200 يوم من سقوط الإنسانية فى غزة
تاريخ النشر: 23rd, April 2024 GMT
إسرائيل تواصل محارقها وتعيد مجازر التتار والمغول وتسرق أعضاء الضحاياالعالم فشل فى مواجهة «الفيتو» الأمريكى لوقف أبادة الشعب الفلسطينىتقرير معيب للخارجية الأمريكية يحمل حماس المسئولية.. والمظاهرات تزلزل «كولومبيا»المقاومة تقصف المستعمرات بالصواريخ والضفة على وشك الانفجار
تكالب العالم على مدار 200 يوم على الشعب الفلسطينى صاحب الأرض فى قطاع أصبح الأحياء والشهداء منسيين بين أكوام الدمار وتحت الشمس الحارقة المتسللة من قطع قماش ونايلون خيام النزوح الإجبارى والنهش بأنياب مصارعة البقاء وآلام الفقد والقهر وسط صرخات واستغاثات الضحايا، فيما صم العالم بكل قوانينه وموزاين العدل العرجاء ومنظماته الإنسانية ببياناتها الجوفاء.
يواصل الاحتلال الصهيونى جرائمه التى تفوق النازى وتتجاوز وصف أبشع المجازر والمحارق للتتار والمغول فى التاريخ الانسانى بحرق الارواح والمستشفيات وهدم الجوامع وحرق المصاحف والكنائس والصوامع والجامعات.
بينما قناص يقتل طبيباً وهو يجرى جراحة.. خلال اقتحام مستشفى وقتل جرحى، ويدفن الأطباء والمرضى والنازحين بالجرافات. تزامناً مع نبش المقابر وتمزيق الجثث وإخفائها وسرقة أعضائها.
وتحول مجمع ناصر الطبى بخان يونس جنوب قطاع غزة إلى مقابر جماعية بعد المجازر التى ارتكبها الاحتلال الإسرائيلى فى مشاهد مروعة للجثامين، بينما أم تبكى نجلها الذى وجدته بين الاشلاء المتحللة داخل مقبرة جماعية بمسشفى ناصر، بعد انسحاب الاحتلال.
تابع العالم دخول بعض الشاحنات لشمال القطاع المحاصر وشاهد بعض الخضراوات والفاكهة وأجولة الدقيق لكنه نسى أن الحرب حرمت اهالى غزة هناك الشراء لتدمير البنوك وارتفاع نسبة الخصم من الحولات ليواجهوا حرباً آخرى بطلها تجار الحروب والفساد.
أكد المتحدث باسم الهلال الأحمر الفلسطينى فى غزة استشهاد عدد كبير من كبار السن والأطفال توفوا جراء الجوع وأوضح انه رغم دخول عدد من المؤسسات للشمال ساهم فى تخفيف المعاناة. وأضاف أن المساعدات غير كافية لتلبية احتياجات السكان فى ظل كارثة حقيقية فيما يتعلق بالأمن الغذائى، وأوضح أن القطاع يحتاج إلى دخول ألف شاحنة مساعدات يوميا.
200 يوم ونحن نتابع حفلات تحفيظ القرآن بالمخيمات ومبادرات الدعم النفسى للأطفال وبعض الامل من خلال زفاف بعض الشباب على الأنقاض إصراراً من الفلسطينيين على عدم ترك ارضهم ورفضاً عملياً لمخطط التهجير القسرى ولم يكن مشهد نزول اهالى القطاع للبحر رحلة ترفيهية لكنه الملاذ الأخير مثل «رفح» للنازحين من جحيم الخيام البلاستيكية وغيرها لعدم قدرتهم على تحمل حرارتها الحارقة.
هذه غزة بعد 200 يوم من النزوح الإجبارى فيما تواصل الة الارهاب الصهيونى مجازرها ونشر آلياتها العسكرية استعدادا لاجتياح «رفح» جنوب القطاع وبأسلحة أمريكية تجاوزت 26 مليار دولار فى أحدث شحنة وافق عليها مجلس النواب فى الوقت الذى صدر فيه تقريرا لوزارة الخارجية الأمريكية اتهم فيه حركة حماس بالمسئولية الكاملة فى قطاع غزة واغمض عين الحقيقة عن جرائم شريكته الصهيوينة فى الابادة الجماعية بمباركة العالم باخفاق مجلسه للامن والامم المتحدة فى وقف الحرب.
وأعلن المتحدث باسم وزارة الصحة فى غزة أشرف القدرة، أن هناك 11 ألف مفقود تحت الأنقاض فى القطاع وأوضح أن المعدل اليومى للشهداء جراء حرب الابادة يصل إلى 172 شهيدا، بينهم 70 طفلا.
وقصفت المقاومة الفلسطينية المستعمرات الصهيونية بالداخل المحتل بـ4 صواريخ صباح عيد الفصح باتجاه سديروت، وحاول مستوطنون يهود، إدخال القرابين إلى القدس القديمة، استعداداً لذبحها فى المسجد الأقصى فى الاحتفالات.
وأخفى المستوطنون القرابين «الماعز- الجدى» داخل أكياس، وكراتين، وعربة أطفال، خلال سيرهم لإدخالها إلى البلدة القديمة.
وتداولت وسائل الإعلام مقطع فيديو، يظهر فيه أحد المستوطنين «الإسرائيليين»- قبل أن توقفه شرطة الاحتلال- يحمل بيديه كيساً يخفى بداخله ذبيحة، لإدخالها إلى الأقصى وتقديمها قرباناً فى اليوم الأول لعيد الفصح العبرى.
وكانت جماعات الهيكل المزعوم قد دعت خلال الأيام الماضية للتجمع عند باب المغاربة عشية، فى محاولة لاقتحام الأقصى وذبح قرابين الفصح داخله.
وأعلنت جماعات الهيكل عن جوائز مالية لكل من يحاول أو يتمكن ذبح قرابين الفصح فى الأقصى. وتتصدر دائماً الدعوات لذبح القرابين الحيوانية فى عيد الفصح جماعة «حوزريم لهار» أو «عائدون إلى جبل الهيكل» برئاسة المتطرف «رفائيل موريس» الذى ضبط عشرات المرات يحاول إدخال الذبائح إلى سور القدس أوالمسجد الأقصى.
ونظم نشطاء داعمون لفلسطين، وقفات احتجاجية أغلقوا خلالها مداخل بعض الموانئ حول العالم، وشهد ميناء برشلونة بإقليم كتالونيا الإسبانى، مسيرة عارمة تنديداً بالعلاقات الاقتصادية مع الاحتلال الإسرائيلى. كما حاولوا إغلاق ميناءى بلفاست فى أيرلندا الشمالية، وأثينا فى اليونان، مطالبين بقطع العلاقات الاقتصادية مع الاحتلال، ومنع استخدام الميناء فى نقل البضائع إليها.
كما واصل المئات من النشطاء وطلبة جامعة «كولومبيا» الأمريكية، اعتصامهم المفتوح لليوم السادس على التوالى، تضامنا مع أهالى قطاع غزة داخل حرم الجامعة بولاية نيويورك، للتعبير عن تضامنهم ووقوفهم إلى جانب حقوق الشعب الفلسطينى فى الحرية والاستقلال، والمطالبة بسحب الاستثمارات من حكومة الاحتلال وإيقاف الدعم المادى لها.
وأعلن الطلبة الاستمرار فى اعتصامهم داخل الخيم التى نصبت فى ساحة الجامعة بعد قيام الشرطة المحلية باعتقال العشرات منهم، فى الوقت الذى يستمر فيه الآلاف من المتظاهرين خارج أسوار الجامعة بالتضامن مع الطلبة لدعم اعتصامهم.
وشارك طلبة جامعة «ييل» بولاية كونيتيكت فى معسكر لدعم الاحتجاج فى جامعة كولومبيا، ورفض الاعتقالات التعسفية بحق الطلبة الذين يقفون إلى جانب الشعب الفلسطينى.
واعتقلت شرطة مدينة نيويورك ما لا يقل عن 108 أشخاص خلال احتجاج مؤيد لفلسطين فى حرم جامعة كولومبيا، وذلك بناء على طلب رئيسة الجامعة، بحسب عمدة المدينة إريك آدامز.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: الشعب الفلسطينى الاحتلال الصهيونى جامعة كولومبيا الأمريكية وزارة الصحة في غزة غزة الشعب الفلسطینى
إقرأ أيضاً:
تدهور متسارع بالأوضاع الإنسانية والصحية في غزة
غزة (الاتحاد)
أخبار ذات صلةأعربت منظمات إغاثية فلسطينية ودولية عن قلقها البالغ إزاء التدهور المتسارع بالأوضاع الإنسانية والصحية في غزة، في ظل تصاعد الأعمال القتالية واستمرار تعذر وصول المساعدات بعد 19 شهراً من الحرب وأكثر من شهرين من المنع التام لدخول المساعدات، حيث يواجه القطاع مستوى حرجاً من خطر المجاعة، فيما 22% من سكانه مهددون بأن يعانوا وضعاً «كارثياً».
وقالت جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني، إن طواقمها تواجه صعوبات غير مسبوقة أثناء تنفيذ مهامها في المناطق المتضررة، مشيرة إلى أن العديد من العاملين في المجال الطبي فقدوا حياتهم أثناء تأدية واجبهم الإنساني.
وأظهرت تقارير ميدانية أن أكثر من 1400 من العاملين في القطاعين الطبي والإغاثي قتلوا منذ بدء الحرب في غزة، وسط أوضاع وصفتها مصادر محلية بأنها «كارثية» داخل المستشفيات والمراكز الصحية التي تعاني نقصاً حاداً في الأدوية والمستلزمات الأساسية.
ورغم الضمانات المنصوص عليها في اتفاقيات جنيف التي تكفل حماية الطواقم الطبية خلال النزاعات المسلحة، إلا أن هذه الاستهدافات لا تزال مستمرة، وفق ما ذكرته الجمعية.
ودعت الجمعية المجتمع الدولي إلى تحمل مسؤولياته القانونية والإنسانية، واتخاذ إجراءات فورية لضمان سلامة العاملين في القطاع الصحي، وتوفير ممرات آمنة لإدخال المساعدات إلى المناطق المتضررة.
كما حذرت من أن استمرار استهداف المنشآت الصحية يهدد بانهيار كامل للمنظومة الطبية في قطاع غزة.
ومع استمرار إغلاق المعابر للشهر الثالث علي التوالي تزداد معاناة القطاع الصحي، وباتت المستشفيات مهددة بالتوقف عن خدماتها الصحية وإغلاق أقسامها بسبب شح الوقود وعدم قدرتها على تشغيل المولدات ما يهدد حياة آلاف المرضى والجرحى.
وفقدت المستشفيات أغلب مقدراتها، كما نفدت الأدوية والمستلزمات الصحية من مخازنها، وأصبحت غير قادرة على استيعاب الأعداد الكبيرة من المرضى والجرحى يومياً بعدما أدى نقص الوقود إلى إغلاق العديد من الأقسام فيها.
وأصبح قطاع غزة أمام مؤشرات صحية وإنسانية خطيرة، وسط تحذيرات بأنها لن تترك مزيداً من الوقت للجهات والمؤسسات الدولية للتدخل لإنقاذ ما يمكن إنقاذه.
وحذر تقرير التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي الذي نُشر أمس، من أن جميع سكان قطاع غزة البالغ عددهم نحو 2,1 مليون شخص، سيكونون بحلول سبتمبر في وضع الأزمة أو حتى «ما هو أسوأ» من حيث انعدام الأمن الغذائي، وأن 470 ألفاً منهم، أي 22%، سيواجهون وضعاً كارثياً، بحسب التقرير الذي اعده خبراء في منظمات غير حكومية ومؤسسات ووكالات الأمم المتحدة المتخصصة.
وأشار التقرير إلى أنه «بعد 19 شهراً من الحرب، لا يزال قطاع غزة يواجه خطر المجاعة الحرج، نفدت السلع الأساسية لبقاء السكان على قيد الحياة، أو من المتوقع نفادها في الأسابيع المقبلة، ويواجه جميع السكان مستويات عالية من انعدام الأمن الغذائي الحاد، كما أن نصف مليون شخص معرضون لخطر المجاعة».
وبحسب التقرير الذي يصنف انعدام الأمن الغذائي وفقاً لخمسة مستويات، فإنه في الفترة من 1 أبريل إلى 10 مايو 2025، ثمة 244 ألف شخص في مرحلة الكارثة «المستوى الخامس» و925 ألفاً في مرحلة الطوارئ «المستوى الرابع».
وأوضح التقرير أن «هذا يمثل تدهوراً كبيراً مقارنة بتقرير التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي السابق» الذي نُشر في أكتوبر.
وفي هذا السياق، دعت منظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة أمس، إلى السماح الفوري بإدخال مواد الإغاثة، ورفع الحصار عن القطاع، وذلك مع اقتراب خطر المجاعة والانهيار الوشيك والكامل للزراعة، واحتمال تفشي الأوبئة القاتلة في قطاع غزة.
وفي السياق، حذرت الأمم المتحدة من استمرار الحصار الإسرائيلي على غزة، ودعت إلى رفعه الفوري لإنقاذ نحو 2.1 مليون نسمة يقطنون القطاع.
وذكر مكتب الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية «أوتشا»، أن مخزونات المؤسسات الإنسانية الدولية توشك على النفاد مع دخول الحصار شهره الثالث، ما ينذر بتفاقم الوضع الإنساني بشكل خطير.