أكد مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان "فولكر تورك"، أن التهديد بالهجوم على مدينة رفح جنوب قطاع غزة عمل غير إنساني ويتعارض مع القانون الدولي، محذرا من مغبة ارتفاع الوفيات والمعاناة والدمار في صفوف المدنيين إلى مستويات لا تطاق في أعقاب أوامر إسرائيلية للفلسطينيين بإخلاء أجزاء من رفح قبل هجوم جديد متوقع.

وقال تورك- بحسب مركز إعلام الأمم المتحدة- إن "سكان غزة لا يزالون يتعرضون للقنابل والأمراض وحتى المجاعة، وطلب منهم الانتقال مرة أخرى مع تصاعد العمليات العسكرية الإسرائيلية في رفح". واصفا هذا الأمر بـ "غير الإنساني" والذي يتعارض مع المبادئ الأساسية للقانون الدولي الإنساني وقانون حقوق الإنسان، الذي يضع الحماية الفعالة للمدنيين في مقدمة أولوياته.

وأشار إلى أن انتقال مئات الآلاف قسرا من رفح إلى مناطق سويت بالأرض- حيث لا يتوافر لهم سوى القليل من المأوى وحيث تنعدم إمكانية الحصول على المساعدة الإنسانية اللازمة لبقائهم على قيد الحياة- "أمر لا يمكن تصوره، ولن يعرضهم سوى لمزيد من الخطر والبؤس".

وأكد المفوض السامي، أنه تم إغلاق معبرين مؤديين إلى رفح، مما أدى إلى وقف تدفق المساعدات الإنسانية الشحيحة بشكل كامل، وشدد على ضرورة أن يكون هناك وقف لإطلاق النار والسماح بتدفق المساعدات الإنسانية بحرية وعلى نطاق واسع.

وقال فولكر تورك، إن المزيد من الهجمات على رفح التي تعتبر الآن المركز الإنساني الرئيسي في قطاع غزة ليس هو الحل، مشيرا إلى أن الدروس المستفادة من النزاع خلال الأشهر السبعة الماضية في غزة واضحة، حيث تشكل النساء والأطفال أكثر من 70 بالمائة من أكثر من 120 ألف قتيل وجريح ومفقود.

وأضاف المسؤول الأممي، أنه بعد أكثر من نصف عام من الغارات المتواصلة التي تشنها القوات الإسرائيلية في جميع أنحاء غزة، لا يوجد موقع خارج رفح يتمتع بالبنية التحتية والموارد اللازمة لاستضافة النزوح الجماعي لأكثر من مليون شخص.

وأشار إلى أن القانون الدولي الإنساني، يحظر الأمر بتهجير المدنيين لأسباب تتعلق بالنزاع، ما لم يتطلب ذلك أمن المدنيين المعنيين أو لأسباب عسكرية قهرية، وحتى ذلك يخضع لمتطلبات قانونية صارمة، وقد يرقى الفشل في الوفاء بهذه الالتزامات إلى مستوى التهجير القسري، والذي هو جريمة حرب.

وتابع: "ومع ذلك، فإن تجربة الأشهر السبعة الماضية تظهر أن الفلسطينيين الذين بقوا في رفح سيظلون معرضين لخطر الموت والإصابة، سواء بسبب القصف العشوائي، أو القتل غير المشروع، أو فقدان إمكانية الوصول إلى الغذاء والماء والرعاية الصحية. لا يجب السماح بحدوث ذلك".

اقرأ أيضاً«شي جين بينغ»: الصين تدعم العضوية الكاملة لفلسطين في الأمم المتحدة

سيتحول لمذبحة للمدنيين.. الأمم المتحدة تحذر من العدوان على رفح الفلسطينية

المصدر: الأسبوع

كلمات دلالية: الأمم المتحدة الاحتلال الاحتلال الإسرائيلي التهجير القسري الرعاية الصحية القضية الفلسطينية المجتمع الدولي الهجوم على رفح رفح قطاع غزة الأمم المتحدة

إقرأ أيضاً:

الأمم المتحدة ترفع الصوت: “لم يبق شيء لتوزيعه في غزة”

غزة – أعلن مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية “أوتشا”، السبت، أنه لم يبق شيء تقريبا لتوزيعه في قطاع غزة، مشيرا إلى سوء وضع المياه والصرف الصحي في القطاع.

وكتب “أوتشا” عبر حسابه في منصة “أكس”: “لم يبق شيء تقريبا لتوزيعه في قطاع غزة.. وضع المياه والصرف الصحي يتدهور بسرعة، ومع حظر دخول المساعدات، لا يمكن للناس اللجوء إلا إلى استخدام الأنقاض والنفايات لسد احتياجاتهم”.

يأتي ذلك، بينما تواصل القوات الإسرائيلية منذ أسبوعين تقريبا، إغلاق معبر كرم أبو سالم التجاري جنوب شرق مدينة رفح، وتمنع إدخال المساعدات الإنسانية والطبية، بالإضافة إلى إغلاق معبر رفح.

ويعمد المستوطنون بشكل مستمر، إلى إعتراض طريق شاحنات المساعدات والسطو عليها وإتلاف محتوياتها، لمنع وصولها إلى الفلسطينيين.

ودخلت الحرب في غزة يومها الـ225، وسط تحذيرات من كارثة إنسانية غير مسبوقة، حيث تتواصل المعارك في محاور عدة، لا سيما في جباليا شمال القطاع وشرق رفح جنوبه، بظل استمرار القصف الكثيف.

 

المصدر: RT

مقالات مشابهة

  • الأمم المتحدة: لا مكان آمن لأحد في غزة
  • بعثة الأمم المتحدة تدين اشتباكات الزاوية وتدعو السلطات إلى حماية وسلامة المدنيين
  • الأمم المتحدة: المعابر البرية أكثر فاعلية لنقل المساعدات.. حماس:الرصيف الأمريكي لا يكفي
  • نفاد جميع المخزونات الإغاثية في غزة
  • الأمم المتحدة ترفع الصوت: “لم يبق شيء لتوزيعه في غزة”
  • ما تقوم به هذه القوات يعتبر جرائم حرب متكاملة الأركان وانتهاكاً خطيراً لأحكام القانون الدولي الإنساني
  • الدعم السريع: مستعدون لفتح ممرات آمنة لخروج المدنيين من الفاشر
  • شكري يبحث مخاطر العمليات العسكرية في مدينة رفح الفلسطينية مع كبيرة منسقي الأمم المتحدة
  • «شكري» والمنسقة الأممية بغزة يؤكدان ضرورة إنهاء العمليات العسكرية برفح الفلسطينية
  • أوستن يدعو غالانت لحماية المدنيين وضمان تدفق المساعدات قبل أي عملية في رفح