مستشار خامنئي يتحدث عن نجاح "الحرب النفسية" على إسرائيل
تاريخ النشر: 13th, April 2024 GMT
أكد اللواء يحيى رحيم صفوي مساعد وكبير مستشاري المرشد الإيراني، بان إسرائيل "تخشى وتشعر بالهلع من انتقام وصفعة إيران المرتقبة له والتي تجعلها تشعر بالندم على عدوانها على القنصلية الإيرانية بدمشق".
وقال مستشار خامنئي، يوم الجمعة، في مراسم تابين اليوم السابع لمقتل اللواء محمد رضا زاهدي إثر الهجوم على القنصلية الايرانية في دمشق والذكرى السنوية الثالثة لمقتل العميد محمد حجازي، والتي أقيمت في مدينة اصفهان: "يخشى أعداء إيران والثورة، بما في ذلك الكيان الصهيوني وأميركا، من رد ايران الباعث على الندم والانتقام الموعود".
وأضاف: "منذ استشهاد اللواء زاهدي ورفاقه يعيش الصهاينة في حالة الخوف من الانتقام وهم في حالة تأهب قصوى".
وتابع ان "الصهاينة يعيشون في حالة الرعب منذ اسبوع وقد أعلنوا الاستنفار واوقفوا هجومهم المرتقب على رفح لانهم لا يعرفون ماذا تريد ايران ان تفعله ومتى وكيف سيكون ردها، ولذلك فان الخوف يلف الكيان الصهيوني وحماته".
وأضاف: أن "هذه الحرب النفسية والسياسية والاعلامية هي اشد رعبا للصهاينة من الحرب نفسها وقد اجبرت قسما منهم على الهروب وقسما آخر على النزول إلى الملاجئ في كل ليلة لأنهم يخافون من الهجوم الإيراني".
وأردف المسؤول الإيراني أن "احتجاجات المستوطنين كانت من أجل تحرير الأسرى، لكنهم الآن ينادون برحيل نتنياهو، وأن المظاهرات ضد الكيان الصهيوني جرت في 90 دولة، ومن جهة اخرى نشاهد اشتداد هجمات محور المقاومة، فالمقاومة الاسلامية في العراق قصفت حيفا مرتين مؤخرا، وان اليمنيين ايضا استهدفوا السفن الصهيونية والاميركية والبريطانية".
بادين يحذر إيران
من جانبه، وجّه الرئيس الأميركي جو بايدن، الجمعة، رسالة تحذيرية صريحة لإيران، التي تهدد بتنفيذ هجوم على إسرائيل، ردا على استهداف قنصليتها في دمشق مطلع الشهر الحالي.
ونقلت وكالة رويترز عن بايدن قوله للصحفيين: "نحن ملتزمون بالدفاع عن إسرائيل، سندعم إسرائيل. سنساعد في الدفاع عن إسرائيل، وإيران لن تنجح".
وأشار إلى أنه يتوقع هجوما إيرانيا "عاجلا وليس آجلا" على إسرائيل، مضيفا أن رسالته لإيران هي "لا تفعلوا".
وكان البيت الأبيض أكد، الجمعة، أن تهديدات إيران لإسرائيل "موثوقة وحقيقية".
وقال الناطق باسم مجلس الأمن القومي الأميركي جون كيربي، لصحفيين: "لا زلنا نعتبر أن تهديد إيران المحتمل، حقيقي وموثوق"، وتنوي الولايات المتخذة "بذل كل ما هو ممكن لضمان تمكن إسرائيل من الدفاع عن نفسها".
هذا ويعتقد مسؤولون أميركيون أن الهجوم الإيراني المحتمل على إسرائيل قد يحدث خلال "الساعات القليلة المقبلة".
المصدر: سكاي نيوز عربية
كلمات دلالية: ملفات ملفات ملفات خامنئي محمد رضا زاهدي إسرائيل إيران وإسرائيل حرب إيران وإسرائيل خامنئي محمد رضا زاهدي إسرائيل أخبار إيران على إسرائیل
إقرأ أيضاً:
عام ثالث من الحرب … كيف يعيش سكان الأبيض آثارها النفسية ؟
تشهد مدينة الأبيض الواقعة بولاية شمال كردفان في الآونة الأخيرة هدوءاً نسبيا بعد أن خفتت وتيرة المواجهات بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع إلا أن هذا الهدوء جاء بعد شهور من حصار خانق وهجمات متكررة حولت المدينة إلى منطقة عسكرية، تلك الأحداث لم تمر مرور الكرام على المدنيين خصوصا النازحين الذين يعيشون حالياً في مراكز الإيواء وسط معاناة متفاقمة ليس فقط في احتياجاتهم المعيشية بل أيضا في صحتهم النفسية.
التغيير – فتح الرحمن حمودة
و في أحد أحياء المدينة تحكي الفتاة “ي.أ” عشرينية قصتها بصوت متهدج و تقول إنها في الشهور الأولى من الحرب كانت أسرتها كغيرها من الأسر تهرع للاختباء تحت الأسرِة كلما دوى صوت الرصاص في البداية كان الرعب سيد الموقف و تضيف لـ «التغيير» لكن مع تكرار الاشتباكات بدأت الأمر يأخذ طابع الاعتياد إلا أن شيئا لم يكن طبيعيا من الداخل فالنفس محطمة والوجدان مثقل بصور العنف والدمار وسط غياب تام لأي دعم نفسي.
فمنذ اندلاع الحرب ظل سكان المدينة يعانون من الخوف المزمن والصدمة لاسيما في الأحياء الجنوبية والغربية التي شهدت أعنف الاشتباكات هذه المناطق أصبحت بؤرا للنزوح الجماعي فيما حولت الحرب بيوتا كاملة إلى أطلال وأسرا بأكملها إلى ضحايا لصدمات لا تندمل.
عبد الرحمن برومو أحد سكان الأبيض يصف لـ «التغيير» كيف أن تبادل إطلاق النار في شارعهم كان أشبه بجحيم لا يطاق يقول الرصاص كان يأتي من كل اتجاه حتى جلسات الشاي المسائية اللي كانت تقليد أسبوعي في البيت أصبحت تختفي، وأضاف “الناس بدأت تتخلى عن عاداتها وجلسات الجمعة مع الأقارب كل هذه الأشياء اختفت تماما والحياة باتت غريبة وكل يوم يأتي نازحين جدد و يذهبوا و يأتي غيرهم لأنه ليس هناك استقرار”.
أما صهيب عيسى فيقول إن الخوف لم يكن مجرد لحظة بل حالة مستمرة وقال لـ «التغيير» : “أخاف على نفسي و على أهلي و بيتي كنت أحس إنني في أي لحظة يمكن أفقد كل شيء، وتحدث عيسى عن ابن شقيقته و قال لـ «التغيير» “أصبح الطفل يبكي ويصرخ كلما تجدد القتال حتى تغير سلوكه تماما و ليس هناك دعم نفسي وأي شخص يريد أن يعالج نفسه لازم يذهب بنفسه إلى العيادة و هذا صعب في ظروف مثل الظروف التي نمر بها حاليا”.
بينما أوضح عمار حسين أن أحياء كاملة في الأبيض خاصة الغربية شهدت جرائم نهب، تهديدات وحتى حالات اغتصاب و قال لـ «التغيير» :”الناس فقدت الإحساس بالأمان وفقدت الأمل و أصبح الشعور بالقلق المستمر والخوف من فقدان شخص عزيز في أي لحظة يقتل فينا الحياة كل يوم”.
و قال جبريل الهندي وهو أخصائي في الصحة النفسية ومن أبناء المنطقة في حديثه لـ”التغيير” إنهم أطلقوا مبادرة للدعم النفسي بالتزامن مع اندلاع الحرب استجابة للحالة الطارئة التي فرضها الوضع على السكان.
وأوضح أن مركزهم قام بتدريب فرق في نحو “23” مركز إيواء بهدف تقديم خدمات الدعم النفسي للنازحين والمتأثرين بالحرب في ظل غياب تام لدور وزارة الصحة بالولاية رغم حصولها على دعم من إحدى المنظمات.
وأشار الهندي إلى أن سكان المدينة يعانون من اضطرابات نفسية عميقة ناتجة عن الصدمات التي خلفتها أصوات الرصاص ومشاهد العنف، لآفتاً إلى أن أكثر الحالات التي واجهها الفريق كانت متعلقة باضطراب ما بعد الصدمة لاسيما في أحد مراكز الإيواء التي تستضيف نازحين من مناطق خارج المدينة.
بينما قالت مروة محمد إبراهيم الطبيبة المتخصصة بالصحة النفسية عند الحديث عن الجانب النفسي في مناطق الحرب، إن أول ما يصيب الإنسان هو الخوف وهو عامل خطير يؤثر مباشرة على الجهاز العصبي، وإن هذا الخوف يزرع شعورا دائما بعدم الأمان ويؤدي إلى حالة من الهلع المستمر مع تسارع ضربات القلب وقد تتطور الحالة إلى نوبات هلع مزمنة مما يخلق حالة من عدم الاستقرار الداخلي.
وتضيف مروة أن آثار الحرب لا تنتهي بانتهاء القتال بل تستمر نفسيا فيما يعرف باضطرابات ما بعد الحرب مثل اضطراب ما بعد الصدمة، الاكتئاب، والقلق، ونوهت إلى أن الحرب بطبيعتها أزمة نفسية شاملة وإن كان الإنسان يعاني أصلا من ضغوط اقتصادية أو اجتماعية قبل الحرب فإن هذه الضغوط تتفاقم وتتعاظم بشكل كبير بعدها.
وحذرت مروة من أنه بعد الحرب قد يصل الضغط النفسي إلى مستويات كارثية تصل إلى 300% من الوضع الطبيعي وهذا ينعكس بشكل سلبي على مختلف نواحي الحياة وستظهر مشاكل في العمل وتتفكك الكثير من الأسر بل وحتى الأطفال الذين يعتبرون من أكثر الفئات تضررا سيخرجون من الحرب محملين بالعنف والصدمات مما يجعلهم عرضة كاملة للإصابة باضطرابات نفسية عميقة.
وترى مروة أن هناك أملا في التعافي لكنه مشروط بالتدخل العاجل من الجهات المعنية واعتبار الصحة النفسية جزءًا أساسيا من خطط الطوارئ والإغاثة، وتشير إلى أن رفع المقاومة النفسية للمجتمع يتطلب تعزيز التماسك الاجتماعي وخلق فرص عمل وبرامج داعمة لتفادي الركود خاصة بين الأطفال لأن ذلك يلعب دورا محوريا في تعافيهم وإعادة بناء مستقبل صحي لهم.
الوسومالآثار النفسية المدمرة الأبيض الإضطرابات ما بعد الحرب الحرب النازحين