بعدما أشيع عن هجوم إيراني موسع على إسرائيل، وقيل إن إيران قد هاجمت بـ 400 طائرة مسيّرة وصاروخ مجنح، تناقلت وكالات الأنباء، ووسائل الإعلام المختلفة، الجمعة الماضية، أخبارًا عن رد إسرائيلي على مدينة أصفهان، جنوبي طهران، وهو الهجوم الذي لم تتباه به إسرائيل بشكل مباشر، ولم تنسبه طهران للكيان الصهيوني أيضًا بشكل محدد.
وتبع ذلك حديث فرنسي عن محاولة أحد المواطنين اقتحام القنصلية الإسرائيلية في فرنسا، ثم تحدثت صحف أمريكية وإسرائيلية وفرنسية عن أساطير منسوبة للهجوم الإيراني السابق، والذي قيل إنه أصاب إحدى القواعد الإسرائيلية ولكن لم يدمرها.
وما بين الضربة الإسرائيلية المدمرة للقنصلية الإيرانية في دمشق والتي قُتل فيها أحد عشر قائدًا من الحرس الثوري الإيراني، وبين الرد الإيراني، والرد الإسرائيلي في أصفهان، تتوه الحقائق نظرًا لهذا الحشد المقصود والمعلومات الكاذبة والمزيفة، وهو ما يعني أن هناك ترتيبات كبرى تتم في المنطقة لصالح تدمير فلسطين من ناحية، وإنهاء حق الشعب الفلسطيني في إقامة دولته، وإخراج إيران من معالجة الصراع مع إسرائيل تحت إغراء الحفاظ على مفاعلاتها النووية، وبنياتها الأساسية، وإنقاذها من التدمير الشامل الذي كان معدًا لها من قبل إسرائيل، وأنصارها من أمريكا وفرنسا وبريطانيا وألمانيا وإيطاليا.
ويبدو أن نظام آيات الله في طهران قد اقتنع بأن لا فائدة من صراع عسكري يتصدى له بمفرده بعدما تخاذل العرب جميعًا وتواطأت جميع دول العالم مع إسرائيل لإبادة شعبنا الفلسطيني في غزة والضفة الغربية، وفي كل أرض يوجد عليها فلسطيني.
كان الواهمون يتوقعون من إيران توجيه ضربة قوية ومدمرة للكيان الإسرائيلي ردًا على تدمير قنصلياتها في دمشق، ولكن يبدو أن هذه الضربة كانت العملية الأخيرة لانخراط إيران في الصراع العربي الإسرائيلي، وإنها ستكون بداية لتنسيق إيراني مع الحلف الأمريكي الغربي في مواجهة الدول العربية، وخاصة تلك الدول الرافضة للتطبيع.
ويرى المراقبون أن الحديث عن دول الصمود، ومحور المقاومة، سوف يتراجع في الفترة القادمة ليحل محله حديث آخر عن منع التصعيد وتنقية الأجواء والحفاظ على المصالح الاستراتيجية، وهو ما يعني أن مسألة محور المقاومة ودعم فصائلها في العراق وفي سوريا وفي لبنان وفي اليمن، كل ذلك ستتم مقايضته بدور إقليمي آخر لإيران إلى جانب إسرائيل في قيادة منطقتنا العربية.
من الناحية الاستراتيجية، العرب أثبتوا أن جيوشهم هي مجرد أشكال هندسية على الورق، وأرقام دولارية، ثمنًا لتلك الأسلحة الحديثة التي لا يجيدون استخدامها، ويرتعدون من الاقتراب منها، كما أن الرهانات على العدل الأمريكي وحقوق الإنسان والقوانين الدولية التي تحمي المدنيين، والأطفال، والنساء، والعجائز، كلها مجرد أوهام لا يمكن لأحد أن يستند عليها، وهي لا تفيد الضعفاء والعجزة في شيء.
ومن ضمن الأشياء الكبرى التي كشفها هجوم طوفان الأقصى في السابع من أكتوبر الماضي، أن العرب في حرب مفتوحة ضدهم تقودها أمريكا وحلفاؤها الغربيون، وأن مرحلة إذلالهم العلني قد بدأت بعد استكمال مرحلة خداع تلاعبوا فيها بعقول صناع القرار في كل الدول العربية.
ومن بين ما كشفه طوفان الأقصى أيضًا، هذا التنسيق الاستراتيجي بين إيران وواشنطن ودول الغرب، والذي تضمن عدم إلحاق الضرر بإسرائيل، أو بأي جندي إسرائيلي مهما كان غرور جيش العدوان، ومهما كانت درجات الطغيان الأعمى لأفراد عصابته.
وعلى الرغم من كل تلك الحقائق المريرة والمذهلة إلا أن انكشاف ألاعيب الأعداء، وحلفائهم، يشكل البداية الحقيقية في عودة الوعي العربي، واستعادة عقول صناع القرار من تلك الدوائر الأوروبية التي اختطفتها وصنعت بنا كل ما صنعت.
المصدر: الأسبوع
إقرأ أيضاً:
خبير عسكري: الشعب المصري الوحيد الذي يعتبر إسرائيل عدوا للأمة العربية
أكد العميد محمود محيي الدين، الخبير العسكري، أن الشاباك شكل فرقا لإقناع سكان قطاع غزة على النزوح وترك أماكنهم والعمل على إجلائهم من قطاع غزة .
وقال محمود محيي الدين في حواره مع الإعلامي أحمد موسى في برنامج " على مسئوليتي " المذاع على قناة " صدى البلد"، :" الجانب الإسرائيلي يعلم أن الشعب الفلسطيني يرفض الخروج من قطاع غزة".
وتابع محمود محيي الدين :" الموقف المصري من تهجير الفلسطينيين ثابت وهو الرافض لتهجير الفلسطينيين".
وأكمل محمود محيي الدين :"هناك علاقات سياسية بين مصر وإسرائيل وهناك اتفاقية سلام لكن الشعب المصري يرفض التطبيع مع إسرائيل والشعب المصري يعتبر إسرائيل عدوا حقيقيا".
ولفت محمود محيي الدين :" الشعب المصري هو الوحيد الذي يعتبر إسرائيل عدوا للأمة العربية بأكملها".
وتابع محمود محيي الدين :" الشعب المصري يرفض التطبيع مع الكيان الإسرائيلي واتفاقية السلام مع إسرائيل هي مسار سياسي".