لبنان ٢٤:
2025-10-09@13:21:37 GMT

إسرائيل ستردّ في الزمان والمكان غير المناسبين

تاريخ النشر: 15th, April 2024 GMT

إسرائيل ستردّ في الزمان والمكان غير المناسبين

استلزم الردّ الإيراني على استهداف إسرائيل قنصليتها في دمشق أسبوعين من التحضير. وبين الضربة والردّ عاشت تل أبيب، ومعها العالم بأسره، على أعصابهما. وهي حرب نفسية تعتمدها إيران كجزء من أدوات الحرب. وهنا يجب أن نعترف بأن طهران نجحت في هذا الجزء من الحرب أكثر من الردّ المباشر، والتي سبقته مشاورات من تحت الطاولة بينها وبين واشنطن تحت عنوان عريض ورئيسي، وهو يلخص في جزئياته الحال العامة التي تعيشها المنطقة على وقع ما يتعرّض له فلسطينيو قطاع غزة من حرب إبادة موصوفة.

وفي إطار مضمون هذا العنوان يتحرّك الجميع ملتزمين في الميدان كما في السياسة ما يسمى بـ "قواعد الاشتباك"، أي على طريقة "لا يموت الذئب ولا يفنى الغنم"، أو في شكل أوضح تأمين الحدّ الأدنى من الأمن لإسرائيل في مقابل اطلاق يد ايران في المنطقة بما يتناسب مع السياسة الأميركية، ولكن بعد "تدجينها" وضبط ردّات فعلها، سواء بالمباشر كما شهدنا في ردّها الصاروخي المحدود الفعالية، أو عبر حلفائها في المنطقة، الذين التزموا التعليمات ولم يشاركوا في الردّ. وكان أسهل على طهران اعتماد خيار الردّ من سوريا ولبنان، وذلك نظرًا إلى قرب المسافة بين نقاط الانطلاق ونقاط الاستهداف، مع ما يمكن أن يشكّله هذا النوع من الردود من عنصر مفاجأة ومباغتة للعدو.
فلو أرادت إيران توسيع إطار الردّ لكانت لجأت إلى الردّ عبر حلفائها المزودين بصواريخ من صنعها، ولما كانت أعطت إسرائيل الوقت الكافي لتجهيز وسائط المواجهة الدفاعية. وهذا ما يثبت النظرية التي تقول بأن طهران تسير بخطى بطيئة، ولكنها أكيدة وراسخة نحو "تطبيع" من نوع آخر مع الولايات المتحدة الأميركية وفق ما تراه مناسبًا لمركزية وضعيتها في المنطقة، وذلك انطلاقًا من تثبيت ما سبق أن بدأت به من خلال إعادة علاقتها الديبلوماسية مع المملكة العربية السعودية وانتهاجها سياسة الانفتاح على جيرانها، وبالأخصّ مع دولة الامارات العربية المتحدة. وقد يكون ردّها "المدوزن" على استهداف قنصليتها في دمشق من بين الأهداف الميدانية المتبعة من خلال ما يقوم به حلفاؤها في اليمن وفي لبنان من مواجهات مباشرة تحت مسمّى "مساندة المقاومة الصامدة في غزة"، والتي ستوصل ايران في نهاية المطاف إلى أهدافها السياسية، خصوصًا أن ردّها المباشر، وعن بعد الآف الكيلومترات، لم يأتِ لمساندة غزة وأهلها في مواجهتهم آلة الموت الاسرائيلية على غرار ما يقوم به "حزب الله" من عمليات عسكرية يُردّ عليها بتدمير القرى الجنوبية وتشريد أهلها، وكذلك ما يقوم به الحوثيون بفرض سيطرتهم على حركة الملاحة التجارية البحرية في البحر الأحمر.
ولكن الأهم من هذا الردّ، الذي جاء في الزمان والمكان المناسبين"، هو ما سيلي هذه العملية، وما يمكن أن يكون عليه الردّ الإسرائيلي في حال قررت تل أبيب أن تردّ. ما هو مؤكد أن الإسرائيليين، وفق بعض التحليلات من الداخل الإسرائيلي بالذات، لن يردّوا على الردّ الإيراني لعدّة أسباب، ومن بينها أن واشنطن بدأت تمارس ضغوطها على تل أبيب حتى قبل بدء الهجوم الإيراني حتى لا تكون ردّة فعلها توريطًا لها في حرب مواجهة مفتوحة لا تسعى إليها مع إيران، وهي المشغولة بتداعيات الحرب في أوكرانيا واهتماماتها الشرق أوسطية، التي بدأت تغزو الصين أسواق دولها التجارية، فضلًا عن الهمّ الانتخابي الداخلي.
وقد يكون التقليل من إظهار حجم الخسائر البشرية الناجمة عن الرد الصاروخي الإيراني من قِبل تل أبيب يهدف إلى امتصاص الصدمة الداخلية في حال قررت عدم الردّ، خصوصًا أن ثمة معلومات تحدّثت عن سوء تقدير لدى القيادة العسكرية باستهدافها القنصلية الإيرانية في دمشق. أمّا إذا قررت الرد فسيكون ردّها في "الزمان والمكان غير المناسبين".
  المصدر: خاص "لبنان 24"

المصدر: لبنان ٢٤

كلمات دلالية: تل أبیب

إقرأ أيضاً:

نقيب محرري الصحافة اللبنانية: الصمت أمام المذبحة التي ترتكبها إسرائيل يعد تواطؤا

بيروت "د ب أ": قال نقيب محرري الصحافة اللبنانية، جوزف القصيفي، اليوم إن الصمت أمام مذبحة إسرائيل بحق الشعب الفلسطيني والصحفيين يعد تواطؤا.

جاء ذلك في كلمة له خلال وقفة تضامنية نفذتها نقابة محرري الصحافة اللبنانية مع الشعب الفلسطيني والصحفيين الفلسطينيين، في الذكرى السنوية الثانية لحرب الإبادة ضد الشعب الفلسطيني، في مقرها في بيروت، تلبية لدعوة الاتحاد العام للصحفيين العرب ونقيب الصحفيين الفلسطينيين ناصر أبو بكر.

شارك في الوقفة المدير العام لوزارة الإعلام اللبنانية، حسان فلحة، ممثلا وزير الإعلام اللبناني بول مرقص، والصحفي هيثم زعيتر ممثلا نقابة الصحفيين الفلسطينيين، وأعضاء مجلس نقابة محرري الصحافة، وعدد من الصحفيين الذين جاؤوا للتضامن مع فلسطين.

وقال القصيفي في كلمته خلال الوقفة: "نلتقي اليوم في نقابة محرري الصحافة اللبنانية، تلبية لطلب مشترك من الاتحاد العام للصحافيين العرب ونقابة الصحفيين الفلسطينيين، لإحياء ذكرى زميلاتنا وزملائنا في قطاع غزة بعد سنتين من الحرب المستمرة عليها، ومنهم من استشهد أو جرح أو اعتقل، ونحن هنا للتضامن معهم".

وأضاف: " إن الصحفيين والإعلاميين الذين استشهدوا هم من أبناء الشعب الفلسطيني، الذي فقد عشرات الآلاف من أبنائه في مذبحة قائمة لم تتوقف، ولم يشهد التاريخ القديم والحديث مثيلا لوحشيتها، في ظل صمت، لا بل عجز عالمي عن وقفها، حتى عد هذا الصمت أو العجز، أو كلاهما، تواطؤا".وتابع القصيفي: " الشعب الفلسطيني هو الذي يرجم ويصلب ويلقى اللوم عليه، وتختلق لسالبي حقه وذابحيه شتى الأعذار".

مقالات مشابهة

  • أشجار الأرز التي تتحدى الزمن.. كيف يحمي لبنان كنوزه الخضراء؟
  • نقيب محرري الصحافة اللبنانية: الصمت أمام المذبحة التي ترتكبها إسرائيل يعد تواطؤا
  • الرئيس اللبناني: نطالب الاتحاد الأوروبي بالضغط على إسرائيل للانسحاب من المواقع التي تحتلها في الجنوب
  • عراقجي: الولايات المتحدة ضاقت ذرعا بحروب إسرائيل التي لا تنتهي
  • زياد ابحيص يكتب .. ما بعد الرد على خطة ترامب
  • فن العمارة في الباحة.. حكاية الإنسان والمكان
  • أبرز الشخصيات التي اغتالتها إسرائيل منذ 7 أكتوبر وحتى الحظه
  • أبرز الشخصيات التي اغتالتها إسرائيل منذ 7 أكتوبر
  • صراع طهران وتل أبيب يتصاعد.. النووي الإيراني يعود لصدارة المشهد الإقليمي
  • ألمانيا تقرر وقف تسليم أي أسلحة لـ “إسرائيل”