أيهب حمود.. جريح وطن يطور مهاراته ويفتتح مشروعه الخاص به
تاريخ النشر: 3rd, May 2024 GMT
حمص-سانا
حول الجريح أيهب حمود أوجاعه المزمنة وفقده لإحدى ساقيه أثناء خوضه معارك الشرف والبطولة خلال الحرب الإرهابية على سورية إلى أمل جديد وحياة ملؤها الإصرار والعزيمة على مواصلة الكفاح للعيش بكرامة وعزة.
ويروي الجريح أيهب قصته لمراسلة سانا الشبابية بحمص، فيذكر صفحات من البطولة والفداء لجيشنا المغوار حيث كلف في سنوات الحرب الأولى بعدة مهام في مناطق الرستن والمعرة ووادي الضيف وحوصروا في الأخيرة قرابة السنتين بين فتح وإغلاق الطريق حتى إصابته في مورك بحماة عام 2014.
ولفت إلى أنه وبعد عملية البتر ورحلة العلاج حتى الشفاء تعرف بصديقه الجريح قصي ربيع حيث افتتحا محلاً لتصنيع وبيع الحلويات، وظل يعمل معه لتسع سنوات إلى أن خضع العام الفائت لدورة تدريبية في إحدى المراكز المهنية على مهنة الحلاقة ليفتتح بدعم من أهله صالون حلاقة في حي الأرمن بالمدينة، حيث بدأ العمل فيه بكثير من الشغف.
وبين أيهب أنه نجح في تطوير مهاراته بالحلاقة بفضل محبته لهذه المهنة، وقدرته على الإبداع فيها، فانطلق بمشروعه بكل رغبة في مزاولتها وهو ما منحه فسحة للتواصل مع المجتمع وملء أوقاته بالعمل والسعي لتوفير لقمة عيش كريمة لأطفاله الثلاثة بعيدا عن الانكسار والضعف أمام أسرته.
ولم يخف أيهب قلقه من الاستمرار بنجاح وثبات في مشروعه الجديد أمام الكثير من التحديات التي تواجهه ليخرج بأفكار تطويرية لمهنة الحلاقة، حيث يعمل حالياً على تعزيز مهاراته في تصنيع الزيوت العطرية لتكون رديفاً وداعماً لمهنة الحلاقة، كما تمنحه مجالات أوسع بعمله بهدف تحسين مردوده المادي والمعيشي، وليكون صورة الأب المعطاء والمضحي والفاعل أمام أسرته ومجتمعه مثلما كان ورفاق السلاح القدوة للأجيال في التضحية والفداء.
تمام الحسن
المصدر: الوكالة العربية السورية للأنباء
إقرأ أيضاً:
أستاذ علوم سياسية: لا سلام حقيقي .. والرابح الجد من يكتب نهاية الحرب
شهدت الأيام الأخيرة تصعيدًا كبيرًا بين إيران وإسرائيل، وسط ضربات متبادلة وقلق دولي من توسع دائرة المواجهة،ورغم إعلان وقف إطلاق النار بوساطة أمريكية وقطرية، فإن المشهد لا يزال غامضًا، خاصة مع استمرار التحركات العسكرية والتصريحات المتضاربة من الجانبين.
ويتسأل الكثير هل سيتم وقف الحرب فعلاً؟ وهل الهدنة حقيقية أم مؤقتة؟ ومن الطرف الذي خرج منتصرًا حتى هذه اللحظة.
قال الدكتور سعيد الزغبي، أستاذ العلوم السياسية، إن المشهد الراهن في الشرق الأوسط يعج بالتوتر، ويشبه إلى حد بعيد رقعة شطرنج دامية، في ظل دخول الحرب الإيرانية الإسرائيلية مرحلة جديدة من التعقيد.
وأضاف ما نشهده ليس وقفًا للحرب، بل مجرد هدنة معلنة بوساطة أمريكية وقطرية، رافقتها صواريخ حلقت فوق بئر السبع وطهران، وضربات استباقية أنهكت البنى التحتية، بينما يقف العالم متأهبًا، يعد أنفاس اللاعبين.
وأوضح الزغبي أن هناك ثلاثة سيناريوهات محتملة لما ستؤول إليه الأوضاع:
السيناريو الأول – التهدئة المشروطة:
هو صفقة مؤقتة لالتقاط الأنفاس، جاءت بعد وساطات ماراثونية وضغوط أمريكية مكثفة، في محاولة لتجنب انفجار حرب إقليمية موسعة. ولكنها تهدئة تكتيكية، لا تعكس نية حقيقية لإنهاء الصراع.
السيناريو الثاني – استمرار المواجهة منخفضة الكثافة:
وهو السيناريو الأكثر ترجيحًا، حيث نشهد ضربات محسوبة، تبادل رسائل بالنار بدلًا من الكلمات، بأسلحة دقيقة دون مواجهات مفتوحة، في هذا النوع من الحرب، لا يوجد منتصر واضح، بل هناك طرف ينجو أكثر من الآخر، إسرائيل تمارس سياسة الردع الذكي، بينما تستخدم إيران وكلاءها لتوسيع رقعة النزاع دون الدخول المباشر والمكلف.
السيناريو الثالث – التصعيد نحو حرب إقليمية شاملة:
لا يمكن استبعاد هذا الخيار كليًا، فحسابات خاطئة أو ضربة غير محسوبة قد تشعل المنطقة بالكامل.
استهداف مفاعل أو منشأة حيوية قد يؤدي إلى انفجار لا يمكن احتواؤه، حتى الآن لا أرجح هذا السيناريو بسبب توازن الردع، لكنه قائم كخيار كارثي يعرف بـ”اليوم الأسود””.
وفيما يخص إعلان وقف إطلاق النار، أكد الزغبي هل وقف إطلاق النار حقيقي؟ في رأيي هو مجرد رماد دخاني، هدنة إعلامية تعلن عبر الميكروفونات وليس على الأرض.
وأشار إلى أن الواقع يكشف استمرار الضربات والصواريخ، وأن تصريحات طهران نفت التوصل لأي اتفاق، بينما رفعت تل أبيب حالة التأهب تحسبًا لـ”خيانة ميدانية”، على حد وصفه.
وحول من يربح في هذه الحرب، قال الرصاصة لا تكذب، لكنها أيضًا لا تروي القصة كاملة، وأوضح إسرائيل ربحت تكتيكيًا، من خلال ضربات موجعة للمواقع النووية، وتفوق استخباراتي واضح، إلى جانب تحييد جزئي لوكلاء إيران في سوريا ولبنان، أما إيران، فقد ربحت رمزيًا، من خلال الصمود أمام آلة الحرب، وكسب تأييد الشارع الإسلامي، وإظهار قدرتها على تهديد القواعد الأمريكية حتى في قطر.
واختتم الزغبي تصريحاته الرابح الحقيقي هو من يكتب نهاية الحرب، لا من يبدأها، نحن أمام لحظة حرجة في تاريخ الشرق الأوسط، حيث الكلمة الأخيرة لا تقال في أروقة السياسة، بل تكتب في سماء طهران وتل أبيب بنيران الغارات، السؤال الآن: هل نحن أمام سلام هش… أم أمام انفجار مؤجل؟ قد لا نعرف الإجابة بعد، لكن ما نعرفه هو أن المنطقة على حافة الهاوية، فإما أن تخمدها الدبلوماسية، أو نسقط فيها جميعًا.