منظمة دولية: يمنيون يواجهون مخاوف تتعلق بالخصوصية اثر إعادة بيع شركات الاتصالات أرقام هواتفهم (ترجمة خاصة)
تاريخ النشر: 14th, May 2024 GMT
سلطت منظمة دولية معنية بالدفاع عن حقوق الإنسان في العالم الرقمي، الضوء على انتهاك شركات الاتصالات لخصوصياتهم وبيع أرقام هواتفهم لأشخاص آخرين بشكل عير مصرح به.
وقال منظمة "سمكس" التي تهتم بالنهوض والدفاع عن حقوق الإنسان في العالم الرقمي في منطقة غرب آسيا وشمال إفريقيا- في تقرير لها ترجمه للعربية "الموقع بوست" إن اليمنيين يواجهون مخاوف تتعلق بالخصوصية حيث تقوم شركات الاتصالات بإعادة بيع أرقام هواتفهم القديمة لعملاء آخرين دون سابق إنذار، مما يؤدي إلى انتهاك الخصوصية، بينما تلتزم شركات الاتصالات الصمت بشأن هذا الأمر.
وأضافت أن "تداعيات فقدان الأشخاص لأرقام هواتفهم تمتد إلى ما هو أبعد من مجرد ملكيتها؛ أنه ينطوي على انتهاك لأمنهم وخصوصيتهم".
وأوردت المنظمة في تقريرها تصريحات لضحايا تلك الشركات ممن تعرضوا لانتهاك خصوصياتهم، بسبب بيع الشركات أرقام جوالاتهم لأشخاص آخرين.
الموقع بوست يعيد نشر نص التقرير:
"لماذا تشارك ابنتك صورها عبر الواتساب؟" سؤال موجه من أحد موظفي شركة الاتصالات اليمنية العمانية المتحدة (YOU) إلى العميل الذي زار مكتب الشركة في تعز للشكوى: تم بيع رقم هاتف ابنته، الذي تستخدمه في الواتس اب ومنصات التواصل الاجتماعي الأخرى، إلى شخص اخر.
وشهد الناشط المجتمعي اليمني محمد عبد الله هذه الحادثة أثناء زيارته لمقر الشركة لإجراء معاملات شخصية. وروى أن صاحب الشكوى تحدث عن حالات ابتزاز ورسائل مسيئة موجهة لابنته وأصدقائها من قبل الشخص الذي حصل على رقمها، لـ SMEX.
في الآونة الأخيرة، ظهرت العديد من الشكاوى على وسائل التواصل الاجتماعي من المستخدمين الذين عبروا عن استيائهم من قيام الغرباء بمشاركة أرقام الاتصال الخاصة بهم منذ فترة طويلة. والتزمت شركات الاتصالات اليمنية الصمت بشكل واضح، وامتنعت عن إصدار بيانات رسمية.
تقوم شركات الهاتف اليمنية، بما في ذلك الشركة اليمنية للاتصالات المتنقلة وسبأفون ويو (MTN سابقًا)، بإعادة بيع الأرقام غير النشطة، حتى لو تم دفع ثمنها بانتظام، وذلك بسبب مجموعة من العوامل، بما في ذلك الصراع المستمر منذ عام 2014. وقد أدى ذلك إلى تفاقم التحديات التشغيلية التي تواجهها شركات الاتصالات. كما أدى إدخال خدمات الجيل الرابع إلى زيادة الطلب، مما أدى إلى إرهاق قدرة الشركات على تخصيص أرقام جديدة. وبالتالي، يتم إعادة إصدار الأرقام غير النشطة أو منتهية الصلاحية لتلبية الطلب على الاشتراكات الجديدة. ويمكن أن يساهم سوء الإدارة أيضًا في هذه المشكلة.
المصادرات المستمرة: اتجاه مستمر
في عام 2022، قامت شركة يمن موبايل للاتصالات، المملوكة للدولة والقطاع الخاص والصناديق الائتمانية، بإدخال خدمات الجيل الرابع (4G) إلى السوق اليمنية. وقد أدى ارتفاع الطلب إلى زيادة قدرة الشركة على تخصيص أرقام جديدة، مما أدى إلى استخدام الأرقام غير النشطة أو منتهية الصلاحية، والتي يفترض أن أهملها أصحابها لفترة محددة.
اكتشفت الناشطة الحقوقية اليمنية شروق الرفاعي أنه تم إعادة تخصيص رقم هاتفها الخاص لشخص آخر. وكشفت في مقابلة مع "سمكس"، أن الشخص الذي حصل على رقمها انتحل شخصيتها، وطلب المال من أصدقائها وأقاربها تحت ستار الضائقة المالية. كما طلب المحتال من أصدقائها مشاركة الصور الخاصة. وظلت الرفاعي غير مدركة للموقف حتى اشتبهت إحدى صديقاتها في حدوث خطأ ما.
"لقد أثرت هذه المحنة بشكل كبير على حياتي، مما أدى إلى قطع علاقاتي مع العديد من المعارف والأصدقاء"، قال الرفاعي لـ "سمكس". وعلى الرغم من زيادة رصيد الهاتف المحمول بشكل منتظم، فقد أكدت أن شركة الاتصالات باعت رقمها دون إشعار مسبق. عند التواصل مع الشركة، واجهت رسومًا باهظة لاسترجاع الرقم. كان رقم الرفاعي حاسما لأنه كان بمثابة الموثق لحساباتها على وسائل التواصل الاجتماعي، المرتبطة بميزات مثل التحقق من خطوتين.
وواجه الصحفي اليمني والمتخصص في حقوق الإنسان عصام بلغيث مأزقا مماثلا. وبعد سنوات من الاحتجاز على يد جماعة الحوثيين أنصار الله في صنعاء قبل إطلاق سراحه في عام 2022، كان يفتقر إلى وثائق الهوية المناسبة لشراء بطاقة SIM. طلب بلغيث المساعدة من أحد الأصدقاء للحصول على رقم جديد منك في مأرب. ومع ذلك، تم قطع وصوله إلى WhatsApp فجأة بعد بضعة أيام. وبعد أن طلب رقمه من هاتف آخر، اكتشف أن شخصًا آخر قد اشتراه.
وإدراكًا منه أن تصحيح المشكلة من خلال شركة الاتصالات قد يكون عملية طويلة، اختار بلغيث، الذي كان رقمه المفقود مهمًا لحياته المهنية، الاتصال بالمشتري مباشرة. والمثير للدهشة أن استرجاع الرقم كان سهلاً، إذ كان من السهل على الفرد إقناعه. ومع ذلك، عندما زار بلغيث المقر الرئيسي للشركة لمعالجة المشكلة، لم يواجه سوى موظفين غير مبالين وغير راغبين في المساعدة.
وفي عام 2021، تم بيع شركة الاتصالات MTN، وهي شركة جنوب أفريقية متعددة الجنسيات ومزودة للاتصالات المتنقلة، إلى مستثمرين غير يمنيين، وتم تغيير علامتها التجارية لتصبح شركة YOU. ونددت الحكومة في عدن بالبيع ووصفته بأنه غير قانوني. ونتيجة لذلك، صدر قرار بمنع الشركة من العمل في المناطق التي يسيطر عليها الحوثيون، مما اضطر المشتركين إلى التحول إلى خدمات يمن موبايل. حاول الكثيرون الاحتفاظ بأرقامهم لاستخدام WhatsApp من خلال زيادة الرصيد. ومع ذلك، فقدت هذه الأرقام في نهاية المطاف.
لقد تجاوزت المشكلة حدودك، لتؤثر على مشتركي يمن موبايل، أكبر مزود للاتصالات في اليمن. ومع طرح الشركة لخدمات الجيل الرابع، توسعت عملياتها، مما أدى إلى زيادة عدد المشتركين، بما يتجاوز العشرة ملايين. ونظرًا لقاعدة المشتركين المتنامية، قدمت الشركة فئة أرقام جديدة تبدأ بـ 78.
إن التجارب التي واجهها مستخدمو يمن موبايل تعكس تجارب مستخدميك. روت رقية دنانة، صحفية يمنية مقيمة في عدن، في مقابلة مع سمكس كيف تواصل أصدقاؤها بشكل غير متوقع للاستفسار عن محاولاتها لإجراء مكالمة فيديو في وقت متأخر من الليل، ملاحظين تغيرات في نمط كلامها ولهجتها، والتي لم يكن لديها علم مسبق بها.
ومثل محنة الرفاعي، ظلت دنانة غافلة عن الحقيقة حتى زارتها صديقتها للاستفسار عن التغيير السلوكي، كما أفصحت لـ "سمكس". كانت أيضًا متسقة مع زيادة رصيد هاتفها المحمول برقمها الذي احتفظت به منذ فترة طويلة لمنع فقدانه. وزارت دنانة مقر شركة يمن موبايل في عدن، حيث ادعى الموظفون أن هاتفها كان معطلاً ومغلقاً لبعض الوقت، مما أدى إلى بيع رقمها. ونُصحت "بالتواصل مع المشتري" ومحاولة التوصل إلى تفاهم. وكانت لا تزال غير ناجحة في وقت كتابة هذا المقال.
وتمتد هذه الظاهرة إلى ما هو أبعد من التواصل عبر الهاتف ووسائل التواصل الاجتماعي، كما تظهر تجربة محمد عوض التي شاركها مع SMEX. أثناء تحصيل حوالة أرسلها أحد أقاربه في محل صرافة في مأرب، اندهش عواس عندما علم أن الرقم الذي كان يملكه لسنوات عديدة مسجل باسم شخص آخر، مما يجعله غير قادر على استلام الحوالة.
وزار عوض مقر الشركة لكن قيل له إن الرقم قد بيع لشخص آخر ولم يعد ملكا له. ونصحوه بـ”الاتصال بمشتري الرقم والتفاوض على التفاهم”. وأعرب عوض لـ SMEX عن أن هذا التطور غير المتوقع أدى إلى تعطيل سير عمله، مما اضطره إلى النشر على فيسبوك والتنصل من أي ارتباط بالرقم.
ردود الشركات
وتواصلت منظمة "سمكس" مع مدير العلاقات العامة في يمن موبايل، عبد الرحمن الزيادي، الذي أوضح أن بيع الأرقام غير النشطة يتوافق مع الإطار التنظيمي الذي وضعته وزارة الاتصالات. ينص هذا الإطار على أنه لا يمكن للشركات تقديم فئات جديدة إلا بعد تقديم تقارير سنوية تتضمن تفاصيل الأرقام النشطة. وقد ردد قسم التسويق في شركة YOU مشاعر مماثلة.
وفيما يتعلق بمصادرة الأرقام، أكد الزيادي أن الأرقام غير النشطة تخضع للمصادرة بعد ستة أشهر من عدم النشاط. علاوة على ذلك، لم يعودوا يبيعون الأرقام المصادرة على الفور ويمنحون المشتركين مهلة شهرين لاستعادة أرقامهم. ومع ذلك، بمجرد نقل الرقم إلى فرد آخر، لا تستطيع الشركة إجبار المشتري على إعادته.
أوضحت لـ " سمكس" أن اتفاقية المشترك تتضمن بنداً يقضي بعدم ترك المشترك رقمه غير نشط لمدة ثلاثة أشهر متتالية، مما يمنح الشركة الحق في سحبه وإعادة بيعه.
ولم يتم تلقي أي رد من شركة سبأفون ومقرها صنعاء حتى وقت نشر التقرير.
ويرى خبير برمجة الاتصالات ماجد العور، أن المشكلة قد تكون في أنظمة الشركات، التي تصنف رقما غير نشط حتى لو تم إعادة شحن رصيده بانتظام. وشدد العور في مقابلة مع "سمكس" على أن الشركات تستخدم خوارزميات محددة تقوم تلقائيًا بتعطيل الأرقام التي لا يوجد بها أي نشاط اتصال.
علاوة على ذلك، أشار العور إلى أن مواطن الخلل البرمجية يمكن أن تساهم أيضًا في السحب السريع للأرقام غير النشطة دون التحقق المناسب من النشاط. تتحمل الشركات مسؤولية تصحيح هذه المشكلات وإخطار المشتركين إذا لزم الأمر.
مصادرة الخصوصية
إن تداعيات فقدان الأشخاص لأرقام هواتفهم تمتد إلى ما هو أبعد من مجرد ملكيتها؛ أنه ينطوي على انتهاك لأمنهم وخصوصيتهم. وتلقت نور خالد، مهندسة يمنية متخصصة في الأمن الرقمي، العديد من الشكاوى خلال الأشهر الثلاثة الماضية من أفراد اكتشفوا مشاركة أرقامهم مع غرباء، خاصة بين مستخدمي يمن موبايل.
وشدد خالد، في لقاء مع "سمكس"، على أن مسألة مصادرة الأرقام تشكل أحد أخطر التحديات الناجمة عن حالات الابتزاز الناجمة عنها، خاصة وأن المشتركين غالباً ما يستخدمون أرقامهم لتفعيل التحقق بخطوتين، وربطهم بجميع حساباتهم و الحضور الرقمي.
وأشار خالد إلى أن الحل الوحيد للمستخدمين في اليمن حالياً هو تفعيل خاصية التحقق بخطوتين وربطها بعناوين بريدهم الإلكتروني بدلاً من أرقام هواتفهم.
وتعمل في اليمن أربع شركات اتصالات متنقلة، مقرها الرئيسي في العاصمة صنعاء، وتخضع لسيطرة حركة الحوثيين منذ عام 2014، وتقدم خدماتها لأكثر من ثلاثين مليون مواطن يمني.
أول شركة للهاتف المحمول تأسست في اليمن عام 2001 هي شركة سبأفون، وتميزت بعدد فئات تبدأ بـ 711.
وبالتزامن مع ذلك، في عام 2001، ظهرت شركة سبيستل اليمن بعدة فئات تبدأ بـ 733. ثم تم الاستحواذ على شركة سبيستل اليمن من قبل مجموعة شركات MTN العالمية في عام 2001.
عام 2006، ليتم بيعها مرة أخرى في عام 2022 لمجموعة من المستثمرين غير اليمنيين. وفي عام 2007 تم افتتاح شركة واي Telecom بأرقام تبدأ بـ 700، ولكن دون أن تحقق نجاح سابقاتها.
بدأت شركة يمن موبايل عملياتها في عام 2004، حيث قدمت فئات أرقام تبدأ بـ 777. وباعتبارها شركة مساهمة، تمتلك الحكومة اليمنية، من خلال مؤسسة الاتصالات، أكبر مساهمة.
المصدر: الموقع بوست
كلمات دلالية: اليمن شركات الاتصالات حقوق الخصوصية تكنولوجيا التواصل الاجتماعی شرکات الاتصالات شرکة الاتصالات أرقام هواتفهم مما أدى إلى یمن موبایل إعادة بیع فی الیمن تبدأ بـ ومع ذلک مع ذلک فی عام
إقرأ أيضاً:
وزير الاتصالات: 180% نمواً فى عدد شركات العاملة فى مجال التعهيد بمصر منذ 2021
أكد الدكتور عمرو طلعت وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات أن مصر تواصل جهودها فى الاستثمار في تعزيز قدراتها الرقمية وتبني التقنيات الناشئة وفى مقدمتها الذكاء الاصطناعى من خلال تنفيذ استراتيجية متكاملة تستهدف بناء مصر الرقمية.
وأضاف أن قطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات أصبح أحد الركائز الأساسية للنمو الاقتصادي في مصر، مشيرًا إلى أن القطاع هو الأعلى نموًا بين قطاعات الدولة بمعدل نمو سنوي بلغ 16%، كما تضاعفت مساهمة القطاع في الناتج المحلى الإجمالي خلال السنوات السبع الأخيرة لترتفع من 3.2% إلى 6%.
جاء ذلك في الكلمة التي ألقاها الدكتور عمرو طلعت خلال مشاركته في جلسة بعنوان «تسريع التحول الرقمي في مصر من خلال الذكاء الاصطناعي لتحقيق النمو الاقتصادي» ضمن فعاليات منتدى قادة السياسات بين جمهورية مصر العربية والولايات المتحدة لعام 2025، وذلك بحضور عمر مهنا رئيس مجلس إدارة غرفة التجارة الأمريكية بالقاهرة، والمهندس أحمد الظاهر الرئيس التنفيذي لهيئة تنمية صناعة تكنولوجيا المعلومات، وأعضاء غرفة التجارة الأمريكية ومجلس الأعمال المصري الأمريكي، وعدد من قيادات شركات تكنولوجية عالمية.
وتابع الدكتور عمرو طلعت أن المواطن هو محور اهتمام استراتيجية مصر الرقمية، التي تهدف إلى تمكينه من الوصول إلى الخدمات الرقمية، وتنمية مهاراته الرقمية، بما يؤهله للحصول على فرص عمل متميزة، مشيرا إلى أنه يتم توفير مجموعة متنوعة من برامج بناء القدرات الرقمية التي تستهدف جميع المواطنين من مختلف المراحل العمرية.
وأوضح أن ارتفاع عدد المتدربين من 4 آلاف متدرب فى عام 2018 إلى 500 ألف متدرب سنويًا حاليًا، مؤكدا حرص الوزارة على توفير برامج تعليمية متقدمة لإعداد كوارد رقمية متخصصة من خلال إنشاء مدارس "WE" للتكنولوجيا التطبيقية، والتى بلغ عددها حتى الآن نحو 19 مدرسة فى مختلف المحافظات، إلى جانب إنشاء جامعة مصر للمعلوماتية بمدينة المعرفة بالعاصمة الإدارية الجديدة، والتى تُعد أول جامعة متخصصة في الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات فى إفريقيا، لافتا إلى أنه يتم العمل على تهيئة بيئة محفزة للابتكار الرقمى وريادة الأعمال فى كافة أنحاء الجمهورية من خلال نشر مراكز إبداع مصر الرقمية والتى بلغ عددها حتى الآن نحو 24 مركزا فى 20 محافظة.
وأكمل الدكتور عمرو طلعت أن مصر تعد مركز عالمى لتصدير خدمات التعهيد، بفضل ما تمتلكه من مقومات تنافسية عززت من ثقة الشركات العالمية لتوسيع استثماراتها فى مصر، موضحا زيادة عدد الشركات العاملة فى مجال التعهيد في مصر بنسبة 180% منذ عام 2021 لترتفع من 64 شركة إلى أكثر من 180 شركة قامت بإنشاء ما يزيد عن 200 مركز لخدمات التعهيد، كما ارتفعت صادرات خدمات التعهيد بنسبة 80% خلال 3 سنوات.
وأكد اهتمام الدولة بتوطين صناعة الإلكترونيات من خلال توفير بيئة محفزة للشركات للاستثمار فى هذا المجال فى مصر، مشيرًا إلى أن هناك حاليًا 9 شركات تقوم بتصنيع الهواتف المحمولة فى مصر، ومن المستهدف إنتاج أكثر من 9 ملايين هاتف محمول خلال العام الجارى، مع تحقيق قيمة مضافة محليا تتجاوز 40%.
وذكر الدكتور عمرو طلعت أن مصر يمر عبر أراضيها أكثر من 90% من حركة البيانات بين قارتى آسيا وأوروبا، حيث يبلغ عدد الكابلات البحرية الدولية التى تمر عبر مصر 20 كابلًا، من بينها 5 كابلات قيد الإنشاء، بالإضافة إلى 10 محطات إنزال، مع خطة لإنشاء محطتين إنزال إضافيتين خلال العام المقبل، مشيرا إلى جهود تطوير البنية التحتية الرقمية فى كافة أنحاء الجمهورية من خلال مد كابلات الألياف الضوئية وانشاء أبراج المحمول.
ولفت الدكتور عمرو طلعت إلى أن التحول الرقمى يمثل أحد المحاور الرئيسية لبناء مصر الرقمية، موضحا أنه تم إتاحة أكثر من 200 خدمة حكومية رقمية للمواطنين، كما يتم تنفيذ العديد من المشروعات التى تستهدف رقمنة العمليات الحكومية ومنها مشروع رقمنة منظومة التأمين الصحى الشامل، وأتمتة نظام حيازة الأراضى الزراعية، موضحا الجهود المبذولة لتهيئة البيئة التشريعية وتبنى السياسات اللازمة لتحقيق حوكمة مؤسسية فعالة بقطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات.
وأشار الدكتور عمرو طلعت إلى جهود الدولة لتعزيز استخدام الذكاء الاصطناعي من خلال تنفيذ الاستراتيجية الوطنية للذكاء الاصطناعى، التى تم إطلاق نسختها الأولى فى 2019، واستكمال هذه الجهود من خلال النسخة الثانية للاستراتيجية التي تم اطلاقها أوائل العام الجارى، موضحا أن النسخة الثانية من الاستراتيجية تستهدف إقامة صناعة للذكاء الاصطناعى مدعومة بالحوكمة والتكنولوجيا والبيانات والبنية التحتية والنظام البيئى والمهارات لضمان استدامتها وقدرتها التنافسية لتعزيز التنمية فى مصر، موضحا أنه يتم تنفيذ عدد من المشروعات لتطوير تطبيقات باستخدام الذكاء الاصطناعي لتوفير حلول مبتكرة فى عدد من القطاعات بما في ذلك تطبيقات للترجمة الألية، ولتطوير منظومة التقاضى، والكشف المبكر عن عدد من الأمراض، والاعتماد على صور الأقمار الصناعية بما يساعد على التعرف على حدود الأراضي الزراعية، والتركيب المحصولى.
واستعرض الدكتور عمرو طلعت أبرز التطورات التي شهدتها مؤشرات قطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات والتى تعكس النمو المتسارع للقطاع، حيث جاءت مصر فى التصنيف (A) بمؤشر جاهزية الحكومة الرقمية الصادر عن البنك الدولي، كما صنفت ضمن المستوى «المتقدم» في مؤشر الأداء التنظيمى للاتصالات الصادر عن الاتحاد الدولي للاتصالات، كذلك تتصدر مصر دول القارة فى ترتيب متوسط سرعة الإنترنت الثابت.
كما تُعد أسعار خدمات الإنترنت الثابت فى مصر ثانى أقل أسعار على مستوى إفريقيا، لافتا إلى تقدم ترتيب مصر 46 مركزًا في مؤشر جاهزية الحكومة فى الذكاء الاصطناعى خلال الفترة من 2019 إلى 2024، كما تعد مصر ضمن أفضل ثلاث دول فى منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا من حيث البيئة الداعمة لنمو الشركات الناشئة وريادة الأعمال.
وتعزيزا لجهود الدولة في اعداد الكفاءات المتخصصة في مجال الذكاء الاصطناعى، شهد الدكتور عمرو طلعت خلال فعاليات المنتدى توقيع مذكرة تفاهم بين وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، وشركة IBM بهدف التعاون فى تدريب وتأهيل 20 ألف متدرب سنويًا بإجمالى 100 ألف متدرب على مدار 5 سنوات، إلى جانب التعاون فى تعزيز الاستخدام المسؤول للتكنولوجيا.
وقع مذكرة التفاهم المهندس رأفت هندي نائب وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات لتطوير البنية التحتية التكنولوجية والتحول الرقمي، والمهندسة مروة عباس المدير العام لشركة IBM بشمال شرق أفريقيا. وذلك بحضور سعد توما المدير العام لشركة IBM بالشرق الأوسط وأفريقيا.
وتنص مذكرة التفاهم على توفير تدريب متخصص من خلال IBM SkillsBuild، وهى منصة تعليمية مجانية تهدف إلى تسهيل الوصول للمهارات التقنية والمهنية المطلوبة فى سوق العمل المستقبلى من خلال مسارات تعليمية تأسيسية ومتقدمة فى الذكاء الاصطناعى، بالإضافة إلى دورة فى الحوسبة الكمية. وتوفر المنصة للمتدربين شهادات اعتماد رقمية معترف بها فى مجالات عالية الطلب مثل الذكاء الاصطناعي وعلوم البيانات والأمن السيبراني.
ويستهدف البرنامج التدريبى شرائح متعددة تشمل الطلاب، والباحثين عن فرص عمل، والمهنيين، ويوفر موارد متخصصة للإرشاد المهني، وتأهيل المسار الوظيفى، ومشاريع عملية.
وستدعم وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات هذا التعاون من خلال إتاحة أماكن التدريب، وتنسيق اختيار المجموعات والأفراد المؤهلين مثل المواهب الشابة والمطورين والمسؤولين وموظفى القطاع العام والخاص والفنيين والخبراء لحضور ورش العمل والبرامج التدريب، ودمج IBM فى الفعاليات الوطنية الرئيسية ذات الصلة بالذكاء الاصطناعى.
كما تنص مذكرة التفاهم على أن تسهم IBM فى تبادل المعرفة ونقل أفضل الممارسات العالمية بشأن أحدث توجهات تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي وتطبيقاتها المتقدمة في مختلف القطاعات، فضلًا عن تعزيز الوعى بالميثاق المصرى للذكاء الاصطناعى المسؤول.
وأكد الدكتور عمرو طلعت أن هذا التعاون يمثل خطوة مهمة نحو تحقيق أحد الأهداف المحورية للاستراتيجية الوطنية للذكاء الاصطناعى، والمتمثل فى توسيع قاعدة المهارات والكفاءات والخبرات المحلية فى مجال الذكاء الاصطناعى بما يعزز الجهود المبذولة لتعظيم الاستفادة من إمكانيات تقنيات الذكاء الاصطناعي في دفع مسيرة التحول الرقمية وتحقيق النمو الاقتصادي، مضيفا أن هذا التعاون فى إطار حرص وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات على إقامة شراكات استراتيجية مع كبرى شركات التكنولوجيا العالمية للاستفادة من خبراتها فى صقل الكوادر المتخصصة فى مجال الذكاء الاصطناعى بالمهارات الرقمية اللازمة لمواكبة التطورات التكنولوجية وتلبية متطلبات سوق العمل المستقبلي.
ومن جانبها، قالت المهندسة مروة عباس «تعكس هذه المذكرة التزام IBM المتواصل بدعم مسيرة التحول الرقمي في مصر. ومن خلال منصة IBM SkillsBuild، نعمل على سد فجوة المهارات الرقمية، وتمكين الشباب، وتعزيز ممارسات الذكاء الاصطناعى الأخلاقية والمسؤولة. نتعاون بشكل وثيق مع وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات لصياغة مستقبل رقمى أكثر مرونة واستدامة، قائم على الابتكار وتنمية الكفاءات الوطنية».
كما شهدت فعاليات المنتدى الإعلان عن مبادرة تستهدف تسريع تبنى الذكاء الاصطناعى فى القطاعات الحيوية وتمكين مصر من الريادة في تطبيق التقنيات الحديثة، وتنفذ هذه المبادرة بالتعاون بين وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات والوزارات المعنية ذات الأولوية وغرفة التجارة الأمريكية فى مصر وشركات التكنولوجيا الأمريكية ومجتمع الأعمال المصرى والأمريكى المهتم بالذكاء الاصطناعى.
وتتضمن محاور عمل المبادرة التعاون فى مجال دعم الشركات الناشئة من خلال توفير تمويل وتوجيه والتشبيك مع المستثمرين، بالإضافة الى تشجيع الابتكار في مجال الذكاء الاصطناعى.
كما تشمل المبادرة التعاون فى مجال بناء القدرات الرقمية من خلال اعداد وتطوير برامج تدريبية، وإدماج الذكاء الاصطناعى فى التعليم، وتبادل الخبرات الدولية فى هذا المجال، وكذلك تعزيز التعاون بين القطاعين الحكومى والخاص فى تنفيذ مشاريع تجريبية مشتركة ومتابعة نتائجها، إضافة الى عقد شراكات بين الشركات من مختلف القطاعات لتطوير حلول مبتكرة.
كذلك تعنى المبادرة بتنظيم حملات للتوعية حول مزايا ومخاطر الذكاء الاصطناعي، فضلا عن التعاون فى حوكمة الذكاء الاصطناعى عبر تنظيم منتديات وورش عمل لوضع أطر أخلاقية وتنظيمية لاستخدام الذكاء الاصطناعى فى مصر.
وسيتم تشكيل لجنة تنفيذية للمبادرة تتضمن جميع شركاء المبادرة على أن تجتمع بشكل دوري لضمان متابعة التنفيذ والتنسيق المستمر.
اقرأ أيضاًكيف يتنبأ الذكاء الاصطناعي بالعواصف وموجات الحر؟
«العدالة الذكية».. مؤتمر قانوني يستعرض مستقبل المنظومة القضائية في عصر الذكاء الاصطناعي
مايكروسوفت تُطرد موظفًا احتجج على تقديم الذكاء الاصطناعي لجيش الاحتلال الإسرائيلي