بيرم: لا ندعو الى الفتنة والحرب الأهلية بل نفدي بدمائنا كل لبنان
تاريخ النشر: 13th, April 2024 GMT
شدد وزير العمل في حكومة تصريف الأعمال مصطفى بيرم، على "صنع الاقتدار ليس فقط لنا، وإنما لنا وللذين ليسوا معنا، وللذين يطعنوننا ويشتموننا الآن، ونحن عندما يسقط منا الشهيد والفقيد والمظلوم، لا نشتم أحداً، ولا ندعو للفتنة والحرب الأهلية، وإنما نفدي بدمائنا كل لبنان، فهذه هي أخلاقنا، وهكذا تبنى الأوطان، ولذلك نحن نكرّس ثقافة جديدة ومعياراً جديداً في الانتماء للوطن، إن أكثر الناس حقّانية في الوطن والمواطنية، هم الذين يقدّمون أغلى ما لديهم، والسيد المسيح يقول: (أي بذل أعظم من أن يبذل الإنسان نفسه من أجل الآخرين)، والحبيب المصطفى محمد يقول: (إن فوق كل ذي بِرٍ بِرٌّ حتى يقتل الرجل في سبيل الله، فليس فوق ذلك بر)".
وقال خلال احتفال تكريمي أقامه "حزب الله" لـ"الشهيد على طريق القدس" أحمد أمين شمس الدين في حسينية ديرقانون النهر، بحضور عضوي كتلة "الوفاء للمقاومة" النائبين حسن عز الدين وحسين جشي: عندما نصرنا إخواننا في غزة، كشف الله لنا أن العدو كان ينوي الانقضاض علينا بغدر، وأن نستيقظ وهم يغدرون بنا، علماً أن لدى العدو منذ العام 2006 آلاف الخروقات في البر والجو والبحر، وهذا يعني أن لديه بنك أهداف وينتظر اللحظة للغدر بنا، ولكن مبادرتنا ضد العدو الإسرائيلي ونصرتنا لإخواننا في غزة، جعلت العدو يفتقد عنصر المباغتة، وصحيح أن لدينا خسائر، ولكن هذه الخسائر دفعت خسائر أكبر بكثير لو شن العدو حرباً مباغتة علينا".
المصدر: لبنان ٢٤
إقرأ أيضاً:
فتنة ديسمبر 2017.. وإطفاء الخيانة في مهدها
عبدالمؤمن محمد جحاف
لم يكن الثاني من ديسمبر 2017 يومًا عابرًا في الذاكرة اليمنية، بل كان محطة فاصلة بين مرحلتين: مرحلة حاولت فيها الخيانة أن تمتد كالنار في الهشيم، ومرحلة برهنت فيها ثورة الحادي والعشرين من سبتمبر أنها ليست مُجَـرّد حدث سياسي، بل منظومة قيمية وأخلاقية راسخة لا تهتز أمام العواصف.
خارجيًّا، كان فشل الفتنة بمثابة صفعة مدوّية لأمريكا وبريطانيا، اللتين سارعتا إلى الإعلان عن خيبة أملهما بمقتل علي عبدالله صالح “عفاش” وسقوط مشروع الفتنة قبل أن يكتمل.
كانتا تنتظران أن تتحول صنعاء إلى ساحة فوضى، وأن تشعل الفتنة حربًا أهلية تخدم مشروعهما في تفتيت المنطقة وإعادة تشكيلها على مقاس الهيمنة.
لكن حساباتهما سقطت كما سقط رهان المرتزِقة في الداخل.
أما الإمارات، الحاضر العسكري والسياسي الطامح للنفوذ جنوبًا وشمالًا، فلم تستطع إخفاء انتكاستها.
فشل الفتنة شكّل لها ضربة مؤلمة؛ لأَنَّها كانت تراهن على إعادة تشكيل المشهد اليمني بما يخدم مشاريعها التوسعية.
غير أن سقوط الرهان الإماراتي جاء كاشفًا لحقيقة أن الجبهة الداخلية في صنعاء كانت أكثر تماسكًا وصلابة مما توقعت أبوظبي وحلفاؤها.
داخليًّا، في مثل هذا اليوم قبل سنوات، كان المشاركون في فتنة ديسمبر يتساقطون واحدًا تلو الآخر في يد الجيش واللجان الشعبيّة، «كالفراش» كما قيل في وصف المشهد.
تجاوز عدد الأسرى حينها ثلاثة آلاف، وكانت لدى البعض توقعات أن الانتقام سيكون سيد الموقف وأن الميدان سيفرض قراراته القاسية.
لكن ما حدث كان على النقيض تمامًا: فمنذ اليوم التالي مباشرة، الرابع من ديسمبر، بدأت القيادة الثورية والسياسية بدراسة قرار العفو العام عن هؤلاء، في خطوة أثبتت أن القوة ليست في البطش، بل في القدرة على التسامح وضبط النفس.
لقد جاء ذلك السلوك الأخلاقي ليجسّد جوهر ثورة 21 سبتمبر، التي لم تُبْنَ على ثقافة الإقصاء، بل على منظومة قيم تقوم على الفروسية والإيثار والصفح.
ولهذا، فَــإنَّ أي تفوق سياسي أَو عسكري أَو اجتماعي تلمسه البلاد اليوم إنما يعود لجذور تلك الأخلاق التي رسّختها القيادة النبيلة، فحمت الجبهة الداخلية من التفكك، وأفشلت كُـلّ محاولات جرّ اليمن إلى اقتتال داخلي كان يُراد له أن يكون مدخلًا لاحتلال شامل وانهيار وطني كبير.
لقد كانت فتنة ديسمبر اختبارا وطنيًّا وأخلاقيًّا وتاريخيًّا نجحت فيه صنعاء، ليس فقط بقدرتها على إسقاط الفتنة، بل بقدرتها على العفو عن المشاركين المغرر بهم فيها.
وفي ذلك الفارق الجوهري بين مشروع يفكك الأوطان، وآخر يعيد بناءها على أسس من القوة والأخلاق والسيادة.
إن فتنة ديسمبر تذكيرٌ بيومٍ كُشف فيه معدن الرجال، وثَبَتَت فيه الدولة، وانتصر فيه الوفاء على الغدر، وانطفأت فيه شرارة الخيانة في مهدها.