RT Arabic:
2025-07-12@13:38:23 GMT

تركيا في حالة غليان

تاريخ النشر: 4th, April 2024 GMT

تركيا في حالة غليان

عن أسباب الاحتجاجات في تركيا والأضرار التي يمكن أن تسببها لأنقرة، كتب مدير مركز "تركيا الجديدة"، يوري مواشيف، في "إزفيستيا":

 

اجتاحت موجة من أعمال الشغب عدة مدن تركية. احتج متظاهرون بعنف، من إزمير في الغرب إلى حكاري في الشرق على قرار وزارة العدل استبعاد مرشح مؤيد للأكراد، في مدينة فان، من الانتخابات التي ستجرى في البلاد في 31 مارس/آذار.

من غير المستبعد أن تكون للغرب الجماعي يد في الاضطرابات التي لا تزال مستمرة. لهذه الرواية أسس اقتصادية وجيوسياسية يمكن تتبعها تمامًا.

إن الأحداث التي نراها اليوم تتكشف على خلفية الإعلان، في نهاية مارس/آذار، عن خطط بين تركيا والعراق لإنشاء مركز عمليات مشتركة لمحاربة حزب العمال الكردستاني.

ففي نهاية المطاف، يعتزم الجانبان، التركي والعراقي، ضمان أمن مشروع ممر النقل "طريق التنمية". وفي حال تنفيذه، ستكون لديه كل الفرص لينافس قناة السويس، وكذلك المشروع الأميركي الهندي "الهند- الشرق الأوسط- أوروبا".

وهذا يعني أن نموذج العالم المتمركز حول الغرب سيتلقى ضربة أخرى بعد ظهور ممر النقل الروسي "شمال-جنوب"، المماثل في فكرته.

وبناءً على ذلك، فإن تريليونات الدولارات على المحك، بالنسبة إلى الغرب الجماعي، والتي كان يمكن أن تصب في جيوب الأتراك والعراقيين. بالإضافة إلى ذلك، تخاطر الولايات المتحدة بخسارة نفوذها التجاري والسياسي تمامًا على ضوء مشاكل عبور قناة السويس ومضيق باب المندب.

ولهذا السبب، تتعرض الوحدة الاجتماعية والعرقية في تركيا لضربة الآن. وفي هذه الحالة، تعمل الأحزاب والمنظمات الكردية كأدوات.

 

المقالة تعبر فقط عن رأي الصحيفة أو الكاتب

المصدر: RT Arabic

كلمات دلالية: أنقرة انتخابات رجب طيب أردوغان

إقرأ أيضاً:

بين الاستشراق والاستغراب: حين نكون موضوعًا بلا أدوات

أحمد بن محمد العامري

منذ لحظة الاحتكاك الأول بين  العرب والغرب الحديث، لم يكن التبادل الثقافي بين الطرفين قائمًا على الندية، بل انطلق من علاقة اختلال معرفي وقيمي شكلت فيها القوى الغربية طرفًا فاعلًا ممسكًا بأدوات البحث، بينما وقع العرب في موقع الطرف المنظور إليه، المراقب، الخاضع لعمليات تفكيك ممنهجة في مجالات اللغة والتاريخ والدين والاجتماع. هكذا وُلد "الاستشراق"، لا كمجرد نشاط بحثي أو فضول ثقافي كما يحلو للبعض تبسيطه، بل كمشروع طويل المدى، ارتكز على بنية معرفية ذات وظيفة سياسية واستراتيجية واستخباراتية عميقة.

لم يكن المستشرقون مجرد باحثين معزولين في أبراجهم الأكاديمية، بل كانوا – في كثير من الأحيان – امتدادًا للمؤسسات الإستعمارية والاستخباراتية والوكالات اليهودية، وخدمًا ناعمين لمشاريع السيطرة والتفكيك.. درسوا الإنسان العربي ليس حبًا في المعرفة بل لتشكيل معرفة تُستخدم ضدّه. استقصوا لغته، وحلّلوا بنيته الاجتماعية ورصدوا منظومته الدينية، ودوّنوا ملاحظاتهم عن عاداته وأمثاله وأسواقه ونكاته وتاريخه الجمعي؛ ليرسموا في نهاية المطاف خريطة ذهنية دقيقة لمجتمع معقّد، أُريد له أن يُفهم بغرض الهيمنة لا التفاهم.

ولأنهم أدركوا منذ وقت مبكر أن اللغة ليست مجرد وسيلة للتواصل بل خزانًا للهُوية ومحركًا للانتماء، استثمروا في اللسانيات العربية لا ليُقرّبوا ثقافتنا، بل ليُفجّروها من داخلها، فمن الاشتقاقات العربية القديمة صنعوا قوميات وهويات فرعية بثوا من خلالها النزاعات وأعادوا تركيب المجال الثقافي والاجتماعي العربي على أسس التنافر بدلًا من التكامل. ما كان استشراقًا في ظاهره، كان استهدافًا بنيويًا في جوهره.

لقد أدرك الغرب أن الفهم العميق للآخر هو الخطوة الأولى للسيطرة عليه، وعبر هذا الفهم تشكّلت استراتيجيات ناعمة لتفكيك المجتمعات وزرع الشك في الذات والقدوات، وهدم الأسرة الت تشكل نواة الأمة، وخلق صراعات داخلية، جعلت من العالم العربي ساحة نزاعات مفتوحة على كل الاتجاهات. الحدود التي نتقاتل عليها اليوم، والانتماءات التي تمزقنا، والمذاهب التي نُذكي بها نار الطائفية، ليست من إنتاجنا المحض، بل هي نتائج حتمية لرؤية استشراقية سبقتنا إلى فهم أنفسنا، قبل أن نفهم نحن أنفسنا.

وفي مقابل هذا المشروع المتكامل، وقف العرب عاجزين – أو غير راغبين – في بناء علم مضاد، لم يظهر لدينا ما يمكن أن نسميه "علم الاستغراب"، أي ذلك العلم الذي يُعنى بدراسة الغرب كما درسنا هو، ويقلب عدسات المراقبة ليُخضع مجتمعاته للتحليل والتفكيك. لم نسعَ لتكوين مراكز بحثية مكرسة لفهم الآخر، ولا أرسلنا "مستغربين" يدرسون اللغات الغربية وسلوك الإنسان الأوروبي والأمريكي، وقيمه، وتاريخه غير الرسمي، وتناقضاته النفسية والاجتماعية، كما فعل الغرب معنا.

"علم الاستغراب" لم يوجد بعد، لا كمجال معرفي، ولا كمشروع مؤسسي. وإن ظهرت بعض المحاولات النقدية – ككتابات إدوارد سعيد، ومالك بن نبي، وعلي الوردي – إلا أنها ظلت محصورة في النخبة الفكرية، ولم تتحول إلى تراكم معرفي يُنتج خطابًا استراتيجيًا عربيًا يُعادل الهيمنة الثقافية الغربية، بل إن هؤلاء المفكرين رغم عمقهم وتنوع زوايا طرحهم، لم يحظوا بمنظومات مؤسسية تحتضن أفكارهم وتطوّرها وتحوّلها إلى مشروع جامع يتجاوز حدود التحليل إلى التأثير.

وحتى تلك الجهود غالبًا ما اتخذت منحًى دفاعيًا أو أخلاقيًا، ولم تنخرط بعمق في تفكيك البنية الغربية، وقراءة تناقضاتها، ومكامن ضعفها، وفجواتها القيمية التي يمكن الاشتباك معها فكريًا.

إن علم الاستغراب الذي نحتاجه اليوم ليس ترفًا نظريًا، بل هو ضرورة للنجاة الحضارية. نحن بحاجة إلى عقول تُدرَّب على تفكيك الآخر وتقرأ بنيته من الداخل، وتخترق طبقات الخطاب التي يخفي بها أزماته. إن المجتمعات الغربية – على ما يبدو من تماسكها – تخفي خلف ستار الحداثة أزمات هوية، وفراغًا روحيًا، وتفككًا أسريًا، واستلابًا وجوديًا، وانقسامًا طبقيًا. لكنها بارعة في إخفاء هذا الجمر تحت رماد النظام والانضباط الظاهري. من دون علم يقرأ هذا الآخر بعمق، سنظل نستقبل فعله ونتفاعل معه دون أن نملك أدوات فهم حقيقية لما يُحاك ضدنا، أو حتى لما يُقدَّم لنا من سرديات مغلفة بالقيم الكونية والحياد المعرفي.

آن الأوان لأن نعيد التموضع، لا من خلال ردّات الفعل، بل عبر إنتاج مشروع متكامل تتضافر فيه المؤسسات البحثية، والجامعات، ومراكز الدراسات الاستراتيجية، لتكوين جيل جديد من "المستغربين" الذين يُدركون الآخر كما يدرك نفسه، ويقرؤون خلف لغته ويتعقبون أنساقه الثقافية والتاريخية، بنفس الدقة التي قرأنا بها همومنا من خلال نصوص المستشرقين.

إن الهيمنة لا تُواجه بالعاطفة ولا تُردّ بالشعارات، بل تُواجه بمعرفة مضادة تُنتج خطابًا وتُشكّل وعيًا، وتبني مشروعًا يرى في ذاته قيمة، وفي الآخر موضوعًا معرفيًا مشروعًا للدراسة والتفكيك، لا فقط مرآة للانبهار أو موضوعًا للشكوى.

إذا كان الاستشراق قد صنع وعيًا غربيًا مشوّهًا عن الشرق، فإن الاستغراب الحقيقي يجب ألا يسعى إلى تشويه الغرب، بل إلى فهمه... فهمه من أجل التحرر منه.

ahmedalameri@live.com

مقالات مشابهة

  • بين الاستشراق والاستغراب: حين نكون موضوعًا بلا أدوات
  • تركيا.. قرار بحجب بث قناة تلفزيونية معارضة
  • محافظ الدقهلية: استمرار انطلاق أسواق اليوم الواحد الجمعة والسبت كل أسبوع بشارع قناة السويس بمدينة المنصورة
  • «هندسة قناة السويس» تنظم الملتقى التوظيفي السنوي
  • بروتوكول بين هيئة قناة السويس وبنك مصر للتعاون المشترك في مشروعات التطوير العقاري
  • الفريق أسامة ربيع وهشام عكاشة يشهدان توقيع بروتوكول بين هيئة قناة السويس وبنك مصر
  • «سفينة الغوص DSV».. منحة يابانية لدعم أسطول الإنقاذ بهيئة قناة السويس
  • منحة يابانية لدعم أسطول الإنقاذ بهيئة قناة السويس بسفينة الغوص DSV
  • جامعة قناة السويس توقع بروتوكول تعاون علمي مع جامعة جنوب الصين الزراعية
  • رئيس «اقتصادية قناة السويس» يتفقد أعمال البنية التحتية والمصانع الجاري إنشاؤها بمنطقة «القنطرة غرب»