شهد المنتخب السعودي الأول لكرة القدم سلسلة من التغييرات في القيادة الفنية خلال البطولات الكبرى، وهو أمر أصبح متكررًا لأسباب متنوعة، أحدثها تزامن حضور المدرب الفرنسي هيرفي رينارد لقرعة كأس العالم 2026 في الولايات المتحدة، مما أدى إلى غيابه عن مباراة الأخضر أمام جزر القمر في كأس العرب الجارية في قطر، وأسندت مهمة قيادة الفريق مؤقتًا إلى مواطنه فرانسوا رودريجيز، مساعده المقرب، للمباراة الواحدة.

ويأتي هذا التغيير في توقيت متزامن تقريبًا مع مراسم سحب قرعة كأس العالم، رغم الفارق الزمني البسيط بين الحدثين.

وليس فرانسوا رودريجيز هو أول بديل يتولى قيادة الأخضر خلال البطولات، إذ سبقته عدة تجارب استثنائية مع مدربين محليين تولوا المهمة مؤقتًا بعد إقالة أجانب أو تغييرات مفاجئة، وكان أبرزهم خليل الزياني، ومحمد الخراشي، وناصر الجوهر مرتين، بالإضافة إلى الهولندي مارتن كويمان.

ويعود تاريخ التغيير الطارئ للقيادة الفنية في المنتخب السعودي إلى أكثر من أربعة عقود، حيث تم تسجيل أول حالة بعد خسارة صفر-4 أمام العراق ضمن كأس الخليج 1984 في عمان، والتي أفضت إلى إقالة البرازيلي ماريو زاجالو. وقد تولى خليل الزياني قيادة الفريق فورًا، ونجح في تعديل مسار النتائج، حيث تعادل مع الكويت 1-1 وفاز على الإمارات والبحرين بنتيجة 2-0، ليختتم البطولة في المركز الثالث.

واستمر نمط التغيير خلال نسخ متعددة من البطولات الكبرى. ففي كأس العالم 1998، شهد المنتخب خسارتين متتاليتين أمام الدنمارك وفرنسا، ما أدى إلى إقالة البرازيلي كارلوس ألبرتو بيريرا بعد الجولتين الأوليين، وأسندت المهمة إلى محمد الخراشي الذي قاد الفريق لتحقيق تعادل 2-2 مع جنوب إفريقيا قبل مغادرة المونديال.

وبالنسبة لكأس آسيا 2000، افتتح السعوديون مشاركتهم بخسارة 1-4 أمام اليابان، ما تسبب في إقالة التشيكي ميلان ماتشالا، وتم استدعاء ناصر الجوهر لقيادة الفريق مؤقتًا، حيث نجح في قلب مسار النتائج ووصل بالمنتخب إلى المباراة النهائية، التي خسرها بهدف وحيد أمام اليابان. أما في كأس آسيا 2011، فقد أعيد الجوهر لتولي المهمة بعد خسارة الفريق أمام سوريا 1-2، ولكن النتائج لم تكن كما في النسخة السابقة، إذ تعرض الأخضر لهزيمتين متتاليتين أمام الأردن واليابان بنتيجة 0-1 و0-5 على التوالي.

وفي كأس العرب 2002، مرض المدرب الهولندي جيرهارد فاندرليم، الذي قاد الفريق إلى النهائي، فناب عنه مواطنه مارتن كويمان، وتمكن من قيادة الأخضر للفوز على البحرين بهدف ذهبي ومنح اللقب للمنتخب، بينما كان المدرب الأصلي غائبًا.

يظهر التاريخ أن المنتخب السعودي معتاد على التغييرات الطارئة في القيادة الفنية أثناء البطولات، سواء لأسباب فنية، أو صحية، أو تنظيمية، ويستعين في أغلب الأحيان بمدربين محليين أو مساعدين أجانب مؤقتين لضمان استمرارية الأداء وحفظ النتائج. ومع كل حدث، يبرز دور هذه البدائل في إعادة توازن الفريق وإدارة المباريات بشكل فعّال، مما يعكس مرونة الجهاز الفني السعودي وقدرته على التعامل مع الأزمات أثناء البطولات الكبرى.
 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: المنتخب السعودی فی کأس

إقرأ أيضاً:

مبابي يقترب من تحطيم أحد أصعب أرقام كريستيانو رونالدو التاريخية

يواصل كيليان مبابي، نجم ريال مدريد البالغ من العمر 26 عامًا، رحلة مطاردة أحد أبرز الأرقام القياسية في تاريخ النادي الملكي، وهو رقم الأسطورة البرتغالية كريستيانو رونالدو الذي سجّل 59 هدفًا في عام واحد خلال 2013، وهو رقم صمد لأكثر من 12 عامًا.

وبحسب صحيفة مدريد يونيفرسال، فإن مبابي يقدّم موسمًا استثنائيًا، يقربه خطوة بعد خطوة من معادلة هذا الرقم الأسطوري، بعدما سجّل 25 هدفًا في 20 مباراة رسمية مع ريال مدريد هذا الموسم، لترتفع حصيلته السنوية – مع إضافة أهدافه في كأس العالم للأندية الصيف الماضي – إلى 55 هدفًا.

ويُعد هذا الإنجاز مؤشرًا قويًا على التفوق الكبير لمبابي في موسمه الأول مع ريال مدريد، حيث يتصدر ترتيب هدافي الدوري الإسباني بـ 16 هدفًا، متفوقًا على أبرز المهاجمين وفي مقدمتهم روبرت ليفاندوفسكي بفارق ثمانية أهداف.

4 أهداف تفصله عن معادلة رونالدو..

مع دخول شهر ديسمبر، تبدو الطريق ممهدة أمام مبابي للوصول إلى الرقم التاريخي؛ إذ يكفيه تسجيل أربعة أهداف لمعادلة رقم رونالدو، وخمسة أهداف لتجاوزه رسميًا. ويخوض ريال مدريد خلال الشهر الجاري مواجهات أمام سيلتا فيجو، إشبيلية، وألافيس في الدوري، إضافة إلى اختبار صعب أمام مانشستر سيتي في دوري الأبطال.

وكان مبابي قد خطف الأنظار مؤخرًا بتسجيله ثلاثية أمام أولمبياكوس، ليحقق ثاني أسرع “هاتريك” في تاريخ دوري أبطال أوروبا، متجاوزًا أحد أرقام كريستيانو، وبفارق بسيط خلف الرقم القياسي المسجل باسم المصري محمد صلاح.
الهولندي ويسلي شنايدر، أحد أبرز لاعبي ريال مدريد السابقين، أشاد بمستوى مبابي مؤكدًا أنه المرشح الأبرز لحصد الكرة الذهبية في العام المقبل، نظرًا لتأثيره الكبير داخل الفريق ومردوده الهجومي المتصاعد.

مبابي يقف الآن على أعتاب لحظة حاسمة في مسيرته؛ ديسمبر قد يمنحه فرصة دخول التاريخ من أوسع أبوابه، وربما يرسّخ مكانته كأحد أعظم الهدافين في جيله.

مقالات مشابهة

  • المنتخب السعودي يفجر مفاجأة قبل مواجهة جزر القمر.. كواليس نارية من معسكر الأخضر ليلة المباراة
  • المنتخب السعودي يواصل تقليد تغييرات المدربين الطارئة وسط البطولات الكبرى
  • تعرف على تشكيل الأخضر أمام جزر القمر في كأس العرب
  • مبابي يقترب من تحطيم أحد أصعب أرقام كريستيانو رونالدو التاريخية
  • الأخضر يواصل تحضيراته لمواجهة جزر القمر في الجولة الثانية من كأس العرب
  • "حماس": الاحتلال يواصل الإبادة مع تغيير بوتيرتها
  • تقرير يكشف عن الفريق السعودي الأقرب للتعاقد مع محمد صلاح
  • المنتخب السعودي يفتتح مباريات بكأس العرب 2025 بانتصار ثمين أمام عمان «فيديو»
  • كأس العرب: الأخضر السعودي يستهل مشواره بفوز على عُمان