قنابل «إسرائيلية» غريبة تحوّل الجثث في غزة إلى رماد
تاريخ النشر: 25th, April 2024 GMT
الثورة / افتكار القاضي
كشف أطباء في غزة عن ظاهرة تحلل لجثامين وتبخرها في عدد من مناطق قطاع غزة وخصوصا في المقابر الجماعية التي ظهرت مؤخرا في مستشفى شهداء الأقصى، وقالوا إن نوعية الإصابات التي تصل إلى المشافي لم يسبق لهم أن تعاملوا معها، وكذلك الآثار الغريبة التي تتركها على المصابين.
وأرجعوا السبب وراء هذه الإصابات إلى درجة الحرارة الهائلة المنبعثة من الصواريخ غير التقليدية التي يستخدمها الاحتلال الصهيوني منذ بداية عدوانه على غزة.
وفي شهادته، يقول رئيس قسم الطوارئ والاستقبال في مستشفى شهداء الأقصى بمدينة دير البلح (وسط القطاع) محمد ريان إن «تبخر الجثامين» أمر شائع، فبعد استهداف عائلة ما، داخل منزلها يتم استخراج عدد من الجثامين ولا يعثر على الباقي.
ويضيف «أنا شخصيا، تم استهداف منزل عمتي، وحتى الآن لم يعثر على جثماني ابنتها وحفيدها، ولا حتى بعض الأشلاء رغم إزالة كل الركام»، «كأنهم فعلا تبخروا. عقليا شيء لا يُتصور أن تتبخر الجثث وتختفي».
ويصف رئيس قسم الطوارئ بمستشفى شهداء الأقصى إصابات الحروق التي تصلهم «بالغريبة، وبعض الجثامين تكون متفحمة بالكامل، كما يستمر انبعاث الدخان من مكان الإصابة رغم مرور ساعات عليها، وتبلى المستهلكات الطبية التي يتم وضعها على مكان الإصابة لترطيبها». وفق شهادته لشبكة ( الجزيرة).
من جانيه يقول استشاري جراحة التجميل والحروق في بريطانيا رياض مشارقة وهو رئيس تجمع الأطباء الفلسطينيين في أوروبا، إن المرضى المصابين بحروق في قطاع غزة لا يعيشون طويلا رغم أن نسبة هذه الحروق ليست مرتفعة جدا، لكن هذا يدل على أنهم استنشقوا غازات قد تكون ناجمة عن القصف مما يؤدي إلى وفاتهم سريعا.
ويضيف مشارقة الذي كان ضمن وفد طبي زار مستشفيات قطاع غزة في بداية الشهر الجاري، «أثناء وجودنا في غزة كانت تأتينا جثث متفحمة بطريقة غير مألوفة، والحرق العادي لا يمكن أن يحدث مثل هذه التشوهات».
ويرجع طبيب الطوارئ في مستشفى شهداء الأقصى خليل البطش ظاهرة تبخر الجثامين إلى درجة الحرارة العالية جدا المنبعثة من الصواريخ الإسرائيلية غير التقليدية التي لا ينبغي استخدامها داخل المدن، أو ضد المدنيين العزل.
وأوضح البطش أن ظاهرة اختفاء الجثامين كانت شائعة على نحو كبير للغاية في مجمع الشفاء الطبي بغزة، حيث كان يعمل هناك قبل أن يدمره الاحتلال بالكامل، ولم يكن من السهل التعرف على الجثث.
فيما يؤكد المتحدث باسم مستشفى شهداء الأقصى خليل الدقران في شهادته إن كل المؤشرات تثبت أن جيش الاحتلال يستخدم أسلحة بالغة الخطورة ومحرمة دوليا.
وللوقوف على طبيعة الأسلحة التي يستخدمها الاحتلال الإسرائيلي وتسبب مثل هذه الإصابات، أكد الخبير العسكري والاستراتيجي والضابط السابق في الجيش العراقي حاتم الفلاحي إن إسرائيل تمتلك أسلحة ذرية وكيميائية تكون محددة التأثير على منطقة جغرافية مستهدفة، وتؤدي إلى تحلل الجثث بشكل كامل.
وأشار الفلاحي إلى تجربة الجيش العراقي إبان الغزو الأمريكي عام 2003، حيث استخدمت الولايات المتحدة أسلحة غير تقليدية في معركة مطار بغداد من أجل السيطرة عليه، لدرجة أن الجثث تفسخت، ولم يعد لها أثر.
مشيرا إلى أن الولايات المتحدة استخدمت قنابل النيتروجين والفسفور الحارق بكميات كبيرة جدا، مما أدى إلى تحلل تفسق الجثث، وتحولها إلى رماد بشكل كامل.
وحذر من أن آثار مثل هذه الأسلحة لا تتوقف على المرضى والشهداء، بل تمتد إلى التربة والبيئة المحيطة.
كيف تؤدي القنابل الحرارية إلى تبخر الجثث؟
أورد أستاذ الهندسة والتكنولوجيا وسياسة الأمن القومي في برنامج العلوم والتكنولوجيا والمجتمع بمعهد ماساشوستس للتكنولوجيا في أمريكا «ثيودور بوستول، سيناريو حقيقيا لكيفية تسبب القنابل الحرارية التي ألقتها قوات الحلفاء في 27-28 يوليو 1943 على أحد ملاجئ الغارات الجوية في هامبورغ بألمانيا في تفحّم أجساد المحتمين بالملجأ، ومن ثم تحولها إلى رماد، وهو سيناريو لم يَستبعد بوستول تكراره في حرب غزة، نظرا لما أسماه بـ «المستويات المروعة من الدمار القاتل الجاري في غزة»، مبديا رعبه من أن تكون حكومته مشاركة في هذه الإبادة الجماعية.
وقدم شرحا لماهية القنابل الحرارية، وكيف يؤدي استخدامها مع أماكن يحتمي فيها السكان، إلى هذا المصير.
يقول بوستول: «القنابل الحرارية تعمل أساسا باستخدام متفجرات تقليدية صغيرة لإنتاج سحابة من الجزيئات أو القطرات شديدة الاشتعال، وبعد التشتت الأولي لهذه القطرات تقوم عبوة ناسفة ثانية بإشعال سحابة المواد القابلة للاحتراق». ويتابع: «تحترق سحابة المواد القابلة للاحتراق بأكملها بسرعة كبيرة مما يؤدي إلى درجات حرارة وضغط عال جدا في الحجم الذي تشغله، ويمكن أن تكون درجات الحرارة عالية جدا لتصل إلى 2500 درجة مئوية، ويمكن أن يكون الضغط كبيرا جدا في الهواء الطلق، ليصل إلى 400 إلى 500 كيلو باسكال لكل بوصة مربعة، وأعلى بكثير إذا ضُبطت الذخيرة في مكان محدود».
ويعتقد بوستول أن «درجات الحرارة المرتفعة والضغوط المرتفعة تؤدي إلى حرق شديد في الجلد والمناطق الداخلية من الجسم وخاصة الرئتين والجهاز الهضمي، ومن المتوقع وجود جثث متفحمة بشدة في الأماكن التي تكون فيها سحابة التفجير أكثر كثافة».
والنتيجة الثانية للسحابة المشتعلة حسب بوستول هي استهلاك المواد المشتعلة للأكسجين الموجود في مكان التفجير، وهذا يعني أن الهواء المتبقي في الغالب يتكون من النيتروجين ومنتجات الاحتراق من الجزيئات الموجودة في السحابة، ولمنتجات الاحتراق تأثيرات مميتة إضافية، ولكنها لا علاقة لها بالضحايا الموجودين في الأجزاء الأكثر كثافة من السحابة، حيث يُقتلون على الفور بسبب درجات الحرارة والضغوط المرتفعة، وإذا ظلت جثث الضحايا محاصرة في المكان الذي قُتلوا فيه بسبب السحابة المتفجرة، فلن يكون هناك أي أكسجين تقريبا مما يتسبب بمزيد من تدهور بقايا الجثث».. وهو ما حدث بملجأ الغارات الجوية في هامبورغ بألمانيا في يوليو/تموز 1943، ويرى أنه ربما هو السيناريو الأقرب لما يحدث في غزة.
فتح تحقيق دولي
ولا يَستبعد كبير مفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية سابقا «يُسري أبو شادي» السيناريو الذي أشار إليه بوستول، مشيرا في تصريحات «للجزيرة نت» عبر «الواتساب»، إلى أن «تحلل الجثث إلى رماد لم يأت مباشرة بعد استخدام القنابل، ولكن جاء بعد وقت من الوفاة بسبب توفر ظروف خلقتها القنبلة، ولكن ليس بشكل مباشر».
وقال إن «القنابل الهيدروجينية هي السلاح الوحيد المعروف بقدرته على تحويل الجسم البشري إلى رماد بشكل مباشر، وذلك لأن هذه القنابل تطلق طاقة تعادل طاقة الشمس».
وأوضح أن «هذه القنابل لم تُستخدم ضد البشر حتى الآن، وإن استُخدمت فستكون حربا عالمية تؤدي لفناء البشرية». وطالب بضرورة فتح تحقيق دولي لتقديم وصف دقيق لنوعية السلاح المستخدم والذي أدى إلى الوصف الذي ذكره الناطق باسم الدفاع المدني بغزة.
ووفقا للقانون الدولي، فإن استخدام القنابل الحرارية لاستهداف مدنيين في المناطق المأهولة أو المدارس أو المستشفيات يُعد «جريمة حرب»، وذلك كما جاء في اتفاقيات لاهاي لعامي 1899 و1907.
المصدر: الثورة نت
إقرأ أيضاً:
ترامب يؤكد تأييده لإيران ويعلن رفضه أن تكون قوة نووية
أكد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، اليوم الأربعاء، أنه يؤيد إيران بشكل تام، لكنه يرفض أن تتحول إلى "قوة نووية"، وفق ما صرّح به لقناة "فوكس نيوز".
وقال ترامب خلال تصريحاته المتلفزة، إنني "أؤيد إيران تماما، لكنها لن تصبح قوة نووية"، موضحا أن تأييده يتعلق بأن تمتلك إيران بلد رائع وتجني الكثير من المال.
وجاء تعليق ترامب في وقت يواصل فيه مسؤولو إدارته إجراء محادثات نووية مع طهران، بهدف التوصل لاتفاق نووي جديد بين الطرفين.
وسعت المحادثات التي جرت نهاية الأسبوع الماضي إلى معالجة برنامج طهران النووي ورفع العقوبات، ويُعدّ انعقادها بحد ذاته إنجازًا كبيرًا، كونها المحادثات الأعلى مستوى بين البلدين منذ سنوات، لكن مؤشرات التقدم الملحوظ ضئيلة.
وأعرب البلدان عن استعدادهما لحل خلافاتهما بالطرق الدبلوماسية، وتبقى القضية المحورية هي مطالبة إيران بمواصلة تخصيب اليورانيوم لبرنامجها النووي، والذي تُصرّ على أنه سلمي، وهو ما تُطلق عليه الولايات المتحدة "خطًا أحمر".
وهدد ترامب، الذي يزور الشرق الأوسط حاليا، بأن الولايات المتحدة ستلجأ إلى توجيه ضربات عسكرية ضد المواقع النووية الإيرانية، بمساعدة إسرائيل، إذا فشلت طهران في التوصل إلى اتفاق مع محاوريها.
وقالت الجمهورية الإيرانية الثلاثاء، إن الجولة الأخيرة من المفاوضات مع الولايات المتحدة كانت "مثمرة"، لكنها انتقدت في الوقت ذاته فرض واشنطن عقوبات جديدة، معتبرة ذلك تناقضًا مع روح الحوار القائم بين الجانبين.
وفي وقت سابق، أعلنت وزارة الخارجية الأمريكية فرض عقوبات على شبكة شحن دولية تتهمها بتهريب ملايين البراميل من النفط الإيراني إلى الصين، وذلك بعد يومين فقط من انتهاء الجولة الرابعة من المباحثات بين واشنطن وطهران، التي استضافتها سلطنة عمان وتركزت حول الملف النووي الإيراني.
وقال المتحدث باسم الخارجية الإيرانية، إسماعيل بقائي، إن المحادثات الأخيرة كانت "مفيدة"، لكنه أشار إلى أن الخطوات الأمريكية الأخيرة تتعارض تمامًا مع مسار التفاوض، وأضاف: "فرض العقوبات في هذه المرحلة سيؤثر بلا شك على مواقفنا".
وأوضح مسؤولون من كلا الجانبين أن الجولة التي اختُتمت الأحد الماضي في سلطنة عُمان، جاءت في إطار محاولات لرأب الخلافات بشأن البرنامج النووي الإيراني، مع اتفاق مبدئي على مواصلة جولات التفاوض لاحقًا، رغم إصرار طهران على الاستمرار في تخصيب اليورانيوم.