علماء الوراثة الروس يثبتون العلاقة الجينية بين شعوب القوقاز وحضارة السكيثيين
تاريخ النشر: 20th, April 2024 GMT
روسيا – تمكن علماء الأحافير الروس والألمان، لأول مرة، من فك رموز جينومات شعب حضارة “كوبان” القديمة في العصر البرونزي، مما كشف عن ارتباطها الوثيق بحضارة السكيثيين.
كما أثبت العلماء أن تراثها الجيني موجود في جينات العديد من الشعوب المعاصرة في شمال القوقاز. أفادت بذلك الخدمة الصحفية لمدرسة الاقتصاد العليا، الأربعاء 17 أبريل الجاري.
ويقول العلماء: “الدراسة التي أجريناها تتيح لنا التأكيد على أن الشعوب المعاصرة في شمال القوقاز لها علاقة وراثية مباشرة بالحضارات القديمة التي عاش حاملوها في هذه المناطق منذ قرون عديدة. وقد ترك حاملو حضارة “كوبان” تراثهم الجيني ضمن السكان المعاصرين، وتقول الدراسة إن الشعبين “الكوميك والليزغين” ربما كان لديهما نفس الجينات ونفس الأصول مثلما كان لدى مجموعة “خامشيني” العرقية الأرمنية المعزولة”.
وتوصلت إلى هذا الاستنتاج مجموعة من علماء الأحافير الروس والألمان بقيادة أرتيم نيدولوزكو، رئيس مختبر علم الأحافير القديمة في الجامعة الأوروبية ببطرسبورغ. وحقق العلماء هذا الاكتشاف في أثناء دراسة بنية أجزاء الحمض النووي المستخرجة من بقايا خمسة ممثلين لحضارة” كوبان” وقوقازي قديم واحد من حضارة “آلان”.
وقطن ممثلو هذه الحضارات منطقة شمال القوقاز في نهاية العصر البرونزي وبداية العصر الحديدي، حيث يفترض أنهم كانوا على اتصال وثيق بشعوب وبلدان ما وراء القوقاز والشرق الأوسط، كما كانوا على اتصال بالسيمريين، وبعد ذلك مع السكيثيين. ويعتقد العديد من المؤرخين وعلماء الآثار أن حضارتي “كوبان “و”آلان” أسهمتا كثيرا في تطوير جينات شعوب القوقاز المعاصرة، ولكن حتى الآن لا يوجد دليل مباشر على ذلك.
وقالت ناتاليا سلوبودوفا الأستاذة المساعدة في مدرسة الاقتصاد العليا: “أظهر تحليل الاختلاط الوراثي لحاملي حضارتي “كوبان” و”آلان” أن القبائل الرحل السكيثية لم تؤثر على سكان القوقاز ثقافيا، فحسب بل ووراثيا. وعلاوة على ذلك، فإن شخصا من منطقة “كلين يار 3″، كان لقبره صفات غير العادية بالنسبة لحضارة ” كوبان”، ويبدو أن تلك الخصائص لها علاقة حضارية وجينية وثيقة مع السكيثيين من منطقة البحر الأسود”.
المصدر: تاس
المصدر: صحيفة المرصد الليبية
إقرأ أيضاً:
الفتوى وقضايا الواقع الإنساني.. ندوة دولية نحو اجتهاد رشيد يواكب التحديات المعاصرة
مع تسارع التحولات الثقافية والاجتماعية وهيمنة الرقمنة على مختلف مناحي الحياة، تواجه المجتمعات تحديات غير مسبوقة تهدد منظومة القيم الأخلاقية واستقرارها، في هذا الإطار، تبرز الفتوى الشرعية كأداة عملية لتوجيه السلوك الإنساني وضبطه وفق مقاصد الشريعة الإسلامية، بما يحقق التوازن بين الثوابت الدينية ومتغيرات الواقع.
الفتوى بين النظرية والتطبيق:
الفتوى ليست مجرد حكم شرعي نظري، بل هي اجتهاد عملي يراعي اختلاف الزمان والمكان وظروف الناس. وهي تسهم في ترسيخ القيم الفاضلة، ومواجهة الانحرافات الفكرية والأخلاقية، وحماية الهوية الدينية والاجتماعية للمجتمع. كما أن دور الإفتاء المؤسسي أصبح أكثر أهمية في تعزيز الوعي بالقيم الإنسانية الأصيلة، وضمان التزام الفرد والمجتمع بمبادئ العدل والرحمة والوسطية.
محاور الندوة الدولية الثانية:
تنظم دار الإفتاء المصرية الندوة الدولية الثانية لها بعنوان "الفتوى وقضايا الواقع الإنساني"، على مدار يومين: الإثنين والثلاثاء 15-16 ديسمبر 2025، بفندق هيلتون هيليوبوليس، لمناقشة مجموعة محاور أساسية:
دور الفتوى في توجيه السلوك الفردي والجماعي.أثر الفتوى في نشر ثقافة المسؤولية الاجتماعية.آليات الفتوى في تصحيح السلوكيات المنحرفة عبر التوعية والردع والبدائل الشرعية.دراسة نماذج تاريخية ومعاصرة لفتاوى أسهمت في الحد من ظواهر سلوكية سلبية.طرق تعزيز ثقة الجمهور بالمؤسسات الإفتائية لضمان الامتثال المجتمعي.حماية الهوية الأخلاقية والقيمية للمجتمع من خلال الإفتاء.تأثير الفتاوى غير المنضبطة في الفضاء الرقمي على تشكيل الانحرافات الأخلاقية.الآليات الفقهية والنفسية لتصحيح السلوكيات المنحرفة من خلال الخطاب الإفتائي.
أهمية الفتوى في العصر الرقمي:
مع انتشار المعلومات على منصات التواصل الاجتماعي، أصبحت الحاجة إلى فتوى منهجية ومدروسة أكثر إلحاحًا. فالفتوى الصحيحة تساهم في ضبط السلوكيات، وتعليم الأجيال الجديدة كيفية الالتزام بالقيم الأخلاقية، وتقليل معدلات الانحراف والجريمة. وفي المقابل، يمكن للفتاوى غير المنضبطة أن تؤدي إلى تشويه المفاهيم، وانتشار الانحرافات الأخلاقية.
تشدد دار الإفتاء المصرية على أن الفتوى الرشيدة هي جسر بين ثوابت الشريعة ومتغيرات العصر، وتؤكد على دورها الحيوي في حماية الهوية الأخلاقية للمجتمع، وتعزيز الوعي بالقيم الإنسانية والدينية.
ومن خلال ندوات مثل "الفتوى وقضايا الواقع الإنساني"، يمكن للمؤسسات الدينية أن تساهم بفعالية في مواجهة التحديات المعاصرة وضمان مجتمع متوازن ومسؤول.