استحقاق الجلسة النيابية العامة لمناقشة هبة المفوضية الأوروبية البالغة المليار يورو والمقسطة على 4 سنوات سيمر غدا الأربعاء في ساحة النجمة. وستجتاز حكومة تصريف الأعمال برئاسة نجيب ميقاتي «منعطفا»، بعد اتهام رئيسها بعدم التصدي لعرض رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لايين بخصوص النازحين السوريين، والذي اعتبرته غالبية لبنانية «رشوة» تتصل بتوطين مقنع للنازحين.

سيغادر ميقاتي مبنى البرلمان في ساحة النجمة إلى العاصمة البحرينية المنامة، لترؤس وفد لبنان إلى القمة العربية الخميس، إلا ان لغما جديدا سيوضع في طريق الحكومة، ويؤسس لانقسام سياسي إضافي في البلاد.

جديد الخلافات يتصل بملف النازحين، في فصل يتناول مطالبة البعض بالتخاطب المباشر مع القيادة السورية، في مقابل رفض الآخرين ذلك، بإيعاز خارجي، وفقا لاتهامات يسوقها الفريق الأول.

خلاف قد يصل إلى تصنيف النازحين غير الشرعيين قبل ترحيلهم إلى سورية، بين موالين للحكم فيها ومعارضين، مع ما يعني ذلك من توغل أكثر في الملف السوري الداخلي، ما يرخي بالمزيد من الثقل على لبنان أرضا وشعبا ومؤسسات.

وبالطبع ليس من المفيد التذكير بأن الخلاف سيصل إلى النظرة إلى النازحين من خلفية طائفية، وهذه إحدى النقاط المثيرة للجدل في التركيبة الداخلية اللبنانية، والتي أنهكت البلاد ولا دواء ناجع لمعالجتها.

«ملف مرشح للتفاعل وتكريس مزيد من الانقسام في المشهد السياسي اللبناني»، بحسب مرجع حكومي سابق مرشح للعب دور بارز في العهد الجديد. وقد أبدى المرجع في تصريح لـ «الأنباء» خشيته: «من تفاقم الأمور وتكريس التباعد بين اللبنانيين، في وقت بدأ المجتمع الدولي والعربي يتعب من التعاطي السلبي لأهل السياسة لدينا مع مساعيهم في سبيل إنهاء الشغور الرئاسي، وكأن أهل الداخل يملكون ترف الوقت للاستمرار في لعبة عض الأصابع، دون الأخذ في الاعتبار أحوال البلد المنهك في كل شيء». وأبلغ الرئيس ميقاتي أمس سفيرة الاتحاد الأوروبي ساندرا دو وال التي اطلعته على التحضيرات لانعقاد مؤتمر بروكسل الثامن بشأن «دعم مستقبل سورية والمنطقة»، اعتذاره عن عدم المشاركة في أعمال المؤتمر، بالقول ان «الوفد اللبناني إلى المؤتمر سيكون برئاسة وزير الخارجية والمغتربين عبدالله بوحبيب»، بحسب بيان معمم من رئاسة الحكومة.

وعلمت «الأنباء» ان ميقاتي لن يحضر حتى بصفة «ضيف رفيع»، وفق الدعوة التي وجهت إليه، تقديرا من الأوروبيين لما يشكله ملف النازحين السوريين من ثقل على لبنان، علما ان المؤتمر مخصص لوزراء الخارجية. ميقاتي أطلق أيضا موقفا من السرايا، وقال: «ان استمرار الحملات على الحكومة في ملف النازحين السوريين، هو نهج بات واضحا أنه يتقصد التعمية على الحقيقة لأهداف شعبوية والى شل عمل الحكومة وإلهائها بالمناكفات والسجالات التي لا طائل منها، لكننا نجدد اليوم التأكيد على أننا ماضون في عملنا وفي تنفيذ ما اتخذناه من قرارات بضمير حي وشعور بالمسؤولية، وسيكون لنا كلام تفصيلي في هذا الإطار في جلسة مجلس النواب» غدا.

وقال مصدر مقرب من «الثنائي الشيعي» لـ «الأنباء»: «ان الاتصالات تجري على قدم وساق مع مختلف الأطراف بهدف تأمين إنجاح جلسة الغد، واستثمارها بشكل جيد من أجل المصلحة الوطنية وتجنب أي ارتدادات عكسية».

وأشار المصدر إلى « ان هامش الخلاف بدأ يضيق، وأن أطرافا عدة تفهموا الأمر وخففوا من حملتهم على رئيس الحكومة وتحميله المسؤولية».

إلى ذلك، تحدث الأمين العام لـ «حزب الله» السيد حسن نصر الله عن «اجماع لبناني على معالجة مشكلة النازحين، وهذا امر مهم لأنه قبل ذلك كان هناك من يرفض، وهناك من يسعى للاستفادة من وجودهم».

وقال في احتفال حزبي «ان جلسة مجلس النواب المقررة غدا الأربعاء هي فرصة يجب الاستفادة منها، والا تتحول إلى جلسة مزايدات».

وأضاف «ان مجلس النواب يستطيع ان يتخذ توصية وتشكيل وفد مشترك لمعالجة هذا الأمر. ولا بد من الحديث مع الحكومة السورية»، معتبرا «ان النازح السوري لا يريد العودة لأن هناك فرص عمل ويتلقى المساعدات ويرسل الأموال إلى أقاربه في سورية».

وطالب الحكومة اللبنانية «باتخاذ قرار شجاع بفتح البحر والسماح لمن يريد المغادرة، وعندها لبنان هو الذي سيضع شروطه ولن يتلقى الشروط».

وفي المقابل، يعاود أركان «الخماسية» اجتماعاتهم غدا في مجمع السفارة الأميركية في عوكر شرق العاصمة بيروت، بحضور كامل للسفراء أعضاء المجموعة السعودي والقطري والمصري والفرنسي، الذين سيحلون بضيافة السفيرة الأميركية ليزا جونسون. وبدا ان المهلة التي حددتها الأخيرة سابقا، بحسب ما نقله عنها عدد من النواب، لإنجاز الاستحقاق الرئاسي قبل نهاية مايو، مرشحة للانتهاء دون تحقيق الهدف المنشود، وإن كانت جونسون ورفاقها السفراء، يسعون إلى إحداث خرق في الملف المعلق إنجازه منذ 31 أكتوبر 2022.

وفي هذا الإطار، قال مصدر مطلع لـ «الأنباء» ان اللجنة الخماسية «ستقوم بمراجعة شاملة لتحركها، وأمامها خياران: إما وضع سقف لهذا التحرك بهدف ممارسة ضغط على الأطراف المختلفة لتقديم تنازلات وإحداث تقارب في المواقف لإنجاح الاستحقاق الرئاسي. أو مواصلة مهمتها بالديناميكية الحالية، لإبقاء الوضع تحت السيطرة في انتظار توافر الفرصة الملائمة لانتخاب رئيس الجمهورية».

المصدر: جريدة الحقيقة

إقرأ أيضاً:

مؤتمر مستقبل الطيران 2024 يختتم فعالياته في الرياض بعد تخطيه التوقعات على مستوى المشاركة وحجم الصفقات

المناطق_الرياض

اختتمت في العاصمة الرياض اليوم، فعاليات مؤتمر مستقبل الطيران 2024، في نسخته الثالثة، والذي أقيم تحت رعاية خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود -حفظه الله- وبتنظيم الهيئة العامة للطيران المدني، خلال الفترة من 20 – 22 مايو الجاري تحت شعار “تعزيز مستوى الربط العالمي”، بتوقيع 102 مذكرة تفاهم واتفاقية وصفقة بقيمة إجمالية تزيد عن 75 مليار ريال، وعدداً من عروض تمكين الاستثمار في قطاع الطيران السعودي، التي تبلغ قيمتها 100 مليار دولار، بمشاركة 26 جهة عارضة.

وشهد المؤتمر الذي افتتحه معالي وزير النقل والخدمات اللوجستية رئيس مجلس إدارة الهيئة العامة للطيران المدني المهندس صالح بن ناصر الجاسر، في مستهل أسبوع احتفالي كبير وتظاهرة لقطاع الطيران هي الأكبر من نوعها عالميا، بمشاركة أكثر من 8500 من خبراء وقادة قطاع الطيران العالمي، وبحضور رفيع المستوى ضم 31 وزيراً و77 من قادة هيئات الطيران المدني في 130 دولة، حيث فاق المؤتمر على مدار أيامه الثلاثة كافة التوقعات حول حجم الصفقات التي عقدت به.
وقال معالي رئيس الهيئة العامة للطيران المدني الأستاذ عبد العزيز بن عبد الله الدعيلج: إن النجاح الكبير الذي حققه مؤتمر مستقبل الطيران في نسخته الثالثة، وتخطيه لكل التوقعات على مستوى المشاركة وحجم الصفقات والاتفاقيات، يؤكد المكانة البارزة التي تتمتع بها المملكة في قطاع الطيران العالمي، وامتلاكها كافة المقومات لقيادة قطاع الطيران في منطقة الشرق الأوسط.

أخبار قد تهمك وزير السياحة: المملكة تقود جهودًا كبرى لتحسين السياحة المحلية 20 مايو 2024 - 7:34 مساءً رئيس هيئة الطيران المدني: نمو حركة المسافرين في المملكة 20 % خلال هذا العام.. وتحسين تجربة الركاب أبرز أولوياتنا 20 مايو 2024 - 7:24 مساءً

وأضاف معاليه، أن منظومة الطيران المدني في المملكة تسعى إلى تحقيق أهداف الاستراتيجية الوطنية للطيران، المتمثلة في الوصول إلى 330 مليون مسافر سنوياً وزيادة نطاق الربط الجوي للمملكة إلى أكثر من 250 وجهة دولية وزيادة حجم الشحن الجوي إلى 4.5 مليون طن بحلول عام 2030، لذا تحرص المملكة على استضافة الفعاليات الدولية الكبرى مثل مؤتمر مستقبل الطيران، لتشارك في رسم مستقبل القطاع على المستوى العالمي، ولتبادل واكتساب الخبرات التي تساعدها على تحقيق هذه الأهداف الطموحة، واستعراض حجم الفرص الاستثمارية الكبيرة التي يوفرها قطاع الطيران السعودي.

وشهد المؤتمر إقامة 73 جلسة حوارية مختلفة، بمشاركة 300 متحدث، بينهم وزراء ومسؤولو هيئات الطيران في البلدان المشاركة وقادة منظمات الطيران والشركات السعودية والعالمية، حيث ركزت محاور الجلسات على موضوعات القدرات البشرية ومستقبل القطاع، وسبل التعاون وشبكة المنظمات بالطيران المدني، وملفات الاستدامة والابتكار والتقنية، وفرص الأعمال بالقطاع.

وأطلقت الهيئة العامة للطيران المدني خلال المؤتمر، تقرير حالة قطاع الطيران بالمملكة في نسخته الأولى، الذي أظهر مساهمة قطاع الطيران المدني في اقتصاد المملكة بـ 53 مليار دولار، وتوفير 958 ألف وظيفة في مختلف مناطق المملكة، كما قامت الهيئة بإصدار خارطة طريق الطيران العام، بهدف تطوير قطاع طائرات رجال الأعمال والطائرات الخاصة في المملكة، وزيادة حجمه عشرة أضعاف بحلول عام 2030، من خلال تخصيص 6 مطارات للطيران العام و9 صالات في المطارات التجارية، حيث يتوقع أن تسهم الخارطة في توفير 35 ألف وظيفة جديدة.

كما وقعت الهيئة على مدار أيام المؤتمر، العديد من اتفاقيات خدمات النقل الجوي، مع كل من كيريباتي، وغرينادا، ومالاوي، ورومانيا، وبليز، وإريباتي، وساو تومي وبرينسيبي، وجمهورية ليتوانيا، وجمهورية السلفادور، وألبانيا وأوزبكستان، وموزمبيق ومملكة إسواتيني وكمبيوديا وبروناي دار السلام، في الوقت ذاته، وقعت شركة الخطوط السعودية صفقة مع شركة إيرباص العالمية، لشراء 105 طائرات من طراز A320-NEO وA321-NEO، بهدف توسيع وتحديث أسطولها وتعزيز الربط الجوي مع دول العالم.

وجاء مؤتمر مستقبل الطيران، في مستهل أسبوع حافل لقطاع الطيران المدني في المملكة، حيث استضافت الرياض بالتزامن مع المؤتمر 12 فعالية من فعاليات الطيران البارزة، يأتي في مقدمتها القمة العالمية لمنظمة الطيران المدني العالمية “إيكاو” للتسهيلات، والتي أقيمت بالتعاون مع المكتب الإقليمي لمنظمة الطيران المدني الدولي، وبمشاركة 30 متحدثاً وأكثر من 500 من خبراء ومختصين في مجال الطيران، للحديث عن آفاق تطور صناعة الطيران العالمية والتحديات التي ما تزال تواجهها.

كما استضافت الرياض أيضاً المؤتمر والمعرض العالمي لمجلس المطارات الدولي (WAGA 2024)، والذي أقامته شركة “مطارات الرياض” بحضور معالي رئيس مجلس منظمة الطيران المدني الدولي (الإيكاو) السيد سالفاتوري شاكيتانو وقادة قطاع الطيران والرؤساء التنفيذيين للمطارات وبمشاركة أكثر من 800 متخصص من مختلف أنحاء العالم، حيث يقام المؤتمر للمرة الأولى في منطقة الشرق الأوسط، مما يعكس الدور الفاعل للمملكة في قطاع إدارة المطارات والطيران.

ومن بين الفعاليات التي أقيمت بالتزامن مع مؤتمر مستقبل الطيران 2024، اجتماع اللجنة التوجيهية للمنظمة الإقليمية لمراقبة السلامة الجوية لدول الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، بمشاركة منظمة الطيران المدني الدولي “إيكاو” ومنظمة الطيران المدني العربية، حيث هدف الاجتماع إلى متابعة أعمال المنظمة، وتعزيز ودعم برنامج السلامة للدول الأعضاء بالمنظمة في مجال مراقبة السلامة الجوية.

وكان اليوم الأول للمؤتمر، قد شهد الإعلان عن جوائز المطارات السعودية لعام 2023، ضمن نتائج برنامج “التقييم الشامل لجودة خدمات المطار” للعام 2023، الذي يعد واحداً من مبادرات وبرامج الهيئة العامة للطيران المدني، ويهدف إلى تقييم جودة الخدمات المقدمة للمسافرين في مطارات المملكة والارتقاء بها وتحسين تجربة السفر، وشملت الجوائز نوعين: “الجوائز الرئيسية” للمطارات الأعلى تقييما لكل فئة حسب أعداد المسافرين والتي تحتوي على تقييم المطارات بناء على جميع عناصر برنامج التقييم الشامل، إضافة إلى “الجوائز الثانوية” التي يتم من خلالها تقييم المطارات بناء على أفضل المناطق الأساسية في رحلة السفر أو الإجراءات التي يخضع لها المسافر داخل المطار.

مقالات مشابهة

  • ميقاتي هنأ نظيره الإسبانيّ على الإعتراف بالدولة الفلسطينية.. واستقبل وفداً أردنيّا
  • ميقاتي عقد سلسلة لقاءات واجتماعات في السرايا
  • متى: نحن دعاة لحوار تحت سقف الدستور
  • ترقّب لمؤتمر بروكسل ومعركة صامتة بين لبنان ومفوضية النازحين
  • مؤتمر مستقبل الطيران 2024 يختتم فعالياته في الرياض بعد تخطيه التوقعات على مستوى المشاركة وحجم الصفقات
  • وزير الري يشارك فى جلسة "على الطريق إلى مؤتمر الأمم المتحدة للمياه 2026"
  • ميقاتي استقبل وفداً مشتركاً من الرياضي و الحكمة: لا يمكن التفريق بينكما وكرة السلة مهمة جداً
  • مناقشة خطط الحكومة لاجتماع "شركاء فلسطين" في بروكسل الأسبوع المقبل
  • بالفيديو..توقيف جلسة الأسئلة بمجلس النواب بسبب غياب الوزراء!
  • ضبط شحنة اسلحة في طريقها الى بيروت.. ومفوّضية اللاجئين تسحب كتاب النازحين