عربي21:
2025-05-21@12:18:25 GMT

ذكاء الهستيريا الفاشية: أبناء هارون ونيران نتنياهو

تاريخ النشر: 7th, April 2024 GMT

حسب سفر اللاويين، في العهد القديم: «أخذ ابنا هارون، ناداب وأبيهو، كلّ منهما مجمرته وجعلا فيها ناراً ووضعا عليها بخوراً، وقرّبا أمام الربّ ناراً غريبة لم يأمرهما بها. فخرجت نارٌ من عند الربّ وأكلتهما، فماتا أمام الربّ». 

وفي الأصل (لغير العارفين بأسفار العهد القديم)، كان موسى قد كلّف هارون وبنيه لخدمة الكهنوت، وخرجت نار واُحرقت على المذبح فاعتُبرت ناراً مقدسة لا تُطفأ أبداً، وخَدَمة المذبح ملزمون باستخدام هذه النار حصرياً.

ابنا هارون ارتكبا خطأ استخدام نار أخرى غريبة، فأرسل الربّ عليهما ناراً أحرقتهما، ومُنع هارون من الحداد عليهما.

ما علاقة هذه الحكاية التوراتية بحرب الإبادة الإسرائيلية الراهنة ضدّ المدنيين الفلسطينيين من أطفال ونساء وشيوخ غزّة؟ أبعد من هذا السؤال، ثمة آخر رديف له يقول: ما الصلة بين 1) حكاية النار التي أكلت ناداب وأبيهو، في سفر اللاويين؛ و2) ما شهدته مستوطنات غلاف غزّة، يوم 7 تشرين الأول (أكتوبر) 2023؛ و3) لجوء دولة الاحتلال إلى استخدام الذكاء الاصطناعي في برمجة عمليات القصف والتدمير والاغتيالات الميدانية العشوائية و«خطأ» استهداف سيارات «المطبخ المركزي العالمي» والإجهاز على 7 منهم.

الأرجح أنّ العقل، السليم في حدوده الدنيا والخام، لن يعثر بسهولة على صلات، ذات معنى أو صواب أو ارتباط أو منطق، بين عناصر الأسئلة الثلاثة؛ إلا إذا كان حامل العقل من طراز الكاتبة الأمريكية ـ الإسرائيلية راشيل بيك، التي تصف نفسها بـ«الصهيونية الفخورة»، والتي نشرت مؤخراً مقالة بالإنجليزية في موقع «تايم أوف إسرائيل»؛ تسجل في فقراتها بوجود تلك الصلات، عبر قاسم مشترك هو نار العقاب الإلهي الذي حاق بالإسرائيليين، وسيُنزل بهم أنساق عقاب أخرى لاحقة إذا واصلوا الانقسام فيما بينهم.

ويستوي، عندها، أن يدور الشقاق الإسرائيلي ـ الإسرائيلي حول الإصلاحات القضائية، أو طرائق إعادة الرهائن الإسرائيليين، أو إعفاء/ تجنيد الحريديم في الجيش، أو الفارق بين رئيس الحكومة الحالي بنيامين نتنياهو وأيّ بديل له محتمل يخرج من صفوف المعارضة.

ثمة عطب في النظام، كما تتابع بيك، سوف يتواصل حتى إذا توقفت الحرب غداً، ولن ينفع معه ذكاء اصطناعي أو محاولات لرأب الصدع لا تأخذ بعين الاعتبار الأمثولة التي تسوقها الكاتبة المشبعة بالفخار الصهيوني: أنّ أورشليم لم تسقط في يد الرومان، ولم يًدمّر الهيكل ويتشتت اليهود في أصقاع الأرض، إلا بسبب «كراهية لا أساس لها» يتبادلها اليهود فيما بينهم. ولأنّ «عودة اليهود إلى أرضنا في أمّة ذات سيادة هي معجزة لا سابقة لها في تاريخ الشعوب»، تكتب بيك؛ فـ»ليس في وسعنا تحمّل نفي آخر. ولا تحمّل فشل أنظمة أخرى في بلدنا».

والحال أنّ الاستيهامات التي تدفع أمثال بيك إلى الخلط بين حكايات العهد القديم ومآزق العهد الصهيوني الجديد (حيث الكيان يسابق الزمن نحو أسوأ منظومات العنصرية والاستيطان والتعصب الديني والفاشية والأبارتيد…)؛ ليست، في ركائزها الدنيا والعليا على حدّ سواء، سوى طراز صارخ من هستيريا جَمْعية تبيح لأبناء هارون القرن الـ21 أن يحترقوا بنيران إسرائيلية، في ميادين القتال تارة، أو قبلها في مستوطنات الغلاف، من دون اضطرار إلى نار مقدسة إذْ لا يحتاج أبناء نتنياهو ويوآف غالانت وإسحق هرتزوغ إلا إلى ذكاء اصطناعي فاشي همجي في معظم الحالات، يحدث في حالات قليلة أن يكون أيضاً: غبياً خاطئاً عشوائياً.

وليس تفصيلاً عابراً أنّ انتهاج هذا الطراز من الاستيهام الهستيري يأتي من كاتبة صهيونية تقيم على شواطئ الباسيفيكي، ولكن يتوجب أنها تبصر بأمّ العين تحوّلات نظرة الرأي العام، في أربع رياح الأرض وفي بلدها أمريكا ذاتها، إلى هذه «المعجزة» التي لم تترك جريمة حرب إلا واقترفتها؛ وتقترفها، صباح مساء.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه الفلسطينيين الاحتلال فلسطين غزة الاحتلال التدمير مقالات مقالات مقالات سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة

إقرأ أيضاً:

قردة إنسان الغاب تمتلك ذكاء لغويا اُعتقد أنه حصري على البشر

في دراسة أجراها باحثون من جامعة وارويك البريطانية، وجدوا أن إنسان الغاب (الأورانجوتان) يُصدر أصواتًا بتعقيد متعدد الطبقات كان يُعتقد سابقًا أنه فريد من نوعه في التواصل البشري.

وإنسان الغاب هو نوع من القردة يعيش في الغابات المطيرة في إندونيسيا وماليزيا، خصوصًا في جزيرتي بورنيو وسومطرة، ويُعرف بذكائه، وطبيعته الهادئة، واعتماده الكبير على الأشجار في حياته اليومية.

إنسان الغاب هو نوع من القردة العليا يعيش في الغابات المطيرة في إندونيسيا وماليزيا (شترستوك) الاستدعاء المتكرر

يعرف الاستدعاء المتكرر بأنه القدرة على إدراج جُمل أو عبارات داخل بعضها بعضا، مثل: "هذا هو الكلب الذي طارد القطة التي قتلت الفأر الذي أكل الجبن"، يُعتبر هذا النمط من التفكير والتعبير من سمات اللغة البشرية المعقدة.

يعني ذلك تكرار عناصر اللغة بطريقة مدمجة بحيث تُشكل فكرة أو عبارة مفهومة، وكما هو الحال في الدمى الروسية المتداخلة، فإن قوة هذا النمط من التكرار تعني أنه يمكننا دمج مجموعة محدودة من العناصر لإيصال مجموعة لا نهائية من الرسائل ذات التعقيد المتزايد.

وكان يُعتقد سابقا على نطاق واسع، أن التواصل المتداخل سمة فريدة لذكاء اللغة البشرية، مما يمنحنا تفكيرًا أكثر تعقيدًا، لكن الدراسة الجديدة، التي نشرت في دورية ، نُشر في دورية "أنيوالز أوف نيويورك أكاديمي أوف ساينس"، يروي قصة مختلفة.

إعلان طبقات الكلمات

وعند تحليل البيانات الصوتية لنداءات التنبيه الصادرة عن إناث إنسان الغاب السومطري، وجد الباحثون أن البنية الإيقاعية لأصوات إنسان الغاب كانت مدمجة ذاتيًا عبر ثلاثة مستويات.

وبحسب الدراسة، وجد الباحثون أن الأصوات الفردية التي يصدرها إنسان الغاب تأتي في مجموعات صغيرة (الطبقة الأولى)، ويمكن تجميع هذه المجموعات في نوبات أكبر (الطبقة الثانية)، ويمكن تجميع هذه النوبات في سلسلة أكبر (الطبقة الثالثة)، جميعها بإيقاع منتظم في كل مستوى.

ومثل مقطوعة موسيقية ذات أنماط متكررة، أخفى إنسان الغاب إيقاعًا داخل إيقاع آخر، ثم آخر، مكونًا بنية صوتية متطورة متعددة الطبقات، لم يكن يعتقد أن القردة العليا قادرة على ذلك.

ووجد الباحثون، أن هذا النمط لم يكن مصادفة، لأن إنسان الغاب غيّر أيضًا إيقاع نداءات الإنذار الخاصة به تبعًا لنوع المفترس الذي يواجهه في التجارب، فعندما رأى تهديدًا حقيقيًا، مثل نمر يقترب، كانت نداءاته أسرع وأكثر إلحاحًا، وعندما رأى شيئًا بدا تهديدًا، ولكنه يفتقر إلى مصداقية الخطر الحقيقي (مثل قطعة قماش منقطة بالألوان)، كانت نداءاته أبطأ وأقل انتظامًا.

وبحسب الدراسة، تُظهر هذه القدرة على تكييف الإيقاعات الصوتية مع مختلف المخاطر، أن إنسان الغاب لا يُصدر ضجيجًا فحسب، بل يستخدم تكرارًا صوتيًا منظمًا لنقل معلومات ذات مغزى عن العالم الخارجي.

منذ عقود، يعرف العلماء أن إنسان الغاب يظهر سلوكا يدل على ذكاء اجتماعي ووعي ذاتي (رويترز) سمات ذكية

ومنذ عقود، يعرف العلماء، أن إنسان الغاب ليس فقط قادرًا على التواصل، بل يظهر أيضًا سلوكا يدل على ذكاء اجتماعي ووعي ذاتي.

وعلى سبيل المثال، يستخدم إنسان الغاب أدوات لصيد الأسماك أو لاستخراج الحشرات، ويخطط لتحركاته مسبقًا، ويظهر سلوكا يدل على فهمه للآخرين ولبيئته.

في تجارب مخبرية، أظهر إنسان الغاب قدرة على اتخاذ قرارات اقتصادية معقدة عند استخدام الأدوات للحصول على الطعام، حيث يوازن بين الجهد المبذول والمكافأة المتوقعة، مما يدل على مستوى عالٍ من التفكير التحليلي.

إعلان

وإلى جانب ذلك، أظهرت الدراسات، أن إنسان الغاب يمتلك وعيًا ذاتيًا، حيث يستطيع التعرف إلى نفسه في المرآة، وهي قدرة نادرة في عالم الحيوان. كما أنه يُظهر سلوكا يدل على التفكير المجرد، مثل استخدام الأدوات بطرق غير تقليدية لتحقيق أهداف محددة.

بل وتم توثيق حالة لإنسان غاب في سومطرة استخدم نباتًا طبيًا لعلاج جرح في وجهه، مما يُعد أول دليل على استخدام حيوان بري نباتات طبية للعلاج الذاتي.

مقالات مشابهة

  • ذكاء اصطناعي من مايكروسوفت يقود ثورة الاكتشافات العلمية
  • لأول مرة.. تأسيس منصة ذكاء اصطناعي تنبؤية لجراحات السمنة بالدمام
  • لا داعي للقلق بشأن «تلف الدماغ»: الأطفال اليوم ليسوا أقل ذكاءً
  • المؤتمر الوطني يعلق على تعيين كامل إدريس رئيسًا للوزراء
  • شاهد بالفيديو.. شباب سودانيون بأحد أحياء مدينة بورتسودان يمارسون كرة القدم تحت الإنفجارات ونيران “المسيرات”
  • اكتمال وصول الدفعة الأولى من حجاج الضفة إلى مدينة الحجاج في غور نمرين
  • ‏نتنياهو: حماس لن تستطيع الوصول للمساعدات التي تدخل قطاع غزة
  • هواوي Watch 5.. ذكاء متواصل وأداء فاخر
  • حكومة بريطانيا تدخل أداة ذكاء اصطناعي في خدماتها العامة
  • قردة إنسان الغاب تمتلك ذكاء لغويا اُعتقد أنه حصري على البشر