هل أنت شخص ليلي؟.. خطوات تساعدك على النهوض صباحا بنشاط
تاريخ النشر: 28th, July 2023 GMT
ربما يعرف الجميع أن الحصول على ساعات نوم كافية وفي توقيت مناسب يعزز الانتباه والتركيز كما يدعم العديد من جوانب الإدراك الأخرى، بما في ذلك الذاكرة وحل المشكلات والإبداع ومعالجة العواطف، إلا أن البعض يعاني للاستيقاظ الباكر، ويجد صعوبة في الاستعداد للعمل أو الدراسة أو المسؤوليات الأخرى.
ويعد الخمول أحد أهم الأسباب التي تجعل النهوض صباحا صعبا، ومع ذلك يمكن أن تؤدي بعض التغييرات الصغيرة في نمط الحياة إلى تحسين اليقظة في الصباح وتقليل الآثار السيئة لقصور النوم، الذي يمكن أن يسبب انخفاض القدرة على التكيف وردود الفعل المتصلبة بالإضافة إلى انخفاض القدرة العاطفية وصعوبة فهم العواطف بطريقة صحيحة وصعوبة اتخاذ القرارات الصحيحة.
يوصي الخبراء بالنوم والاستيقاظ في نفس الوقت كل يوم حتى في عطلات نهاية الأسبوع، حيث يساعد جدول النوم الثابت في تنظيم ساعة الجسم الداخلية، ما يؤثر على دورة النوم والاستيقاظ ويعمل على ضبط الجسم واعتياده على النوم والاسترخاء ليلا والنهوض بنشاط صباحا.
دع الضوء ينساب حولكبمجرد استيقاظك افتح النوافذ والستائر، حيث يحفز ضوء الشمس الطبيعي العقل وينشط الجسم، وقد أكدت الأبحاث أن توافر ضوء الشمس يحسّن الحالة المزاجية والنفسية ويزيد من مستوى هرمون السيروتونين ويجنبنا الاضطرابات الموسمية، كما أنه يقلل من نوبات الاكتئاب، بالإضافة إلى أن السيروتونين الذي يمتصه الجسم صباحا يحسّن جودة النوم ليلا ويمنع الأرق.
توقف عن الضغط على زر غفوةقد تظن أنه بالضغط على زر الغفوة (Snooze)، فقد حصلت على دقائق إضافية من النوم تفيدك جسديا أو عقليا، لكن على العكس، تلك الدقائق تشعرك بالضيق، لذا حالما يرن المنبه انهض وابدأ نظامك المعتاد، وضع المنبه دائما في مكان بعيد عن يدك ليجبرك على النهوض من أجل إغلاقه.
تؤثر بداية اليوم على ساعات النهار التالية، لذلك فإن الروتين الصباحي الممتع والمحفز يضعك داخل الإطار الذهني المحدد بمجرد استيقاظك، ويساعد أيضا على زيادة الإنتاجية، ويشعرنا بالتحكم خاصة إذا كان لدينا العديد من المهام التي يتعين علينا إنهاؤها.
يمكن أن يتضمن الروتين الصباحي وجبة إفطار شهية أو تمارين رياضية أو الاستماع إلى بعض الموسيقى أو الكتب الصوتية ثم وضع خطة لليوم والمهام غير المنجزة. كل هذه الأشياء تدفعنا إلى النهوض من السرير صباحا وتبعدنا عن الشعور بالخمول والكسل.
روتين مسائي مريحللروتين المسائي الهادئ نفس أهمية الروتين الصباحي الممتع، لكن من الصعب أن نغفو عند ممارسة أنشطة محفزة ذهنيا أو بدنيا، لذا نكون بحاجة إلى الاسترخاء ليلا والتفكير فيما يحتاجه عقلنا وجسمنا للاسترخاء، مثل القراءة أو التمدد أو ممارسة التأمل مع أجواء هادئة وإضاءة خافتة. ذلك الروتين المسائي الهادئ يحسّن من جودة النوم، وبالتالي نستيقظ أكثر إقبالا على المهام اليومية وترحيبا بها.
ويمكن أن يساعد تخصيص 15 إلى 30 دقيقة مساء للاستعداد لليوم التالي في تسهيل النهوض صباحا، عن طريق تجهيز ملابس اليوم التالي، أو تجهيز مكونات الغذاء، أو إعادة ترتيب غرفة الجلوس وتنظيف المطبخ. وتقلل كل هذه الأنشطة الإجهاد الصباحي وتزيد من الرغبة في النهوض لأننا نعرف أن كل شيء على ما يرام.
حاول تغيير جدول نومك تدريجيا، إذ لا يمكن أن يكون الشخص معتادا على النوم في الثانية صباحا ويقرر فجأة النوم في العاشرة مساء، والأمر نفسه بالنسبة للنهوض صباحا. ويمكن أن تذهب إلى السرير مبكرا نصف ساعة وتنهض مبكرا نصف ساعة لعدة أيام، ثم تبكر نصف ساعة أخرى ليلا وصباحا، حتى تصل إلى الجدول الملائم لساعات نومك الجديدة دون أن تشعر أن ميزانك البيولوجي حدث به خلل ما، ودون أن تشعر أن الذهاب إلى السرير مساء عبء كبير لا يمكن تحمله وتقضي ساعات طويلة في الأرق.
اخدع عقلكإذا أخبرت عقلك أنك ستحصل على قسط كاف من النوم بغض النظر عن موعد نومك فسوف تساعد في برمجة عقلك الباطن ليصدق الفكرة. يتحدث هال إلرود في كتابه "معجزة الصباح" (Miracle Morning) عن أهمية التأكيدات التي نعطيها لعقولنا قبل النوم، فإذا فكرت أنك ستحصل على ساعات نوم قليلة وصباح مرهق تعيس، ستصدق ذلك وتشعر به، بينما لو فكرت أن ساعات نومك كافية رغم قلتها، ستحصل على صباح مشرق وممتع وستشعر به بالفعل.
عندما نسأل الغالبية العظمى عما تفعله حالما تستيقظ تكون الإجابة هي تفقد وسائل التواصل الاجتماعي أو البريد الإلكتروني. لا تفعل هذا لأنه يضعك داخل حياة الآخرين وحالتهم المزاجية المتصدرة من بداية اليوم، وربما ترى أخبارا سيئة وتؤثر بك دون داع، لذا اجعل الأولوية للتركيز على نفسك صباحا لتخلق حالتك المزاجية الخاصة التي ستستمر معك طوال اليوم.
لا تحول استيقاظك مبكرا إلى طريقة لإبهار الآخرين، بل إلى طريقة تمنحك نوما ممتعا ويوما نشيطا وتجعلك تشعر أنك ناجح عقليا وجسديا وعاطفيا، لذا ركز على خطة التغيير التي تنتهجها لتغيير جدول نومك والحصول على نوم جيد وصباح ممتع ونشيط.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: یمکن أن
إقرأ أيضاً:
ما حكم من فاتته صلاة الجمعة بسبب النوم؟.. الإفتاء تجيب
ما حكم من فاتته صلاة الجمعة بسبب النوم؟ فأنا نمت ليلة الجمعة متعبًا بسبب عملي فلم أستيقظ إلَّا بعد صلاة الجمعة؛ فهل يقع عليَّ إثم في هذه الحالة؟ وما الواجب عليَّ حينئذٍ؟سؤال أجابت عنه دار الإفتاء المصرية
وقالت دار الإفتاء عبر موقعها الرسمى: إن من فاتته صلاة الجمعة بسبب النوم من غير تهاونٍ ولا تقصيرٍ لا يكون آثمًا شرعًا، ويلزمه قضاؤها ظهرًا اتفاقًا.
ونوهت انه ينبغى على المسلم أن يحتاطَ لأمر صلاة الجمعة ويحرص على حضورها، وأن يأخذَ بما يعينه على أدائها من الأساليب والأسباب؛ كالنوم باكرًا وعدم السهر بلا فائدة، أو كأن يعهد إلى أحدٍ أن يوقظَه، أو أن يضبط ساعته أو منبه هاتفه لإيقاظه ونحو ذلك من الوسائل التي تعين المرء على أداء صلاة الجمعة في وقتها؛ قيامًا بالفرض، وتحصيلًا للأجر وعظيم الفضل.
حكم صلاة الجمعة
صلاة الجمعة شعيرة من شعائر الإسلام، أوجب الشرع السعي إليها والاجتماع فيها والاحتشاد لها؛ توخِّيًا لمعنى الترابط والائتلاف بين المسلمين؛ قال الإمام التقي السبكي في "فتاويه" (1/ 174، ط. دار المعارف): [والمقصود بالجمعة: اجتماعُ المؤمنين كلِّهم، وموعظتُهم، وأكملُ وجوه ذلك: أن يكون في مكانٍ واحدٍ؛ لتجتمع كلمتهم، وتحصل الألفة بينهم] اهـ.
ولذلك افترضها الله تعالى جماعةً؛ بحيث لا تصح مِن المكلَّف وحدَه مُنفرِدًا؛ فقال تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نُودِيَ لِلصَّلَاةِ مِن يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسْعَوْا إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ وَذَرُوا الْبَيْعَ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ فَإِذَا قُضِيَتِ الصَّلَاةُ فَانتَشِرُوا فِي الْأَرْضِ وَابْتَغُوا مِن فَضْلِ اللَّهِ وَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيرًا لَّعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ﴾ [الجمعة: 9-10].
وهاتان الآيتان تدلان على وجوب شهودها وحضورها على كلِّ مَنْ لزمه فرضُها، من وجوه:
الأول: أنهما وردتا بصيغة الجمع؛ خطابًا وأمرًا بالسعي؛ فالتكليف فيهما جماعي، وأحكامهما متعلقة بالمجموع.
الثاني: أن النداء للصلاة مقصودُه الدعاء إلى مكان الاجتماع إليها؛ كما جزم به الإمام الفخر الرازي في "مفاتيح الغيب" (30/ 542، ط. دار إحياء التراث العربي).
الثالث: أن "ذكر الله" المأمور بالسعي إليه: هو الصلاة والخطبة بإجماع العلماء؛ كما نقله الإمام ابن عبد البر في "الاستذكار" (2/ 60، ط. دار الكتب العلمية).
الرابع: أنَّ مقصود السعي هو: حضور الجمعة؛ كما في "تفسير الإمام الرازي" (30/ 541-542)، والأمر به: يقتضي الوجوب؛ ولذلك أجمع العلماء على أن حضور الجمعة وشهودها واجب على مَن تلزمه، ولو كان أداؤها في البيوت كافيًا لما كان لإيجاب السعي معنى.
قال الإمام ابن جُزَيّ في "التسهيل لعلوم التنزيل" (2/ 374، ط. دار الأرقم): [حضور الجمعة واجب؛ لحمل الأمر الذي في الآية على الوجوب باتفاق] اهـ.
وهو ما دلت عليه السنة النبوية المشرفة؛ فعن أم المؤمنين حفصة رضي الله عنها، أنَّ النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: «رَوَاحُ الْجُمُعَةِ وَاجِبٌ عَلَى كُلِّ مُحْتَلِمٍ» رواه النسائي في "سننه".
وعن طارق بن شهاب رضي الله عنه أنَّ النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: «الْجُمُعَةُ حَقٌّ وَاجِبٌ عَلَى كُلِّ مُسْلِمٍ فِي جَمَاعَةٍ إِلَّا أَرْبَعَةٌ: عَبْدٌ مَمْلُوكٌ، أَوِ امْرَأَةٌ، أَوْ صَبِيٌّ، أَوْ مَرِيضٌ» رواه أبو داود في "سننه"، والحاكم في "مستدركه"، وقال: هذا حديث صحيح على شرط الشيخين.
التحذير من ترك صلاة الجمعة ممَّن وجبت عليه
كما شدَّد الشرع الشريف على مَنْ تخلَّف عن أدائها ممَّن وجبت عليه، فعن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما أنَّ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: «مَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ فَعَلَيْهِ الْجُمُعَةُ يَوْمَ الْجُمُعَةِ إِلَّا مَرِيضٌ أَوْ مُسَافِرٌ أَوِ امْرَأَةٌ أَوْ صَبِيُّ أَوْ مَمْلُوكٌ، فَمَنِ اسْتَغْنَى بِلَهْوٍ أَوْ تِجَارَةٍ اسْتَغْنَى اللَّهُ عَنْهُ، وَاللَّهُ غَنِيُّ حُمَيْدٌ» رواه الدارقطني والبيهقي في "سننيهما".
وروى الإمام مسلم في "صحيحه" من حديث عبد الله بن عمر وأبي هريرة رضي الله عنهم أنَّ النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: «لَيَنْتَهِيَنَّ أَقْوَامٌ عَنْ وَدْعِهِمُ الْجُمُعَاتِ، أَوْ لَيَخْتِمَنَّ اللهُ عَلَى قُلُوبِهِمْ، ثُمَّ لَيَكُونُنَّ مِنَ الْغَافِلِينَ» وروى أبو داود في "سننه" عن أبي الجعد الضمري رضي الله عنه أنَّ النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: «مَنْ تَرَكَ ثَلَاثَ جُمَعٍ تَهَاوُنًا بِهَا طَبَعَ اللَّهُ عَلَى قَلْبِهِ».