داخل شقة هادئة على أطراف الإسكندرية، لم تكن الجدران صامتة كما يبدو، ولكن كانت تخبئ خلفها ثلاث جرائم قتل بدم بارد، دفنت تحت الأرض، وسترت بالأكاذيب والخرسانة.

تقرير مستشفى العباسية يكشف حقيقة سفاح الإسكندرية

بطل تلك الجريمة هو"سفاح المعمورة"، محامٍ في الخمسينات من عمره، تحول من رجل قانون إلى قاتل متسلسل، يدفن ضحاياه داخل شقق سكنية استأجرها خصيصًا لدفن أسراره.

الضحايا، امرأتان ورجل اختفوا واحدًا تلو الآخر، حتى كشفت رائحة الموت المنبعثة من غرفة مغلقة الستار عن الجريمة، هنا أزيح الستار عن واحدة من أبشع الجرائم التي عرفتها الإسكندرية في السنوات الأخيرة.

تلك الجريمة كانت تخبئ خلفها ثلاث جرائم قتل بدم بارد، دفنت تحت الأرض، وسترت بالأكاذيب والخرسانة، حتى تم إحالة المتهم إلى محكمة الجنايات لتنظر الدائرة الأولى بمحكمة جنايات الإسكندرية، محاكمة المحامي المتهم بالقتل العمد لثلاثة أشخاص (سيدتين ورجل)، إضافة إلى الخطف بالتحايل والإكراه، والسرقة، في القضية المعروفة إعلاميًا بـ"سفاح المعمورة".

الجلسة الأولى.. إنكار كامل ومرافعة من أعماق الجريمة

في أولى جلسات محاكمته أمام الدائرة الأولى بمحكمة جنايات الإسكندرية، أنكر المتهم جميع التهم المنسوبة إليه، محاولًا التنصل من الاعترافات السابقة، وادعى أن "صبحية" – الشاهدة الأولى والمتهمة الثانية – كانت من تدير الشقة وكانت تمتلك مفاتيحها.

قال المتهم: "كنت بسافر كتير، وعندي مكاتب في السويس والإسماعيلية، ومكنتش متواجد دايمًا في الشقة، أما محمد عدس، الضحية الأولى، فكان بيني وبينه مشاكل مادية بسبب قضايا كنت برفعها له."

وأضاف أنه لا يعرف السيدة الثانية إلا من خلال زوجته، وأن الأخيرة كانت سببًا في رفع قضية ضدها، انتهت بخسارته.

لكن النيابة العامة كان لها رأي آخر مدعومًا باعترافاته السابقة، وتقارير الطب الشرعي، وتحريات المباحث، التي رسمت خريطة قاتل متسلسل بدم بارد.

الجريمة الأولى.. القتل باسم "الأتعاب"

بدأت القصة عندما استدرج المحامي موكله السابق إلى شقته، بزعم إنهاء خلاف مالي، وهناك قتله بطعنة سكين وسرق أمواله، ثم دفنه أسفل غرفة نومه في شقة مستأجرة بالمعمورة البلد.

لم تكتشف الجريمة لعدة أشهر، بل مرت كأن شيئًا لم يكن، حتى بدأت رائحة الجثث تُفصح عما خبأه التراب.

الجريمة الثانية.. الزوجة التي كانت أقرب للخطر

الضحية الثانية كانت زوجته "العرفية"، والتي كثرت شكوكها حول سلوكه وتحركاته الغريبة، كانت تلاحقه بالأسئلة وتواجهه بما تخفيه غرفة الشقة المغلقة، فما كان منه إلا أن خنقها حتى الموت، ودفنها في شقة أخرى استأجرها لاحقًا لإخفاء الجثث.

الجريمة الثالثة.. موكلة تحولت إلى ضحية

السيدة الثالثة كانت موكلة لديه، لديها خلافات مادية معه حول قضية خسرها، فقام باستدراجها إلى الشقة بدعوى التسوية، وهناك قتلها هي الأخرى، وسرق متعلقاتها، ودفنها بجوار زوجته.

كشف المستور.. كيف انهار مخطط الجريمة؟

الصدفة وحدها  الممزوجة بالريبة هي ما كشفت المستور، نادية.ر، إحدى المقيمات معه في شقته، لاحظت الرائحة الكريهة وانزعاج الجيران، فاقتحمت الغرفة المغلقة لتكتشف جثثًا مدفونة، بعضها في تابوت خشبي صنع خصيصًا لإخفاء إحدى الضحايا، وأخرى ملفوفة داخل بطانية داخل أكياس زرقاء.

حينها، بدأ المتهم يرتبك، وظهرت خيوط المساومة من الشهود الآخرين الذين حاولوا تستره مقابل المال، إلى أن تصاعدت الأصوات داخل الشقة، واعتقد الجيران أنها "ليلة حمراء"، فاقتحموا الشقة ليكتشفوا الكارثة، وتم إبلاغ الشرطة.

اعتراف ثم إنكار

أمام جهات التحقيق، اعترف المتهم  بجرائمه بالتفصيل، وقام بتمثيلها في شقته بشارع 7 – المتفرع من شارع 45 بالعصافرة – حيث أُعيد تمثيل وقائع الدفن والقتل.

لكن في قاعة المحكمة، عاد المتهم لينكر كل شيء، ويدعي المؤامرة، وأن الآخرين هم من قتلوا الضحايا.

محاميه طالب بعرضه على مستشفى الأمراض النفسية، بحجة أن اضطرابه العقلي قد يكون وراء ما ارتكبه، أو مبررًا لتغيير مصير القضية بالكامل.

التحقيقات أثبتت أن الجريمة الأولى ارتُكبت في يناير 2024، والثانية في سبتمبر من نفس العام، بينما اكتُشف أمره في 2025 بعد مرور أكثر من عام على أول ضحية.

تم العثور على جثث الضحايا مدفونة في شقق سكنية مستأجرة بمناطق مختلفة، وأحدهم داخل تابوت تم تصنيعه خصيصًا لتسهيل النقل دون لفت الانتباه.

ومن المقرر أن تنظر غدًا الدائرة الأولى بمحكمة جنايات الإسكندرية، محاكمة المحامي المتهم بالقتل العمد لثلاثة أشخاص (سيدتين ورجل)، إضافة إلى الخطف بالتحايل والإكراه، والسرقة، في القضية المعروفة إعلاميًا بـ"سفاح المعمورة".

طباعة شارك الإسكندرية سفاح المعمورة جنايات الإسكندرية محكمة جنايات الإسكندرية المعمورة

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: الإسكندرية سفاح المعمورة جنايات الإسكندرية محكمة جنايات الإسكندرية المعمورة جنایات الإسکندریة سفاح المعمورة

إقرأ أيضاً:

تقرير مستشفى العباسية بقضية سفاح المعمورة.. قبل ساعات من النطق بالحكم

تنظر محكمة جنايات الإسكندرية، غدا السبت، برئاسة المستشار محمود عيسي سراج الدين رئيس المحكم،ة وبعضوية كل من المستشار تامر ثروت شاهين والمستشار محمد لبيب دميس، والمستشار عبد العاطي إبراهيم صالح، والمستشار طارق عبد الكريم رئيس نيابة المنتزة الكلية، وحسن محمد حسن سكرتير المحكمة، ثالث جلسات محاكمة سفاح المعمورة ،عقب عرضه علي مستشفي العباسية للطب النفسي للكشف علي قواه العقلية، والتي أكدت تمتعه بالوعي الكامل والإدراك أثناء ارتكابه للجرائم المنسوبة إليه.

وكشفت التقرير الطبي الصادر عن مستشفى العباسية للصحة النفسية أثبتت سلامة القوى العقلية للمتهم "ن.ال" والمعروف إعلاميا بسفاح المعمورة ، تمتعه بالوعي الكامل والإدراك أثناء ارتكابه للجرائم المنسوبة إليه، حيث تم عرضه علي لجنة ثلاثية متخصصة من أطباء مستشفى العباسية تولت فحص الحالة النفسية للمتهم خلال فترة إيداعه التي قررتها المحكمة لمدة 15 يومًا، وجاء التقرير ليؤكد مسؤوليته الكاملة عن أفعاله.

تعود أحداث القضية المقيدة برقم المقيدة برقم 9046 لسنة 2025 جنايات قسم شرطة المنتزة ثان عندما تلقت الأجهزة الأمنية بمديرية أمن الإسكندرية إخطارا من ضباط قسم شرطة المنتزة ثان، يفيد ببلاغات بقيام المتهم بارتكاب قتل المجني عليهم.

تبين من التحقيقات، قيام المتهم "ن.ا ال " محام، بقتل كل من "م.ا.م" مهندس، و"م.ف.ث" ربة منزل زوجته، و"ت.ع.ر" ربة منزل، وقام بإخفاء الجثامين بالوحدتين السكنيتين المستأجرتين بمعرفة المتهم، بأن دفن المجني عليه الأول بأرضية الوحدة السكنية الأولى ودفن المجني عليهم الثانية والثالثة بأرضية الوحدة السكنية الثانية، واستولى على متعلقاتهم وأموالهم، حيث تبين أن علاقة عمل نشأت بين المتهم والمجني عليه الأول منذ عام 2021، ونظرا للظروف المالية التي كان يمر بها المتهم وعلمه بوجود مبالغ مالية مع المجنى عليه الأول وامتلاكه بعض العقارات التي يمتلكها وفي بداية عام 2022 استغل المتهم كون المجني عليه يعتقد أنه يستطيع حل نزاع قضائي فيما بينه وبين آخرين، واستدرجه لمكان الواقعة، وأعد لذلك سلاح أبيض سكين، ليجبر المجنى عليه على التنازل عن ملكيته عقار وكذلك سيارة، وحال ذلك قام المتهم بالاستيلاء على هاتفه المحمول وكارت السحب البنكي، إلا أنه فوجئ باتصال من أهليه المجني عليه بأمر تغيبه وانهالت عليه الاتصالات الهاتفية، فحاول آنذاك إيهامهم بأن المجني عليه سيتزوج من سيدة أجنبية، وأنه قد قام ببيع العقار خاصته، وأنه سوف ينتقل إلي مدينة شرم الشيخ لعطله الزواج، وكان ذلك عن طريق رسائل نصية قام بارسالها من هاتف المجني عليه، وكذلك أجبر المجني عليه بمهاتفه أهليته نحت تهديد السلاح ليبعد الشبهة عنه، ونفاذا لمخططه الإجرامي الذي لم يلق قبولا من المجني عليه، الذي لم يتنازل عن العقار والسيارة خاصته فتعدي عليه بالضرب بالأيدي والأرجل بعدة ضربات في جميع أنحاء جسده تم سدد له ضربة بسلاح أبيض استقرت في الفخد الأيسر بجسده التي أودت بحياته، واستولى على بطاقته البنكية وسحب منها مبالغ ماليه تخطى عشرات الآلاف، وأتلف هاتف المجني عليه وعقب ذلك اعد صندوق خشبي صنعه بنفسه وأحضر أكياسا بلاستيكية كبيرة ووضع جثمان المجني عليه بداخلها، واشترى مواد بناء وأدوات حفر وقام بحفر حفرة كبيرة بتلك العين تسع الجثمان وغطاها بالتراب ومواد البناء وأغلق العين بجنزير وقفل معدني وتركه لها على مدار 3 سنوات.

وقام المتهم بقتل المجني عليها الثانية "م.ف.ث" زوجته عمدا مع سبق الإصرار بسبب خلاف بينهما، وشك المجني عليها فى سلوكه وضيقت عليه الخناق وطردته من الشقة أكثر من مرة، فعقد المتهم النية والعزم على قتلها واستخدم فكرة صناعة صندوق خشبي من خلال أحد النجارين بالمنطقة محل سكنه واشتري قماش أبيض لتكفين جثتها وأكياس بلاستيكية سوداء واستغل وجود المجني عليها بمفردها، فتعدى عليها بالضرب بالأيدي ثم قبض بيده على عنقها حتى تأكد أنها فارقت الحياة ولف جثمانها بالقماش ووضعه في الأكياس البلاستيكية السوداء ونقل الجثة إلي محل سكنه بمنطقة المعمورة البلد ووضعها في الصندوق الخشبي وحفر حفرة بإحدي الغرف ودفن المجني عليها بها وأغلق الباب بقفل معدني.

كما توصلت التحريات إلي قيام المتهم بقتل المجنى عليها الثالثة " ت.ع.ر" ربة منزل فى غضون شهر أغسطس عام 2024 لقيامه ببعض مهام إنهاء قضايا تنازع المجنى عليها مع آخرين إلا أنه لم يحصل على أتعابه نظير عمله لكن المجنى عليها لم تتلق أى نتائج من عمله فقررت حرمانه من باقي الأتعاب، وإصراره على الحصول على مستحقاته وقرر استدراجها إلى محل سكنه وخطفها والتخلص منها والاستيلاء على المبالغ المالية بحوزته، والكارت البنكي الخاص بصرف المعاش وهاتفها المحمول، وفي شهر أكتوبر عام 2024 استدرجها بسكنه وكتم أنفاسها حتى فارقت الحياة، واستولى على متعلقاتها، وقام بحفر حفرة أخرى بجوار المجنى عليها الثانية زوجته ودفنها وأغلق الباب بقفل، وتحرر محضر بالواقعة وتولت النيابة التحقيق التى قررت إحالته إلى محكمة جنايات الإسكندرية لمحاكمته.




مشاركة

مقالات مشابهة

  • ليلة بكت فيها المنوفية.. القصة الكاملة لـ حادث الطريق الإقليمي | ماذا حدث مع ضحايا لقمة العيش
  • تقرير مستشفى العباسية بقضية سفاح المعمورة.. قبل ساعات من النطق بالحكم
  • تعويضات مالية ومساعدات .. القصة الكاملة لمصرع 19 فتاة فى حادث الطريق الإقليمي | صور
  • حقيقة طلاق دنيا سمير غانم ورامي رضوان.. القصة الكاملة
  • سقوط ضحيتين والأمن يتدخل .. القصة الكاملة لاشتعال مشاجرة مسلحة بين أبناء عمومة بسوهاج الجديدة
  • القصة الكاملة لاتهامات الإعلامية مها الصغير للفنان أحمد السقا بالتعدي عليها
  • القصة الكاملة لواقعة ضبط سيارة مرسيدس يقودها قاصر بصحبة نجل اللاعب الشهير
  • جنايات أسيوط تقضى بالحبس والغرامة لـ3 أشقاء وابن شقيقهم لاتجارهم فى المخدرات
  • مواد مخدرة وحيازة أسلحة.. جنايات أسيوط تعاقب 3 أشقاء ونجل شقيقهم بأحكام رادعة