تواصل وزارة الثقافة بالتعاون مع فريق تيم لاب الفني عمليات بناء المتحف الرئيسي الجديد لمتحف "تيم لاب بوردرليس جدة" الواقع في منطقة جدة التاريخية، والذي سيعرض أكثر من 50 عملاً فنياً تجريبياً صمّمتها مجموعة "تيم لاب" الفنية باستخدام التكنولوجيا الرقمية، وسيكون أول متحف من نوعه يتم إنشاؤه وبشكلٍ دائم في منطقة الشرق الأوسط.

ويشهد المتحف الضخم تقدُّماً مطَّرداً في عملياته الإنشائية، وتبلغ مساحة المتحف الواقع على سواحل البحر الأحمر لمدينة جدة 10آلاف متر مربع، ويتم بناؤه على ضفاف بحيرة الأربعين مُطِلّاً على المناظر البانورامية الساحرة لمنطقة جدة التاريخية، المُدرَجة في قائمة اليونسكو للتراث العالمي.

ويُعد "متحف تيم لاب بوردرليس" عالماً متفرّداً من الأعمال الفنية الإبداعية المدهشة، ومتحفاً بلا خريطةٍ أنشأته مجموعة "تيم لاب" الفنية، ويقدم رحلة بصرية مُتصلة تتداخل فيها الأعمال مع بعضها البعض بشكلٍ مبتكر وخلاّق يتخطى الحدود، لتُشكّلَ عالماً إبداعياً متكاملاً، تم تصميمه من أجل أن يُثير دهشة الزوار ويُحفّزهم على الاكتشاف وتذوق الفنون بكل الحواس، وقد انطلق أول متحف "تيم لاب بوردرليس" من العاصمة اليابانية طوكيو في شهر يونيو من عام 2018، واستقبل أكثر من 2.3 مليون زائر سنوياً، مُحَقِّقاً رقماً قياسياً عالمياً لأكثر متحفٍ استقطاباً من قِبَل مجموعةٍ فنية واحدة.

ويأتي إنشاء متحف "تيم لاب بوردرليس" في مدينة جدة بالمملكة، بالتعاون بين وزارة الثقافة ومجموعة تيم لاب، وفي إطار جهود الوزارة لاستقطاب أفضل المعارض والمتاحف الفنية العالمية، وتوفير تجربةٍ ثقافية فنية إبداعية داخل المملكة، إلى جانب إثراء المناطق التراثية، ومن بينها منطقة جدة التاريخية، بالمحتوى الإبداعي النوعيّ الذي يؤكد مضي مشروع النهوض بالقطاع الثقافي السعودي نحو مستهدفاته التنموية تحت مظلة رؤية المملكة 2030.

المصدر: صحيفة عاجل

كلمات دلالية: الشرق الأوسط وزارة الثقافة جدة التاريخية أهم الآخبار جدة التاریخیة

إقرأ أيضاً:

هجمات إسرائيل تتمدد في الشرق الأوسط

ترجمة: بدر بن خميس الظفري -

من الواضح اليوم أن وقف إطلاق النار في غزة ليس سوى «خفضٍ للنار»، لا أكثر؛ فالعدوان مستمر، والهجمات على القطاع تتكرر شبه يوميًّا.

ففي يوم واحد فقط في نهاية أكتوبر قُتل نحو مائة فلسطيني. وفي 19 نوفمبر قُتل 32، وفي 23 نوفمبر قُتل 21، وهكذا دواليك؛ فمنذ بدء وقف إطلاق النار تجاوز عدد القتلى 300، وارتفع عدد الجرحى إلى ما يقارب الألف، وسترتفع هذه الأرقام بلا شك.

التحول الحقيقي الذي حدث مع الهدنة هو تراجع الاهتمام العالمي، وتخفيف الرقابة الدولية فيما تتضح ملامح المخطط الإسرائيلي شيئًا فشيئًا، وهي فرض سيطرة دامية لا تقتصر على غزة وحدها، بل تشمل فلسطين بأكملها، وتمتد إلى المنطقة المحيطة.

وصفت الأمينة العامة لمنظمة العفو الدولية أمنستي إنترناشونال أنييس كالامار ما بعد الهدنة بأنه «وهم خطير يوحي بأن الحياة تعود إلى طبيعتها في غزة». وقالت: إن السلطات الإسرائيلية قلّصت الهجمات وسمحت بدخول بعض المساعدات، «لكن لا ينبغي للعالم أن يُخدع. فالإبادة الجماعية التي ترتكبها إسرائيل لم تنتهِ»؛ فلا مستشفى واحدا في غزة عاد إلى العمل بكامل طاقته.

ومع هبوط الأمطار وانخفاض درجات الحرارة باتت آلاف العائلات مكشوفة الأسقف في خيام متهالكة. ومنذ وقف إطلاق النار في 10 أكتوبر مُنعت أكثر من 6,500 طن من المساعدات التي تنسقها الأمم المتحدة من دخول القطاع.

ووفق منظمة أوكسفام فقد مُنعت في الأسبوعين التاليين للهدنة شحنات مياه وغذاء وخيام وإمدادات طبية تعود لسبع عشرة منظمة دولية.

والنتيجة أن سكانًا فقدوا منازلهم وأرزاقهم ومأوى آمنًا ما زالوا عاجزين عن الحصول حتى على خيام أفضل أو غذاء كافٍ. وتمسك السلطات الإسرائيلية سكان غزة في وضعية عقاب جماعي مؤلم تمنع فيها بروز أي مظهر من مظاهر الحياة الطبيعية، وتترسخ من خلالها إسرائيل كقوة منفردة لا يُحاسبها أحد تمتلك سلطة مطلقة على أرواح الناس.

غزة ليست سوى رأس الحربة في توسّعٍ واضح للنزعة الإمبريالية الإسرائيلية توسّع يمتد إلى الضفة الغربية وما بعدها.

ففي الأراضي المحتلة يتحول القمع الذي تصاعد منذ 7 أكتوبر 2023 إلى حصار عسكري شامل. وقد أُجبر عشرات آلاف الفلسطينيين هذا العام على مغادرة منازلهم في نمط قالت عنه منظمة هيومن رايتس ووتش إنه يشكل «جرائم حرب، وجرائم ضد الإنسانية، وتطهيرًا عرقيًا يوجب التحقيق والمحاسبة».

وفي الأسبوع الماضي ظهرت لقطات مصورة لقيام جنود إسرائيليين بإعدام فلسطينيَّين في جنين بعد أن بدت عليهما نية الاستسلام. وزير الأمن القومي المتطرف إيتمار بن غفير منح العناصر المتورطة دعمه الكامل قائلاً إنهم تصرفوا كما يجب.

الإرهابيون يجب أن يموتوا. وما هذه إلا نافذة صغيرة في لحظة موثقة نادرة وسط نزيف مستمر؛ فقد قُتل أكثر من ألف فلسطيني في الضفة الغربية خلال العامين الماضيين على يد قوات الاحتلال والمستوطنين خمسهم من الأطفال، وأكثر من 300 حالة يشتبه بأنها «إعدامات خارج القانون».

وفي أكتوبر سجّل مكتب الأمم المتحدة مئتين وستين هجومًا للمستوطنين، وهو أعلى رقم منذ بدء توثيق هذه الاعتداءات قبل عشرين عامًا. وأكثر من 93 في المائة من التحقيقات تُغلق بلا توجيه تهم. كما تُسجّل وفاة عشرات الأسرى الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية بسبب الضرب أو الإهمال الطبي، ويخرج من ينجون منها ليحكوا عن جحيم من التعذيب وسوء المعاملة.

وعلى الرغم من ذلك ما تزال دائرة التفويض الإسرائيلي في القتل والاستيلاء على الأرض تتوسع.

فالأسبوع الماضي نفّذت القوات الإسرائيلية عملية توغل برّي في جنوب سوريا أسفرت عن مقتل 13 سوريًا بينهم أطفال. ورفض الجيش الإسرائيلي تقديم أي معلومات عن الجهة المستهدفة مكتفيًا بالتذكير بحقّه في ضرب الأراضي السورية، وهو ما يكرره منذ احتلاله مناطق واسعة من الجنوب السوري سابقًا.

وقد اتُّهمت القوات الإسرائيلية هناك، وفق تحقيقات هيومن رايتس ووتش باتباع الأساليب الاستعمارية نفسها المستخدمة في فلسطين، وهي التهجير القسري، ومصادرة منازل، وهدم بيوت، وقطع مصادر رزق، ونقل غير قانوني لمعتقلين سوريين إلى إسرائيل. وتعتزم إسرائيل البقاء هناك بلا أفق للانسحاب.

وفي لبنان حيث ما يزال 64 ألف شخص نازحين منذ حرب العام الماضي تتصاعد الاعتداءات الإسرائيلية رغم المفاوضات التي جرت في نوفمبر. فقد واصلت إسرائيل قصفها شبه اليومي للأراضي اللبنانية كان آخره الأسبوع الماضي فقط، وما تزال تحتل خمس نقاط استراتيجية تستخدمها لشن هجمات على أهداف تزعم أنها لحزب الله.

ووفق قوات الأمم المتحدة لحفظ السلام في لبنان؛ ارتكبت إسرائيل أكثر من 10 آلاف خرق جوي وبري للهدنة قُتل خلالها مئات الأشخاص. وفي هذه الفوضى يُطرد المدنيون مجددًا من أراضيهم، ويُتركون تحت رحمة الضربات الإسرائيلية، وكأنهم رعايا خاضعون لسيادة إسرائيلية فائقة تتجاوز كل حدود القانون.

وبحسب تقرير حديث من صحيفة نيويورك تايمز؛ فإن «الوضع في لبنان يقدم مثالًا صارخًا على شرق أوسط جديد باتت فيه اليد الإسرائيلية ممتدة في كل مكان».

فكيف يمكن وصف كل ذلك بأنه «وقف إطلاق نار»؟ وما هذا «الوضع القائم» سوى واقع متفجر لا يمكن أن ينبت فيه أي سلام حقيقي، لا في فلسطين ولا في المنطقة.

فالساسة والوسطاء والدبلوماسيون قد يكررون مفردات «الهدنة المرحلية» و«خطط إعادة الإعمار»، لكن الحقيقة أن هذه أفكار لمستقبل لن يتحقق ما دامت الانتهاكات الإسرائيلية متواصلة في أراضٍ لا حقّ لها فيها.

والوهم الخطير الذي يصوّر أن الحياة تعود إلى طبيعتها لا ينطبق على غزة وحدها، بل يمتد إلى فلسطين كلها والمنطقة بأسرها. ولن يلبث أن يتبدّد.

نِسْرين مالك كاتبة في صحيفة الغارديان

مقالات مشابهة

  • إسم جديد لحزب البعث قريبا
  • تراث مصر الغارق.. محاضرة بمتحف الإسكندرية القومي عن آثار خليج أبو قير
  • هيئة المتاحف السعودية تفتتح متحف البحر الأحمر في جدة التاريخية
  • مجدي شاكر: ما حدث في اللوفر كارثة… وآن الأوان لعودة آثارنا إلى بيتها الآمن
  • هجمات إسرائيل تتمدد في الشرق الأوسط
  • محمد خليفة المبارك: متحف زايد الوطني منارة ومرآة لسردية الإمارات
  • إغلاق عدد من الطرق مؤقتاً في منطقة جدة التاريخية تزامنا مع انطلاق مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي
  • المنتخب السعودي يواصل تغيير قيادته الفنية وسط البطولات التاريخية والمستمرة
  • متحف النحل الافتراضي… تجربة تعليمية مبتكرة في مهرجان الزيتون
  • عرض أطول بردية في العالم بمتحف شرم الشيخ