تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

"حنظلة" ناجي العلي رسام الكاريكاتير الفلسطيني، الذي نما في المخيم ليصبح المشاغب بريشته أمام الاحتلال الصهيوني الغاشم، حيث دفع الثمن حياته كونه صوت وضمير فلسطين الحاضر فى الذاكرة حتى الآن.

من هو ناجي العلي؟

ولد ناجي العلي في قرية الشجرة قضاء الجليل عام ١٩٣٦، ومع حرب ١٩٤٨ أصبح ضمن شتات اللاجئين الفلسطينيين مع أسرته التي عاشت في مخيم عين الحلوة بجنوب لبنان.

ونما في المخيم وعيه السياسي، ونتيجة مشاركته في المظاهرات ونشاطه السياسي ألقي به في السجن في لبنان، وعلى جدران زنزانته تطورت موهبته في التعبير بالرسم، ثم التحق بمعهد الفنون اللبناني لفترة حتى لم يعد قادرا على تحمل المصروفات.

في عام ١٩٦١ نشر له الكاتب الفلسطيني غسان كنفاني ثلاثة أعمال له في مجلة "الحرية" اليسارية الفلسطينية.

مسيرة "حنظلة"

في عام ١٩٦٣ انتقل إلى الكويت وظل يرسم لعدد من الصحف على مدى ١١ عامًا، وفي عام ١٩٦٩ ظهرت شخصيته الكايكاتورية الأشهر "حنظلة" للمرة الأولى، في عام ١٩٧٤ عاد إلى لبنان وشهد الحرب الأهلية والغزو الإسرائيلي عام ١٩٨٢.

عاد إلى الكويت للعمل في وظيفة دائمة في جريدة "القبس" الكويتية، وبعد مضايقات رقابية كثيرة انتقل إلى لندن ليرسم للطبعة الدولية من الصحيفة، في ٢٢ يوليو عام ١٩٨٧، وأطلقت النار عليه خارج مكاتب الصحيفة في لندن وتوفي بعدها بخمسة أسابيع، ولم تكشف ملابسات اغتياله حتى الآن.

كتاب "طفل فى فلسطين"

جمع ابن ناجي العلي بمشاركة مجموعة من أصدقائه، رسوم والده ناجي العلي فى كتاب تحت عنوان "طفل في فلسطين": رسوم ناجي العلي"، حيث صُنفت رسومه ضمن موضوعات شكلت أبواب الكتاب.

وعن الكتاب يقول رسام الكاريكاتير الأمريكي الشهير جو ساكو في المقدمة "كانت انتقاداته اللاذعة موحية سياسيا بشدة، إلا أن حنظلة هو الذي يعطيها بعدا شخصيا لدى قراء ناجي العلي".

ويعتبر جو ساكو أن لناجي العلي فضلا في تمكنه من إعداد كتابه الساخر "فلسطين" الذي نال عنه أرفع الجوائز، وهو عبارة عن تقارير صحفية بالرسوم الكرتونية عن الأوضاع في فلسطين المحتلة وإسرائيل.

ينقل الكتاب قول ناجي العلي عن التزامه في رسومه: "مهمتي أن أتحدث بصوت الناس، شعبي في المخيمات في مصر والجزائر، وباسم العرب البسطاء في المنطقة كلها والذين لا منافذ كثيرة لديهم للتعبير عن وجهة نظرهم".

يضم الكتاب مختارات من الرسوم عن قضيته الأساسية فلسطين، وعن حقوق الإنسان ـ ليس في فلسطين فحسب، بل في العالم العربي ـ وعن السلام والمقاومة وأمريكا والنفط وغيرها.

"حنظلة" فى السينما العربية 

لم يتوقف الاهتمام بناجي العلي بين قطاع واسع من المثقفين والفنانين العرب، ولكن سجلت السينما العربية حياته في فيلم بطولة الفنان المصري الراحل نور الشريف.

هؤلاء قالوا عنه:

قال عن ناجي العلي الشاعر أحمد مطر:"من لم يمت بالسيف مات بطلقة..من عاش فينا عيشة الشرفاء".

أما الشاعر العراقي مظفر النواب فوصف العلي بهذة الكلمات:"ترسمُ صمتًا نظيفًا.. فإن المدينة تحتاج صمتًا نظيفًا.. وترسمُ نفسك مُتجهًا للجنوب.. البقاع.. العروبة.. كل فلسطين !!!

حنظلة الذى لا يموت

رغم مرور وقت طويل على رحيل ناجى العلى، إلا أنه لا تزال رسومه حاضرة في ذاكرة الكثيرين من قرائه العرب الذين طالعوها في الصحف والمجلات أثناء حياته أو عبر معارض كثيرة.

اغتيال "حنظلة"

لقي ناجى العلي مصرعه عن عمر يناهز ٥١ عامًا بعد أسابيع قليلة من إطلاق النار عليه في ٢٢ يوليو عام ١٩٨٧، وكان قد تلقى تهديدات بالقتل بسبب رسومه الكاريكاتيرية، وأطلقت النار عليه خارج مكاتب جريدة "القبس" الكويتية، في لندن، والتى كان يعمل بها، وتوفي بعدها بخمسة أسابيع.

 

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: ناجي العلي حنظلة فلسطين ناجی العلی فی عام

إقرأ أيضاً:

الذاكرة المثقوبة

#الذاكرة_المثقوبة

د. #هاشم_غرايبه

لا يمكن إنكار أن الوضع المزري للعالم الإسلامي اليوم يتحمل مسؤوليته النظام السياسي، فليس هنالك فقر في الموارد ولا نقص في الكفاءات البشرية، يبرر التخلف والتبعية.
الأنظمة جميعها تنتهج الليبرالية وليس من بينها من يتبع المنهج الإسلامي، ومع ذلك تدّعي أن ما يعيقها هو الدين، ربما اكتسبت ذلك من القوى العلمانية العربية (القوميين واليساريين) الذين رددوا هذه الذريعة لتبرير فشلهم، واعتقادا أن التضييق على الدين يقطع المدد عن منافسيهم (الإخوان المسلمين).
على أنه من الصعب الإقتناع بأن دوام هذه الحالة طوال القرن المنصرم، أمر عرضي أو غير مقصود بذاته، وإلا لكان هنالك تباين بين قطر وآخر، لكنها جميعا متماثلة بالفشل الذريع، رغم التباين في نظام الحكم ملكية كانت أم جمهورية أم أميرية، لكنها جميعا وبلا استثناء لا تملك استقلالها الإقتصادي، سواء منها الفاحشة الثراء أو المدقعة الفقر.
ظلت أهم واجبات الأنظمة التي التزمت بها وعلى الدوام، محاربة أية حالة من التوحد على أساس إسلامي، اتبعت في ذلك مسارين معاً: توسيع شقة الخلاف السني الشيعي، ومحاربة الإسلام السياسي بالقمع المباشر وباختراقه من قبل جماعات تدعي الحرص على الإسلام فيما هي فعليا تمنع النهضة بموجبه.
في المسار الأول كان العمل دؤوبا على تخويف الأغلبية السنية من الخطر الشيعي لتبرير التحالف مع العدو الرئيس للأمة (التحالف الصهيو – صليبي) ضد إيران، فيما كان الأمر سهلا لدى الأقلية الشيعية، اذ كان يكفي إذكاء الحقد الثأري بتأجيج العواطف على حدث تاريخي مضى وانتهى منذ قرون، لذلك تم تشجيع إقامة مهرجانات اللطم والتطبير كطقوس وتقاليد جُعِلت من صلب العقيدة بل بديلا عنها، تستعاد فيها مأساة كربلاء سنويا، لدوام تحميل السنة وزر ما حدث ومنع أية محاولة لرأب الصدع.
أما المسار الثاني والذي تركز على الشق السُنّي، فقد تم تضمين القوانين نصوصاً تُجرّم الدعوة لانتهاج الإسلام في الحكم أو تشكيل حزب سياسي تحت عنوان إسلامي، بحجة أن ذلك يستبعد دور المسيحيين، كما ابتدعت تهمة الإرهاب الرهيبة المخصصة للمسلمين وغير المسبوقة في التاريخ البشري، وتعتبر كل مسلم يلجأ الى السلاح لمقاومة المحتلين أو حتى من يطالب دعويا بالجهاد لطرد المحتلين إرهابيا، وتجيز قتله على الشبهة، وتبدأ العقوبة بالإعدام بالإغتيال عن بعد، كما يجوز قصف المشتبه به مع عائلته أو الحي المشتبه بوجوده فيه، أما إذا اعتقل، فمحاكمته تكون أمام محكمة عسكرية رغم أنه مدني، حتى لا تخضع للإجراءات القضائية المعتادة، ولا يشترط لإدانته ثبوت قيامه بفعل جرمي، بل تكفي النوايا والأفكار.
على دموية هذا الإجراء، فلم تفلح في ثني المسلمين عن دينهم، بل قد تكون الإستجابة معاكسة، لكن ما نجحت أجهزة استخبارات الأنظمة فيه بتخطيط من سادتها في الغرب، هو إختراق العقيدة بجماعات التكفير السلفية وجماعات الصوفية القبورية، ففي مصر أنشأت المخابرات جماعة التكفير والهجرة، وفي السعودية الوهابية الجامية، وفي بلاد الشام الأحباش.
ما يكشف ارتباط هذه الجماعات المشبوه، هو التزامهم بالأسس التي حددها كلينتون للإسلام المقبول (المعتدل) وهي: دفاعهم عن الأنظمة القائمة بدعوى طاعة ولي الأمر، وتصديهم للمفكرين الذين يسعون لنهضة الأمة، وتعظيمهم للمظاهر والطقوس الماضوية لإماتة العقيدة وإبقائها تقوم على العبادات الفردية.
الآن ، وانتقالا الى المرحلة الجديدة المتمثلة بإعلان التحالف الرباعي (الخليجي – المصري)، أن مثلث الشر في النسخة الأحدث يتكون من إيران – تركيا – حماس!، وواضح أن إغفال أساس الشرور في المنطقة وهو الكيان اللقيط يدل على أنه هو الذي حدد هذا المثلث، وبما يخدم أهدافه.
لذلك رأينا هجوما من الأنظمة العربية عموما، ومن أنظمة التحالف الرباعي عصوصا،على المكون السني المستهدف من وراء هذا التحالف وهو: حما.س وكل من يؤيدها.
ولذلك سيكون من السهل كشف العملاء المنبثين بين الصفوف .. أنهم كل من يشارك بهذه المؤامرة، بغض النظر عن الزي الذي يرتديه: القومي الإنتهازي أم اليساري الطفيلي أم الأصولي المتشدد.

مقالات ذات صلة موقف عمومي 2025/12/06

مقالات مشابهة

  • ربط البحث العلي بسوق العمل..إعلان قبول مبدئي لتحالف الجامعة الريادية
  • مركز الثقافة السينمائية يعرض "خط في دايرة" و"نجيب محفوظ .. ضمير عصره" بذكرى ميلاده
  • أطفال كلوقي: ضمير الانسانية الغائب ودموع النشطاء الزيف
  • الذاكرة المثقوبة
  • مركز الثقافة السينمائية يعرض "خط في دايرة" و"نجيب محفوظ.. ضمير عصره"
  • حنظلة تكشف مطوري القبة الحديدية وتعلن مكافأة مالية
  • بهية الحريري تبحث مع وفد اتحاد عمال فلسطين أوضاع اللاجئين في لبنان
  • سفارة فلسطين في لبنان نظمت حفل استقبال بمناسبة اليوم الوطني الفلسطيني
  • بريطانيا تنهي جلسات الاستماع بشأن حظر "فلسطين أكشن"
  • بريطانيا تنهي جلسات الاستماع بشأن حظر حركة "فلسطين أكشن"