حفيت.. من قِبلة الأسفار إلى زمن القطار
تاريخ النشر: 5th, May 2024 GMT
إسماعيل بن شهاب البلوشي
لستُ على علمٍ مُطلق بأنَّ حفيت بَقِي اسمًا لم يتغيَّر على مر الأزمان، غير أنَّني -وعندما أمرُّ على هذا المكان، خاصةً عند شروق الشمس- أحاول التأمُّل في شكل هذا الجبل الذي يرقُد مُنفردًا تتقاسمه اليوم عُمان والإمارات الشقيقتان، بشكله الذي يُوحِي بكثير من الحقائق التاريخية، وقد يكون به من الأسرار ما لم نعلمه إلى اليوم.
حفيت، أو كما يَطِيبُ لي أن اسمِّيه "الحوت"، لأنَّ شكله وكأنك أمام لوحةٍ صاغها فنانٌ قدير، بشكله الانسيابي والزعانف وجسمه الرئيسي، وسواء كان الحوت أو حفيت فإنَّ ارتباطه ووجوده كجسر يربط القلوب والجغرافيا، هو أمرٌ جميل، ويبدو لي أنه في غاية الأهمية من نواحٍ عدَّة. لقد سعدتُ كثيرًا عندما علمتُ أنَّ هذا الجبل سُميت باسمه شركة القطارات المشتركة بين عُمان والإمارات. وهذا الانتقاء الجميل لهذا الاسم سيربط الجغرافية العمانيةُ والإماراتية، ليس اسمًا فقط، وإنما تجسيدًا وتعميقًا للأخوة بينهما، والتي لا يمكن لمخلوقٍ على وجه الأرض أن يكتب فيها أي شيءٍ يُغيِّر من أصالتها.
ذكرتُ في كثيرٍ من المواقف في كتاباتي ومقاطع الفيديو أنَّ التاريخ العُماني، ومشاركة كل من حولهم، هو مجال للمحبة وجمع الكلمة والأخوة والاعتزاز بماضٍ سيحتاج للأجيال أن تكتب فيه وتتعمَّق فيه لتعلم أن آباءهم وأجدادهم كتبوا في تاريخ الكون صفحاتٍ مُشرقة لم نتقصَّ ولو حتى الجزء اليسير منها. التاريخ الذي بنى فيه أهلُ هذه المنطقة تحت راية العز والشرف والأخوة تلك الراية باللون الأحمر.
إنَّني -ومن خلال منبر جريدة "الرؤية" الغرَّاء- أدعو من له هواية في تقصِّي التاريخ لأن يستفيد من هذه المادة الدسمة المشرِّفة التي يمكن من خلالها كتابة المجلدات. فقد ذكرتُ يومًا أنَّ الأسطول العماني -وبالإثباتات والحقائق، ومذكرات الأعداء والأصدقاء- استطاع في يومٍ من الأيام أن يكون قمَّة القوة على مستوى العالم بأسطولٍ يتعدَّى قوامه الـ30 سفينةٍ حربية، وكلٌّ منها تحمل أكثر من 40 مدفعًا، وعندما اقتفيت هذا التاريخ وجدت أنه شراكة مشرِّفة وحقيقية كانت بين أهل المنطقةِ جميعًا، بقيادة أئمة وسلاطين عُمان.
هنا.. أتوقفُ ليعلم كل من يهمه أمر المنطقة أنَّ هذا الإجماع كان حتميًّا ووجوديًّا بسبب التحديات والأطماع، ولعلم الجميع فإنَّ المصير واحد، والهدف واحد، والمصلحة واحدة، وأنَّ التاريخ حتمًا سيُعيد نفسه، ونحن اليوم وغدًا بحاجة إلى كل كلمةٍ تجمع الفكر والمصلحة والهدف والأخوة وإلى الأبد، نحن وبدون أي مزايدة نشترك ملبسًا وطعامًا ولغةً ومفرداتٍ وعاداتٍ وتقاليد؛ بل وقواسم تاريخية عظيمة لديَّ فيها ما يُوثِّق هذا التاريخ من خلالِ المراجع الموثوقة. ولقد اشتركنَا جميعًا في صدِّ الأعداء وفي الفتوحات التاريخية على مستوى العالم.
إنَّ تاريخ عُمان ليس مَجَالًا للاقتسام؛ بل هو مجالٌ خَصْب للأخوةِ المترفعة بندَّيةٍ مُطلقة بين هؤلاء الذين كتبوا من التضحيات ما يشيب لها الطفل، وما هي سوى مدرسة مكتملة الأركان تعدُّ من أفخر ما يكون للشعوب منطلقًا للفخر والعزَّة والقوة، تاريخ الأوطان الذي بناه الرِّجَال الشوامخ، يجب علينا جميعًا أن نقف أمامه إجلالًا وتقديرًا، وهدفًا قوميًّا لعزة الأمة.
رابط مختصرالمصدر: جريدة الرؤية العمانية
إقرأ أيضاً:
الحكومة تستعرض تفاصيل مشروع القطار الكهربائي السريع.. 2000 كم و60 محطة لنقلة حضارية في النقل الأخضر
نشر المركز الإعلامي لمجلس الوزراء فيديو توضيحيًا عبر منصاته الرسمية على مواقع التواصل الاجتماعي، استعرض خلاله أبرز تفاصيل مشروع القطار الكهربائي السريع، الذي يُعد نقلة حضارية كبرى في منظومة النقل الأخضر في مصر، ضمن خطة الدولة الشاملة لإنشاء بنية تحتية متطورة ومستدامة في قطاع النقل.
نقلة نوعية في البنية التحتية والنقل المستدامسلّط الفيديو الضوء على الأهمية الاستراتيجية للقطار الكهربائي السريع باعتباره شريانًا جديدًا للتنمية، ومحورًا رئيسًا في دعم أهداف الدولة نحو تقليل الانبعاثات الكربونية وتوفير وسائل نقل صديقة للبيئة، تواكب أحدث النظم العالمية في مجالات النقل المستدام والحديث.
أبرز تصريحات رئيس الوزراء اليوم: مصر تُعلن كشفًا ذهبيًا ضخمًا ومؤشرات اقتصادية واعدة: "الدلتا الجديدة" مستقبل التنمية و4.5% نمو مرتقب "سار" تنفّذ غدًا فرضية طوارئ في قطار المشاعر المقدسة بمشاركة عددٍ من الجهاتوأوضح المركز الإعلامي أن المشروع يعكس الطفرة التي يشهدها قطاع النقل المصري خلال السنوات الأخيرة، بفضل مجموعة المشروعات العملاقة التي أُطلقت لتطوير البنية التحتية وتحقيق الاستدامة البيئية والاقتصادية، ما يساهم في تحسين جودة حياة المواطنين وتقليل الازدحام المروري.
ثلاث مراحل رئيسة بطول 2000 كم تشمل 60 محطةمن جانبه، استعرض مدير مشروع القطار السريع في الفيديو تفاصيل الخطوط الثلاثة الرئيسية التي يتكون منها المشروع، والتي يصل إجمالي طولها إلى نحو 2000 كيلومتر، وتضم 60 محطة موزعة على النحو التالي:
المرحلة الأولى: تمتد من ميناء العين السخنة مرورًا بالقاهرة والإسكندرية حتى مطروح، بطول 660 كم.
المرحلة الثانية: تبدأ من حدائق أكتوبر وتتجه جنوبًا نحو أسوان وأبو سمبل.
المرحلة الثالثة: تنطلق من مدينة قنا شرقًا نحو البحر الأحمر، مرورًا بسفاجا والغردقة.
ثلاثة أنواع من القطارات لخدمة الركاب والبضائعيتضمن المشروع تشغيل ثلاث أنواع من القطارات الحديثة، وهي:
قطار Velaro السريع لنقل الركاب.قطار Desiro لخدمة المسافات القصيرة.قطار Vectron لنقل البضائع، بما يسهم في دعم حركة التجارة وتخفيف الضغط عن الطرق.الانتهاء من الأعمال الإنشائية للخط الأول واستمرار التشطيباتأوضح الفيديو أنه تم الانتهاء من جميع الأعمال الإنشائية لمحطات الخط الأول، مع استمرار تنفيذ أعمال التشطيبات النهائية، والكباري، وتركيب مسارات القطار، مؤكدًا أنه تم اختيار مواقع المحطات بعناية لضمان تكاملها مع شبكات النقل القائمة، ما يعزز من كفاءة التشغيل ويخدم قطاعات واسعة من المواطنين في مختلف المحافظات.
تصميمات تراعي ذوي الهمم وتقسيم وظيفي للمحطاتشدّد التقرير المصور على أن تصميم المحطات يراعي احتياجات ذوي الهمم من خلال دمج حلول تكنولوجية متقدمة تُسهّل وصولهم إلى صالات التذاكر، والأرصفة، وصالات السفر، كما تم فصل صالات السفر عن صالات الوصول لضمان انسيابية الحركة وسهولة التنقل داخل المحطات.
مراكز صيانة متكاملة للحفاظ على كفاءة التشغيلوفي إطار الحرص على استدامة التشغيل وجودة الخدمة، يضم المشروع 6 مراكز صيانة موزعة على مختلف الخطوط، بالإضافة إلى ورشتين رئيسيتين في أكتوبر وقنا، لتقديم خدمات صيانة شاملة لجميع أنواع القطارات، بما يضمن استمرارية الأداء العالي وسرعة التعامل مع أي أعطال محتملة.
مشروع استراتيجي يعزز التنمية المستدامةيمثل مشروع القطار الكهربائي السريع واحدًا من أبرز المشروعات القومية التي تعكس رؤية الدولة لبناء مستقبل تنموي مستدام، وتوفير بيئة نقل حديثة وآمنة وفعالة، تلبي احتياجات المواطنين وتواكب التحولات العالمية في مجال التكنولوجيا الخضراء والنقل النظيف.