أبريل 20, 2024آخر تحديث: أبريل 20, 2024

المستقلة/_ عادل فاخر-ازمير/..تسعى جميع دول العالم وخاصة دول الشرق الأوسط إلى توفير المياه لدعم الأنشطة الزراعية والصناعية وتوفير مياه الشرب في ظل تغيرات المناخ وشحة المياه التي تعاني منها دول المنطقة خاصة العراق والأردن ولبنان وسوريا، فيما تسعى دول المنطقة للاستفادة من تجارب بعض الدول في توفير المياه من خلال إنشاء سدود بديلة ومنها السدود الجوفية والتي اعتمدتها تركيا على الرغم من أنها دولة منبع.

وفي ظل تلك التحديات وفي إطار الإطلاع على تلك التجارب وبدعم من مبادرة السلام الأزرق إطلع عدد من ممثلي بعض دول الشرق الأوسط وخبراء في مجال المياه على تجربة السدود الجوفية، والبصمة المائية التي تمثل الواقع المائي.

نجاح التجربة
يؤكد مستشار رئيس الجمهورية العراقية لشؤون المياه الدكتور محمد أمين فارس الذي حضر النشاط والإطلاع على التجربة التركية في إزمير أن التجربة ناجحة وهي نفذت فعلا في بعض مناطق كردستان العراق، وكذلك بعض مناطق الجنوب والوسط، مبينا أنها تعتمد بالدرجة الأساس على طوبوغرافية الأرض وتوفر مياه الأمطار، خاصة وأن الآلية تتمثل بجمع المياه لتغذية الطبقات الأرضية.

وعن إمكانية تجربة إنشاء سدود جوفية في مناطق وسط وجنوب العراق على غرار التجربة التركية، يبين معاون مدير عام هيئة السدود في وزارة الموارد المائية العراقية الدكتور ليث عبد الستار أن نجاح التجربة مرهون بوفرة المياه، ونوعيتها والتربة المناسبة، منوها الى أن التجربة أثبتت نجاحها مع توفر الشروط المطلوبة.

البصمة المائية
وعن طبيعة البصمة المائية التي تعد من أهم الوسائل التي تدفع المستهلك لإعادة النظر والتدقيق في مفهوم الترشيد وفكرته من طريق معرفة المحتوى المائي الافتراضي لمختلف السلع والخدمات، يبين وكيل وزارة المياه الأردنية خبير المياه الدكتور الدكتور جهاد المحاميد أن البصمة المائية توفر المياه وتمنع ذهابها إلى البحر، والاستفادة من خزنها في المياه الجوفية، مبينا أن العراق على سبيل المثال لايحتاج إلى بناء سد على شط العرب، مشيرا إلى أن خزن المياه في المياه الجوفية تتطلب شروط معينة منها التأكد من طبيعة المياه إذ ينبغي أن تكون جوفية.
وتهدف مبادرة البصمة المائية إلى قياس البصمة المائية للإنتاج والاستهلاك والتجارة في منطقة الشرق الأوسط.
ولا يكتفي هذا التقييم بتحديد الاستخدام المباشر للمياه عبر القطاعات الزراعية والصناعية والمنزلية فحسب، بل يدرس أيضًا ديناميكيات تجارة المياه الافتراضية، مما يكشف مدى اعتماد المنطقة على المياه الخارجية.
ومن جهتها تبين الأستاذة في كلية دجلة الجامعة الدكتورة مها رشيد أن البصمة المائية هي عبارة عن مرور المياه قرب الأنهر وليس قرب البحيرات، خاصة وأن العراق عادة مايشهد إرتفاع في درجات الحرارة.

وتعاني منطقة الشرق الأوسط من ضغوط مائية كبيرة، تفاقمت بسبب مناخها الجاف والنمو السكاني السريع، والتوترات الجيوسياسية المستمرة. تعد الإدارة المستدامة للمياه أمراً حيوياً لمواجهة التحديات في مجال الأمن الغذائي والاستقرار الاقتصادي.

دور مبادرة السلام الأزرق
يؤكد المستشار الإقليمي في مجال التعاون في قطاع المياه في السفارة السويسرية للاردن والعراق المهندس مفلح العلاوين، أن مبادرة السلام الأزرق هي مبادرة إقليمية تغطي ست دول في منطقة الشرق الأوسط، وهي الأردن ولبنان والعراق وإيران وسوريا وتركيا، تهدف إلى إيجاد أرضية مشتركة في مجال التعاون لتبادل المعرفة والخبرات في قطاع المياه، من أجل التنمية المستدامة وخلق أنواع من أرضية للتفاهم بين هذه الدول لحل المشاكل المتعلقة بإدارة  المياه، خصوصًا في المنطقة التي تعاني من شح في مصادر المياه.
ويوضح العلاوين أن المبادرة بدأت ببناء القدرات في هذا الشأن، بالإضافة إلى إجراء دراسات وتقديم الأدلة بحيث يكون هناك اتفاق وتفاهم على هذا النطاق، لبعض الحلول الفنية التي تساهم في هذا الجانب، منوها الى ان هناك بعض الدراسات العملية على أرض الواقع، بالإضافة إلى الزيارات العلمية، لتبادل الخبرات والمعرفة، وتسهيل التواصل بين هذه الدول، لتطبيق هذه الحلول في الأماكن المناسبة لها في الدول الأخرى. كذلك، هناك برامج تعليمية بهذا الخصوص، وسيتم خلال هذه المرحلة إقامة سلسلة من الدورات التدريبية، بالإضافة إلى الأبحاث على أرض الواقع لاختيار مناطق معينة مشتركة بين هذه الدول، لتقديم  معرفة ومعلومات، وإيجاد نوع من الأرضية المشتركة للحوار والتفاهم على إدارة مصادر المياه.

وفي السياق توضح رئيسة لجنة الإدارة في مبادرة السلام الأزرق والخبيرة البيئية الدكتورة ميسون الزعبي أن إجتماع إزمير يمثل فرصة استثنائية لتبادل المعرفة وتطبيق تقنيات إدارة المياه الرائدة خلال زيارة المواقع المقررة.
وتؤكد الزعبي ان تلك الرحلات ليست تعليمية فحسب، بل هي محورية لفهم الآثار العملية لمناقشاتنا حول إدارة المياه وكفاءتها، بهدف تشجيع تبادل المعرفة وعرض الحلول المبتكرة لتحديات المياه المشتركة.

جدير بالذكر ان اتفاقية المياه العالمية تؤكد الحاجة الماسة إلى إدارة متكاملة للموارد المائية في الشرق الأوسط، خاصة وأن معالجة التحديات البارزة من خلال التوصيات المستهدفة يمكن أن يعزز القدرة الإقليمية على الصمود، وضمان الاستخدام المستدام للمياه والأمن الغذائي، وسط الضغوط البيئية والجيوسياسية المتزايدة.

مرتبط

المصدر: وكالة الصحافة المستقلة

كلمات دلالية: الشرق الأوسط فی مجال

إقرأ أيضاً:

أول سيارة طائرة هجينة تنطلق من الإمارات

تواصل شركة Pal-V الهولندية صناعة التاريخ، بعدما أصبحت سيارتها الطائرة Liberty أول حل تنقل، يجمع بين القيادة البرية والطيران (FlyDrive) يدخل رسميًا المرحلة النهائية من الاعتماد الأوروبي، مما يمهد الطريق لاعتمادها رسميًا كوسيلة نقل مرخصة للاستخدام التجاري.

وفي الوقت الذي تجري فيه الشركة اللمسات الأخيرة للحصول على الشهادة الأوروبية، تعمل أيضًا على تعزيز انتشارها العالمي، عبر إنشاء مركز مستقبلي متكامل في الشرق الأوسط، يعكس رؤيتها الجريئة لمستقبل التنقل.

عرض مبهر للسيارة الطائرة في معارض أوروبا

شهدت السيارة الطائرة من Pal-V إقبالًا جماهيريًا واسعًا خلال عروضها الأخيرة في ألمانيا، حيث لا تزال معروضة في معرض موتورورلد ميونخ، وهو أحد أبرز معارض السيارات في أوروبا.

كما حظي عشاق السيارات الطائرة بفرصة مشاهدة Liberty عن قرب خلال مشاركتها الفاخرة في معرض الأناقة بألمانيا يومي 25 و26 يوليو. 

يعكس هذا الاهتمام الكبير تصاعد الحماس العالمي تجاه هذه التقنية الثورية.

توسع استراتيجي في الشرق الأوسط وأفريقيا

ضمن خططها التوسعية، أعلنت Pal-V عن نيتها إنشاء مركز إقليمي لتجربة FlyDrive في الشرق الأوسط، في خطوة تؤكد التزامها باختراق أسواق جديدة شديدة الديناميكية، انطلاقًا من الإمارات العربية المتحدة التي استضافت بالفعل جولات ترويجية ناجحة للشركة.

وفي عام 2024، وقعت Pal-V واحدة من أكبر صفقات السيارات الطائرة على مستوى العالم، بعد أن وافقت شركة "أفيتيرا" الإماراتية – التابعة لشركة "جيتكس" – على شراء أكثر من 100 سيارة Liberty.

وستشغل هذه السيارات المتقدمة ليس فقط في دبي، بل في عدة مدن أخرى عبر الشرق الأوسط وأفريقيا، مع منح العملاء خيار القيادة الذاتية أو الاستمتاع بالرحلات كمرافقين.

لا تتوقف طموحات Pal-V عند حدود الاعتماد الرسمي، بل تشمل أيضًا تدريب الطيارين وتطوير مرافق الإنتاج، بهدف بناء منظومة متكاملة لـ FlyDrive تجمع بين الابتكار والسلامة وسهولة الاستخدام.

ومع اقتراب اكتمال مراحل الترخيص، تثبت Pal-V أنها في طليعة السباق العالمي لتقديم حل تنقل واقعي وآمن وقابل للتطبيق التجاري، يغير جذريًا الطريقة التي نتنقل بها في المستقبل.

طباعة شارك سيارة طائرة سيارة طائرة الإمارات سيارة هجينة Pal V Liberty سيارة Liberty الطائرة الإمارات سيارة طائرة دبي السيارات الطائرة

مقالات مشابهة

  • الأقليات في الشرق الأوسط بين الاعتراف والإنكار
  • أول سيارة طائرة هجينة تنطلق من الإمارات
  • الداخلية تمد مبادرة كلنا واحد لمدة شهر لتوفير أغذية بأسعار مخفضة
  • بديل أمريكا عن مؤتمر نيويورك ... لا شيء
  • روسيا: السلام في الشرق الأوسط لن يتحقق دون إقامة دولة فلسطينية
  • روسيا: من المستحيل تحقيق السلام في الشرق الأوسط دون إقامة دولة فلسطينية
  • مجلس الوزراء: المملكة تواصل جهودها لإرساء السلام العادل في منطقة الشرق الأوسط
  • غوتيريش: حل الدولتين هو المسار الوحيد لتحقيق السلام في منطقة الشرق الأوسط
  • أبوالغيط: الحرب توسعت خارج غزة وعواقبها طالت الشرق الأوسط بأكمله
  • هل قُتل شيمون بيريز في غزة؟