جريدة زمان التركية:
2025-07-27@23:20:37 GMT

كانوا خاطئين

تاريخ النشر: 11th, April 2024 GMT

كانوا خاطئين

كان هتلر من أعظم الشخصيات فى التاريخ – وفقا للمؤرخين – ولكنه سقط سقوطا مدويا فى النهاية أمام أعدائه فى الداخل وفى الخارج وسقط مرة أخرى عندما قتل نفسه.

فلو أن هتلر استمع إلى رأى قادته وأخذ بآرائهم المهنية حينما احتدمت الأمور لربما اختلفت المسارات واحتفظ الجيش الألماني بقوته وتجنب هزائم كسرته وهزمته . لم يكن هتلر ضابطا عسكريا فى الأساس ولم يدرس العسكرية ، وانما اعتمد على خبراته وحدسه وتقديراته الشخصية وذكائه وهو الأمر الذى مضى مسدد الخطى لمسافات طويلة.


ولكن هذا الحدس الشخصى الحذق لم يكن كافيا بالطبع لطريق هائل الامتداد والمخاطر ولم يسعف صاحبه فى مواجهة مشاعر هتلر المختلفة . فقد هتلر مشتعلا بمشاعر سلبية عارمة ملؤها الغضب والكره والانكار والغرور والكبر رفض الهزيمة وليس فقط بمشاعر القومية الألمانية ومساعر الفخر . كان هتلر منكرا لوجود الآلهة منكرا للدين – وفقا لبعض رسائل زوجته ايفا براون التى عثر عليها ، فنجد ايفا تقول فى رسالة تضمنت وصية لها : لم يكن من الممكن أن نؤمن باله ما ( تشير إلى هتلر والى نفسها ) لأنه لا توجد ادلة على وجود اله . وكان جنديا شجاعا حصل على وسامين خلال الحرب العالمية الأولى 1914 – 1918 ، وكان حزبيا رائدا ومتحدثا بارعا وكاتبا سياسيا ومستشارا أو رئيسا للحكومة ثم حاكما منفردا وزعيما أوحدا وقائدا أعلى للقوات الألمانية لسنوات طويلة امتدت لحوالى ثلاثة عشر عاما اعتبارا من يناير 1933 حتى انتحاره فى 30 أبريل 1945 هروبا من الحساب وهروبا من إهانة الهزيمة ومن شماتة المنتصرين فى الداخل وفى الخارج .
البعض من المحللين والمؤرخين يعتقد أن عدم دراسة هتلر للفنون العسكرية كان سببا فى هزيمته وسقوطه . وصحيح أن هتلر لم يدرس العلوم العسكرية وأنه كان مجرد عسكرى مراسلة أثناء الحرب العالمية الأولى وأن ما حصل عليه من تكريم كان بمناسبة عمله عسكرى مراسلة شجاع خدم فى كل من فرنسا وبلجيكا ، ولكن هذا الرأى قد لا يجد كثيرا من السند فى الواقع ، لأن هتلر قاد بلاده الى انتصارات عسكرية وسياسية كثيرة وكبيرة وهو ذات الرجل . ولا يعقل أن تكون كل انتصارات الرجل محض صدفة أو تخمينا محضا نضب لاحقا ولم يبق منه شىء . ولكن الغرور والكبر والحقد آفات خطيرة ومضللة ، وربما كانت هى السبب وراء سقوط هتلر بين أعوانه ومناصريه ومستشاريه وقواته أولا ثم فى مواجهة أعدائه لاحقا .
كان هتلر دقيقا واضحا ماهرا لا يدخر الاهتمام فى شىء ، بل يشمل أشياء كثيرة باهتمامه التام ، حتى شعر رأسه وقصة شعره وشاربه وشارته المفضلة . وبالتالى ، فليس لمثل هتلر أن يهمل فى التحصيل العلمى اللازم لفكره ولاتخاذ قرارات سليمة وقرارات مصيرية . وكان هتلر يقضى وقته كله فى خدمة أهدافه وقضاياه وفى حروب ومواجهات سياسية وعسكرية وفلسفية ودينية وتاريخية . ولم تكن خبراته العسكرية التى جمعها فى الحروب وهو فرد ثم وهو مسؤول فى البلاد ثم وهو رئيس للبلاد ثم وهو قائد وزعيم للبلاد خبرات قليلة أو معتادة.
ولا تتاح هذه الخبرات لطالب أى درجة علمية حتى الدكتوراة . ولو شاء هتلر أن يحمل ألقابا علمية لتسابقت كثير من الجامعات والمعاهد الى منحه الألقاب والدرجات . وارتكب هتلر الفظائع والجرائم فى حق الإنسانية باسم تطهير العرق الآرى من الدنس وباسم القومية مدفوعا بمشاعره الغاضبة الحاقدة الكارهة المغرورة التى صورت له ولمن حوله أنه هو مركز الكون وخالق الوجود وفقا لأقوال بعض شهود ذلك العصر . ولا شك فى أن هتلر ومن آمن بهتلر فيمن حوله كانو خاطئين ضالين أنكروا الحق والنور فسقطوا .

Tags: الأمراض النفسيةانتحار هتلرهتلرهزيمة هتلر

المصدر: جريدة زمان التركية

كلمات دلالية: الأمراض النفسية هتلر کان هتلر

إقرأ أيضاً:

تأجيل استئناف المتهم بقتل مالك مقهى أسوان على حكم إعدامه لـ 12 أغسطس

أجلت محكمة جنايات مستأنف شمال القاهرة المنعقدة في العباسية، نظر أولى جلسات استئناف محاكمة المتهم بقتل مالك مقهى فى القضية المعروفة إعلاميا بـ"قهوة أسوان"، على حكم إعدامه لجلسة 12 أغسطس لحضور المتهم من محبسه.

واعترف المتهم بقتل شريكه في المقهى الشهير بمصر الجديدة، بارتكاب الجريمة وكشف أمام رجال المباحث تفاصيل ارتكابه الحادث، وقال إن خلافا بينه وبين المجني عليه على ملكية محل العصائر أدى لوقوع اشتباك بينهما، حيث ادعى القتيل ملكيته للمحل بعد شرائه شقة تعلو المحل بالعقار الذي يمتلك به المقهى وحصوله على حصة بالعقار، محاولا طرد المتهم من محل العصائر.

وكشفت أجهزة وزارة الداخلية ملابسات تداول مقطع فيديو على عدد من المواقع الإخبارية ومواقع التواصل الاجتماعي، يتضمن قيام أحد الأشخاص بالتعدي على آخر بسلاح أبيض بمنطقة مصر الجديدة بالقاهرة مما أدى إلى وفاته.

وبالفحص تبين أنه بتاريخ 30 أكتوبر الماضى نشبت مشاجرة بدائرة قسم شرطة مصر الجديدة بين كل من طرف أول (مالك محل عصائر بأحد العقارات بدائرة القسم )، طرف ثان (شريك بمقهى بذات العقار "متوفى")، بسبب خلافات بينهما حول رغبة المتوفى فى طرد الأول من المحل المشار إليه بدعوة ملكيته لحصة بالعقار، وشرائه الشقة التى تعلو المحل الخاص به، قام على إثرها الأول بالتعدى عليه بسلاح أبيض، محدثاً إصابته التى أدت إلى وفاته، فتم ضبط مرتكب الواقعة فى حينه، وعرضه على النيابة العامة التى قررت حبسه على ذمة التحقيقات.

 



مقالات مشابهة

  • "حيرة".. مابعد النتيجة
  • رحلة النغم والألم ( 2 )
  • تأجيل استئناف المتهم بقتل مالك مقهى أسوان على حكم إعدامه لـ 12 أغسطس
  • الخريطيات يشكر «عناد»
  • الاحتلال يوقف عملياته العسكرية في 3 مناطق بغزة
  • بلادك حلوة أرجع ليها دار الغربة مابترحم
  • تسقط الحركة الاسلامية،ولا يسقط الاسلام !!
  • روسيا تطور قاذفات لهب صغيرة للروبوتات العسكرية
  • محافظ أسوان يبحث مع وفد جمعية قبس من نور سبل التعاون المشترك
  • البرهان يَطَأ كُـلَّ موطئٍ يغيظ القحاطة