تدرس شركة غوغل فرض رسوم على ميزات البحث المتميزة الجديدة التي تعتمد على الذكاء الاصطناعي، وذلك وفقًا لتقرير نشرته صحيفة فايننشال تايمز نقلًا عن ثلاثة أشخاص مطلعين على الأمر.

وذكرت الصحيفة أن ذلك يتضمن النظر في خيارات مثل إضافة ميزات بحث متطورة مدعومة بالذكاء الاصطناعي إلى خدمات الاشتراك المميزة، والتي تقدم مساعد Gemini AI الخاص بالشركة في جي ميل ومستندات غوغل.

وسيظل محرك البحث التابع للشركة  مجاني، وستستمر الإعلانات حتى بالنسبة للمشتركين.




وقال التقرير إن عملاق التكنولوجيا يبحث في مجموعة متنوعة من الخيارات، بما في ذلك دمج ميزات البحث المدعومة بالذكاء الاصطناعي في خدمات الاشتراك المميزة، والتي توفر بالفعل الوصول إلى مساعد Gemini AI الجديد في جي ميل ومستندات غوغل.

وقالت الشركة في بيان لوكالة رويترز "نحن لا نعمل أو نفكر في تجربة بحث خالية من الإعلانات. وكما فعلنا مرات عديدة من قبل، سنواصل بناء قدرات وخدمات متميزة جديدة لتعزيز عروض الاشتراك لدينا عبر غوغل".

وأفادت صحيفة فينشال تايمز أنها تدرس ما إذا كانت ستضيف بعض الميزات التي تعتمد على الذكاء الاصطناعي إلى خدمات الاشتراك، التي تتيح استخدام مساعد الذكاء الاصطناعي Gemini AI، وهو نسخة من تشات جي بي تي الموجودة في غوغل.

 ولم يتخذ المديرون قرارًا بعد بشأن ما إذا كانوا سينتقلون إلى استخدام هذه التقنية، ومتى قد يحدث ذلك. كما ذكرت الصحيفة أن المهندسين قد بدأوا في تطوير الأدوات التقنية اللازمة لتوفير هذه الخدمات.

نقلت صحيفة "ذا غارديان" البريطانية عن هيذر هاو، كبيرة علماء البيانات في شركة استشارات التحول الرقمي يو أس تي، تأكيدها أن استخدام الذكاء الاصطناعي في عمليات البحث يتطلب تكاليف أعلى في الحوسبة مقارنة بالبحث التقليدي، وأضافت: "تسعى غوغل إلى فرض رسوم على البحث بواسطة الذكاء الاصطناعي بهدف استرداد التكاليف".    




ووفقًا لمؤسسة بحوث الأسواق العالمية، ستاتيستا، فإن غوغل سادت سوق البحث على الإنترنت منذ عام 2015، حيث بلغت نسبة مستخدمي الإنترنت الذين يستخدمونها 80 في المئة. وتشير العديد من المصادر إلى أنهت تستخدم من قبل أكثر من مليار مستخدم يوميًا.      

وتعتمد غوغل بشكل رئيسي على الإعلانات كمصدر رئيسي لإيراداتها. وتُعتبر الشركة الأم، ألفابيت، واحدة من أكبر شركات الإنترنت في العالم. وفقًا لتقديرات مؤسسة بحوث الأسواق العالمية ستاتيستا، بلغت قيمتها السوقية في عام 2023 ما يقارب 1.6 تريليون دولار.      

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي تكنولوجيا علوم وتكنولوجيا علوم وتكنولوجيا المزيد في تكنولوجيا علوم وتكنولوجيا علوم وتكنولوجيا علوم وتكنولوجيا علوم وتكنولوجيا علوم وتكنولوجيا علوم وتكنولوجيا سياسة سياسة تكنولوجيا تكنولوجيا تكنولوجيا تكنولوجيا تكنولوجيا سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الذکاء الاصطناعی

إقرأ أيضاً:

النموذج اللغوي العماني

يشكل الذكاء الاصطناعي اليوم عالما من التطورات غير المسبوقة، القادرة على فهم اللغة البشرية وتوليدها، حيث يعد ذلك ثورة لغوية رائدة في مجال الابتكار التقني وتطبيقاته، ولأن النماذج اللغوية التي بدأت ضمن تلك التطبيقات اعتمدت اللغة الإنجليزية بشكل واسع من خلال البيانات المفتوحة الضخمة، التي عزَّزت تداول هذه اللغة وارتباطها بالاقتصاد والاستدامة البيئية وغير ذلك من القطاعات التنموية المرتبطة بانفتاح البيانات وتوفر المعلومات على نطاق واسع، فإن العالم التفت إلى أهمية النماذج اللغوية الداعمة للغات الأخرى، والتي تشكِّل أهمية على المستويات الوطنية والإقليمية.

وكغيره من المحتويات اللغوية ظل المحتوى العربي يعاني تراجعا كبيرا خلال العقود السابقة، على الرغم من تنامي المواقع الإلكترونية والتطبيقات الذكية، والنمذجة وغيرها، إلاَّ أن ازدهار النماذج اللغوية التي تعتمد على الذكاء الاصطناعي خلال السنوات الأخيرة، جعلت من إمكانية تعزيز ذلك المحتوى، وزيادة فاعليته في التنمية أمر قابل للتحقُّق، خاصة وأن الكثير من الدول العربية جعلت من إيجاد نموذج لغوي عربي هدف من أهدافها الوطنية، لما يمثله ذلك من أهمية سيما في دعم الاقتصاد القائم على التكنولوجيا أو ما يُسمى بـ (الاقتصاد الرقمي).

إن النماذج اللغوية بحسب معجم البيانات والذكاء الاصطناعي، الصادر عن الهيئة السعودية للبيانات والذكاء الاصطناعي بالتعاون مع مجمع سلمان العالمي للغة العربية، هو (نموذج يحدِّد احتمالية وجود سلسلة معينة من الكلمات في جملة)؛ فهو نموذج إحصائي، يقوم على التوزيع الاحتمالي ضمن نموذج لغوي معيَّن أو مجموعة من النماذج لاستخدامها في (معالجة اللغة الطبيعية) مثل طرائق التعبير والكلام، والترجمات الآلية، وتحليل المعلومات واسترجاعها عبر مجموعة من التوزيعات والاحتمالات.

ولذلك فقد شهد العامان 2023، و 2024 انطلاقا لافتا للنماذج اللغوية المعتمدة على اللغة العربية، والتي تهدف إلى تعزيز المحتوى العربي، ودعم التوجهات اللغوية للمجتمعات العربية، وتحسين دورها في النمو الاقتصادي باعتبارها استثمارا ثقافيا قائما على الاقتصاد الرقمي الموجَّه نحو فتح آفاق الابتكارات التقنية وفرص عمل جديدة للشباب المبدعين، والمؤسسات العاملة في هذا القطاع، فمنذ العام 2023 أعلن مركز الذكاء الاصطناعي (إنسبشن) التابع لمجموعة (جي 42) بالتعاون مع جامعة محمد بن زايد للذكاء الاصطناعي، عن إطلاق النموذج اللغوي (جيس)؛ الذي يستند إلى (13 مليار مؤشر، وتم تدريبه على مجموعة بيانات جرى تطويرها حديثا، وتضم 395 مليار رمز باللغتين العربية والإنجليزية) - حسب صحيفة البيان.

وهكذا أيضا أعلن مركز المعلومات الوطني في الهيئة السعودية للبيانات والذكاء الاصطناعي (سدايا)، عن النموذج اللغوي العربي (علاَّم)؛ الذي (تم تدريبه على أكثر من 500 مليار وحدة لغوية) - بحسب صحيفة الشرق الأوسط -، وقد تم تزويد هذا النموذج ببيانات عن التاريخ السعودي، والرياضة والصحة والتعليم وغير ذلك، حيث يُعد - بحسب الصحيفة - (أهم مصادر المعرفة الموثوقة في السعودية...)، لذا فإن العالم شهد منذ 2023 تدشين مجموعة من النماذج اللغوية الداعمة للمحتوى العربي، والذي يحمل خصوصية المجتمعات العربية سواء على المستوى المحلي أو الإقليمي.

ولأن عُمان واحدة من تلك الدول التي تشهد حِراكا واسعا وتنمية رقمية متسارعة، وطموحا نحو الاستثمار في الاقتصاد الرقمي ودعم كل ما من شأنه أن يُعزِّز ذلك الاستثمار، ويمكِّن قدرته على التنامي، فإنها أطلقت خلال معرض كومكس العالمي للتكنولوجيا في نسخته الـ 33 للعام 2024، مجموعة من البرامج والمبادرات والشراكات الخاصة بتنمية البنية التقنية من ناحية، وتوسعة المشروعات المتخصصة من ناحية ثانية، وتدشين مشروعات متنوعة تكشف التطورات والخبرات الواسعة للمؤسسات العمانية والشركات العاملة في هذا القطاع.

ومن بين تلك المبادرات والبرامج الواعدة والمهمة جاء إطلاق مشروع النموذج اللغوي للمحتوى العماني (شات جي بي تي) (المرحلة الأولى)، وهو نموذج لغوي (يتم تدريبه على المحتوى العُماني الثقافي والتاريخي والفني والعلمي والحضاري والسياسي بالذكاء الاصطناعي) - بحسب نشرة وزارة النقل والاتصالات وتقنية المعلومات -، إذ يهدف هذا النموذج إلى إحداث (تأثير إيجابي) على قطاعات التنمية في عُمان، إضافة إلى ما يقدمه من تعزيز للثقافة الوطنية ومفهوم المواطنة الإيجابية، والتواصل الفاعل في الحِراك المجتمعي ومواصلة العطاء الحضاري والفكري.

إن مشروع النموذج اللغوي للمحتوى العماني، يُعد أحد أهم المشروعات الثقافية التي تدعم دور القوة الناعمة ويسهم في تحقيق أهدافها، من خلال التعريف بالثقافة العمانية والتاريخ والحضارة عبر التاريخ الممتد والضارب في القدم، وكذلك الكشف عن الممكنات الحديثة والفُرص التي تتميَّز بها عُمان في تنوعها الجغرافي والجيولوجي والبيولوجي وغير ذلك، مما يجعلها بيئة خصبة للاستثمار، إضافة إلى إبراز آفاق التطورات الحضارية التي تشهدها البلاد في كافة المجالات منذ بداية عصر النهضة الحديثة، وهي في تنمية متواصلة وسريعة، الأمر الذي يجعلها متطلِّعة نحو الاقتصادات الحديثة والاستفادة منها.

لذا فإن هذا المشروع الثقافي المهم يقدِّم الثقافة العمانية بمفهومها الواسع أمام الجمهور العربي والعالمي لتكون نافذة يطلُّون منها على الفكر العماني الباني للحضارة عبر تاريخه الممتد في مجالاتها الواسعة، ليكون قوة ناعمة ترتكز على السلام والتفاهم، لتعرِّف بتلك الثقافة وتبني جسور التواصل والمعرفة بين عُمان وشعوب العالم. إنه نموذج عربي عماني يفتح الفرص التقنية والابتكارية والاقتصادية الواسعة، ضمن مفاهيم تنطلق من الحاضر إلى المستقبل، وتدعم تطلعات الثقافة الوطنية.

إن اهتمام الدولة باقتصاديات الذكاء الاصطناعي عموما يكشف الطموح والتطلعات الحثيثة نحو الاستثمار في الاقتصادات التقنية الواعدة، التي تشكِّل اليوم أحد أهم الأهداف التي تطمح إليها دول العالم، والتي تؤثِّر على مسار سوق الأعمال الذي يشهد تحولات عدة خاصة في ظل تنامي التطورات في القطاع التقني وشيوع تطبيقاته المعتمدة على معالجة النصوص والصور والأصوات، ونماذج اللغة الكبرى (LLMs)، والتي تتميَّز بشبهها بالإنسان من حيث قدرتها على إنشاء اللغة وفهمها، الأمر الذي يدعم زيادة إنتاج الصناعات ويفتح فرص جديدة في سوق العمل والوظائف الإبداعية والتقنية عموما.

ولهذا فإن الأهداف التي قامت عليها مشروعات اقتصادات الذكاء الاصطناعي التي تم إطلاقها خلال المعرض، تنطلق من (تحقيق مستهدفات قطاعات التنويع الاقتصادي في خطة التنمية الخمسية العاشرة 2021-2025)، اعتمادًا على اقتصاد قائم على التقنيات وتطبيقات الذكاء الاصطناعي، ومن هنا تم تخصيص ما قيمته 10 ملايين ريال عماني لدعم تلك المشروعات، في مبادرة طموحة غايتها فتح الفرص الاستثمارية، ورفد الاقتصاد، والمعرفة، وتطوير خدمات الحكومة الذكية.

فمشروعات اقتصادات الذكاء الاصطناعي عموما، ومشروع النموذج اللغوي العماني بشكل خاص، تعد مرحلة مهمة في التنمية التقنية في عُمان باعتبارها تنطلق من التحوُّل الرقمي إلى الاقتصاد الرقمي، الذي يفتح أمام الدولة آفاق واسعة على مستوى الاستثمار المعرفي وتطوير جودة الخدمات، ويقدِّم للمؤسسات والشركات الصغيرة والمتوسطة العاملة في القطاع آفاق رحبة للابتكار وتطوير المعارف. ولعلنا قريبا سنشهد تدشين تلك التطبيقات والبرامج، وسيكون لها دور أساسي في تنويع الاقتصاد الوطني، ورفد سوق العمل المحلي، وتوسيع فرص الابتكار وإنتاج الصناعات الإبداعية المختلفة القائمة على المعارف والثقافة بتنوعها.

إن مشروع النموذج اللغوي العماني يشكِّل استثمار معرفيا ورقميا رائدا سيفتح المجالات واسعة أمام الشباب العماني المبدع وسيفتح مجالات الاستثمار في القطاعات المختلفة، ولهذا فإن العمل على تسريع تدشينه، والتسويق له بما يستحق، سيكون له أثر فاعل لتحقيق الأهداف التي أنشئ من أجلها.

عائشة الدرمكية باحثة متخصصة في مجال السيميائيات وعضوة مجلس الدولة

مقالات مشابهة

  • موعد مؤتمر أبل WWDC 24 للمطورين والقنوات الناقلة له
  • هل إنتل فرصة استثمارية لا تتكرر إلا مرة واحدة في كل جيل؟
  • النموذج اللغوي العماني
  • ميتا توقف شبكة حسابات إسرائيلية مزيفة تستخدم الذكاء الاصطناعي لجذب التعاطف
  • خبير معلومات يوضح أهمية «شات جي بي تي» والذكاء الاصطناعي (فيديو)
  • آبل تصلح Siri باستخدام الذكاء الاصطناعي لتحسين التحكم الصوتي
  • انقطاع في خدمة غوغل حول العالم
  • "ميتا" تغلق مئات الحسابات الشخصية الإسرائيلية المزيفة
  • دفعة مالية سعودية ضخمة لشركة ذكاء اصطناعي صينية.. ومصدر يكشف السبب
  • باستخدام الذكاء الاصطناعي.. كيف سيتغير محرك بحث غوغل؟