مؤرخ إيطالي: الاستيطان غير مشروع ووعد بلفور لم يمنح فلسطين لليهود
تاريخ النشر: 30th, April 2024 GMT
أثينا – أكد المؤرخ الإيطالي لورنزو كاميل، الثلاثاء، إن الاستيطان الإسرائيلي غير القانوني في الأراضي الفلسطينية المحتلة “انتهاك للقانون الدولي”، وإن وعد بلفور لم يمنح أرض فلسطين كاملة لليهود.
وأوضح الأستاذ المساعد الدكتور كاميل في حديثه، أن الاستيطان اليهودي بالضفة الغربية المحتلة يقوض الآمال بسلام دائم في منطقة الشرق الأوسط.
وأشار إلى أن إقامة المستوطنات المدنية في الأراضي المحتلة “جريمة حرب” بدأت قبل نظام روما الأساسي للمحكمة الجنائية الدولية.
وأكد أن حقوق الشعب الفلسطيني سلبت بالاستيلاء على قرابة 8 آلاف دونم من أراضيه في وادي الأردن، واستغلال الموارد الطبيعية المحلية الذي تمنعه اتفاقية جنيف الرابعة.
وتحدث كاميل عن “وعد بلفور” الصادر عام 1917، والذي كان عاملا رئيسيا في إقامة دولة إسرائيل على أرض فلسطين المحتلة عام 1948، بينما ما زال الفلسطينيون ينتظرون إقامة دولتهم المستقلّة.
ففي 2 نوفمبر/ تشرين الثاني 1917 بعث وزير خارجية بريطانيا آنذاك آرثر جيمس بَلفور رسالة إلى اللورد ليونيل والتر روتشيلد، أحد زعماء الحركة الصهيونية، عُرفت فيما بعد باسم “وعد بلفور”
وأوضح المؤرخ الإيطالي كاميل أن “وعد بلفور” يشير حتى من منظور بريطاني إلى ضرورة حماية حقوق القوميات الأخرى.
ولفت إلى أنه لم يكن في الوعد فكرة تحويل فلسطين بأكملها إلى “وطن قومي يهودي”، بل كان الحديث عن “وطن لليهود” داخل فلسطين.
وشدد على ضرورة احترام حقوق الفلسطينيين في تقرير مصيرهم كما تحترم حقوق الإسرائيليين.
وختم كاميل حديثه بالقول إنه إذا كان المجتمع الدولي جادا في التعامل مع الصراع الفلسطيني الإسرائيلي فعليه أن يطبق العقوبات على أي طرف يخرج عن التوافق الدولي، وإلا فإن شعار حل الدولتين سيصبح أداة يستخدمها الطرف القوي لمصلحته.
الأناضول
المصدر: صحيفة المرصد الليبية
كلمات دلالية: وعد بلفور
إقرأ أيضاً:
الضفة الغربية.. انتهاكات ممنهجة تهجّر الآلاف وترسخ الاستيطان
لم يعد هدم المنازل في الضفة الغربية مجرد "عقوبة جماعية" كما تصفه منظمات حقوق الإنسان، بل تحول إلى سياسة ممنهجة تتّبعها سلطات الاحتلال الإسرائيلي لإفراغ الأرض من سكانها الفلسطينيين، وتسهيل السيطرة على مناطق إستراتيجية لصالح المستوطنات والبؤر الجديدة.
وضمن حملة منظمة طالت منشآت سكنية وزراعية خلال الأسابيع الأخيرة حطم مستوطنون مسلحون نوافذ منازل ومراكز صحية وسرقة معدات وأثاث الفلسطينيين في منطقة "إخلال الحمص" جنوب الخليل.
صورة تكشف حجم أضرار الاقتحام الإسرائيلي في مخيم نور شمس (الجزيرة)
وترافق عمليات الهدم اعتداءات جسدية وحرق للممتلكات ضمن تصعيد ميداني مستمر منذ أكتوبر/تشرين الأول 2023 خلّف حتى الآن 988 شهيدا وأكثر من 7 آلاف إصابة، إلى جانب تهجير أكثر من 40 ألف فلسطيني، وفق معطيات فلسطينية.
وخلال الأشهر الأخيرة فقط أنشأ مستوطنون إسرائيليون أكثر من 6 بؤر استيطانية في مناطق متفرقة بالضفة، أبرزها قرب مدينة أريحا التاريخية، خاصة في محيط تجمّع عرب المليحات الذي يقطنه نحو 500 فلسطيني.
ووفق المشرف العام على منظمة البيدر حسن مليحات، فإن المستوطنين شرعوا في إحضار الماشية ونصب الخيام وبناء الحظائر في محاولة لتثبيت وجودهم على الأراضي المصادرة.
في المقابل، لم تكن قوات الاحتلال بعيدة عن هذه العملية، بل وفرت الغطاء الأمني واللوجستي من خلال تكرار عمليات الاقتحام وتخريب الممتلكات والاعتداء على السكان.
وثّقت هيئة مقاومة الجدار والاستيطان تنفيذ المستوطنين 415 اعتداء في مايو/أيار الماضي فقط تراوحت بين هجمات مسلحة وتخريب منازل واقتلاع أشجار وإغلاق طرق، فضلا عن حرق محاصيل وتحطيم مراكز صحية وإطلاق قطعان ماشية في حقول المواطنين.
وفي بلدة سنجل شمال رام الله اقتحم مستوطنون مسلحون منطقة التل، واندلعت مواجهات مع الأهالي، كما أضرم آخرون النار في حرش مزروع بأشجار السرو في بلدة ترمسعيا.
إعلانحجم أضرار الاقتحام الإسرائيلي في طولكرم (الجزيرة)
جغرافيا النار.. من نابلس إلى أريحاتوزعت هذه الانتهاكات على أغلبية محافظات الضفة، من نابلس شمالا حيث اقتُحمت المساكن الشعبية إلى أريحا شرقا التي تواجه تمددا استيطانيا ممنهجا، مرورا برام الله والخليل وجنين وطوباس.
وفي كل موقع تتكرر المشاهد ذاتها: مداهمات مسلحة، ترويع للأطفال، حرق الأراضي، وهدم المنازل.
كارثة إنسانية تتوسعبدورها، أعلنت منظمة "أطباء بلا حدود" أن أكثر من 40 ألف فلسطيني في شمال الضفة يعانون من ظروف نزوح قسري، ويكافحون للوصول إلى الخدمات الأساسية.
كما حذرت المنظمة من تصاعد الكارثة الإنسانية، خاصة مع استمرار العمليات العسكرية الإسرائيلية بالتوازي مع حرب غزة.
وتواجه الضفة الغربية حربا تتغذى على صمت المجتمع الدولي وغياب المساءلة واندفاع استيطاني غير مسبوق يهدد بتغيير ديمغرافي واسع النطاق.