تحتفل الأمانة العامة لمجلس وزراء الداخلية العرب باليوم العربي للتوعية بآلام ومآسي ضحايا الأعمال الإرهابية والذي يُصادف الثاني والعشرين من شهر أبريل من كل عام، تاريخ اعتماد الاتفاقية العربيـة لمكافحة الإرهاب من قبل مجلسي وزراء الداخلية والعدل العرب في اجتماعهما المشترك عام 1998م. 

ويشكل هذا اليوم مناسبةً مهمةً للتوعية بكل ما يتعرَّض له ضحايا الأعمال الإرهابيَّة من آلامٍ ومآسٍ، بفعل الأعمال الإجراميَّة التي ترتكبها التنظيمات الإرهابيَّة، وإيلاء المزيد من الاهتمام بحقوق الضحايا، ومد يد العون لهم ولأسرهم للتخفيف من معاناتهم، وجبر ما لحق بهم من أضرارٍ على المستويات النفسية والاجتماعية والصحية والمادية وغيرها من الآثار والتداعيات السلبيَّة، ولا سيما في ظلِّ ما يمرُّ به الوطن العربي من أزماتٍ اقتصاديةٍ وسياسيةٍ وصحيةٍ وكوارث إنسانيَّة وحروب، وما صاحب ذلك من استغلال الجماعات الإرهابيَّة لتلك الظروف لمصالحها، وابتكارها لوسائل مستحدثة من أجل ممارسة أعمالها الإجراميَّة ضد الدول والمجتمعات؛ الأمر الذي فرض مسؤوليات كبيرة على عاتق الأجهزة الأمنيَّة، في التصدي والمواجهة لجميع أشكال العمليَّات الإرهابيَّة، وتقديم الأرواح فداءً للأوطان وقاطنيها، مدافعين عنها بكل تضحية وإخلاص، وهو ما يفرض على المجتمع والحكومات إيلاء كلَّ الرعاية والاهتمام لمنتسبي تلك الأجهزة نظير تلك التضحيات الجليلة.

 وأولى مجلس وزراء الداخليَّة العرب - منذ وقت مبكر - موضوع مساعدة ضحايا الإرهاب والتخفيف من آلامهم ومآسيهم والتوعية بها اهتماماً كبيراً؛ انطلاقًا من مبادئه السامية الهادفة إلى تعزيز دور الأجهزة الأمنيَّة في حماية المواطن العربي وتقديم الدعم والرعاية اللازمين له من خلال تنفيذ إجراءات متعدِّدة لا تقتصر على الجانب الإرشادي المتمثل بإعداد برامج ومواد للتوعية الأمنيَّة، وتعزيز إسهام المواطنين في التصدي للأعمال الإرهابيَّة، والتذكير بالأخطار الناجمة عنها، وما تسببه من آلامٍ ومآسٍ فحسب، بل تتعداها إلى الرعاية الآنيَّة واللاحقة من خلال برامج واستراتيجيات تتضمن إجراءاتٍ عمليةٍ من أجل التخفيف عن الضحايا، والعودة بالنفع المباشر على أسرهم وذويهم.

ويحرص المجلس على جعل هذه القضية الهامة ضمن أولوياته خلال مؤتمراته وفعالياته وأنشطته وبرامجه؛ لاتخاذ المزيد من الإجراءات والمعالجات التي تهدف إلى رعاية ضحايا الأعمال الإرهابيَّة والتخفيف من الآلام والمآسي التي تلحق بهم، وبأسرهم؛ حيث تمت الدعوة في المؤتمر العربي الثاني للمسؤولين عن حقوق الإنسان في وزارات الداخليَّة العربيَّة إلى تعزيز وحماية حقوق ضحايا الإرهاب وجبر الضرر، وفي المؤتمر العربي السادس للمسؤولين عن مكافحة الإرهاب تمت الدعوة إلى وضع التشريعات وإعداد الآليَّات الإداريَّة التي تساعد ضحايا العمليَّات الإرهابيَّة في الحصول على التعويضات المناسبة من جراء الأضرار التي تلحق بهم، ودعوة الجهات المختصة في الدول إلى تأمين التدريب الكافي للمعنيين من عناصر الشرطة والقضاء والصحة والخدمة الاجتماعيَّة وغيرهم لتوعيتهم باحتياجات ضحايا الإرهاب، بما يكفل تقديم المعونة اللازمة بشكل سريع وملائم.

ودعا المؤتمر الثاني والثلاثون لقادة الشرطة والأمن العرب الدولَ إلى العمل على توفير الحماية اللازمة للضحايا المتضررين، ومساعدتهم من جميع النواحي الماديَّة والاجتماعيَّة والطبيَّة والنفسيَّة مع السعي لمواكبة الاتجاهات الدولية المعاصرة، فيما يتعلق بأسلوب الرعاية اللاحقة للمجني عليهم، والعمل على تنمية الثقافة الأمنيَّة بما يضمن توعية رجال الأمن باحتياجات ضحايا الجريمة وكيفية التعامل معهم وتحصين المواطنين لتفادي وقوعهم ضحايا للجريمة. 

واعتمد المجلس في عام 2019م القانون العربي الاسترشادي لمساعدة وحماية ضحايا الأعمال الإرهابيَّة؛ الذي أعدته لجنة مشتركة من خبراء وممثلي وزارات الداخليَّة والعدل العربيَّة، كما سبقت الدعوة إلى إنشاء لجنة وطنيَّة تُعنى بمعالجة مشكلات ضحايا الإرهاب من مختلف الجوانب، وتضم كافة الجهات ذات العلاقة. 

وتُشير الجهود التي قام بها المجلس مؤخرًا ضمن الإستراتيجيَّة العربيَّة المطوَّرة لمكافحة الإرهاب وخطتها التنفيذية المعتمدتين بالقرارين رقم (867) وتاريخ 2/3/2022م ورقم (886) وتاريخ 1/3/2023م إلى النصِّ على "دعم ضحايا الإرهاب"، من خلال حماية الحق في الحياة والأمن والسلامة الجسديَّة والعقليَّة والعائليَّة والكرامة والسمعة، وتيسير قدرة الضحايا للوصول إلى العدالة في جميع مراحل التحقيقات والقضاء وَفق ظروفٍ ملائمةٍ ومساعداتٍ قانونيةٍ كافيةٍ باتخاذ كافة التدابير الكفيلة لحماية هُوِيَّاتهم وتسليط الضوء على المعاناة التي يتعرضون لها. 

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: أعمال الإرهاب الاتفاقية العربية الاعمال الارهابية الأمانة العامة لمجلس وزراء الداخلية الداخلية العرب عناصر الشرطة مجلس وزراء الداخلية العرب ضحایا الإرهاب ة العرب

إقرأ أيضاً:

هل يتمكن رئيس وزراء إسبانيا من التغلب على الفضائح التي تهدده؟

هرب رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز من أزمة الفيضانات، والتزم الصمت بشأن انقطاع الكهرباء، وهو غارق في مزاعم "الحيل القذرة" ومؤامرة تفجير قنبلة وهمية، ويواجه الآن احتجاجات في مدريد، فهل ينجو من كل ذلك؟

بدا لافتا مشهد هروب سانشيز من بلدة دمرتها الفيضانات التي ضربت جنوب شرق إسبانيا أواخر أكتوبر/تشرين الأول الماضي، وأودت بحياة أكثر من 220 شخصا، فضلا عن خسائر مادية كبيرة، بعد أن رشقه السكان الغاضبون بالطين والحجارة.

اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2رئيس وزراء إسبانيا يطلب من مواطنيه الصفح على خلفية فضيحة فساد جديدةlist 2 of 2توقيف وزير الاقتصاد اللبناني السابق بشبهات فسادend of list

لم تُكلل جهود سانشيز أو حزبه (العمال الاشتراكي) بالنجاح في التعامل مع الكارثة. وظل الاتصال برئيس حكومة إقليم فالنسيا عن الحزب، كارلوس مازون، متعذرا لوقت طويل خلال الساعات الأولى الحاسمة من الأزمة التي وُصفت بـ"فيضانات القرن". ويقول خبراء إن أرواحا كثيرة كانت ستُنقذ لو أن السلطات الإسبانية أصدرت تحذيرات في الوقت المناسب.

سيارة بيدرو سانشيز تعرضت للهجوم أثناء فراره من الأهالي الغاضبين إثر الدمار الذي ألحقته الفيضانات (مواقع التواصل)

ولاحقا، تكرر "هروب" سانشيز، بل طال لأكثر من 40 يوما، إذ تغيّب رئيس الوزراء عن البرلمان، متجنبا التدقيق العام بشأن انقطاع الكهرباء الذي شلّ شبه الجزيرة الإيبيرية.

كما تهرب من أسئلة حول فضيحة "الحيل القذرة" المتنامية التي تورط فيها أحد أعضاء الحزب، والذي سعى للحصول على أدلة تدين وحدة الشرطة التي تحقق مع زوجة سانشيز وشقيقه ومساعده الأيمن السابق بتهمة الفساد، وفقا للتقارير.

وفي واقعة أخرى، اتهمت الحكومة "زورا" ضابط شرطة من الوحدة بالتخطيط لوضع قنبلة تحت سيارة سانشيز.

إعلان

وفي حين قالت الحكومة الإسبانية إنها تعاني من حرب قانونية وحملة تشويه، فإن سانشيز -الذي تولى السلطة منذ عام 2018- يواجه أسوأ أزمة له حتى الآن، بحسب تقرير موسع نشرته صحيفة التايمز البريطانية.

مظاهرة حاشدة بمدريد في 8 يونيو/حزيران الجاري طالبت سانشيز بإجراء انتخابات مبكرة (الأناضول/غيتي) "المافيا أو الديمقراطية"

وتجمع عشرات الآلاف من المتظاهرين -الأحد الماضي- في وسط العاصمة الإسبانية مدريد تحت شعار "المافيا أو الديمقراطية".

ودعا زعيم المعارضة المحافظ ألبرتو نونيز فيغو، سانشيز إلى "الاستسلام للديمقراطية"، وخاطبه قائلا: "ادع إلى انتخابات، نريدها الآن".

أما رئيسة الحكومة المحلية المحافظة في مدريد إيزابيل أيوسو، فخاطبت الحشد: "آخر شيء تحتاجه إسبانيا هو حكومة فاسدة بلا مبادئ أو حب لأمتها.. مع المزيد من الفساد للتغطية على الفساد".

وقدّر حزب الشعب المعارض عدد المشاركين في المظاهرة بـ100 ألف شخص، بينما قدّرت الحكومة العدد بـ50 ألفا. وهتف المتظاهرون "سانشيز، استقل".

وبالتوازي مع ذلك، يطالب حزب "سومار" اليساري -الشريك الرئيسي لسانشيز في ائتلافه الحكومي الهش- بتقديم تفسيرات في ظل ظهور بوادر تمرد في صفوفه. ودعا إميليانو غارسيا بيج، الرئيس الاشتراكي لحكومة منطقة كاستيا-لا مانشا، إلى إجراء انتخابات مبكرة بدلا من تلك المقررة في 2027.

الصحفية الإسبانية ليري دييز تخاطب وسائل الإعلام في 4 يونيو/حزيران بعد الدعوى التي رفعها ضدها حزب العمال الاشتراكي عقب نشر تسجيل صوتي تكشف فيه معلومات مسيئة لرئيس وحدة مكافحة الفساد (الأوروبية) "السباك والمجاري"

وتحدثت وسائل الإعلام الإسبانية عن صحفية وعضو بارز في الحزب العمال الاشتراكي تُدعى ليري دييز، وتزعم أنها تدير حملة للعثور على "معلومات قذرة" حول وحدة مكافحة الفساد التابعة للشرطة المدنية (يو سي أو). أما هي فأطلقت على هذه الوحدة اسم "السباك" بسبب بحثها في "مجاري" السياسة الإسبانية.

ويدور حديث حول تسجيلات تُظهر دييز وهي تطلب من رجال أعمال مواد لتشويه سمعة أنطونيو بالاس، الضابط المسؤول عن وحدة مكافحة الفساد، وهو المسؤول أيضا عن التحقيقات مع زوجة سانشيز وشقيقه، بالإضافة إلى قضايا تتعلق بالمدعي العام والساعد الأيمن السابق لرئيس الوزراء، خوسيه لويس أبالوس.

إعلان

ونفت دييز هذه الاتهامات، مدعية أنها كانت تقوم بـ"صحافة استقصائية". كما نفى الحزب مسؤوليته عن أفعالها، لكنه استغرق قرابة أسبوع لفتح تحقيق داخلي، بعد ضغوط شعبية.

ولاحقا وتحديدا في 29 مايو/أيار، رفع الحزب دعوى قضائية ضدها عقب نشر تسجيل صوتي تكشف فيه معلومات مسيئة للمقدم أنطونيو بالاس، مقابل حصولها على مزايا قانونية لأحد المدعى عليهم.

وفي مؤتمر صحفي عقدته دييز، أدلت ببيان مقتضب، ولم تتلق أي أسئلة، وسادت الفوضى عندما هاجمها أحد المشتبه بهم الرئيسيين في قضية أبالوس لفظيا، وأقسم أنه سيُسقط سانشيز.

قنبلة وهمية وتسجيلات ساونا سرية

زاد رد الحكومة على الفضيحة من تشويه سمعتها. واتهم 3 وزراء كبار "زورا" ضابط شرطة بالتخطيط لوضع قنبلة تحت سيارة سانشيز. واستند الاتهام إلى تقرير "أخبار كاذبة" سرعان ما ثبت زيفها. ورفض الوزراء سحب هذا الادعاء رغم أن هيئة الإذاعة والتلفزيون الإسبانية نشرت تقريرا يعترف بزيفها.

وزعمت التقارير -منذ ذلك الحين- أن التسجيلات أجريت في حمامات البخار المملوكة لوالد زوجة سانشيز على أمل العثور على معلومات تضر بأولئك الذين يحققون مع حاشيته.

ومن المقرر أن يمثل ديفيد سانشيز، شقيق رئيس الوزراء، للمحاكمة بتهمة ارتكاب جرائم مزعومة تتعلق بإساءة استخدام الأموال العامة واستغلال النفوذ بسبب مخالفات مزعومة في إنشاء وظيفة حكومية له.

كما تخضع بيغونيا غوميز، زوجة رئيس الوزراء، للتحقيق بتهم الفساد واستغلال النفوذ.

ويخضع وزير النقل السابق خوسيه لويس أبالوس للتحقيق بتهمة قبول رشاوى لعقود شراء أقنعة ومستلزمات طبية أخرى خلال جائحة (كوفيد-19). وينفي جميعهم هذه الاتهامات.

التحقيقات طالت بيغونيا زوجة سانشيز (غيتي) ماذا بعد؟

ومما يزيد من معاناة سانشيز أن المحكمة العليا ستُحاكم المدعي العام بتهمة تسريب معلومات سرية في قضية احتيال ضريبي.

إعلان

في الماضي، أثبت سانشيز مراوغته. وهدد بالاستقالة من رئاسة الوزراء عندما أُعلن عن أول تحقيق ضد زوجته العام الماضي، منسحبا من مهامه لمدة 5 أيام. وبعد عودته، صرّح بأنه لن يكتفي بمواصلة عمله، بل سيطلق حملة "تجديد ديمقراطي" تُركّز على قمع وسائل الإعلام التي يقول إنها تنشر أخبارا كاذبة.

ولكن كثيرين قد يقولون إن الديمقراطية في إسبانيا عانت منذ ذلك الحين تراجعا كبيرا، وإن سانشيز -استنادا إلى الأدلة الحالية- أصبح خارج المسار.

ورغم هذه الاتهامات والتحقيقات، يستبعد سانشيز إمكانية إجراء انتخابات عامة مبكرة، وقال إن الانتخابات المقبلة ستجرى كما هو مخطط لها في عام 2027.

لكن سانشيز طلب الصفح من مواطنيه. وقال سانشيز للصحفيين -الخميس الماضي- وقد بدت عليه الصدمة بشكل واضح "أعتذر للمواطنين" معترفا بأن المعلومات الجديدة التي تم الكشف عنها أثارت فيه "غضبا عارما وحزنا عميقا". فهل يصفح الإسبان عن رئيس وزرائهم؟

مقالات مشابهة

  • هل يتمكن رئيس وزراء إسبانيا من التغلب على الفضائح التي تهدده؟
  • ولي العهد يُعزي رئيس وزراء الهند في ضحايا تحطم الطائرة
  • عبدالله بن زايد يبحث هاتفياً مع عدد من وزراء الخارجية التطورات الإقليمية الراهنة
  • هل يهدد اقتباس الأعمال التركية مستقبل الإبداع العربي؟
  • ورش عمل من بنك عمان العربي لدعم الشركات الصغيرة والمتوسطة بالداخلية
  • إغلاق الأجواء يعطل انعقاد مجلس وزراء الإعلام العرب في بغداد
  • نقطة اللاعودة: استراتيجيات الضربات الاستباقية التي تُعيد تعريف الأمن القومي
  • ولي العهد يُعزي رئيس وزراء الهند في ضحايا حادث تحطم طائرة الركاب
  • ولي العهد يُعزي رئيس وزراء جمهورية الهند في ضحايا حادث تحطم طائرة الركاب الهندية
  • كامل إدريس يبعث برقية تعزية لرئيس وزراء الهند في ضحايا تحطم طائرة الركاب الهندية