مجموعة دول إيكاس حوالي 200 مليون نسمة، في حين تبلغ مساحتها الإجمالية 6.67 ملايين كيلومتر مربع.

مقالات مشابهة

  • الخارجية الأوكرانية: من المبكر الحديث عن جولة مفاوضات ثالثة مع روسيا
  • زيلينسكي: أوكرانيا تواجه وضعا قد يتصاعد إلى حرب عالمية ثالثة
  • صوفان: وجود شخصيات على غرار فادي صقر ضمن هذا المسار له دور في تفكيك العقد وحل المشكلات ومواجهة المخاطر التي تتعرض لها البلاد.. نحن نتفهم الألم والغضب الذي تشعر به عائلات الشهداء، لكننا في مرحلة السلم الأهلي مضطرون لاتخاذ قرارات لتأمين استقرار نسبي للمرحلة
  • انخفاضُ حجم العملة المُصْدَرَة، وآثارُه الاقتصادية
  • والد إيلون ماسك يكشف كواليس الخلاف بين نجله والرئيس ترامب
  • ارتفاع صادرات الصين بنسبة 4.8% في مايو الماضي
  • والي ولاية القضارف يشيد بالمنظمات التي ساهمت في توفير الأضحية لفئات مجتمع الولاية
  • رواندا تعلن انسحابها من المجموعة الاقتصادية لدول وسط أفريقيا
  • اعرفي بالقانون.. الإجراء المتبع لو زوجك هجرك ورفض تحمل المسئولية والإنفاق
  • الغلوسي يحذر من تكرار الأخطاء التي وقعت في الماضي على خلفية المس بالمكتسبات الحقوقية