مكان كبير على شكل مٌربع، جٌدرانه مٌحاطة بالأسوار المطلية باللون الزيتي والذهبي، عندما تنظر إليه تشعر وكأنك في المسجد النبوي، لتٌسيطر عليك علامات الدهشة والانبهار وتذهب بخيالك إلى مظهره قبل التجديد، وبعدما افتتحه الرئيس عبد الفتاح السيسي أمس.

المسجد يحتوي على عدد من البوابات ذات الطراز الإسلامي الحديث، المٌزخرف بالرخام المحفوظ داخل الحوائط مما يعطيه منظر جمالي فريد من نوعه، كل بوابة أمامها مجموعة من أفراد الأمن، البعض منهم يجلس على الكراسي يُراقبون ما يدور حولهم، والبعض الآخر يُساعد الزوار ويُلبي احتياجاتهم، فالجميع تُسيطر عليه علامات السعادة والأمل.

بعد الدخول من البوابة الرئيسية، توجد ساحات كبيرة مُجهزة بالرخام ذات اللون الأبيض والأسود وكأنك في المسجد النبوي أو المسجد الحرام، وتشبه بوابات مسجد سيدنا الحسين بحي الجمالية.

مكانة السيدة زينب في قلوب المصريين

مكانة خاصة يمتلكها مسجد السيدة زينب في قٌلوب المصريين، كان هذا ظاهرا أثناء دخول الزوار سواء الكبار أو الصغار حتى الشباب، إلى المسجد والضريح، وعلامات السعادة والحنين تظهر على وجوههم بعد فترة انقطاع، مُرددين كلمات مٌؤثرة عبرت عن مدى تعلق المصريين بالسيدة زينب.

«وحشتينا أم العواجز.. مدد ياست.. يا أم هاشم بركاتك لأهل مصر»، عبارات كان يرددها بعض الزوار أثناء زيارة الضريح والدموع كانت تتساقط من أعينهم، والبعض الآخر كان يمدح «يا كريمة يابنت الكرمة.. يأخت الحسن والحسين.. هلي علينا بالنظرة»، مصفقين بأيديهم، هكذا استقبل المصريين افتتاح مسجد السيدة زينب بعد الترميم.

افتتاح مسجد السيدة زينب 

كواليس وحكايات عديدة رصدها «الوطن» أثناء زيارته لمسجد السيدة زينب بالقاهرة بعد ترميمه الذي دام لمدة سنوات وأعيد افتتاحه أمس، فالكثير حرص على زيارة المسجد منذ الساعات الأولى لافتتاحه، للتأمل في جماله الذي فاق التوقعات، ومن بينهم «هبة مالك»، صاحبة الـ 35 عاما، التي جاءت خصيصا من حي المعادي لمُشاهدة المسجد بعد افتتاحه: «اشتقنا للسيدة زينب والروحانيات بتاعتها وأنا جيت مخصوص من المعادي عشان أصلي وأقعد في المسجد».

اعتادت هبة على زيارة مسجد السيدة زينب منذ طفولتها، فهي من أبناء المنطقة حتى أن زواجها في المعادي لم يمنعها من أداء الصلاة في المسجد خاصة صلاة العيد والتراويح: «مسجد السيدة زينب سبحان الله ليه روحانيات خاصة مش موجودة في أي مسجد تاني ولدرجة أني لما باجي من المعادي عشان أصلي هنا، جيراني هناك بستغربوا».

أما «زينب علي»، صاحبة الـ55 عاما، حرصت على التواجد في المسجد منذ الساعة الحادية عشر صباحا قالت متلهفة: «كنت مٌنتظره الافتتاح بفارغ الصبر عشان الست وحشتنا والله»، مٌوجه رسالة شكر إلى كافة المسؤولين على هذا التطوير والتجديد.

الشعور بالانبهار والدهشة 

لم تتوقع «زينب»، أن يكون التطوير والتجديد بهذا الشكل، لدرجة أنها سيطرت عليها حالة من الانبهار فور دخولها للمسجد: «لما دخلت المسجد انبهرت وفضلت أبكي والله حسيت نفسي كأني في الحرم المكي»، مٌشيرة إلى أنها جاءت رفقة صديقتها التي اعتادت على الذهاب معها في أي مكان وليس مسجد السيدة زينب فقط: «أنا وصحبتي لينا سنين بنيجي من القلعة عشان نصلي في السيدة زينب وكمان بنروح مسجد السيدة نفسية».

 

 

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: مسجد السيدة زينب افتتاح مسجد السيدة زينب السيدة زينب المصريين مسجد السیدة زینب فی المسجد

إقرأ أيضاً:

عبري زَهَت بزيارة السيدة الجليلة

 

 

◄ لم تكن زيارةً عابرة، بل كانت لحظة عهد جديدة… بين القيادة والأرض، بين الإنسان والمكان، بين ذاكرةٍ مجيدة، ومستقبلٍ أكثر إشراقًا.

 

 

فايزة سويلم الكلبانية

[email protected]

 

في محافظة الظاهرة، بولاياتها التي تشبه دعاءً مفتوحًا على السماء، كانت اللحظة أكبر من زيارة، وأوسع من وصف. كان المشهد وطنًا كاملًا يفتح ذراعيه للفخر، حين حلّت السيدة الجليلة حرم جلالة السلطان المعظم- حفظها الله ورعاها- عهد بنت عبدالله البوسعيدية بين أهلها، في أرضٍ تعلّمت أن تُكرم الضيف لأنها تنتمي لأصلٍ عريق، وتُجيد الاحتفاء لأنها تُجيد الوفاء.

كانت محافظة الظاهرة تلبس زينتها الوطنية، لكن عبري… كانت القصيدة الأجمل...

عبري التي سمّاها السلطان الراحل قابوس بن سعيد- طيب الله ثراه- "عبري الواعدة"، لم تكن يومًا مجرد اسم؛ بل وعدًا مفتوحًا على الغد، ونبضًا لا يشيخ... هنا، لا يُبنى المستقبل على الأمنيات؛ بل على الإرادة، وعلى رجالٍ ونساءٍ يؤمنون بأن الوطن فكرةٌ تسكن القلب قبل أن تسكن الجغرافيا.

في عبري، لم يكن الاستقبال طقسًا اعتياديًا، بل حالة وطنية خالصة...الطابعُ التقليدي بجذوره العميقة، والحصونُ الشامخة، والأسواقُ التي تحفظ رائحة التاريخ، كلها كانت تنبض بالحياة. نساء الظاهرة حضرن بهيبتهنّ، بثيابٍ مطرّزة بكرامة عُمانية، وبقلوبٍ تُشبه الوطن في صدقه وثباته.

أما الأطفال، فكانوا رايةً تمشي على قدمين؛ ضفائرهم تتمايل مع الأهازيج، وأصواتهم الصغيرة تحمل اسم عُمان بحجم السماء. وعلى امتداد الفرح، تألقت مواهب أبناء ذوي الإعاقة، لا كرمزٍ عاطفي، بل كقيمةٍ وطنية راسخة، ليؤكدوا أن الإرادة العُمانية لا تعترف بالمستحيل، وأن الضوء لا يطفئه اختلاف.

ومع حلول المساء، كانت السماء شاهدة. الألعاب النارية لم تكن مجرّد ألوانٍ تتفجّر في الفضاء؛ بل كانت رسائلَ نورٍ تقول: هنا عبري الواعدة، وهنا الظاهرة التي تُجيد صناعة الفرح حين يليقُ بعُمان... العروض الشعبية، ولوحات الفنون، والمشاهد المبهرة، رسمت على ملامح المدينة ابتسامةً بحجم وطن.

لم تكن زيارةً عابرة، بل كانت لحظة عهد جديدة… بين القيادة والأرض، بين الإنسان والمكان، بين ذاكرةٍ مجيدة، ومستقبلٍ أكثر إشراقًا.

هنا عبري الواعدة… وهنا عُمان التي كلما ابتسمت، أزهرت الأرض فخرًا...

فنزلت السيدة الجليلة أهلًا، وأحلّت سهلًا، وملأت القلوب بهاءً لا يُنسى...

رابط مختصر

مقالات مشابهة

  • عبري زَهَت بزيارة السيدة الجليلة
  • خبير آثار: البدء فى درء الخطورة لحماية مسجد الأشمونى بباب الشعرية
  • الآثار تبدأ في تنفيذ مشروع ترميم مسجد سيدي مدين الأشموني والعيون
  • بين فرحة الجماهير وهمّة المتطوعين… حكايات إنسانية من ملاعب كأس العرب
  • فاقدة للبصر وصارعت «السرطان» لسنوات.. السيدة زينب علي «نموذج ملهم» لحفظة القرآن الكريم
  • إسرائيل وقسَد تفسدان فرحة تركيا
  • فرحة تحولت لجنازة.. تجديد حبس قاتل عروسته في سوهاج
  • أسرة عبد الحليم حافظ تزف بشرى سارة لمحبيه بشأن زيارة منزله
  • الست "زينب " أبرز المشاركات بـ مسابقة بورسعيد الدولية لحفظ القرآن: كف البصر والسرطان نعم إلهية وسأموت خادمة لكتاب الله
  • نائب وزير الخارجية: إسهامات المصريين بالخارج ركيزة أساسية في دعم الوطن