لن تتطلب أدوات التحرير المحسنة في صور Google الاشتراك بعد الآن
تاريخ النشر: 11th, April 2024 GMT
في خطوة نادرة، تعمل Google على توسيع نطاق وصول الجميع إلى أدوات الصور الحصرية للمشتركين. يحصل مستخدمو صور Google المجانية على ميزات التحرير المحسنة دون دفع ما لا يقل عن 20 دولارًا سنويًا. وهذا يعني أن جميع المستخدمين سيحصلون على عدد قليل من أدوات جوجل المدعومة بالذكاء الاصطناعي، مثل Photo UnBlur وMagic Eraser وMagic Editor.
يعمل Photo UnBlur تمامًا كما يبدو، مما يوفر وضوحًا أكبر للصورة الغامضة بعض الشيء. تتيح لك أداة Magic Eraser إزالة الأشخاص أو الأشياء أو تمويهها من الصور، مثل سلة المهملات المارقة أو مفجر الصور. يستخدم Magic Editor الذكاء الاصطناعي التوليدي لنقل الكائنات وتمديدها وتغيير حجمها. يمكنك أيضًا أن تجعل نفسك في منتصف الصورة أو أقرب إلى شخص آخر. كما يتيح لك إجراء تعديلات واسعة النطاق، مثل تغيير السماء من الرمادي إلى الأزرق. سيحصل مستخدمو Magic Editor Android وiOS Google Photos على عشرة عمليات حفظ شهرية، بينما سيحتاج أي شخص يتطلع إلى زيادة هذا الحد إما إلى جهاز Pixel أو خطة Google One مدفوعة بسعة +2 تيرابايت.
سيتم طرح ميزات صور Google لغير المشتركين على مدار بضعة أسابيع، بدءًا من 15 مايو. وعلى سطح المكتب، لن تكون متاحة إلا إذا كان لديك جهاز Chromebook Plus يحتوي على الإصدار 118+ من نظام التشغيل ChromeOS. للوصول على الهاتف المحمول، ستحتاج إلى Android 8.0 أو iOS 15 على الأقل و3 جيجابايت من ذاكرة الوصول العشوائي.
المصدر: بوابة الوفد
إقرأ أيضاً:
معادلة السلام الغائبة
«السلام» أكثر الكلمات تداولا في خطاب السياسة منذ عام 1945، وأكثر ما يفتقده العالم اليوم. تآكلت دلالة الكلمة مع مرور الزمن، من وعود ما بعد الحرب العالمية الثانية إلى سنوات ما بعد الحرب الباردة، لأن ما رُفع من شعارات لم يتحوّل إلى ترتيبات قابلة للعيش. لم يكن السلام الذي بشّر به السياسيون طهارة أخلاقية بقدر ما كان محاولة لترتيب المصالح وضبط القوة؛ ومع ذلك كان ضروريا في عالم خرج مُنهكا من حربين عالميتين لم تُبقيا سوى التفوق في صناعة أدوات الموت.
لم يطرح الفلاسفة السلام بوصفه طقسا فوق التاريخ. في الشرق والغرب، على السواء، قُدِّم السلام باعتباره غاية أخلاقية تُترجم بلغة المصلحة المنظّمة؛ تقييد القوة بالقواعد والأنظمة والقضاة، وبتحويل الخصومة إلى منافسة مقبولة، وربط الالتزام الأخلاقي بحوافز مادية ورمزية. لكن الهوّة بين المثال وواقع السياسة بقيت واسعة كلّما انفصل سؤالا القوة والشرعية، من يملك أدوات التنفيذ؟ ومن يمنح القبول الذي يحوّل الإذعان إلى قبول مستدام؟ عند هذا الانفصال الكبير تتوالد المآسي الإنسانية، حروب تبدأ بسهولة وبقرارات فردية أحيانا وتتعثّر عند لحظة السِّلم.
وتؤكد تجارب القرن العشرين ذلك بشكل واضح جدا. عصبة الأمم امتلكت غايات سامية لكنها افتقدت أدوات التنفيذ؛ والأمم المتحدة ربطت الشرعية بواقع القوة في مجلس الأمن، فانتقل العالم من حلم الـ«سلام شامل» إلى «هندسة تعايش» أطول نَفَسا.
وفي محطات لاحقة، نجحت ترتيبات محدودة حين احترمت طبائع السياسة عبر ضبط التسلح، وإدارة الأزمات، وخفض التصعيد، ومسارات عدالة تدريجية تُبقي الضحية داخل المعادلة لا في هامشها.
لكن السلام الحقيقي لم يكن يوما بيان نوايا ولا توقيعا متعجّلا؛ هو معادلة دقيقة توازن يستطيع أن يَحُدّ من أطماع القوة، وشرعية تمنح كل طرف مكانا داخل النظام، وقواعد قابلة للقياس.
وبين الطهرانية التي تفترض أن نقاء النص يكفي، والواقعية الخشنة التي تزعم أن ميزان القوى وحده يمكن أن يصنع قبولا دائما، يمكن الحديث عن مسار ثالث يتمثل في الاعتراف المتبادل الذي يثبّت حدا أدنى غير قابل للمساومة يقدس حماية المدنيين، ويرفض التغيير الديموغرافي القسري، ويمنع أي مستوى من التجويع واستخدامه في الابتزاز السياسي، ثم مرحلة من مراحل بناء الثقة التي تأتي عبر خلق «تحالف مصالح» الذي يجعل نقض أي اتفاق أغلى كلفة من الالتزام به.
هنا تبدو مهمة السياسة لا تتمثل في أن عليها اختراع تعريف نقي للسلام.. إنما عليها هندسة ترتيبات قادرة على احترام منطق القوة، وتُدخل مطالبَ الكرامة إلى عمق الحساب لا إلى هوامشه.
عليها أن تصنع قواعد لسلام قابل للحياة، وقابل لأن يقاس لا أن يكتفى بتخيله فقط! سلام تغذيه المصالح المشتركة وكلما طال به الزمن أصبح أكثر قوة وصلابة.
وإذا لم يستطع هذا العالم الجمع بين التوازن والشرعية فسنبقى نستهلك كلمة السلام بينما تتسع الهوة بين النص وبين الواقع، وستواصل الشعوب الضعيفة التضحية بأبنائها وبمواردها وبمستقبلها.