ماهر فرغلي: “الحشاشين” كشف الأفكار المضللة للجماعات المتطرفة
تاريخ النشر: 15th, April 2024 GMT
علق ماهر فرغلي، الباحث في شئون الجماعات الإسلامية، على الأعمال الدرامية التي قدمتها الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية ودورها في رفع الوعي، مشددًا على أن مسلسل “الحشاشين” حقق نجاحا كبيرا وزاد شغف الشعب المصري بالأعمال التاريخية، موضحًا أنه يتوقع أن يكون خلال الفترة المقبلة انتاج أكبر لمزيد من الأعمال التاريخية خلال المواسم المقبلة، وذلك جراء النقاشات التي درات على السوشيال ميديا حول المسلسل.
وشدد “فرغلي”، خلال حواره ببرنامج “8 الصبح”، عبر فضائية “dmc”، على أن مسلسل الحشاشين أثبت وعي الشعب المصري واهتمامه بمثل هذه الأعمال، مشيرا إلى أن هذا المسلسل كشف امتلاك مصر لقدرات عالية من الممثلين.
ونوه بأن مسلسل الحشاشين كشف عن وجود مخرجين عظماء وإنتاج ضخم، والإمكانيات الخاصة بجودة الصورة وتوظيفها، وهذا على المستوى العالمي وليس إقليمي، مشددًا على أن “الحشاشين” كشف الأفكار المضللة للجماعات المتطرفة على مدار التاريخ.
وأشار إلى أن هناك تنظيم خارج عن القانون والدولة له فكر، ويمارس أبشع أنواع التزييف للوعي والاغتيالات ومواجهة استقرار الدولة، ويستقطب اتباعه بتأثير خارج عن المألوف بوسائل مزيفة.
وكان قد كشف الفنان محمد يوسف، تفاصيل مشاركته في مسلسل “الحشاشين”، مؤكدًا أنه دور مهم في مسيرته وواجه عدة تحديات خلال أداءه.
وقال خلال لقاء مع برنامج “صباح الورد” الذي يعرض على قناة “TeN” اليوم الإثنين، أنه كان هناك تقبل من الجمهور في الشكل وأيضا الدور الكوميدي والمواقف التي واجهته في العمل.
وأشار إلى أن بعض المشاهد كانت تحتاج لمجهود كبير حتى يصل لمصداقية المشاعر ليصل للجمهور بالشكل المطلوب، موضحًا أن التعامل مع نجوم كبار مثل كريم عبدالعزيز ونيقولا معوض وأحمد عيد كان مهما جدا على المستوى الفني والإنساني.
وأوضح أن شخصية صهبان في المسلسل كان لها فلسفة خاصة ووجوده بجوار عالم مثل عمر الخيام كان تحديا، وكان يواجه سؤالا مهما خلال مذاكرة سيناريو العمل، وهو كيف يفهم ما يقوله عمر الخيام، وهو أمي، ويظهر أنه رافض لما يقوله عمر الخيام أيضا في بعض المواقف، وإظهار آليات دفاع في تلك المواقف بسبب عدم فهمه لما يقوله الشخص المثقف العالم.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: الحشاشين المتحدة الجماعات الإسلامية التزييف القانون
إقرأ أيضاً:
بحّار ماهر في محيط صاخب
أكّدت التجارب أنّ الظروف الصعبة هي الكفيلة بصنع رجال قادرين على بناء حياة أفضل لهم ولسواهم، وهناك مثل شائع يقول: «المحيطات الهادئة لا تصنع بحّارة ماهرين» ، فالعواصف الشديدة التي تهبّ من كلّ اتّجاه على مياه البحار، والمحيطات، ترفع الموج عاليا، فتتحوّل السفن الضخمة، إلى أوراق قلقة في مهبّ ريح عاتية، وهنا تبرز القدرات الذاتية التي تميّز فردا عن سواه، وتُظهر معادن الأشخاص، وتصقلهم، كما أنّ هذه العواصف تكسب البحّارة خبرة في التعاطي معها، عكس الرياح الهادئة التي تمرّ بهدوء، وسلام، و«الضربات القويّة إذا لم تكسر الظهر تقوّيه» كما يقال.
وتأسيسا على ما سبق، فإنّ الظروف الصعبة التي عاشها العمانيون قبل السبعينيات، وفي بداياتها، أكسبتهم مهارات، وأظهرت قدراتهم، ومنحتهم قوّة في مواجهة منعطفات الحياة، وصعوباتها، والسيد سالم بن ناصر البوسعيدي، الذي غادر عالمنا قبل أيام قليلة، واحد من هؤلاء الرجال الذين حفروا بالصخر، لينبجس ينبوع الماء العذب، لترتوي منه الأجيال الجديدة، فيصدق به الوصف كونه عصاميا، وفي ذلك استدعاء لقول الشاعر العربي:
نفسُ عصام سوّدت عصاما
وعلّمته الكرّ والإقداما
الذي صار مثلا سائرا، ويتضمّن إشارة تُحيل إلى عصام بن شهبر الجرمي الذي نجح بجهوده الشخصية وكفاحه واعتماده على نفسه، دون أن يتكئ على إرث عائلي، أن ينتقل من إنسان بسيط إلى شخصيّة مرموقة في المجتمع لها مكانتها، حتّى صار حاجبا للنعمان بن المنذر حاكم المناذرة، وأشهر ملوك العرب قبل الإسلام، ولم يكن يبلغ تلك المرتبة العالية لولا جدّه واجتهاده، وحرصه على تطوير الذات .
و(عصاميّة) السيّد سالم بن ناصر البوسعيدي، رحمه الله، ظهرت حين أجبرته ظروف أسريّة بعد فقد الوالد إلى ممارسة شتّى الأعمال في سنّ مبكّرة، ليعيل أسرته، ليس فقط بالعمل داخل سلطنة عمان، بل حتى في خارجها، ورغم قسوة تلك الظروف، إلّا أنّ الراحل لم يهمل الدراسة، إيمانا منه بأنّ العلم هو الذي يبني الإنسان، ويدفعه للأمام يقول شقيقه السيد قحطان بن ناصر البوسعيدي عن الراحل «كان يعمل صباحًا ويدرس مساءً، وكان تركيزه منصبًّا بشكل كبير على دراسة اللغة الإنجليزية في مدارس خاصة، كما كان يتابع ويراسل إذاعة تبثّ من هولندا تقدّم دروسًا في اللغة الإنجليزية لغير الناطقين بها، وبعد اكتشاف النفط في سلطنة عمان عمل في شركة النفط العُمانية، ووصل إلى درجة كبار موظفي الشركة وابتُعث من الشركة إلى بريطانيا لدراسة الكمبيوتر»، وكانت النقلة الأهمّ في حياته حدثتْ بعد تولّي السلطان قابوس بن سعيد – طيّب الله ثراه - مقاليد الحكم في البلاد، فقد «أُبتُعث إلى لبنان لدراسة إدارة المطارات في مطار بيروت، ثم إلى اسكتلندا في دورة لقيادة الطائرات، وشغل موقع مدير الطيران المدني تمت ترقيته إلى وكيل وزارة المواصلات، ثم عُيّن وزيرًا للمواصلات، وقد ناب عن السلطان قابوس – طيّب الله ثراه- في رئاسة مجلس حماية البيئة، ومثّل السلطنة في كثير من المؤتمرات، وكُلّف عدة مرات بإلقاء كلمة عُمان في الأمم المتحدة، ثم عُيّن رئيسًا للمجلس الاستشاري، ثم مستشارًا للدولة «هذه السيرة المرصّعة بنياشين الإنجازات المهنيّة والوطنية، تقدّم نموذجا للرجل العصامي، الذي صعد سلّم النجاح درجة درجة، ولم تتوقّف أنشطته، حتى بعد تقاعده عن العمل الوظيفي، فقد واصل جهوده الحثيثة في تقديم الخدمات المجتمعيّة، ساعيا في أعمال الخير، يلتقي بمحبّي الثقافة والأدب في مجلسه العامر، الذي كان يقيمه أسبوعيا مساء كلّ أربعاء، ثم صار كلّ شهر، ولم يتخلّ عن أهله وناسه، تشهد على ذلك جهوده في( صاد) و(الفتح) التابعتين لولاية (بوشر)، حيث بنى مسجد الفتح، ومسجد صاد وجامعًا كبيرًا في مرتفعات بوشر الغربية، أسماه باسم والده هو جامع (السيد ناصر بن خلفان البوسعيدي)، وبنى مجلسًا كبيرًا ملحقًا بالجامع، وقاعة كبيرة للمناسبات، إلى جانب جهود أخرى كثيرة، وهذه الخدمات تمثّل قاسما مشتركا بين الأشخاص العصاميين، كونهم عركوا الحياة، وذاقوا مرّها، قبل أن تبتسم لهم، ويتذوّقوا حلوها، مثلما يبتسم البحّار الماهر بعد أن تتكسّر موجة عنيدة على صدر مركبه الذي صرعها، وظلّ يسير بثقة وعزيمة في مياه محيط الحياة الصاخب.