الوطن:
2024-06-09@03:41:18 GMT

حسام أبوالنصر يكتب: النكبة ورحلة البحث عن الخيمة

تاريخ النشر: 14th, May 2024 GMT

حسام أبوالنصر يكتب: النكبة ورحلة البحث عن الخيمة

نحن لا نحيى ذاكرة النكبة لأنها لم تغادرنا بعد كل هذه العقود، فمشهد الخيام يتكرر فى جنوب غزة، بعد مرور ٧٦ عاماً، ومشهد عبور جسر وادى غزة، يذكرنا بعبور جسر الأردن عام ١٩٤٨، ومشهد البحث عن طعام يذكرنا بوكالة المؤن وطوابير (الكبونات) المساعدات، بل إن شهداء سقطوا بسقوط المساعدات عليهم، ومشهد الوقوف بالمئات أمام حمام عمومى، ليقضى الناس حاجتهم فى ظروف غير صحية، حمام واحد لألف شخص، ومشهد الجثث فى شوارع جباليا وبيت لاهيا والشيخ عجلين والشجاعية وحتى الوسطى وخان يونس ورفح، يذكرنا بمذابح قرانا ومدننا المهجرة دير ياسين، والطنطورة، ولفتا وغيرها، القصف اشتد بعد كل هذه السنوات وصمود الأهالى ومقاومتهم الحصار، يذكرنا بصمود قرية دير سنيد عام ٤٨ ودفاع القوات المصرية عن غزة، شكل الموت اختلف وكل شىء اختلف، إلا الاحتلال بقى إسرائيلياً أكثر وحشية، ولا قوات عربية أو دولية تدافع عن شعب أعزل، مذابح ومجازر بالجملة وعدد النازحين المهجرين عام ٢٠٢٤ ثلاثة أضعاف من نزحوا وهجروا عام ١٩٤٨ فى نكبة أكبر من النكبة بل إن حجم الدمار فى قطاع غزة وحده يفوق ما دمر عام ١٩٤٨ فى فلسطين كلها، حرب شرسة استهدفت حتى المدنيين والطواقم الطبية والصحفية الفلسطينية والتاريخ والآثار، وراح فيها ٤٥ ألف شهيد أى أضعاف من سقطوا شهداء عام ٤٨، مما يتطلب منا البحث عن مصطلح جديد يضاهى تعبيره النكبة، الناجون كأنهم أموات، من شدة ما رأوا، حكايات تدمى القلوب، أيتام بالجملة، وأرامل بالآلاف ورجال بلا عائلات، وبكاء يغرق نهرَى النيل والفرات، وعائلات مسحت بأكملها من الوجود، أجساد أكلها الجوع، وأكباد مزقها الوباء، حصار يشتد، ومساعدات لا تفى لإطعام طيور المواسم، كلاب وقطط تأكل الجثث، الناس فى حالة توهان.

الآن دخلنا الشهر الثامن ومن نزوح إلى نزوح، كل الجهات المحلية والدولية تعرف عدد النازحين، وأماكن وجودهم، السؤال هو لماذا حتى الآن هناك أناس دون خيام! ولماذا تباع الخيام إذا كانت تأتى دعماً للشعب المهجر! ما الذى يحدث؟! وإذا اتفقنا أن المساعدات تسرق لكن الخيام معروف عددها حسب الإحصاء واستعمالها لكل عائلة مرة واحدة، لماذا هذا العذاب؟! وفى حال تمت الصفقة وعاد الناس إلى الشمال كم خيمة نحتاج؟! وهل الناس ستنام فى العراء؟! ألم يكن خلال ٨ شهور حساب لكل ذلك؟! الاحتلال متغطرس وفاشى ومجرم، لكن علينا أن نعترف أن هناك سوء إدارة، وهناك شبهات فساد مانحين، وهناك تجارة موت، غزة لا تتحمل كل هذا الكذب والظلم، ما يحدث جريمة ضد شعبنا فى غزة علينا أن نتوقف عندها طويلاً، وإذا حدث كل ذلك قبل الإعمار فماذا سيكون مصير شعب غزة خلال الإعمار؟ حتى النزوح تكلفته تصل إلى ٣٠٠ دولار يعنى أن يبقى تحت القصف لأنه لا يملك ثمن النزوح! فيستشهد، والمكان الذى سيذهب له غير مجهز بالخيم، وأقل خيمة جديدة تكلفتها ١٠٠٠ دولار، أى تكلفة النكبة كانت أقل من مقتلة اليوم بكثير، حتى الموت أصبح له تكلفة، فلا مقابر تؤويك حتى، ولا يوجد قيادة ميدانية من أى فصيل، حالة فوضى عارمة، الناس تعيش بتفاقيد الله، لا ضمانات لا مستقبل، لا هدنة، لا صفقة، موت أشد، وقصف أعنف، الكل يتفرج، ونحن نحتفل بإعلان العضوية فى الأمم المتحدة، ما زال الوضع أشد سوداوية، العالم منفصل عن واقع غزة، نحن فى عالم موازٍ، غزة فقط الحقيقة بل هى الحقيقة المطلقة، إما أن تنقذوا الحقيقة وإما ستموت مع غزة.

 

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: فلسطين غزة الاحتلال النكبة إسرائيل

إقرأ أيضاً:

«الحرية المصري» يدين استهداف قصواء الخلالي: إسرائيل تغتال من ينقل الحقيقة

أدان حزب الحرية المصري ما تعرضت له الإعلامية قصواء الخلالي من حملة استهداف وإرهاب ممنهجيين من جماعات الضغط الأمريكية الصهيونية الداعمة لإسرائيل في الولايات المتحدة الأمريكية، وذلك بسبب كشفها لحقائق المذابح والمجازر في غزة ورفح، كما أعلن الحزب تضامنه الكامل معها ضد هذه الحملة الممنهجة.

إسرائيل تغتال من ينقل الحقيقة

وأ10كد النائب أحمد مهني، نائب رئيس حزب الحرية المصري والأمين العام وعضو مجلس النواب، في بيان حملات التضليل التي ظهرت من خلال بعض المراكز الإعلامية الغربية في دعم الصهيونية ضد كل من يدافع عن القضية الفلسطينية، تؤكد وجود خطة لطمس الحقيقة، وهذه الحملات تستخدم الأساليب الإعلامية للتغطية على جرائم الحرب التي تقوم بها إسرائيل في غزة منذ اليوم الأول من اندلاع الحرب، وحاولت النيل من جهود مصر في حل الأزمة والوقوف بجانب الشعب الفلسطيني مسبقًا.

الإعلام يتابع الأحداث تحت النار

وأشار إلى أن الإعلام المصري يقدم تغطية واضحة وصريحة تكشف للعالم ما تقوم به إسرائيل من انتهاكات ضد الأطفال والشيوخ والنساء، وأكد أن الإعلام يتابع الأحداث تحت النار والدمار في حرب لا تحترم من ينقل الحقيقة وتقتل الجميع، حتى من يرتدي سترة نقل الخبر،  ذلك لن نتنازل عن حل شامل وعادل للقضية الفلسطينية دون اللجوء لمخططات التهجير القسري وتحقيق طموحات الغزو والسطو لدى إسرائيل للاستيلاء على غزة ورفح.

مقالات مشابهة

  • "صفع" عمرو دياب لأحد معجبيه.. فيديو جديد يوضح الحقيقة
  • وفاة نجمة باب الحارة ”فريال” ..إليك الحقيقة
  • قضايا العلم وجدليّاته.. بين الحقيقة والخيال
  • «الحرية المصري» يدين استهداف قصواء الخلالي: إسرائيل تغتال من ينقل الحقيقة
  • طبيب يكشف الأسباب الحقيقة لتساقط الشعر
  • الحوثي يكشف تفاصيل استهداف حاملة الطائرات الأمريكية “أيزنهاور” ورحلة الهروب المذلة
  • «مصر للطيران» تسير اليوم 27 رحلة جوية إلى الأراضي المقدسة
  • خروج القاضي ”عبدالوهاب قطران” من سجون الحوثي...إليك الحقيقة
  • ياسمين عز عن حلاقة محمد صلاح: لما الجماجم تتلاقى هيكون في صالح المنتخب
  • مرسى علم تستقبل 14 رحلة دولية اليوم الخميس