هل الصيام في شم النسيم حرام؟.. الإفتاء تجيب
تاريخ النشر: 4th, May 2024 GMT
صيام شم النسيم.. نقف اليوم على أعتاب الاحتفال بشم النسيم، إلا أن هناك الكثير من التساؤلات حول حكم صيام شم النسيم.
وتستعرض «الأسبوع»، خلال السطور التالية حكم صيام شم النسيم.
حكم الاحتفال بشم النسيمأصدرت دار الإفتاء، فتوى حول حكم الاحتفال بشم النسيم، أكدت فيها أنّه يعد عادة مصرية أصيلة ومُناسبة اجتماعية لا تُخالف الشريعة الإسلامية، ولا ترتبط بأي مُعتقد ينافي الثوابت الإسلامية، موضحة أنّ المصريين يحتفلون بشم النسيم في إهلال فصل الربيع، بالترويح عن النفس، وصلة الأرحام، وزيارة المٌنتزهات، ومُمارسة بعض العادات المصرية مثل تلوين البيض، وأكل السمك، وكلها أمور مباحة شرعاً.
وأشارت دار الإفتاء إلى أنّ بعض هذه العادات حثّ عليها الشرع الشريف، مثل صلة الأرحام، والبعض الآخر من المباحات التي يٌثاب الإنسان على النية الصالحة فيها، مثل التمتع بالطيبات، والتوسعة على العيال، والاستعانة على العمل بالاستجمام.
الاحتفال بشم النسيم عند السلف الصالحوذكرت الإفتاء، أنّ الصحابي الجليل عمرو بن العاص، رضي الله عنه، كان يخطب المصريين في كل عام ويحضّهم على الخروج للربيع في نهاية فصل الشتاء وأول فصل الربيع، مؤكده أنّ أصل «شم النسيم» هو احتفال بدخول الربيع، وهو شأن إنساني اجتماعي لا علاقة له بالأديان، فقد كان معروفًا عند الأمُم القديمة بأسماء مختلفة.
وأكدت دار الإفتاء، أن المسلمين لم يقصدوا مخالفة أعراف الناس في البلدان التي دخلها الإسلام، ما دامت لا تخالف الشريعة، وإنما سعوا إلى الجمع بين التعايش والاندماج مع أهل تلك البلاد، مع الحفاظ على الهوية الدينية.
وبيّنت الإفتاء، أن شم النسيم يوافق صوم المسيحيين، فجرت عادة المصريين على أن يكون الاحتفال به فور انتهاء المسيحيين من صومهم، ترسيخًا لمعنى مهمّ يتلخص في أنّ هذه المناسبة الاجتماعية تكتمل فرحة الاحتفال بها بروح الجماعة الوطنية الواحدة.
علاقة الاحتفال بشم النسيم بالانتماء الوطنيوأنهت دار الإفتاء بأنّ ما يُقال عن أصول شم النسيم، المُخالفة للإسلام كلامٌ غير صحيح، ولا علاقة لهذه المناسبة بأي مبادئ أو عقائد دينية، بل هو محض احتفال وطني قومي بدخول الربيع، رُوعِيَ فيه مشاركة سائر أطياف الوطن، بما يقوي الرابطة الاجتماعية والانتماء الوطني، ويعمم البهجة والفرحة بين أبناء الوطن الواحد.
اقرأ أيضاًشم النسيم 2024.. تفاصيل حفلات ليالي مصر من «المتحدة» خلال أعياد الربيع
قبل شم النسيم.. ماذا يحدث لجسمك عند تناول الفسيخ والرنجة؟
شم النسيم حلال ولا حرام؟.. الإفتاء تحسم الجدل
المصدر: الأسبوع
كلمات دلالية: أصول شم النسيم شم النسيم شم النسيم 2024 الاحتفال بشم النسیم دار الإفتاء شم النسیم
إقرأ أيضاً:
ما حكم تعلم علم الفلك والفرق بينه وبين التنجيم؟.. الإفتاء تجيب
قالت دار الإفتاء عبر موقعها الرسمي، إن علم الفلك أو الهيئة مبنِيٌّ على الحسِّ والمشاهدة، إذ يتعلَّق بنواميس الكون، ورصد مواضع الأجرام السماوية وحركتها كالشمس والقمر والكواكب والنجوم، فهو علم نافِعٌ تقام عليه مصالح دنيوية كمعرفة الطرق والجهات، وبه ينتفع أهل الزراعة، وبه يُعرف أوائل الشهور وعدد السنين وفصول السنة، وتُقام عليه أيضًا مصالح دينية كتحديد مواعيد الصلاة والصيام والحج، كما يُعلم به جهة القبلة وغيرها من الأمور الشرعية، فصار لأجل ذلك من فروض الكفايات، وتأثم الأمة جميعًا لو عُدم مَن يعلمه؛ إذ يتَوَقَّف عليه جملةٌ من مصالح الدين والدنيا التي لا تتم إلا بمعرفته ودراسته.
ونوهت بأنه جاء الحديثُ في القرآن الكريم عن مطلوبية هذا العلم شرعًا، فقال تعالى: ﴿وَهُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ النُّجُومَ لِتَهْتَدُوا بِهَا فِي ظُلُمَاتِ الْبَرِّ وَالْبَحْرِ﴾ [الأنعام: 97]، وقوله تعالى: ﴿وَعَلَامَاتٍ وَبِالنَّجْمِ هُمْ يَهْتَدُونَ﴾ [النحل: 16]، وقوله تعالى: ﴿هُوَ الَّذِي جَعَلَ الشَّمْسَ ضِيَاءً وَالْقَمَرَ نُورًا وَقَدَّرَهُ مَنَازِلَ لِتَعْلَمُوا عَدَدَ السِّنِينَ وَالْحِسَابَ﴾ [يونس: 5]، وقوله تعالى: ﴿يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْأَهِلَّةِ قُلْ هِيَ مَوَاقِيتُ لِلنَّاسِ وَالْحَجِّ﴾ [البقرة: 189].
وقال الإمام ابن كثير في تفسيره (3/ 273، ط. دار الكتب العلمية): [قوله: ﴿وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ حُسْبَانًا﴾ أي: يجريان بحساب مقنَّن مقدَّر، لا يتغيَّر ولا يضطرب، بل كلٌّ منهما له منازل يسلكها في الصيف والشتاء، فيترتب على ذلك اختلاف الليل والنهار طولًا وقصرًا] اهـ.
وأشارت إلى أن فقهاء المذاهب الأربعة أجازوا الاعتماد على علم الفلك في تحديد مواقيت الصلاة وجهة القبلة وغيرها، وهو من الأدلة القطعيَّة التي اعتمدت عليها الأمة سلفًا وخلفًا. يُنظر: "حاشية رد المحتار" للعلامة ابن عابدين الحنفي (1/ 430 وما بعدها، ط. دار الفكر)، و"مواهب الجليل" للإمام الحطَّاب المالكي (2/ 388، ط. دار الفكر)، و"أسنى المطالب" لشيخ الإسلام زكريا الأنصاري (1/ 138، ط. دار الكتاب الإسلامي)، و"المغني" للإمام ابن قدامة الحنبلي (1/ 319، ط. مكتبة القاهرة).
الفرق بين علم الفلك والتنجيم
وبينت بناء على ذلك أن علم الفلك مطلوبٌ شرعًا لابتنائِهِ على قوانين قطعية مُستمدة من تسخير الله للكون، بعكس التنجيم القائم على ادِّعاء معرفة الأمور الغيبيَّة، سواء ما كان منها في الماضي أو الحاضر أو المستقبل، كما أنَّ المنجم يحاول أن يربط بين حركة النجوم والأفلاك وبين بعض الأحداث التي تجري على الأرض ارتباط الأثر بالمؤثِّر، ولا مؤثِّر في الكون إلا الله.
قال العلامة الخَطَّابي في "معالم السُّنن" (4/ 230، ط: المطبعة العلمية) معلِّقًا على حديث الباب: [أمَّا علم النجوم الذي يدرك من طريق المشاهدة والحسِّ الذي يعرف به الزوال ويعلم به جهة القبلة فإنه غيرُ داخلٍ فيما نهي عنه] اهـ.