الثورة نت:
2025-07-05@03:07:28 GMT

هل توقف زمن (المساح)..؟!

تاريخ النشر: 23rd, April 2024 GMT

 

 

كان له (لحظته) المفعمة بتراتيل الحب وحروف العشق، لعقود كنت وأمثالي كثيرون نبدأ قراءة الصحيفة الأولى في البلاد من الصفحة الأخيرة حيث (العمود) الذي يشد القارئ إليه ليس لمعرفة أخبار الكون، بل لمعرفة ما يجود به (يراع) مبدع تعفرا بتراب وطن، رجل عشق وطنه على طريقته فكان أصدق العشاق وأبرهم وأكثرهم إخلاصا، وكان يزرع عموده كل صباح بحروف من صدق، حروف تحمل لنا كل صباح مشاعر الحب والانتماء، ومشاعل التنوير تضيء لمن (يكحل) بها عيونه كل صباح مسامات الوعي وتشده نحو الجذور والهوية بدون رتوش ولا تكلف.

.
كان (المساح) مدرسة نعم.. لكنه كان أيضا (جامعة وأكاديمية) للتواضع، كان مثقفا عضويا، ومبدعاً اجتماعياً، لم يكن (نرجسيا) مع أن أحدا لن يلومه لو كان كذلك، ولما لا وهو المبدع المتألق في بلاط صاحبة الجلالة لعقود، ومع ذلك كان (المساح) الكاتب والصحفي والقاص والأديب والمبدع المتجدد، ورئيس تحرير الصحيفة الأولى في البلاد، هو (المساح) (البتول الرعوي) وابن الأرض، كانت (القرية) تعني له دوحة الاستجمام، كانت له بديلة عن كل منتجعات الدنيا.
من على أرصفة الوطن ومن هموم الغلابة غالبا ما اقتبس حروف (لحظته) وحولها إلى (سمفونية) بلغة راقية لكنها سهلة الفهم يدركها المثقف والحاكم والوزير، كما يدركها البتول والرعوي والراعي ويتلذذ بها (الشقاة)..!
كان إيقونة المهنة، أو كما اطلق عليه زميله ورفيق دربه الأستاذ عبدالرحمن بجاش لقب (زرياب الصحافة اليمنية)..
بين (زرياب والخياطة الصينية) و(وزرياب الصحافة اليمنية) ثمة قواسم مشتركة، غير أن (زريابنا) أكثر ثورية ومثالية وتواضعاً وإنسانية من (زرياب) الآخرين..!
(المساح) قد لا يكون إبداعه من أبهرنا وسحرنا، بل أكثر ما سحرنا هو (المساح _الإنسان) المثقف الذي غاص في أعماق المجتمع بريفه والمدينة، المبدع الراقي والمثقف الاجتماعي، والمبدع (الحافي) والصحفي المثالي الذي أجمع على احترامه كل الوطن، ومع ذلك لم يتغير ولم يغتر ولم يتعال، ولم يصب بدأ الغرور، في سلوكه ومواقفه وملابسه وطريقة حياته كان ابن تراب الأرض وابن وطن، حلم بمجده وتقدمه عرفته (السجون والزنازين) كما عرفته أزقة وحواري وشوارع صنعاء وتعز وعدن وكل مدن الحاضرة الوطنية اليمن، وعرفته شعاب القرية وأحوالها ومراعيها وحين ضاقت صنعاء به وبعض من أمثاله لم يختر مدن وعواصم الخارج وكان بمقدوره أن يعيش ملكا في أي عاصمة فقط لو أشر إشارة فهناك كثيرون كانوا على استعداد لأن يجعلوه يعيش ملكا متوجا حيث يريد، لكنه (المساح) اختار القرية واختار أن يتحول من راعي الحروف إلى راعي (الكسب والماعز) ومن حراثة الكتب إلى حراثة الأرض، مع إنه نقل إلى دارته بالقرية مكتبة عامرة تحتوي على أجمل وأعظم المؤلفات السياسية والأدبية ولم يتخلف عن معانقة الكتاب يوما.. الله ما أعظمك يا (مساح) وما أعظم تاريخك وسيرتك، وإنسانيتك..
كان آخر تواصل بيننا في منتصف العشر الأواخر من رمضان الماضي ولايزال صوتك يرن في أذني (وينك يا وليييد)؟ أين غيبك الزمن..؟
وبعد أخذ ورد (ما فيش فائدة يا صاحبي روح اتمرعي، وانقل العيال للدراسة بالقرية مش في مدارس عندكم بالقرية).؟
أه.. رحل كثير من الزملاء، غير أن رحيل (المساح) مؤلم.. مؤلم.. مؤلم.. رغم أن علاقتنا لم تكن عميقة كعلاقته ببعض الزملاء والأساتذة الأفاضل الذين أتمنى من الله أن يعصم قلوبهم ويلهمهم الصبر والسلوان وخاصة الأعزاء عبدالرحمن بجاش، فؤاد عبدالقادر، د. عبدالقادر مغلس، هاشم عبدالرزاق، عبدالباري طاهر، عبدالله عبدالإله، سالم المعمري، وآخرين كثر، ومن لم يرتبط مع (المساح) بعلاقة متميزة واستثنائية.. إنه (المساح) الإنسان الذي استوطن وجدان زملاء الحرف والكلمة، كما استوطن ذاكرة الزمن والمكان، وحاضر في وجدان سكان الريف والمدينة.. المساح الذي سوف تبكيه وتحزن على فراقه تضاريس القرية ومراعيها، كما ستفتقده حواري وأزقة صنعاء وشوارعها ومقاهيها..
رحمك الله أستاذنا ورحم زماننا بعدك، فبعدك لا (لحظة) نقف على تفاصيلها ولا (زمن) قد نستجديه.
خالص العزاء وعظيم المؤاساة لكل أولادك وأفراد أسرتك ولكل أصدقائك ومحبيك حيث كانوا ويكونون.

المصدر: الثورة نت

إقرأ أيضاً:

ما الذي سيغري إيران بالعودة للمفاوضات مع واشنطن؟

رغم أجواء التوتر التي خلفتها حرب يونيو/حزيران في علاقات البلدين، عاد الحديث من جديد عن محادثات محتملة بين واشنطن وطهران، وهو ما أعلن عنه الرئيس الأميركي دونالد ترامب -في خطابه الخميس في ولاية "آيَـوا"- "أن إيران ترغب في التحدث إلى الولايات المتحدة" وأنه على استعداد للقاء ممثلين عنها إذا لزم الأمر.

وفي ذات السياق، كشف موقع "أكسيوس" الأميركي نقلا عن مصدرين مطلعين، أن المبعوث الأميركي ستيفن ويتكوف يعتزم لقاء وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي في عاصمة النرويج أوسلو الأسبوع المقبل لاستئناف المحادثات النووية.

ووفق "أكسيوس"، فإن واشنطن وطهران لم تحددا بعد موعد اللقاء نهائيا، ولم تعلن أي منهما عن الاجتماع رسميا، مؤكدا نقلا عن المصدرين، أن ويتكوف وعراقجي على اتصال مباشر منذ نهاية الحرب الأخيرة بين إسرائيل وإيران.

وفي حال عُقد الاجتماع، فسيكون أول محادثات مباشرة بين البلدين منذ أن شنّت إسرائيل والولايات المتحدة ضربات على مواقع نووية إيرانية في يونيو/حزيران الماضي، وأدت -حسب ترامب- إلى محو البرنامج النووي الإيراني.

ومع توالي التقارير من الجانب الأميركي عن مباحثات محتملة مع طهران، لم تخف الأخيرة رغبتها في استئناف هذه المباحثات، وهو ما صرح به مجيد تخت روانجي، نائب وزير الخارجية الإيراني بقوله، إن بلاده مع الدبلوماسية، بشرط أن تقنعهم واشنطن بأنها لن تستخدم القوة أثناء التفاوض. كما شدد على أن سياسة بلاده في التخصيب لم تتغير، وأن لها كل الحق في التخصيب داخل أراضيها.

ورغم تمسك إيران بالدبلوماسية وباستئناف مباحثاتها مع الأميركيين، إلّا أنها تنظر لهذه المحادثات -إن حصلت- على أنها ستكون معقدة ومتشابكة، وأهدافها مختلفة كليا عن الأهداف الأميركية، كما يقول مدير مكتب الجزيرة في طهران عبد القادر فايز، والذي أشار أيضا -في مداخلته ضمن برنامج "ما وراء الخبر"- إلى أن طهران لم تعد تثق في الأميركيين وتريد أن تبدأ التفاوض من حيث انتهت الحرب الأخيرة.

إعلان

ويقول الإيرانيون، إن الضربات الأميركية والإسرائيلية لمنشآتهم النووية لم تضعف موقفهم، وإنهم في حال قرروا الذهاب إلى مفاوضات مع الأميركيين فسيفرضون شروطا أكثر تعقيدا من تلك التي فرضوها أثناء مباحثات مسقط وروما، وهو ما أشار إليه الدبلوماسي الإيراني السابق، طهران هادي أفقهي، حيث قال لبرنامج "ما وراء الخبر" إن الشروط الإيرانية ستكون بأن "حق التخصيب لا يسقط ولا نناقش عليه".

وفي نفس السياق، استبعد أفقهي وجود اتصالات بين بلاده والأميركيين، "لم نسمع من أي مسؤول إيراني رسمي أنه قبل الدعوة أو كانت هناك اتصالات بالجانب الأميركي، لا بصورة مباشرة ولا بصورة غير مباشرة".

تغيير وليس قلب النظام

ويذكر أن الولايات المتحدة وإيران عقدتا منذ أبريل/نيسان الماضي، 5 جولات من المحادثات غير المباشرة بوساطة سلطنة عمان، استضافتها مسقط وروما، كانت تهدف إلى إيجاد حل دبلوماسي جديد بشأن برنامج إيران النووي قبل أن تشن إسرائيل ضرباتها في 22 يونيو/حزيران الماضي مستهدفة مواقع نووية وعسكرية إيرانية، واغتالت عددا من القيادات العسكرية والعلماء النوويين، قبل أن ترد إيران بهجمات صاروخية واسعة في حرب استمرت 12 يوما، ليعلن الرئيس الأميركي فجأة وقفا لإطلاق النار بين البلدين.

وحسب الضيف الإيراني، لم يكن هدف الضربات الأميركية البرنامج النووي الإيراني بل قلب النظام الإيراني، وأن ترامب في عز التفاوض والحلول الدبلوماسية قلب الطاولة وذهب إلى الحرب بإصرار من رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو (المطلوب لـ المحكمة الجنائية الدولية)، في اعتداء صارخ للقوانين الدولية وقوانين الوكالة الدولية للطاقة الذرية، كما قال.

وإذا كانت إيران ستفرض شروطا جديدة ومختلفة في حال ذهبت إلى طاولة المفاوضات مع واشنطن، فإن الأخيرة لا تزال متمسكة بمقاربتها السابقة في التعامل مع طهران، وفي هذا السياق، يؤكد العقيد هاينو كلينك، المستشار العسكري السابق بمجلس الأمن القومي الأميركي لبرنامج "ما وراء الخبر" أن "البيت الأبيض يأمل عودة إيران إلى طاولة المفاوضات بنظرة واضحة، وبأن الخيار إلى النووي طريق مسدود".

وما يهم واشنطن -يواصل  الضيف الأميركي- هو أن "يكون النظام الإيراني منفتحا على تغيير سلوكاته"، مشيرا إلى أن ترامب لا يبحث عن تغيير النظام الإيراني، وبأنه يتخذ قرارات ذات سيادة في تعالمه مع طهران من أجل التوصل لحل دبلوماسي طويل الأمد.

مقالات مشابهة

  • ما الذي سيغري إيران بالعودة للمفاوضات مع واشنطن؟
  • حماس: نجري مشاورات مع الفصائل بشأن العرض الذي تسلمناه من الوسطاء
  • تفاصيل جديدة حول المقترح الذي تدرسه حماس
  • الأغواط.. توقف 4 أشخاص وحجز 39 ألف علبة سجائر أجنبية الصنع
  • شجون الهاجري بعد خروجها: الحمد لله الذي نجّانا دون أن نعلم
  • عون التقى محمد رضا الحسيني
  • أوجيرو: توقف الخدمة في سنترال عنجر
  • الصحة العالمية تحذر من توقف النظام الصحي في غزة
  • توقف.. كي لا تتوقف تمامًا
  • ٣٠/ يونيو، ليلة القبض علی جَمْرَة!!