حكومة بريطانيا تدخل أداة ذكاء اصطناعي في خدماتها العامة
تاريخ النشر: 18th, May 2025 GMT
أعلنت الحكومة البريطانية، في يناير 2025، عن تحول استراتيجي: جعل الذكاء الاصطناعي رافعة مركزية في تغيير كبير يدعم الخدمات العامة.
وقد تحقق هذا الطموح، بدعم من وزارة العلوم والابتكار والتكنولوجيا، من خلال إطلاق أداة "Humphrey"، وهي مجموعة من أدوات الذكاء الاصطناعي المخصصة لموظفي الخدمة المدنية.
في 14 مايو الجاري، أجرت الوزارة رسميًا أول اختبار حاسم لأحد هذه الحلول، وهو برنامج Consult، المقرر إتاحته قريبًا في جميع الدوائر الحكومية رغم أنه لا يزال قيد التطوير.
تجربة أولى
استخدمت أداة Consult لأول مرة ضمن استشارة من الحكومة الاسكتلندية بشأن تنظيم الإجراءات التجميلية غير الجراحية التي تزداد شعبية. حيث تعاملت أداة الذكاء الاصطناعي مع ما يقرب من 2000 إجابة في غضون ساعات قليلة، وحددت الموضوعات الرئيسية المرتبطة بكل من الأسئلة الستة المفتوحة.
وتبين أن النتائج "متطابقة تقريبا" مع نتائج التحليل البشري التقليدي، حيث وجد خبراء الحكومة المكلفون بالتحقق من الموضوعات اختلافات لا تذكر في الترتيب النهائي. وبقياسه، اعتُبر أداء الذكاء الاصطناعي مرضياً، وذو موثوقية وفعالية.
وقال بيتر كايل وزير العلوم والابتكار والتكنولوجيا البريطاني "لا ينبغي لأحد أن يهدر وقته في شيء يمكن للذكاء الاصطناعي القيام به بشكل أسرع وأفضل، ناهيك عن إهدار ملايين الجنيهات من أموال دافعي الضرائب من خلال الاستعانة بمصادر خارجية للمقاولين لإنجاز هذا النوع من العمل".
في الممارسة العملية، لا يحل برنامج Consult محل الموظفين الحكوميين، بل يساعدهم: فهو يقدم تصنيفًا أوليًا يمكن تحسينه. وبذلك، يحتفظ المحللون بالسيطرة على الحكم النهائي. وبحسب الملاحظات الأولية، فإن هذا الترابط جعل من الممكن توفير الوقت بشكل أسرع لاستكشاف الفروق الدقيقة النوعية، مع الحد من تحيز التفسير الفردي.
بحسب وزارة وزارة العلوم والابتكار والتكنولوجيا البريطانية، إذا تم نشر هذه الأداة في أكثر من 500 استشارة تجريها الحكومة كل عام، فمن الممكن أن توفر ما يعادل 75 ألف يوم عمل من التحليل، أو حوالي 20 مليون جنيه إسترليني من تكاليف الرواتب. ومن خلال تقليل التأخير، ستسمح الأداة أيضًا لصناع القرار بدمج ردود الفعل العامة بسرعة أكبر، مما يساهم في إدارة أكثر استجابة للسياسات العامة.
اقرأ أيضا... "الذكاء الاصطناعي" يتعلم فهم الصور الطبية وقراءتها
همفري (Humphrey): مجموعة الذكاء الاصطناعي لحكومة أكثر مرونة
لا تقتصر مجموعة الذكاء الاصطناعي الداخلية "همفري" على أداة Consult. حيث تتضمن هذه الحزمة عدة أدوات تهدف إلى تبسيط عمل الحكومة البريطانية:
Parlex: تقوم هذه الأداة بتحليل المناقشات البرلمانية لتوجيه السياسات العامة بشكل أفضل.
Minute: يضمن هذا النموذج تسجيل وتلخيص الاجتماعات الرسمية.
Redbox: مساعد توليدي مصمم للمساعدة في صياغة الوثائق الإدارية.
Lex: يسهل البحث القانوني من خلال تحليل القوانين ذات الصلة.
تأمل الحكومة البريطانية، من خلال هذه التقنيات، في تقليل اعتمادها على المقاولين، مع تحسين إنتاجية وكفاءة الموظفين المدنيين.
خطة تحول طموحة
يعد دمج مجموعة "همفري" (Humphrey) للذكاء الاصطناعي جزءا من استراتيجية أوسع لتحديث الخدمة العامة في بريطانيا، وهي الاستراتيجية التي تم تقديمها في يناير الماضي كجزء من "خطة التغيير"، والتي من شأنها أن تمكن الحكومة من تحقيق 45 مليار جنيه إسترليني من المدخرات سنويا. وأعلنت السلطات أيضًا عن نشر خارطة طريق رقمية وذكاء اصطناعي لتنظيم هذا التطور.
يضيف الوزير كايل "بعد أن أثبت همفري هذه النتائج الواعدة، فإنه سيساعدنا على خفض تكاليف الحوكمة وتسهيل جمع ومراجعة شاملة لما يقوله لنا الخبراء والجمهور حول مجموعة من القضايا الحرجة"، مؤكدا "اتخذت الحكومة الاسكتلندية خطوة أولى جريئة. قريباً جداً، سأستخدم برنامج Consult في وزارتي، وسوف يستخدمه آخرون أيضاً، مما يسرع عملنا على تنفيذ خطة التغيير".
ورغم هذه التجربة الأولى الناجحة، ستخضع أداة Consult للذكاء الاصطناعي إلى المزيد من الاختبارات والتقييمات على نطاق واسع في بريطانيا في الأشهر المقبلة قبل إتاحتها نهائيا لموظفي الخدمة العامة. أخبار ذات صلة
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: الحكومة البريطانية بريطانيا الذكاء الاصطناعي الخدمات العامة الذکاء الاصطناعی من خلال
إقرأ أيضاً:
أوروبا تطلق مبادرة ضخمة لبناء مصانع ذكاء اصطناعي عملاقة بتمويل يتجاوز 200 مليار يورو
أعلنت المفوضية الأوروبية عن خطط لحشد 200 مليار يورو لبناء مصانع ذكاء اصطناعي عملاقة، تضم كل منها نحو 100 ألف شريحة من الجيل الأخير، بهدف تعزيز الابتكار التعاوني وتمكين الشركات الصغيرة من الوصول إلى الحوسبة المتقدمة. اعلان
أكدت مفوضة الاتحاد الأوروبي للتكنولوجيا، هينا فيركونن، خلال مؤتمر صحفي يوم الاثنين، أن "الغالبية العظمى" من الردود على دعوة المفوضية لتعبئة استثمارات في مصانع الذكاء الاصطناعي العملاقة تأتي من مصادر أوروبية، رغم فتح المجال أمام المستثمرين العالميين للمشاركة عبر شراكات بين القطاعين العام والخاص.
جاء ذلك في سياق تحديث الخطط التي أعلنت عنها رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين سابقًا هذا العام، بهدف جمع 200 مليار يورو للاستثمار في الذكاء الاصطناعي من خلال صندوق الاستثمار في الذكاء الاصطناعي. ومن هذا المبلغ، سيتم تخصيص 20 مليار يورو لبناء أربعة إلى خمسة مصانع عملاقة للذكاء الاصطناعي، تُعتبر ضرورية لدعم "التطوير التعاوني" مع النماذج الأكثر تعقيدًا في هذا المجال.
وتهدف هذه الخطوة إلى تمكين الشركات الصغيرة والمتوسطة من الوصول إلى قدرات حوسبية واسعة النطاق لتعزيز الابتكار في المستقبل.
ووصفت فيركونن المقترحات التي تلقتها المفوضية حتى الآن بأنها "هائلة من حيث الحجم"، مشيرة إلى أن الشركات أبدت استعدادها لاستثمار إجمالي يزيد عن 230 مليار يورو. وأكدت أن هذا الرقم لا يعني بالضرورة تحويل جميع التعهدات إلى استثمارات فعلية، لكنه يُعد مؤشرًا إيجابيًا.
وقد تلقت المفوضية حوالي 76 تعبيرًا عن اهتمام من قبل المستثمرين.
من جانبها، ستبدأ المفوضية في الدخول بمناقشات مع الجهات التي ردت على الدعوة، وكذلك مع الدول الأعضاء. ومن المقرر إطلاق دعوة رسمية في وقت لاحق من هذا العام، كجزء من التعهد الأوروبي المشترك للحوسبة عالية الأداء، وهي مبادرة تجمع بين الاتحاد الأوروبي والدول الأعضاء والشركاء من القطاع الخاص.
Relatedبين التأييد والرفض.. الذكاء الاصطناعي يدخل قطاع التعليم في الولايات المتحدةحلم راودك مرة واختفى؟ تقنية الذكاء الاصطناعي ستحوله إلى مشهد حي أمامك!البرلمان الأوروبي يُجرّم إنتاج ونشر الصور الجنسية الإباحية للأطفال المُولَّدة بالذكاء الاصطناعيالمصانع العملاقة للذكاء الاصطناعيأعلنت المفوضية الأوروبية العام الماضي عن خطط لبناء سبعة مصانع للذكاء الاصطناعي، إلا أن المصانع العملاقة الأكبر التي تم الإعلان عنها لاحقًا ستضم نحو 100 ألف شريحة ذكاء اصطناعي من الجيل الأخير، أي ما يعادل أربعة أضعاف عدد الشرائح في المصانع الحالية.
وأوضحت المفوضية أن هذه المصانع، التي سيتم تمويلها عبر مبادرة "إنفست آي"، تهدف لأن تكون أكبر شراكة بين القطاعين العام والخاص على مستوى العالم لتطوير الذكاء الاصطناعي بطريقة آمنة وموثوقة. وأشارت إلى أن التمويل الأولي لبرنامج "إنفست آي" سيأتي من برامج الاتحاد الأوروبي الحالية ذات المكون الرقمي، مثل برنامج "أوروبا الرقمية" و"هورايزون أوروبا" و"إنفست يو".
كما يمكن للدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي المساهمة في التمويل من خلال صناديق التماسك المخصصة الحالية.
تأتي هذه الخطوة في ظل تخلف أوروبا عن مناطق أخرى في العالم، ومن بينها الولايات المتحدة، في مجال الاستثمار والتمويل في الذكاء الاصطناعي.
وفي وقت سابق من هذا العام، أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن مشروع مشترك مع شركات "ستارغيت" و"أوبن إيه آي" و"أوراكل" و"سوفت بنك"، بقيمة مليارات الدولارات للاستثمار في البنية التحتية للذكاء الاصطناعي داخل البلاد. ومن المقرر أن يُنشئ الفريق المشترك شركة مستقلة، ويقوم بتوفير 100 مليار دولار (ما يعادل 96 مليار يورو) فورًا، على أن يصل إجمالي الاستثمار إلى 500 مليار دولار (480 مليار يورو) خلال الأربع سنوات المقبلة.
انتقل إلى اختصارات الوصولشارك هذا المقالمحادثة