آخر إمبراطور من أصول يمنية.. من هو؟
تاريخ النشر: 3rd, April 2024 GMT
المصدر : RT
كانت سيرة تافاري ماكونين الرجل الذي ارتقى إلى عرش إثيوبيا في 2 نوفمبر عام 1930 باسم هيلا سيلاسي الأول، أسطورية بجدارة من بدايتها وحتى نهايتها المأساوية.
كان تافاري المولود في 23 يوليو عام 1892، يعتبر نفسه الحفيد 225 لملكة سبأ بلقيس والنبي سليمان، وقد انتهى المطاف به في قبر سري تحت أرضية قصره.
والد تافاري ماكونين الذي أصبح يدعى هيلا سيلاسي بعد تعميده، كان أحد المستشارين العسكريين الكبار لإمبراطور الحبشة منليك الثاني، وقد ورث لقب الوجاهة والنفوذ “رأس” منه بعد وفاته في مارس عام 1906، ثم عين لاحقا حاكما لمسقط رأسه هراري في عام 1911.
بعد وصول إياسو الخامس إلى عرش الإمبراطورية الحبشية في عام 1913، برز تكتل في أعلى هرم السلطة في البلاد ضده بسبب تمسكه بالإسلام، علاوة عل مساندته لألمانيا في تلك الحقبة.
احتد الصراع وأفضى إلى خلع هذا الإمبراطور وتنصيب الأميرة زوديتا، ابنة منليك الثاني، فيما أصبح تافاري ماكونين وصيا رئيسا على الإمبراطورة وقائدا للقوات الإمبراطورية.
الإمبراطور المخلوع صحبة والده حاولا استرداد العرش بالقوة والزحف على العاصمة أديس أبابا إلا أن المحاولة فشلت وتمكن تافاري من سحق جيشهما.
بحلول عام 1917، تمكن تافاري ماكونين من القضاء على فلول الإمبراطور المخلوع تماما، وبدأ بعد أن استتب الأمر له في إجراء إصلاحات داخلية وخارجية.
لم يتوقف طموح تافاري عند هذا الحد، واعتلى العرش رسميا باسم هيلا سيلاسي في 2 نوفمبر عام 1930، وقلد نفسه في تلك المناسبة بأعلى وسام في البلاد وهو، الصليب الأكبر من وسام سليمان
تمكن إمبراطور إثيوبيا الجديد من إحداث تغييرات مهمة في بلاده منذ أن تولى الوصاية على العرض.
تلك الإصلاحات تعززت بعد توليه العرش، ورفعت من مكانة بلاده وحولتها إلى دولة استثنائية في القارة الإفريقية حينها.
تم بناء العشرات من المؤسسات التعليمية والمستشفيات في إثيوبيا، وأوليت عناية خاصة لاستخراج الذهب والفضة، كما انضمت البلاد إلى عصبة الأمم، وظهر لها لأول مرة في تاريخها، دستور في يوليو عام 1931. هذا الدستور بني على القانون الأساسي لدستور “ميجي” في الإمبراطورية اليابانية.
لم يهنأ حفيد ملكة سبأ الأسطوري بعرشه طويلا، فقد زحفت القوات الإيطالية لاحتلال إثيوبيا بعد أن حصلت على موطئ قدم في إريتريا.
تصدى هيلا سيلاسي لقوات الغزو الإيطالي بقيادة الجنرال رودولفو غراتسياني، إلا أن تلك الحرب الضروس انتهت باستيلاء الإيطاليين على أديس أبابا في 5 مايو 1936، ثم اصبح ملكها فيكتور إيمانويل الثالث، إمبراطورا لإثيوبيا.
هيلا سيلاسي فر إلى جيبوتي ومنها إلى السودان ثم حط في بريطانيا لاجئا سياسيا بلا عرش، فيما بقيت إثيوبيا تحت السيطرة الإيطالية حتى الخامس من مايو عام 1941، تاريخ دخول القوات البريطانية إليها وطرد الإيطاليين من هناك.
كان بين القوات البريطانية في ذلك الوقت قوة محلية قادها هيلا سيلاسي بنفسه، تضاعف عددها مع التقدم نحو أديس أبابا.
تمكن الإمبراطور هيلا سيلاسي العائد إلى العرش، من القضاء على معارضيه وجيوب المتعاطفين مع الاحتلال الإيطالي بشكل تام في عام 1943، وبدأ مجددا في محاولة بناء بلاده بطرق عصرية.
الأوضاع الداخلية لم تستقم له تماما وتعرض الإمبراطور لمحاولات للإطاحة به واغتياله، ثم دخل في خريف عام 1961 في نزاع مسلح مع إريتريا التي سعى أهلها إلى الانفصال عن إثيوبيا، وخاضوا في سبيل ذلك كفاحا مسلحا تواصل لعدة عقود.
الكوارث والنكبات لم تتوقف عند هذا الحد، وشهدت البلاد بين عامي 1972 – 1974 مجاعة قاسية ناجمة عن الجفاف أودت بحياة عدد كبير من السكان. اتسع الاستياء من النظام القائم، وبادر الجيش إلى التدخل وقام بالإطاحة بالإمبراطور هيلا سيلاسي في 12 سبتمبر عام 1974.
اعتقل الإمبراطور وجميع أفراد عائلته ووضع تحت الإقامة الجبرية. في وقت لاحق في 27 أغسطس عام 1975 قتل هيلا سيلاسي الأول مع ستين من كبار الشخصيات المقربة منه.
شاع أن الإمبراطور وكان ناهز حينها من العمر 83 عاما قد قتل بكتم أنفاسه بوسادة، فيما أعلنت الحكومة العسكرية الإثيوبية المؤقتة أن هيلا سيلاسي “توفى بعد إصابته بمرض خطير”.
لاحقا تبين أن الإمبراطور الذي اشتهر بولعه بالحياة المترفة وبالملابس البراقة المذهبة وبتربية الأسود والفهود قد دفن مع أفراد حاشيته في قبر سري بالقرب من مرحاض تحت أرضية القصر الإمبراطوري.
جثة هيلا سيلاسي استخرجت في فبراير عام 1992، وتم التأكد منها، وأعيد دفن رفاته في 5 نوفمبر عام 2000 بشكل رسمي في كنيسة الثالوث المقدس في العاصمة أديس أبابا. هكذا طويت صفحة هذا الإمبراطور “الأسطوري”.
المصدر: شمسان بوست
كلمات دلالية: أدیس أبابا
إقرأ أيضاً:
مركز دراسات أمريكي: هل يستغل الحوثيون حركة الشباب في الصومال لمهاجمة أصول مرتبطة بإسرائيل؟
حذر مركز صوفان الأمريكي للدراسات الاستراتيجية، من استمرار الهجمات بين جماعة الحوثي وإسرائيل، الأمر الذي يهدد بالتصعيد والتوسع في المنطقة، في ظل وجود تقارير دولية تتحدث عن وجود علاقات بين الحوثيين في اليمن وحركة الشباب الإرهابية في الصومال.
وقال المركز في تحليل ترجمه للعربية "الموقع بوست" مع تواصل إسرائيل وحركة الحوثيين تبادل الضربات الصاروخية والجوية في أعقاب وقف إطلاق النار بين الولايات المتحدة والحوثيين، والذي لم يشمل إسرائيل. دفعت الضربات الإسرائيلية الانتقامية على المطارات التي يسيطر عليها الحوثيون في اليمن الحوثيين إلى تهديدات بمهاجمة طائرات ركاب إسرائيلية.
وأضاف "قد يستغل الحوثيون علاقاتهم المتنامية مع حركة الشباب الإرهابية المتمركزة في الصومال لمهاجمة أصول مرتبطة بإسرائيل".
وتوقع مركز الدراسات الأمريكي أن تتوسع الاشتباكات في جميع أنحاء المنطقة، بما في ذلك اتخاذ إجراءات أمريكية أو إسرائيلية ضد إيران، الداعم الرئيسي للحوثيين.
وتابع "أنهى وقف إطلاق النار في أوائل مايو/أيار بين الولايات المتحدة وحركة الحوثيين في اليمن (أنصار الله) حملة استمرت شهرين من الضربات الأمريكية على المواقع العسكرية والموانئ ومحطات الطاقة التابعة للحوثيين ("عملية الفارس الخشن") والتي لم تحقق سوى جزء من الأهداف الأمريكية. تعهد الحوثيون بوقف هجماتهم على السفن الحربية الأمريكية ومعظم السفن التجارية في البحر الأحمر، مما أعاد قدرًا من حرية الملاحة عبر تلك النقطة الاختناق الرئيسية. لم تُطبق الهدنة على إسرائيل أو الشحن المرتبط بها، لكن الجماعة امتنعت عن شن أي هجمات جديدة على السفن العابرة لذلك الممر المائي. وفي معرض شرحهم لعدم إصرارهم على تطبيق وقف إطلاق النار على إسرائيل، صرّح مسؤولو ترامب للصحفيين بأنهم لا يعتقدون أن الحوثيين سيوقفون هجماتهم على إسرائيل. ويجادل الخبراء بأن فريق ترامب اختار التوقف عن إنفاق موارد عسكرية أمريكية كبيرة وذخائر متطورة باهظة الثمن على حملة جوية في اليمن من غير المرجح أن تُسفر عن نتائج إضافية كبيرة".
يُبدي بعض المراقبين -وفق التحليل- تفاؤلاً أكبر بشأن نتائج حملة الضربات الأمريكية، مشيرين إلى أنه بالإضافة إلى وقف هجمات الحوثيين في البحر الأحمر، ضغطت الهجمات الأمريكية أيضًا على إيران لسحب مستشاريها العسكريين من فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإسلامي (IRGC-QF) من اليمن.
وحسب التحليل فإن هذا الانسحاب في حال تأكيده واستمراره، سيُقلل من قدرات الحوثيين في المستقبل. وأوضح مسؤول إيراني كبير للصحفيين أن انسحاب إيران كان يهدف إلى تجنب المواجهة المباشرة مع الولايات المتحدة وخطر وقوع خسائر في صفوف الإيرانيين.
"ربما سعت إيران أيضًا إلى الحد من بؤر التوتر الإقليمية مع الولايات المتحدة، حيث كان البلدان منخرطين في محادثات للتوصل إلى اتفاق نووي جديد. من شأن الانسحاب الإيراني من اليمن أن يُعزز من ضعف موقع إيران الجيوستراتيجي الإقليمي منذ منتصف عام 2024، وأن ميزان القوى الإقليمي قد تحول لصالح إسرائيل والولايات المتحدة. حتى لو سحبت إيران أفراد فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني من اليمن، فإنها لا تزال تُقدم الدعم المادي للحوثيين من خلال شحن الأسلحة وتكنولوجيا الأسلحة إليهم"، وفقًا لمسؤولي القيادة المركزية الأمريكية (CENTCOM).
وطبقا لتحليل مركز صوفان فإنه مع امتناع قادة الحوثيين عن شن ضربات جديدة في البحر الأحمر، نفذوا تهديداتهم بمواصلة مهاجمة إسرائيل طالما استمرت عملياتها ضد حماس في غزة.
في الأسبوع الماضي، صرّح عبد الملك الحوثي، الزعيم الأعلى للحوثيين: "مهما بلغ حجم العدوان الإسرائيلي ومهما تكرر، فلن يؤثر على موقف شعبنا في دعم الشعب الفلسطيني. لقد ظلّ العدو الإسرائيلي في موقف ضعيف بعد توقف العدوان الأمريكي نتيجة فشله... ويحاول العدو الإسرائيلي استعادة الردع من خلال هذا العدوان المتكرر على المنشآت المدنية في بلدنا".
وذكر التحليل "منذ 18 مارس/آذار، عندما استأنف جيش الدفاع الإسرائيلي هجومه على حماس في قطاع غزة، أطلق الحوثيون 42 صاروخًا باليستيًا وما لا يقل عن 10 طائرات مسيرة على إسرائيل. في 4 مايو/أيار، سقط صاروخ داخل أرض مطار بن غوريون، ولم يُلحق أضرارًا تُذكر، ولكنه مع ذلك دفع معظم شركات الطيران الأجنبية إلى تعليق رحلاتها من وإلى إسرائيل".
واستدرك "تم اعتراض معظم الصواريخ والطائرات المسيرة الأخرى التي أطلقها الحوثيون. ردّت إسرائيل على هجمات الحوثيين التي تُسبب اضطرابات، وكما توقع الخبراء، تصاعدت حدة تبادل التهديدات، مما زاد من احتمالية امتدادها إلى أجزاء أخرى من المنطقة".
في الأسبوع الماضي، أطلق الحوثيون صاروخين باليستيين باتجاه إسرائيل، اعترضتهما الدفاعات الجوية الإسرائيلية المتطورة. وفي محاولةٍ للردع، قصفت إسرائيل مطار صنعاء الدولي يوم الأربعاء الماضي للمرة الثانية خلال شهر.