أعظم الذكر أجرًا.. احرص عليه في هذه الأوقات المحددة
تاريخ النشر: 20th, April 2024 GMT
أعظم الذكر أجرًا، يستحب لكل مسلم المداومة على الذكر والاستغفار، سواء أذكار الصباح والمساء أو أو أذكار بعد الصلاة أو قراءة القرآن، وذكر الله من أعظم العبادات التي لا تتطلب وقتًا وكلما داوم عليها المسلم أضاء الله له نورا عن يمينه وشماله ومن فوقه ومن تحته، و قال الإمام النووي : " اعلم أن تلاوة القرآن هي أفضل الأذكار والمطلوب القراءة بالتدبر " وأكد علماء الإسلام أن أعظم الذكر اجرًأ هو الجمع بين قراءة القرآن والأذكار والتسبيح والاستغفار إذا استطاع المسلم ذلك.
ومما قيل في أعظم الذكر أجرًا لا إله إلا الله، وحده لا شريك له، له الملك، وله الحمد، وهو على كل شيء قدير"، مع التسبيح والتحميد والتكبير، يقول ﷺ: أحبُّ الكلام إلى الله أربع: سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر، ويقول: الباقيات الصَّالحات: سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر، ولا حول ولا قوة إلا بالله، لكن مع الذكر القلبي والجارحي، ومع العمل في طاعة الله وترك معصيته.
- قال النَّبِيِّ - صلّى الله عليه وسلّم كَلِمَتانِ خَفِيفَتانِ علَى اللِّسانِ، ثَقِيلَتانِ في المِيزانِ، حَبِيبَتانِ إلى الرَّحْمَنِ: سُبْحانَ اللَّهِ العَظِيمِ، سُبْحانَ اللَّهِ وبِحَمْدِهِ.
-سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم ورد عن رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- محبة الله لمن يسبّح لله -تعالى
وقال النبي عليه الصلاة والسلام: "ألا أُنبِّئُكم بخيرِ أعمالِكم، وأزكاها عند مَليكِكم، وأرفعِها في درجاتِكم، وخيرٍ لكم من إنفاقِ الذَّهبِ والوَرِقِ، وخيرٍ لكم من أن تَلْقَوا عدوَّكم فتضرِبوا أعناقَهم، ويضرِبوا أعناقَكم؟ قالوا: بلى. قال: ذكرُ اللهِ".
-يقول النبي صلى الله عليه وسلم: مَن قال: لا إله إلا الله، وحده لا شريك له، له الملك، وله الحمد، وهو على كل شيء قدير في اليوم مئة مرة، كانت له عدل عشر رقابٍ -يعني: يُعتقها- وكتب الله له مئة حسنة، ومحا عنه مئة سيئة، وكان في حرزٍ من الشيطان يومه ذلك حتى يُمسي، ولم يأتِ أحد بأفضل مما جاء به إلا رجل عمل أكثر من عمله، فليُكثر العبدُ من ذكر الله، لكن إذا ضمَّ التسبيح والتحميد والتكبير يكون أكمل.
أفضل الذكر
أفضل الذكر، اتفق أهل العلم على أن أفضل الذكر هو القرآن الكريم حسب آراء عدد من الفقهاء، واستدلوا على ذلك ما قاله سفيان الثّوري رحمه الله : " سمعنا أنّ قراءة القرآن أفضلُ الذِّكر إذا عمل به"، وعن أفضل الذكر ورد حديث شريف عَنْ جُوَيْرِيَةَ رضي الله عنها : "أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَرَجَ مِنْ عِنْدِهَا بُكْرَةً حِينَ صَلَّى الصُّبْحَ ، وَهِيَ فِي مَسْجِدِهَا، ثُمَّ رَجَعَ بَعْدَ أَنْ أَضْحَى ، وَهِيَ جَالِسَةٌ ، فَقَالَ: (مَا زِلْتِ عَلَى الْحَالِ الَّتِي فَارَقْتُكِ عَلَيْهَا؟) قَالَتْ: نَعَمْ ، قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ( لَقَدْ قُلْتُ بَعْدَكِ أَرْبَعَ كَلِمَاتٍ ، ثَلَاثَ مَرَّاتٍ ، لَوْ وُزِنَتْ بِمَا قُلْتِ مُنْذُ الْيَوْمِ لَوَزَنَتْهُنَّ: سُبْحَانَ اللهِ وَبِحَمْدِهِ، عَدَدَ خَلْقِهِ وَرِضَا نَفْسِهِ وَزِنَةَ عَرْشِهِ وَمِدَادَ كَلِمَاتِهِ"
وقال الله تعالى في الحديث القدسي: " َأنَا عِنْدَ ظَنِّ عَبْدِي بِي، وَأَنَا مَعهُ إِذَا ذَكَرَني، فَإن ذَكرَني في نَفْسهِ، ذَكَرْتُهُ في نَفسي، وإنْ ذَكَرَني في ملإٍ، ذكَرتُهُ في ملإٍ خَيْرٍ منْهُمْ".
وهناك قول آخر عند عدد من العلماء أن أفضل الذكر قول العبد: لا إله إلاّ الله كما جاء في الحديث عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "أفضل الذكر لا إله إلاّ الله وأفضل الدعاء الحمد لله " [ رواه الترمذي وابن ماجه].
وتعد الصلاة على النبي من الأذكار المهمة التي يستحب للعبد الإكثار منها ففيها تفريج الكروب وزيادة الرزق ورد عن رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- فيما يخص الصّلاة على النبي ما جاء عن جابر بن سمرة -رضيَ الله عنه- أنّ رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- قال: (من ذُكِرتَ عندَهُ فلم يصلِّ عليكَ فَماتَ فدخلَ النَّارَ فأبعدَهُ اللَّهُ.
وكثرت النصوص الدالّة على أهمية وفضل التكبير أيضا كأفضل الذكر، قال -تعالى- وَقُلِ الحَمْدُ للهِ الَّذِي لَمْ يَتَّخِذْ وَلَداً وَلَمْ يَكُن لَهُ شَرِيكٌ فِي المُلْكِ وَلَمْ يَكُن لَهُ وَلِيٌّ مِنَ الذُّلِّ وَكَبِّرْهُ تَكْبِيراً
أفضل الذكر لاإله إلا الله
أفضل الذكر لاإله إلا الله، فسر علماء الإسلام أن كلمة التوحيد لا إله إلا الله هي إقرار من العبد لله سبحانه وتعالى أنه وحده لا شريك له شهادة تدخل كل من يقولها بصدق الجنة وتنجيه من عذاب النار، وقول لا إله إلا الله ذكر خالص يستحب المداومة عليها، كما أن الأذكار والأوراد والاستغفار والصلاة على النبي يفضل أن تكون بعد صلاة الفجر وبعد صلاة العصر فهي عبادات مؤقته لها أوقات محدد.
وعن عبد الله بن عمرو رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إنَّ اللَّهَ سيُخَلِّصُ رجلًا من أمَّتي على رؤوسِ الخلائقِ يومَ القيامةِ فينشُرُ علَيهِ تسعةً وتسعينَ سجلًّا، كلُّ سجلٍّ مثلُ مدِّ البصرِ، ثمَّ يقول: أتنكرُ من هذا شيئًا؟ أظلمَكَ كتبتي الحافِظون؟ يقول: لا يا ربِّ، فيقول: أفلَكَ عذرٌ؟ فيقول: لا يا ربِّ، فيقول: بلَى، إنَّ لَكَ عِندَنا حسنة، وإنَّهُ لا ظُلمَ عليك اليوم، فيخرج بطاقةً فيها أشهدُ أن لا إلَهَ إلَّا اللَّه، وأشهدُ أنَّ محمَّدًا عبدُه ورسولُه، فيقول: احضُر وزنَكَ فيقول يا ربِّ، ما هذه البطاقةُ ما هذِهِ السِّجلَّات؟ فقال: فإنَّكَ لا تُظلَم، قال: فتوضَع السِّجلَّاتُ في كفَّةٍ، والبطاقةُ في كفَّةٍ، فطاشتِ السِّجلَّاتُ وثقُلتِ البطاقةُ، ولا يثقلُ معَ اسمِ اللَّهِ شيءٌ) رواه الترمذي
-قال -تعالى-: (وَتَرَى المَلآئِكَةَ حَآفِّينَ مِنْ حَوْلِ العَرْشِ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَقُضِيَ بَيْنَهُمْ بِالحَقِّ وَقِيلَ الحَمْدُ للهِ رَبِّ العَالَمِينَ
-عن أبي هريرة رضي الله عنه، قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلك يقول: الدنيا ملعونة، ملعون ما فيها إلا ذكر الله وما والاه".
-لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: أعظم الذكر أجر ا قراءة القران أفضل الذكر لا إله إلا الله صلى الله علیه رضی الله عنه أعظم الذکر سبحان الله أفضل الذکر ل ى الله ع رسول الله
إقرأ أيضاً:
هل الأب أفضل أبواب الجنة؟.. 15 حقيقة يغفل عنها الكثيرون
تنبع أهمية الاستفهام عن هل الأب أفضل أبواب الجنة ؟ من أنه أحد وصايا رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، والتي فيها حثنا على بر الوالدين، وكما شدد في وصيته بالأم ثلاثًا، فإنه كذلك حثنا على الأب كذلك وهو ما يطرح السؤال عن المقصود بكلمة الوالد في حديثه، هل الأب أفضل أبواب الجنة ؟، والذي قد ينبه أولئك الغافلين عن بر آبائهم، وبالتالي يغلقون على أنفسهم أحد أبواب الجنة، فلا تزال الحكمة المتمثلة في إجابة استفهام هل الأب أفضل أبواب الجنة ؟، أحد الأسرار الخفية.
ورد أن الوالد والوالدة أفضل أبواب الجنة، فقال الرسول صلى الله عليه وسلم: «الوالد أوسط أبواب الجنة فاحفظ البيت إن شئت أو ضع»، وقال العلماء من أبواب الجنة باب الوالد أي الوالدين وهذا الباب قد يدعى أناس عليه يوم القيامة أن ادخلوا من هذا الباب فيدخلون الجنة عن طريق هذا الباب.
جاء فيما أخرجه الترمذي وابن ماجة وأحمد واللفظ له، قال صلى الله عليه وعلى آله وسلم: (الوالد أوسط أبواب الجنة فاحفظ ذلك الباب أو دعه)، وهذا الحديث له سبب كما في مسند أحمد وصحيح ابن حبان: أن رجلا أتى أبا الدرداء فقال : إن أبي لم يزل بي حتى تزوجت وإنه الآن يأمرني بطلاقها قال : ما أنا بالذي آمرك أن تعق والدك ولا أنا بالذي آمرك أن تطلق امرأتك غير أنك إن شئت حدثتك ما سمعت من رسول الله صلى الله عليه و سلم سمعته يقول : ( الوالد أوسط أبواب الجنة فحافظ على ذلك إن شئت أو دع ) قال : فأحسب عطاء قال : فطلقها)، وقوله: (الوالد أوسط أبواب الجنة) أي طاعته سبب لدخول الولد من ذلك الباب، وهو يشمل الأم أيضا، بل هي أولى لكثرة الحث على برها، والحديث مسوق لذلك والمراد من الأوسط الخيار.
لماذا الأب أوسط أبواب الجنةورد فيه أن ضم الوالد إلى البر والإحسان بعد الأم يرجع إلى تسببه في إيجاده، ومحبته بعد وجوده وشفقته وتربيته الكسب له والإنفاق عليه، فقد ورد عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: رضا الله في رضا الوالد وسخط الله في سخط الوالد، رواه ابن حبان في صحيحه، والعاقل يعرف حق المحسن ويجتهد في مكافأته، فالبر طاعة للرحمن وخير وبركة للإنسان، وسبب لاستجابة الدعاء ولسعة الرزق وطول العمر.
قال صلى الله عليه وآله وسلم: من أحب أن يبسط له في رزقه وينسأ له في أجله فليصل رحمه. رواه البخاري ومسلم، والبر بالوالدين من شيم الكرام ودليل على الفضل والكمال والبار قريب من الله قريب من الناس قريب من الجنة.
حديث أوسط أبواب الجنةو أخرج الترمذي في سننه (1900) واللفظ له، وابن ماجه (3663)، وأحمد (27551)، أنه روى أبو الدرداء، أنه قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم - : ( الوالِدُ أوسطُ أبوابِ الجنَّةِ، فإنَّ شئتَ فأضِع ذلك البابَ أو احفَظْه)، وهو حديث صحيح .
صحة حديث الوالد أوسط أبواب الجنةروى عبدالله بن حبيب أبو عبدالرحمن السلمي | المحدث : | المصدر : في صحيح ابن ماجه ، الصفحة أو الرقم: 1712 ، وحدثه الألباني في حديث صحيح، أنَّ رجلًا أمرَه أبوهُ أو أمُّهُ شَكَّ شعبةُ أن يطلِّقَ امرأتَه فجعلَ عليهِ مائةَ محرَّرٍ فأتى أبا الدَّرداءِ فإذا هوَ يصلِّي الضُّحى ويطيلُها وصلَّى ما بينَ الظُّهرِ والعصرِ فسألَه فقالَ أبو الدَّرداءِ أوفِ بنذرِك وبِرَّ والديكَ وقالَ أبو الدَّرداءِ سمعتُ رسولَ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ يقولُ: (الوالدُ أوسَطُ أبوابِ الجنَّةِ فحافِظ علَى والديكَ أوِ اترُكْ).
شرح حديث الوالد أوسط أبواب الجنةورد في شرح حديث الوالد أوسط أبواب الجنة ، فيه أمَرَنا الشَّرعُ الحَكيمُ بالعدْلِ والإنصافِ، وإيتاءِ كلِّ ذي حَقٍّ حقَّه، دونَ جَورٍ أو إجحافٍ بحقوقِ طرَفٍ على آخرَ؛ وذلك لأنَّ الحُقوقَ ربَّما تتداخَلُ أو يتنافَسُ فيها بعضُ أصحابِ الحقوقِ علينا، وفي هذا الخبرِ يروي شُعبةُ، عن عطاءِ بنِ السَّائبِ، عن أبي عبدِ الرَّحمنِ السُّلميِّ: "أنَّ رجُلًا أمَرَه أبوه- أو أمُّه، شكَّ شُعبةُ- أنْ يُطلِّقَ امرأتَه"، أي: أمَرَه أحدُ والدَيْه أنْ يُطلِّقَ زوجتَه دونَ سبَبٍ شرعيٍّ، "فجعَلَ عليه مِئةَ مُحرَّرٍ"، أي: نذَرَ أنْ يُعْتُقَ مِئةَ نفْسٍ إنْ طلَّقَها، يُريدُ بذلك أنْ يُشْفِقَ عليه أبوه، أو أمُّه، أو هما معًا، مِن غَرامةِ العتْقِ، وتنازُلَهما عن إلْزامِه بطلاقِ زَوجتِه الَّتي يُحبُّها.
وروي في شرح حديث الوالد أوسط أبواب الجنة، والظَّاهرُ: أنَّ الآمِرَ مِن الوالدينِ لم يتنازَلْ عن أمْرِه؛ ولذلك جاء الرَّجلُ إلى أبي الدَّرداءِ يَستَفْتِيه في أمْرِه، "فأتى أبا الدَّرداءِ، فإذا هو يُصلِّي الضُّحى ويُطيلُها، وصلَّى ما بين الظُّهرِ والعصْرِ"، أي: صلَّى تطوُّعًا غيرَ صلاةِ الضُّحى؛ لأنَّ وقتَها مِن ارتفاعِ الشَّمسِ قيْدَ رُمْحٍ إلى الزَّوالِ، "فسأَلَه"، أي: طلَبَ فَتواهُ في الجمْعِ بين نذْرِه وإجابةِ والدَيْه في طلاقِ امرأتِه، فقال أبو الدَّرداءِ: "أوْفِ بنذْرِك"، أي: أدِّ ما نذَرْتَه وأعتِقْ مائةَ نفْسٍ، وطلِّقْها، "وبِرَّ والدَيْك"، أي: أدِّ إليهما حقَّهما مِن الصِّلةِ والإحسانِ والطَّاعةِ.
وجاء في روايةِ أحمدَ: "فقال له أبو الدَّرداءِ: ما أنا بالَّذي آمُرُك أنْ تُفارِقَ، وما أنا بالَّذي آمُرُك أنْ تُمْسِكَ"، ثمَّ قال: "سمِعْتُ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يقول: الوالِدُ أوسَطُ أبوابِ الجنَّةِ"، أي: خيرُها، أو أنَّه سبُبٌ لدُخولِ الولدِ مِن أحسَنِ أبوابِ الجنَّةِ، "فحافِظْ على والدَيْك أوِ اتْرُكْ"، وليس المُرادُ التَّخييرَ بين الأمرينِ، بل المُرادُ التَّوبيخُ على ترْكِ الوالدينِ وإضاعتِهما، والحثُّ على حِفْظِ حُقوقِهما، كما قال تعالى: {وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا} [الإسراء: 23].
وورد في شرح حديث الوالد أوسط أبواب الجنة، ولكنْ طاعةُ الوالدينِ مُقيَّدةٌ بالمعروفِ؛ لقولِه صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ في الحديثِ المُتَّفَقِ عليه: "إنَّما الطَّاعةُ في المعروفِ"؛ فإذا كانتِ الزَّوجةُ مُستقيمةَ الأحوالِ وذاتَ دِينٍ، وإنَّما أَمَراه بطَلاقِها لهوًى في نفْسَيْهما، فلا طاعةَ لهما في ذلك، ولا يلزَمُه طلاقُ امرأتِه، وليس تطليقُ زوجتِه في هذه الحالِ مِن بِرِّ والدَيْه. ... وفي الحديثِ: الحَثُّ على طاعةِ الوالدينِ ومعرفةِ حقِّهما. ... وفيه: مُراعاةُ الشَّرعِ لحُقوقِ جميعِ أطرافِ الأُسرةِ دونَ جَورِ أحدٍ على حقِّ غيرِه.
أعمال بر الوالدينورد أن الله سبحانه وتعالى أوصانا ببِرِّ الوالدين، والإحسان إليهما، كما ورد بقول الله تعالى في كتابه الحكيم : «وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا» الآية 36 من سورة النساء، ويكون بر الوالدين بالإحسان إليهما بالقول اللين الدال على الرفق بهما والمحبة لهما، وتجنب غليظ القول الموجب لنفرتهما، وبمناداتهما بأحب الألفاظ إليهما، كيا أمي ويا أبي، وليقل لهما ما ينفعهما في أمر دينهما، ودنياهما ويعلمهما ما يحتاجان إليه من أمور دينهما، وليعاشرهما بالمعروف.
وجاء من أعمال بر الوالدين ، العمل بكل ما عرف من الشرع جوازه، فيطيعهما في فعل جميع ما يأمرانه به، من واجب أو مندوب، وفي ترك ما لا ضرر عليه في تركه، ولا يحاذيهما في المشي، فضلا عن التقدم عليهما، إلا لضرورة نحو ظلام، وإذا دخل عليهما لا يجلس إلا بإذنهما، وإذا قعد لا يقوم إلا بإذنهما، ولا يستقبح منهما نحو البول عند كبرهما أو مرضهما لما في ذلك من أذيتهما.
فضل بر الوالدينقال مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية، إنه فيما أخرجه الترمذي في السنن في :( 3545) وحسنه، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «رَغِمَ أَنْفُ رَجُلٍ ذُكِرْتُ عِنْدَهُ فَلَمْ يُصَلِّ عَلَيَّ، وَرَغِمَ أَنْفُ رَجُلٍ دَخَلَ عَلَيْهِ رَمَضَانُ ثُمَّ انْسَلَخَ قَبْلَ أَنْ يُغْفَرَ لَهُ، وَرَغِمَ أَنْفُ رَجُلٍ أَدْرَكَ عِنْدَهُ أَبَوَاهُ الكِبَرَ فَلَمْ يُدْخِلَاهُ الجَنَّةَ».
وأوضح «مركز الأزهر» في شرحه للحديث الشريف ، أنه في المعنى الإجمالي للحديث، يرشدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث إلى خصال من أهم ما يتوسل به إلى دخول الجنة، ويتوصل به إلى الوصول إليها ، ومن هذه الأمور بر الوالدين ، ومما يثير الانتباه في هذا الحديث النبوي الشريف هو أسلوبه البياني العجيب الذي يعلن فيه النبي - صلى الله عليه وسلم- هذا الحكم الخطير بقوله «رغم أنف».
وأضاف أنه يحمل على معنيين : المعنى الأول: رغم أنفه أي: أصرعه الله لأنفه فأهلكه وهذا يكون في حق من لم يقم بما يجب عليه من هذه الخصال، المعنى الثاني: رغم أنفه أي: أذله الله لأن من لصق أنفه – الذي هو أشرف أعضاء الوجه – بالتراب – الذي هو موطئ الأقدام – فقد انتهى من الذل إلى النهاية القصوى.
وتابع: وهذا منه- صلى الله عليه وسلم- محمول على معنى الدعاء أو الإخبار بأن هذا مصير من فوت هذه الخصال ولم يقم بحقها، فالخصلة الأولى: ترك الصلاة على الحبيب - صلى الله عليه وسلم- عند تعطير المجالس بذكره إذ أن في هذا جفاء وبخل بالمودة.
وأشار إلى أن الخصلة الثانية: من أدرك رمضان وقد يسرت سبل الطاعة وفتحت أبواب الجنان ففاته الشهر وهو مازال قائما على معاصيه خائضا في شهواته، والخصلة الثالثة: من لم يبر والديه، وذكر الرجل في الحديث وصف طردي فإن المرأة مثل الرجل في ذلك ولا فرق، وفي تقييد البر بحال الكبر مع أن بر الوالدين مأمور به في كل حال ؛لشدة احتياجهما للبر والخدمة في تلك الحال.
عقوبة عقوق الوالدينورد أن عقوق الوالدين من صفات اللئام، ودليل الخسة والرذالة، والعاق بوالديه بعيد من الله، وبعيد من الناس، بعيد من الجنة، قريب من النار، فيقول العلماء: كل معصية تؤخر عقوبتها بمشيئة الله إلى يوم القيامة إلا العقوق، فإنه يعجل له في الدنيا، وكما تدين تدان، فاتقوا الله أيها المسلمون في والديكم وقوموا بحقوقهما وقدموا رضاهما على كل شي على أنفسكم وأبنائكم وزوجاتكم تفلحوا وتسعدوا ورحم الله والدا أعان ولده على بره.
قال تعالى: « وَقَضَىٰ رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا ۚ إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِندَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُل لَّهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُل لَّهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا (23) وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُل رَّبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا (24) رَّبُّكُمْ أَعْلَمُ بِمَا فِي نُفُوسِكُمْ ۚ إِن تَكُونُوا صَالِحِينَ فَإِنَّهُ كَانَ لِلْأَوَّابِينَ غَفُورًا (25)» من سورة الإسراء.