دراسة: الابتعاد عن منصات التواصل يعزز احترام الذات ويحمي الصحة
تاريخ النشر: 13th, May 2024 GMT
يصعب على الفتيات والشابات اللاتي يتصفحن منصات التواصل الاجتماعي، وخاصة انستغرام وتيك توك، الهروب من مطالعة صور المؤثرات التي تحدد معايير الجمال السائدة، والتي تتغير من وقت لآخر خلال فترات قصيرة، والموضة الدارجة تركز على مواصفات مثل "الخصر النحيف" و"الأرداف المستديرة"، ومؤخرا "الساق النحيفة".
فقبل عشر سنوات، انتشرت موضة عُرفت باسم (Thigh gap) أو "الفخذين غير المتلاصقين" وكانت بمثابة علامة تدل على الجمال.
وفي المقابل، يقول البعض إنه يمكن الحصول على فخذين غير متلاصقين عن طريق اتباع نظام غذائي محدد مع ممارسة الرياضة بشكل مكثف.
ورغم أن رغبة بعض النساء في الحصول على فخذين غير متلاصقين قد تشكل خطرا عليهن، وخاصة اللاتي يتمتعن بوزن مناسب أصلا، لكن يبدو أن هذا التحذير لا يجد من يصغي إليه، إذ امتلأ محرك البحث "غوغل" باسئلة مثل "هل موضة الفخذين غير المتلاصقين تضر بالصحة؟ وما أسرع طرق الحصول على الفخذين غير المتلاصقين؟".
وتزامن هذا مع ظهور أنماط عديدة للجمال على منصات التواصل الاجتماعي مثل موضة الخصر النحيف أو شديد النحافة، وقد يصل الأمر إلى أن يصبح الخصر نحيفا لدرجة أن شخصا يمكن أن يلف ذراعه حول خصر الفتاة بِغير تعب، وفي يده زجاجة مياه يشرب منها.
وعلى وقع ذلك، باتت المقاطع المصورة التي تتناول قضايا مثل "ماذا تأكلين اليوم؟ شائعة، حيث ينشر مؤثرون ومؤثرات مقاطع مصورة يزعمون فيها أنها تمثل نظامهم الغذائي المعتاد في الأيام العادية، تكون فيها الوجبات الغذائية منخفضة الكربوهيدرات وخالية من السكر.
وفي المقابل، يقول أنصار معسكر "النظرة الإيجابية للجسم" إنه يتعين على البشر أن يتقبلوا أجسادهم كما هي وأن يكونوا سعداء بمظهر وشكل أجسادهم وأن يشعروا بالرضا إزاء ذلك. بيد أنه من غير المرجح أن يصادف مستخدمو وسائل التواصل الاجتماعي منشورات تؤيد نظرية "النظرة الإيجابية للجسم"، إذا لم يقوموا هم بأنفسهم بالبحث عنها بسبب ان خوارزميات وسائل التواصل الاجتماعي تسترشد بنتائج بحث المستخدمين وتفضيلاتهم. وعمليات البحث الأكثر شيوعا هي عن الخصر النحيف وما شابه ذلك.
تعزيز الثقة بالنفس خلال أسبوع
لقد أظهرت الكثير من الأبحاث أن وسائل التواصل الاجتماعي تؤثر على مدى احترام المستخدمين لذاتهم؛ إذ كشفت دراسة حديثة أجرتها جامعة "يورك" الكندية عن أن التوقف عن استخدام منصات التواصل الاجتماعي لفترة زمنية قصيرة، ربما لأسبوع، قد أدى إلى تعزيز الثقة بالنفس.
وقام الباحثون بتقسيم 66 طالبة إلى مجموعتين، حيث استمرت المشاركات في المجموعة الأولى في تصفح منصات التواصل الاجتماعي كالمعتاد، بينما توقف الفتيات ضمن المجموعة الأخرى عن مطالعة منصات التواصل. وقبل التجربة، طرُح تساؤل على المشاركات في المجموعتين عن شعورهن تجاه اجسادهم وهل يرغبن في أن يصبحن عارضات أزياء.
وفي نهاية التجربة، جرى طرح السؤال ذاته، حيث أفادت الفتيات في المجموعة الثانية اللاتي امتنعن عن استخدام منصات التواصل الاجتماعي لأسبوع، بتحسن صور أجسادهن خاصة بعد استيعاب موضة الجسم النحيف كمعيار للجمال.
وعزا الباحثون التحسن الذي طرأ على المشاركات في المجموعة الثانية، ليس فقط إلى حقيقة أنهن ابتعدن عن وسائل التواصل الاجتماعي وإنما أيضا إلى حقيقة أخرى، تمثلت في أنهن قمن باستبدال وقف تصفح منصات التواصل بتنبي سلوكيات أكثر صحة، مثل قضاء وقت أطول مع الأصدقاء أو ممارسة الرياضة أو قضاء بعض الوقت في الهواء الطلق.
تنامي استخدام منصات التواصل الاجتماعي
ويقول الباحثون إنه بشكل عام يجد الناس - خاصة الشباب - صعوبة في فصل أنفسهم عن وسائل التواصل الاجتماعي في ظل ارتفاع متوسط الوقت الذي يقضيه المستخدمون على منصات التواصل الاجتماعي على مستوى العالم.
ففي مطلع العام الجاري، أعلنت شركة ميتا، التي تمتلك منصات فيسبوك وإنستغرام وواتساب، أنها ستبدأ في إخفاء المحتوى غير المناسب من حسابات المراهقين على إنستغرام وفيسبوك، بما في ذلك المنشورات المتعلقة بالانتحار وإيذاء النفس واضطرابات الأكل، بحسب فرانس برس.
وقالت الشركة في مدونة إن "المستخدمين المراهقين - بشرط ألا يكذبوا بشأن أعمارهم عند التسجيل في انستغرام أو الفيسبوك - سيرون أيضا حساباتهم موضوعة على الإعدادات الأكثر تقييدا على المنصات، وسيتم منعهم من البحث عن المصطلحات التي قد تكون ضارة."
ورغم ذلك، يقول الباحثون إنه هذه التدابير لم تحرز حتى الآن سوى نجاح ضئيل، مع إبداء كبرى شركات التكنولوجيا التزاما ضئيلا بتنفيذها. فعلى سبيل المثال، يتطلب قانون الخدمات الرقمية في الاتحاد الأوروبي من عمالقة الإنترنت حذف أو إخفاء أي محتوى إشكالي مثل تلك التي يُنظر إليها باعتبارها تمجد اضطرابات الأكل.
لكن تقرير صدر عن مبادرة "ريست" العالمية غير الربحية كشف أنه لم يتم حذف إلا 30% من المحتوى الضار عند الضرورة، مشيرة إلى أن معدل الحذف يقل فيما يتعلق بتطبيق تيك توك، رغم أنه الأكثر انتشارا بين الشباب على مستوى العالم.
يشار إلى أن المرحلة الأولى من قانون الخدمات الرقمية في الاتحاد الأوروبي طالت 19 منصة رقمية، من بينها علي إكسبرس وأمازون ستور وأبل آبستور وبوكينغ دوت كوم وفيس بوك وإنستغرام وتيك توك ويوتيوب.
أعده للعربية: محمد فرحان
المصدر: أخبارنا
كلمات دلالية: منصات التواصل الاجتماعی وسائل التواصل الاجتماعی الحصول على
إقرأ أيضاً:
تثير تفاعلاً عبر مواقع التواصل الاجتماعي .. ثلوج وأمطار صيفية غزيرة تضرب الإسكندرية
موجة من الأمطار الرعدية والثلوج والرياح العاتية ضربت مدينة الإسكندرية المصرية، على ساحل البحر المتوسط، مع الساعات الأولى من فجر السبت، حيث نشطت رياح شديدة مع سقوط كرات ثلجية مختلفة الأحجام، وارتفاع في موج البحر لأكثر من متر ونصف المتر.
وتسببت موجة الطقس السيئ هذه في إثارة التفاعل بين رواد مواقع التواصل الاجتماعي، الذين تعجبوا من سقوط الثلوج والأمطار الكثيفة، بينما تستعد المدينة الساحلية لاستقبال المصطافين لقضاء العطلات والإجازات خلال فصل الصيف الذي يوصف بأنه شديد الحرارة في شتى أنحاء مصر.
محافظة الإسكندرية تفاعلت سريعاً مع التغيرات الجوية التي شهدتها المدينة، وأُصدرت تعليمات لفرق الإغاثة والإنقاذ بالتحرك لانتشال السيارات العالقة في الأنفاق، وتحت الكباري (الجسور)، ومساعدة المواطنين على اجتياز البحيرات الصغيرة، وبرك المياه التي خلفتها الأمطار التي لم تتجاوز مدة سقوطها نصف ساعة على أقصى تقدير.
ونشرت الصفحة الرسمية لمحافظة الإسكندرية عبر موقع فيسبوك قرارات بتأجيل امتحان الشهادة الإعدادية الذي بدأ صباح اليوم السبت لمدة ساعة كاملة مع تخصيص سيارات تابعة للمحافظة لنقل الطلاب إلى لجان الامتحان بالمجان.
أما الهلال الأحمر المصري فقد نشر عبر صفحته الموثقة على موقع فيسبوك، تعليمات الأمن والسلامة خلال فترات السيول والعواصف والاضطرابات الجوية، مع تخصيص رقم ساخن للإبلاغ عن الإصابات التي خلفتها موجة الطقس السيئ في الإسكندرية.
وحرص الهلال الأحمر المصري على تحذير المواطنين من الوقوف أو التحرك تحت اللوحات الإعلانية أو الأشجار الضعيفة، وتجنب المشي قرب الجدران أو المباني القديمة لاحتمال انهيارها.
وتحت عنوان “إيه اللي بيحصل في الإسكندرية؟”، نشر محمود علام، المؤثر والمتخصص في العلوم والفيزياء عبر صفحته على فيسبوك، يشرح لمتابعيه أسباب الاضطرابات الجوية التي مرت بها مدينة الإسكندرية خلال الساعات الماضية، وكتب يقول: “باختصار فيه منخفض جوي قطبي نادر… بيضرب دلوقتي سواحل مصر الشمالية الغربية، واللي نتج عنه رياح عنيفة اتحولت لعاصفة غير مسبوقة محصلتش قبل كده بالشكل ده من سنين.. قطع تلج بتقع من الجو ورعد وبرق بوتيرة سريعة جداً، وشدة الرياح وصلت لإنها بتوقع اليفط وعواميد النور”
وأوضح محمود علام خلال منشوره أن هذه الأجواء ربما تكون قد حدثت بسبب التغيرات المناخية.
كانت هيئة الأرصاد الجوية المصرية قد نبهت في وقت سابق من احتمال نشاط لحركة الرياح على مناطق من الوجه البحري والسواحل الشمالية الشرقية للبلاد قد تكون مثيرة للرمال والأتربة مع احتمال سقوط أمطار في بعض مناطق الجمهورية، لكنها لم تذكر شيئاً عن حدوث عاصفة أو أمطار رعدية وتساقط للثلوج.
وكتب مراد لطفي عبر حسابه على موقع إكس، يقول إن ما حدث في الإسكندرية “يعطينا درساً بأن كل شيء ممكن أن يتغير في لحظة وأنه لا شيء يقف أمام قدرة الله”، مشيراً إلى أن اليوم “بدأ بحرارة وتكييفات شغالة .. ثم تحول إلى تساقط للثلوج وأمطار رعدية”، ناشراً صوراً لما حدث في الإسكندرية من مظاهر تقلبات جوية.
تساقط الثلوج في الصيف وبكميات وأحجام كبيرة أثار مسؤولي موقع تليجراف مصر المتخصص في متابعة الحوادث، حيث نشر عدداً من الصور الصحفية التي تبرز آثار ماخلفته العاصفة الجوية التي تعرضت لها الإسكندرية.
العالم المصري المُقيم في الولايات المتحدة الأمريكية، عصام حجي، حذر في منشور له عبر صفحته الموثقة على موقع إكس، من توابع هذه الأجواء المرتبطة بالتغيرات المناخية إذ قال: “شدة العواصف في الإسكندرية وتغير أوقاتها ناتج عدة تغيرات مناخية ستؤدي أيضاً لمزيد من انهيارات المباني. حذرنا مراراً وتكراراً، ولكن مع الأسف مازلنا نتعامل مع العلم بالاستخفاف والتكذيب من أصوات تخادع متخذي القرار”. وأرفق صورة لبعض الخسائر المادية والسيارات المُحطَمة التي خلفتها العاصفة الرعدية.
أما المواطن الإسكندري نادر جمال فقد كتب عبر صفحته على موقع إكس، متسائلاً عما حدث في الإسكندرية، ونشر بعض الصور لتساقط الثلوج الكثيف على أرضية الشوارع، مشيراً إلى أن هذا الأمر نادر الحدوث.
حساب باسم “بيرو” وصف الحدث خلال منشور على موقع إكس، قائلاً “تعرّضت مدينة الإسكندرية لعاصفة قوية في ساعات الفجر استمرت حوالي 45 دقيقة من البرق والرعد والرياح القوية والثلوج وارتفاع في موج البحر الأمر الذي أثر على المناطق الساحلية المحاذية؛ اللهم سلّم”.
المواطن الإسكندري “أبو صادق” وصف خلال منشور له عبر موقع إكس، ما حدث “بليلة جنونية مرعبة عاشتها الإسكندرية .. عاصفة غير مسبوقة ورياح قوية وثلوج وإعلان حالة الطوارئ!”
سعاد صادق نشرت عبر صفحتها على إكس X صورة لإحدى اللافتات الإعلانية الضخمة التي اقتلعتها الرياح العاتية، وألقتها في نهر الطريق وكتبت تقول: “والله ما شفت عاصفة بالقوة دي طول حياتي برق بيشق السما رعد بيهز الحيطان والمطر نازل كأنه رصاص مش ميّة”.
وحذّرت هيئة الأرصاد الجوية في بيان لها عقب أمطار الإسكندرية من أن أغلب المحافظات الساحلية في مصر من الممكن أن تتعرض لأمطار متفاوتة الشدة، وحالة من الطقس السيئ خلال الساعات المقبلة.
وقالت الهيئة إن هناك تنسيقاً مستمراً مع الأجهزة التنفيذية بالمحافظات للتعامل مع موجة الطقس السيئ، مشيرة إلى أن سرعة الرياح تسببت في زيادة تساقط الأمطار على مدينة الإسكندرية.
وطالبت هيئة الأرصاد الجوية المصرية المواطنين بتوخي الحذر خلال الساعات المقبلة لاحتمال استمرار تساقط المزيد من الأمطار، ونشاط في الرياح المثيرة للرمال والأتربة.
بي بي سي عربي
إنضم لقناة النيلين على واتساب