أبريل 3, 2024آخر تحديث: أبريل 3, 2024

د. محمد وليد صالح

كاتب عراقي

 

القدرة على الاستقطاب والإقناع المعتمدة على أساليب قوامها نشر الأفكار عبر وسائل الاتصال والحصول على ما تريد عن طريق الجاذبية وصورتها بدلاً عن الإرغام ودفع الأموال والإكراه والضغوط ، ذهب إليه جوزيف صموئيل ناي قبل خمسة وعشرين عام.

فالقدرة على التأثير في سلوك الآخرين للحصول على النتائج والأهداف المتوخاة بدون الاضطرار إلى الاستعمال المفرط للعوامل والوسائل العسكرية، وكذلك فن اجتذاب الآخرين إلى نظام ما باستعمال الإغراء الخالي من الترغيب والترهيب وتعتمد على إبهار الآخر بالمخزون الثقافي.

ان العلاقة بين القوة المادية الصلبة للدولة التي تتضمن القوة الاقتصادية والعسكرية وقوتها الناعمة أو المرنة المتضمنة الرمزية وإثارة العواطف بواسطة التركيز على الأمور التي تتعلق بحياة المجتمع، لتحقق نتائج أكثر مما تحققه القوة الجامدة تتضمن ثلاثة جوانب نابعة من تداخل القوتين ودعم الواحدة للأخرى، على النحو الذي يكفل بلوغ أهداف سلوكية معينة، فضلاً عن التحوّلات العالمية من الاعتماد على القوة العسكرية والكثافة السكانية واعتبارات الجغرافية إلى الاعتماد على القوة التكنولوجية والمعلوماتية والاقتصادية والتعليم، لأن مصدر واحد للقوة لم يعد كافياً لبلوغ الأهداف المرسومة في عالم اليوم، وتتسم هذه بهدوئها وسيرها التدريجي وغير الظاهر بصورة مباشرة.

إذ يعود التفضيل لأسباب عدة منها الاقتصادية لما للحرب التقليدية من خسائر في الأموال والمعدات والموارد البشرية، والستراتيجية المتعلقة بحسابات الأمر البعيد والخوف من تغيرات الأحداث وموازين القوى، وتتمثل الاستثمارية بثروات البلدان ومدى تعرضها لأخطار الحرب والتدمير بلا سبب، وكان السياسي هو إن الدول الكبرى التجأت للقوة الناعمة والدبلوماسية العامة من أجل تحسين صورتها عند الشعوب للتأثير فيهم بواسطة وسائل الاتصال الجماهيرية وغير الجماهيرية، لتحقيق استلاب الذات وضياع الهوية الثقافية عن طريق نظم العولمة وأحياناً شيوع الفوضى والتفاهة.

وتمارس العلاقات العامة الدولية دور الوسيط في السياسة الخارجية للدول بوصفها الطريقة التي تؤثر بها الحكومات والأفراد والجماعات بطريقة مباشرة وغير مباشرة على اتجاهات الجمهور وآرائه، التي تؤثر مباشرة على قرارات السياسة الخارجية لحكومات دول أخرى، ولاسيما ان نصف سياسات القوة اليوم تكمن في القدرة على صنع صورة الدولة في العالم وعندما تسعى دولة ما لتحسين صورتها أمام الرأي العالمي الخارجي مع تزايد أهمية الجمهور في الشؤون الدولية، فإنها تسعى إلى بناء الثقة فيها كدولة مسالمة وإيجابية ومتعاونة في المجتمع الدولي، لذ اتسمت تكنولوجيا العمليات الاتصالية الدولية بالاستمرارية والتفاعلية ودفعت الحاجة إلى وجود تفاهم متبادل ومستمر بين المنظمات الدولية والشركات متعددة الجنسيات والحكومات وبين جمهورها، فالثقة الدولية عامل يتيح لها الحصول على الموارد والدعم السياسي والمادي، أو ما يطلق عليه السمعة الوطنية للدولة يمكن ان تكون في أكثر فائدة لها من القوتين العسكرية والاقتصادية مما يعطي جاذبيتها الثقافية وقيمها المثالية وسياساتها الإيجابية وإضفاء شرعية على الدولة ذات السمعة الجيدة.

مرتبط

المصدر: وكالة الصحافة المستقلة

إقرأ أيضاً:

واشنطن تضغط على أوروبا للمشاركة في "القوة الدولية" في غزة

أفادت مصادر مطلعة لموقع "أكسيوس" أن مسؤولين أمريكيين أبلغوا دبلوماسيين أوروبيين بأن الانسحاب الكامل للجيش الإسرائيلي من قطاع غزة مرهون بإرسال الدول الأوروبية جنودا لدعم "قوة الاستقرار الدولية" أو دعم الدول المساهمة فيها.

وذكر دبلوماسي أوروبي مطلع على المحادثات أن الولايات المتحدة نقلت رسالة واضحة في الأيام الأخيرة مفادها: "إذا لم تكونوا مستعدين للذهاب إلى غزة، فلا تشتكوا من بقاء الجيش الإسرائيلي".

وتقوم الإدارة الأمريكية بإطلاع دول غربية سرا، ومن بينها ألمانيا وإيطاليا، على تفاصيل القوة والمجلس ودعوتها للمشاركة.

ووفق الدبلوماسي الأوروبي فقد أبلغت الدول الأوروبية بأن نشر القوة سيبدأ بمجرد تشكيل مجلس السلام، لكن من دون تحديد جدول زمني بعد.

وتخطط إدارة الرئيس دونالد ترامب لتعيين جنرال أمريكي برتبة لواء لقيادة القوة الدولية المقترحة في غزة، وفقا لمسؤولين أمريكيين وإسرائيليين.

وعلى الرغم من توليها القيادة، شدد مسؤولون أمريكيون على أنه لن يتم نشر قوات أمريكية على الأرض في القطاع.

وتشمل خطة ترامب الانتقال إلى "المرحلة الثانية" بعد إقرار وقف إطلاق النار، وهي المرحلة التي تتضمن انسحابا إسرائيليا أوسع، وانتشار قوة دولية، وتشكيل هيكل حوكمة جديد بقيادة الرئيس ترامب، باسم "مجلس السلام".

وقد صادق مجلس الأمن الدولي مؤخرا على كل من القوة والمجلس. ومن المتوقع أن يعلن ترامب عن مجلس السلام لغزة في مطلع عام 2026.

وكان سفير الأمم المتحدة، مايك والتز، قد أبلغ رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ومسؤولين آخرين هذا الأسبوع بهذه التفاصيل، مشددا على أن وجود جنرال أميركي على رأس القوة من شأنه أن يمنح إسرائيل الثقة في أنها ستعمل وفق معايير مناسبة.

ويقول مسؤولون أمريكيون إنهم حاليا في المراحل الأخيرة من تشكيل قوة الاستقرار الدولية و"مجلس السلام" في لغزة.

مقالات مشابهة

  • واشنطن تبحث ترتيبات نشر قوة الاستقرار الدولية في غزة
  • فرصة مقيدة: هل تستفيد الصين من تراجع القوة الناعمة الأمريكية؟
  • واشنطن تضغط على أوروبا للمشاركة في "القوة الدولية" في غزة
  • واشنطن تضغط على أوروبا للمشاركة في "القوة الدولية" في غزة
  • تباينات عميقة تعرقل تشكيل قوة الاستقرار الدولية في غزة
  • في ضربة استباقية للمتاجرين بصحة المواطنين.. محافظ المنوفية: ضبط ذبائح مريضة وغير صالحة للإستخدام الآدمي
  • العراق يرحب بتصويت الكونغرس على إلغاء استخدام القوة العسكرية ضد البلد لعامي 1991 و2002
  • مفاجآت القوة العسكرية لعام 2025.. تركيا تتقدم على قوى عالمية كبرى
  • القوة الدولية في غزة.. تحضيرات للانتشار مطلع 2026
  • معهد الدراسات الدبلوماسية يوقع مذكرة تفاهم مع أكاديمية "كلينجندال" للعلاقات الدولية بهولندا