أزمة بيئية تهدد طقوس الدفن الزرادشتية.. وما علاقة النسور بالأمر؟
تاريخ النشر: 4th, May 2024 GMT
أصبحت طقوس الدفن الزرادشتية التقليدية أكثر صعوبة بسبب الانخفاض الحاد في أعداد النسور بالهند وإيران وباكستان، وهي عضو أساسي في طقوس دفن أتباع الزرادشتية.
يدفن الزادشتيون موتاهم في أبراج الصمتوبحسب صحيفة «الجارديان» فإن المجتمعات الفارسية الزرادشتية اعتادت التخلص من موتاها في هياكل تسمى أبراج الصمت وهي صروح دائرية مرتفعة تم تصميمها لمنع تلوث التربة والعناصر المقدسة من الأرض والنار والماء بالجثث.
ومن طقوس دفن الجثث كانت توضع الجثث الأبراج حيث تتحلل، بينما تأكل النسور وغيرها اللحم على العظام وبعد أن يتم تبييضها بواسطة الشمس والرياح لمدة تصل إلى عام، يتم جمع العظام في حفرة لعظام الموتى في وسط البرج، ويعمل الجير الحي على تسريع تفككها التدريجي، وترشح المواد المتبقية، جنبًا إلى جنب مع جريان مياه الأمطار، عبر الفحم والرمل قبل أن يتم غسلها إلى البحر.
وأبدى هوشانغ كاباديا، العجوز الزرادشتي البالغ من العمر 80 عاما حزنه بسبب ذلك قائلًا «لم نعد قادرين على الوفاء بتقاليدنا..لقد فقدنا أسلوب حياتنا وثقافتنا» مؤكدًا أن الفكرة بأكملها هي عدم تلويث الأرض.
يقيم هذا العجوز في مدينة كراتشي، التي بنيت على نظام بيئي نهري على الضفة الغربية لدلتا نهر السند، ولا يوجد في المدينة سوى برجين من الصمت المتبقيين، وكلاهما بالكاد يعملان.
وقال زرادشتي آخر من كراتشي، يُدعى شيرين «لقد دفعنا التحضر الهائل والتغيرات البيئية في كراتشي إلى إعادة النظر في طقوس الدفن لدينا، حيث يتم بناء الدخمات عادة على أعلى التلال في مواقع بعيدة عن المناطق الحضرية»، مضيفًا «تقاليدنا تحتضر وثقافتنا تموت في زمن التغير البيئي المتزايد».
موت النسور بأعداد كبيرةفي العقود الأخيرة، كانت النسور تموت بأعداد كبيرة في جميع أنحاء شبه القارة الهندية، ويرجع ذلك في المقام الأول إلى التسمم غير المقصود بعقار ديكلوفيناك المضاد للالتهابات، الذي يتم إعطاؤه على نطاق واسع للماشية في الهند وباكستان.
عندما تموت هذه الماشية، تتغذى النسور على جثثها وتبتلع الدواء، مما يسبب تورمًا مؤلمًا والتهابًا وفي النهاية فشلًا كلويًا وموت النسور.
قدرت الأبحاث التي أجريت في عام 2007 أن حوالي 97% من أنواع النسور الثلاثة الرئيسية في الهند والمنطقة المحيطة بها قد اختفت.
ولمنع انقراض أنواع النسور، أوصى العلماء بحظر استخدام الديكلوفيناك في الماشية، وهي الخطوة التي اتخذتها حتى الآن الهند وباكستان ونيبال، كما تم إطلاق النسور المرباة في الأسر في البرية في الهند في محاولة لتعزيز أعدادها المهددة.
واضطر البعض إلى اختيار الدفن بدلا من ذلك واختيار طرق بديلة للتخلص من الجثث، مثل حرق الجثث أو دفنها في مقابر مخصصة، حيث أن برجي الصمت في كراتشي بالكاد يعملان واقترح بعض أفراد المجتمع إنشاء مجموعة صغيرة من النسور في القفص لمواصلة هذه الممارسة التقليدية.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: نسر النسور الزرادشتية أزمة
إقرأ أيضاً:
بدء نقل رفات ضحايا الحرب بالخرطوم من المدافن الاضطرارية إلى المقابر الاثنين
لجنة نقل الرفات بالولاية ناشدت سكان الأحياء المستهدفة بالتعاون مع الفرق الميدانية، وتزويدها بالبيانات والمعلومات التي تسهم في إنجاز المهام بدقة وسرعة.
الخرطوم: التغيير
أقرّ اجتماع مشترك بين محلية الخرطوم ولجنة نقل رفات “معركة الكرامة” بولاية الخرطوم بدء عمليات نبش ونقل الرفات يوم الاثنين المقبل، وذلك لتحويلها من مواقع الدفن الاضطراري التي فرضتها ظروف الحرب إلى المقابر المعتمدة.
وترأس الاجتماع المدير التنفيذي لمحلية الخرطوم عبد المنعم البشير، بحضور أعضاء اللجنة الولائية، حيث تم التأكيد على منح الأولوية للمناطق السكنية والمدارس والميادين والمساجد والأسواق والشوارع الرئيسة والمناطق ذات الكثافة السكانية العالية، قبل الانتقال إلى بقية المواقع الأخرى.
وشدد الاجتماع على أهمية إشراك لجان الخدمات والمجتمعات المحلية في الأحياء في عمليات النبش وإعادة الدفن، بما يضمن إكرام الموتى وإعادتهم إلى مثواهم الأخير وفق الإجراءات القانونية والضوابط الشرعية.
وناشدت لجنة نقل الرفات بالولاية سكان الأحياء المستهدفة بالتعاون مع الفرق الميدانية، وتزويدها بالبيانات والمعلومات التي تسهم في إنجاز المهام بدقة وسرعة.
وفي السياق، أصدر المدير التنفيذي للمحلية قراراً بتشكيل لجنة محلية تضم ممثلين من الجهات ذات الصلة لدعم عمل اللجنة الولائية وتسهيل إجراءاتها ضمن الفترة الزمنية المحددة.
وأشاد البشير بأداء لجنة نقل رفات “معركة الكرامة” منذ تحرير الخرطوم، مثمّناً جهودها في الاستجابة السريعة لنقل الجثامين والرفات وإتمام عمليات الدفن بصورة تليق بالضحايا.
الوسومرفات ضحايا الحرب ضحايا الحرب في السودان محلية الخرطوم ولاية الخرطوم