لجريدة عمان:
2024-06-16@13:29:31 GMT

غزة تشظي النظام العالمي وتفضحه

تاريخ النشر: 13th, April 2024 GMT

غزة تشظي النظام العالمي وتفضحه

كان البعض يعتقد أنّ الحرب الروسية على أوكرانيا هي أوضح مثال على تداعي النظام العالمي القائم على القواعد، بالقدر نفسه الذي أوضحت فيه تلك الحرب التي ما زالت مشتعلة حتى الآن سقوط نظرية «نهاية التاريخ» للمفكر السياسي فوكوياما. ولا شك أن تلك الحرب أسقطت نظرية «نهاية التاريخ» وأكدت للأنظمة الغربية على وجه التحديد أن الإنسان الحي ما زال قادرا على بلورة أنظمة أكثر قدرة على إرساء العدالة والمساواة والحرية والحكم الرشيد مما قدمته النسخة الغربية للديمقراطية الليبرالية التي اعتقد البعض أنها ذروة التطور الأيديولوجي للإنسان.

وإذا كان النظام العالمي «القائم على القواعد» أعقد بكثير من أن ينتهي ويتلاشى كما يتلاشى الظلام في الغرفة المعتمة بعد ثوان بسيطة من الكبس على زر الطاقة الكهربائية، إلا أن هذا النظام يمر بأسوأ أيامه على الإطلاق خاصة منذ بداية حرب الإبادة التي يشنها منذ أكثر من ستة شهور جيش الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة.

لا أحد يستطيع القول إن الحرب على غزة هي القشة التي ستقصم ظهر هذا النظام وتنهيه ولكنّ المؤكد أنها الحرب التي فضحته تماما، وكشفته أمام أكثر مؤيديه من الجماهير الغربية التي رأت حكوماتها متورطة بشكل فاضح في دعم جرائم إبادة وحشية لا يمكن لأي فطرة سوية أن تتقبلها أو تقرها.

قدمت الولايات المتحدة الأمريكية نفسها مرارا وتكرارا بأنها القائد الأكبر للغرب والمنظّر الأهم بل والحامي للنظام العالمي القائم على القواعد.. ومنذ وصل الرئيس الأمريكي جو بايدن إلى السلطة كان يؤكد دائما أنه يقف بحزم ضد الدول التي تهدد هذا النظام وتهدد قواعده، وأنه يدعو للعمل معا لحماية النظام باعتباره الحامي للديمقراطية والليبرالية والعدالة والمساواة وكل الحريات، وكان يلوح دائما بخطر الصين وروسيا على هذا النظام.

لا أحد يشكك أن أمريكا والغرب يعملون جميعا على حماية النظام العالمي لأنه نظامهم ومنه يستمدون قوتهم، لكنّهم فشلوا تماما، وفي مقدمتهم أمريكا، في أول اختبار حقيقي لهذا النظام عندما تعلق الأمر بحماية قطاع غزة من الإبادة الجماعية التي يرتكبها جيش الاحتلال الإسرائيلي منذ أكثر من ستة شهور.. فشلوا في حماية البشر، وفي حماية الأطفال والنساء والمدنيين، وفي توفير ممرات آمنة لإدخال المساعدات لأكثر من مليوني مدني جميعهم على حافة المجاعة.. كما فشلوا في حماية الحريات وفي حماية الصحفيين.. ليس هذا وحسب، بل فشلوا في الحفاظ على القيم الأمريكية وفي حماية القانون الدولي. لقد فشلت إدارة الرئيس بايدن في بناء الشراكات مع الدول العربية وفق ما طرحه في قمة جدة مع الدول الخليجية والأردن ومصر في عام 2022. لقد كبر الفشل الأمريكي وخرج عن كل الحدود إلى درجة أن العرب لم يعودوا وحدهم من يرى هذا الفشل، بل إن الكونجرس الأمريكي بات يرى في المساعدات العسكرية الأمريكية لإسرائيل شيئا من الهوان الأمريكي! وظهرت الكثير من الأصوات المؤثرة التي تدعو إلى ضرورة امتثال المساعدات العسكرية الأمريكية لإسرائيل بالقانون الأمريكي وبالقوانين الدولية، فلا يمكن أن تكون المساعدات مطلقة دون شروط خاصة إذا كانت تنتهك حقوق الإنسان أو ترتكب بها إبادات جماعية كما هو الحال في غزة. وقبل أيام بعث أكثر من 40 عضوا ديمقراطيا من مجلس النواب برسالة إلى بايدن ووزير خارجيته تطالبهم بضرورة أن تكون المساعدات العسكرية الأمريكية لإسرائيل ملتزمة بشروط القانون الأمريكي، وكذلك فعل أعضاء من مجلس الشيوخ الذين حثوا الرئيس بوقف مؤقت للمساعدات العسكرية لإسرائيل.

إن النظام العالمي بكل قواعده لن يكون كما كان عليه قبل الحرب على غزة، وإذا كان العالم أصبح يتحدث بصوت مسموع جدا حول أهمية بناء نظام عالمي جديد بعد الحرب الروسية الأوكرانية فإن الأمر تحول خلال حرب الإبادة على غزة إلى ما يمكن أن يسمى زلزالا خلخل تلك القواعد وكشف حقيقتها، ولن ينسى هذا الزلزال وتأثيره في اللحظة التي يسقط فيها النظام ويذهب إلى عهدة التاريخ.

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: النظام العالمی هذا النظام فی حمایة أکثر من

إقرأ أيضاً:

الجيش الأمريكي يستهدف الزعيم العالمي لتنظيم داعش.. وأنباء متضابة عن مقتله

أفادت شبكة «NBC NEWS» الأمريكية، بمقتل القيادي العالمي لتنظيم داعش عبد القادر مؤمن، في عملية استهدفته في الصومال، لكن بعدها، خرجت أنباء أخرى تفيد بأن مقتل القيادي الداعشي غير صحيح.

وقال مسؤولون أمريكيون للشبكة الأمريكية، إن زعيم «داعش» عبد القادر مؤمن استهدفه الجيش الأمريكي في غارة جوية، لكن مقتله في الغارة غير مؤكد حتى الآن.

أصبح الزعيم العالمي للتنظيم بشكل سري

وكانت الحكومة الأمريكية، قالت إن عبد القادر مؤمن هو الزعيم العالمي لتنظيم داعش، لكن المسؤولين الأمريكيين، قالوا إن «مؤمن» كان رئيس فرع داعش في الصومال، وأصبح العام الماضي الزعيم العالمي للجماعة، دون الإعلان الرسمي عن الخطوة.

الأنباء المتضاربة أيضًا لم تتوقف عند الاستهداف الأخير، ففي 31 مايو الماضي، قالت القيادة الأمريكية في إفريقيا، أنها استهدفت مسلحين بتنظيم داعش في منطقة نائية جنوب شرق الصومال، وأن الغارة قتلت 3 مسلحين، لكن دون الإعلان عن أسماء أي منهم.

صاحب لحية برتقالية

مسؤول كبير في الولايات المتحدة، قال حينها، إن واشنطن نفذت ضربة ضد هدف كبير ومهم لتنظيم داعش، لكن دون الإعلان أيضًا عن اسم الشخص، ما زادت التكهنات، بشأن مقتل عبد القادر مؤمن في 31 مايو الماضي، أو مقتله في الغارة الجوية أمس السبت.

ويتميز الزعيم العالمي لتنظيم داعش بلحية برتقالية، لكن لا تتوفر الكثير من المعلومات عنه.

مقالات مشابهة

  • الجيش الأمريكي يستهدف الزعيم العالمي لتنظيم داعش.. وأنباء متضابة عن مقتله
  • السامرائي مهنئًا بعيد الصحافة: ندعم الجهود لتمكينها من دورها في حماية النظام الديمقراطي
  • أمريكا: الحملة ضد الحوثيين أكثر معركة بحرية كثافة منذ الحرب العالمية الثانية
  • برنامج الأغذية العالمي: انهيار النظام والقانون بغزة أدى لتزايد أعمال النهب والعنف
  • تشكيلات أمنية ومحاكم مدنية جديدة.. ماذا يحدث في الجنوب السوري؟
  • خيار الاحتواء بين المفاوضات والحرب المحدودة في الإقليم
  • الحوثي يكشف عن مخططات أمريكية مدمرة بعد ضبط “الخلية التجسسية الأخطر” في تاريخ اليمن
  • الحوثي: العمليات العسكرية المساندة لغزة مستمرة وفعالة وسنصعدها أكثر
  • خبير عسكري لبناني: الولايات المتحدة من تدير الحرب منذ بدايتها في غزة ولبنان
  • «خارجية روسيا»: الاستيلاء على أصولنا المجمدة سيخل بتوازن النظام المالي العالمي