أكدت منظمة أطباء بلاحدود ارتفاع أعداد الإصابات والوفيات بمرض الحصبة في مناطق شرق محافظة تعز، الخاضعة لمليشيا الحوثي، في ظل تدهور الخدمات الصحية ومواصلة جماعة الحوثي محاربة اللقاحات وحملات التطعيم بمختلف المحافظات الخاضعة لسيطرتها المسلحة.

 

وقالت أطباء بلا حدود في بيان لها، إن الفريق السريري التابع للمنظمة في مستشفى تعز الحوبان للأم والطفل استقبل خلال ستة أشهر 1552 حالة إصابة بمرض الحصبة، وسط ارتفاع حاد في أعداد الإصابات بشكل يومي.

 

وأضافت: "في الفترة بين أغسطس/آب وديسمبر/كانون الأول 2023، استقبلت وحدة الحصبة لدينا 1,332 طفلاً، 85% منهم دون سن الرابعة. وفي فبراير 2024 وحده، استقبلنا 220 مريضًا بالحصبة".

 

وأشارت المنظمة إلى أنها لا تتوقع انخفاضًا في أعداد المرضى في أي وقت قريب. وإذا لم يتم احتواء انتقال مرض الحصبة، فإن الأطفال في هذه المنطقة سيعانون من عدد من الأمراض التي قد تصبح قاتلة إذا لم يتم علاجها بشكل صحيح في الوقت المناسب.

 

وبعد ستة أشهر من ارتفاع أعداد الأطفال المصابين بالحصبة، تصف الدكتورة آي إي خينغ، رئيسة الفريق السريري لمنظمة أطباء بلا حدود في مستشفى تعز الحوبان للأم والطفل، الجهود المبذولة لمعالجة المرض الذي يهدد الحياة، بالقول: "لقد رأيت بنفسي كيف يؤثر الارتفاع الحالي في حالات الحصبة على الأطفال في مستشفى منظمة أطباء بلا حدود هنا في تعز الحوبان في اليمن. وعلى الرغم من أن الحصبة مرض يمكن الوقاية منه، إلا أن نسبة التغطية بالتطعيم بين الأطفال الذين يعالجون من الحصبة لا تتجاوز 16 في المائة. وبمجرد انتشار الفيروس في المجتمع، يمكن أن ترتفع معدلات الإصابة بالمرض والوفيات، خاصة بين الأطفال الصغار".

 

وأوضحت أن "الحصبة مرض مستوطن في المنطقة ـ الحوبان ـ التي نعمل فيها. في مستشفى الأم والطفل لدينا، اعتدنا على رؤية ما معدله ثمانية مرضى بالحصبة كل شهر. لكن في يونيو/حزيران الماضي، بدأ النمط يتغير. وفجأة بدأت الأعداد تتزايد بشكل مثير للقلق، مع وصول أطفال من العديد من مديريات محافظة تعز إلى مستشفانا".

 

وأردفت: "سرعان ما تضاعف عدد مرضى الحصبة. لم نتمكن من المخاطرة بانتقال التلوث في أجنحتنا، لذلك قررنا في أواخر أغسطس/آب فتح وحدة مخصصة لعزل مرض الحصبة. وبعد مرور ستة أشهر، لا تظهر أي علامة على تراجع حالات الإصابة بالحصبة، ويبدو أن جهودنا لمعالجة العدوى واحتوائها محدودة للغاية".

 

وقالت الدكتورة آي إي خينغ "نستقبل العديد من الأطفال الذين يعانون من حالات معقدة من مرض الحصبة – وهو عدد لم أشهده من قبل في حياتي. لا يوجد سبب واحد بسيط لذلك".

 

وأشارت إلى أن الناس في تعز، كما هو الحال في بقية أنحاء اليمن، يكافحون للحصول على الرعاية الصحية، مؤكدة أن الصراع المستمر منذ ما يقرب من عقد من الزمن في اليمن أدى لخسائر مدمرة على البنية التحتية الصحية في البلاد؛ العديد من المرافق الصحية إما غير عاملة أو غير مجهزة لتلبية احتياجات الناس. إضافة إلى ذلك، فإن الخدمات الصحية الأساسية في مرافق الصحة العامة مكلفة بالنسبة لغالبية الناس، الذين تكون قدراتهم المالية محدودة للغاية حد قولها. 

 

ونوهت إلى أن الافتقار إلى خدمات الرعاية الصحية الأولية يدفع الآباء أو الأمهات إلى تأخير إحضار أطفالهم المرضى إلى المستشفى على أمل أن تختفي الأعراض من تلقاء أنفسهم باستخدام العلاجات المنزلية أو الأدوية من الصيدلية المحلية، إذا كان لديهم واحدة. بالإضافة إلى ذلك، فإن المسافات الطويلة التي يتعين على الناس قطعها للوصول إلى المستشفى تشكل عائقًا إضافيًا، حيث إن معظمهم بالكاد يستطيعون تحمل تكاليف النقل.

 

وأكدت المنظمة، أن المستشفى لا يوجد فيه وحدة للعناية المركزة، لذلك يتم تحويل المرضى الذين يحتاجون إلى تهوية ميكانيكية إلى مستشفيات أخرى. مضيفة: "أحيانًا يخبرني مقدمو الرعاية أنهم يفضلون إبقاء أطفالهم في منشأتنا المجانية ويتركون الباقي لمشيئة الله".


المصدر: الموقع بوست

كلمات دلالية: تعز الحوبان الحصبة بلاحدود مليشيا الحوثي مرض الحصبة فی مستشفى

إقرأ أيضاً:

دراسة تكشف ارتباط الاكتئاب والوحدة الحالية بالآلام الجسدية مستقبلا

إنجلترا – وجد علماء جامعة كوليدج لندن أن تدهور الصحة النفسية قد يكون نذيرا للإصابة بالآلام الجسدية لاحقا.

وتوصلت الدراسة الحديثة إلى أن الأشخاص الذين يعانون من آلام متوسطة إلى شديدة في منتصف العمر وما بعده، يكونون عادة قد مروا بفترة من تزايد أعراض الاكتئاب والوحدة تمتد إلى ثماني سنوات قبل ظهور الألم الجسدي.

واعتمدت الدراسة التي نشرتها مجلة eClinicalMedicine على تحليل بيانات 7336 مشاركا (نصفهم يعانون من آلام والنصف الآخر لا يعانون من أي ألم) من الدراسة الطولية الإنجليزية للشيخوخة (ELSA) التي تتابع المشاركين على مدى 21 عاما.

وأظهرت النتائج نمطا زمنيا واضحا، حيث تتصاعد أعراض الاكتئاب بشكل مطرد في السنوات التي تسبق ظهور الألم، لتصل إلى ذروتها مع بداية الشعور بالألم، ثم تستمر في مستويات مرتفعة بعد ذلك. بينما ظلت هذه الأعراض مستقرة ومنخفضة لدى المجموعة التي لا تعاني من آلام.

ولم تقتصر هذه العلاقة على الاكتئاب فقط، بل امتدت إلى الشعور بالوحدة أيضا. حيث لاحظ الباحثون زيادة في مشاعر العزلة الاجتماعية في السنوات السابقة لظهور الألم، وهو ما يثير تساؤلات حول الدور الذي قد تلعبه العلاقات الاجتماعية في الوقاية من الآلام المزمنة.

ومن المثير للاهتمام أن الدراسة لم تجد فرقا في مستوى العزلة الاجتماعية الموضوعية (عدد العلاقات) بين المجموعتين، ما يشير إلى أن جودة العلاقات، وليس كميتها هي العامل الحاسم.

وتوضح الدكتورة ميكايلا بلومبرغ، قائدة فريق البحث، أن هذه النتائج تفتح آفاقا جديدة لفهم العلاقة المعقدة بين الصحة النفسية والجسدية، حيث تشير إلى أن الاكتئاب والوحدة قد يحدثان تغييرات فسيولوجية في الجسم – مثل زيادة الالتهابات وتغيير الاستجابات المناعية واختلال وظائف الجهاز العصبي – تجعل الشخص أكثر عرضة للإحساس بالألم لاحقا.

ومن النتائج المقلقة التي كشفت عنها الدراسة أن هذه الظاهرة كانت أكثر وضوحا بين الأفراد الأقل تعليما وثراء. وهو ما يعزوه العلماء إلى محدودية الموارد المتاحة لهذه الفئات للعناية بصحتهم النفسية والتعامل مع الألم. وتؤكد هذه النتيجة على الحاجة الملحة لسياسات صحية تركز على الفئات الأكثر عرضة للخطر.

وعلى الرغم من أن معظم المشاركين الذين عانوا من الألم أشاروا إلى أنه يتركز في مناطق الظهر أو الركبة أو الورك أو القدم، إلا أن الباحثين يحذرون من أن هذه النتائج لا تعني أن الاكتئاب يسبب الألم مباشرة، بل تشير إلى وجود علاقة معقدة تستحق مزيدا من البحث.

وتفتح هذه الدراسة الباب أمام نهج جديد في الوقاية من الآلام المزمنة وعلاجها، حيث تقترح أن التدخلات المبكرة لتحسين الصحة النفسية، وتعزيز الروابط الاجتماعية قد تكون وسيلة فعالة للوقاية من الألم المزمن أو تخفيف حدته، خاصة بين الفئات المعرضة للخطر. كما تؤكد على أهمية اعتماد نهج متكامل في الرعاية الصحية يعالج الجوانب النفسية والاجتماعية جنبا إلى جنب مع العلاج الطبي التقليدي.

المصدر: ميديكال إكسبريس

مقالات مشابهة

  • كواليس تجديد عقد لامين جمال مع برشلونة.. الراتب الأعلى بالفريق مستقبلا
  • الكشف عن الحالة الصحية للطفلة وردة ” صارعة النيران”
  • جدول تطعيمات الأطفال منذ الولادة وحتى سنة وستة أشهر
  • وزير الصحة: تلقيح أزيد من 10.7 ملايين طفل ضد بوحمرون وتراجع الإصابات بنسبة 80%
  • استشهاد طفل بقذيفة لمزتزقة العدوان في مديرية مقبنة بتعز
  • استشهاد طفل بقذيفة أطلقها مرتزقة العدوان على قرية الكامة في مديرية مقبنة بتعز
  • الليرة التركية إلى أين؟
  • دراسة تكشف ارتباط الاكتئاب والوحدة الحالية بالآلام الجسدية مستقبلا
  • بلدية دبا الحصن تقدم 6 آلاف خدمة للسكان في 4 أشهر
  • وزير المالية: موازنة مصر حققت فائضا 3.1% في 9 أشهر