تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

أكدت صحيفة (البلاد) السعودية، أن المملكة تسعى لتعزيز المساعي الرامية لإحلال الأمن والاستقرار العالميين، ومناصرة قضايا الأمتين العربية والإسلامية.
وذكرت الصحيفة- في افتتاحيتها، اليوم الأربعاء، تحت عنوان "الأمن والاستقرار"- أن تجسيدًا لنهج السعودية الراسخ ودورها الإيجابي على كافة الأصعدة، أكد مجلس الوزراء في جلسته برئاسة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز الحرص على مشاركة دول العالم في التعاون الفاعل في مجال الإغاثة الدولية، وفي هذا السياق، رحب المجلس بتبنّي الجمعية العامة للأمم المتحدة قرارًا يؤيد منح دولة فلسطين عضوية كاملة في المنظمة، والتأكيد مجددًا على ضرورة وقف التصعيد العسكري والانتهاكات الإسرائيلية في حق المدنيين العُزّل.

 
وأضافت أنه في كافة القمم العربية والإسلامية وفي المحافل الدولية، تؤكد السعودية على هذه السياسة الداعمة للاستقرار والبناء والتنمية، وتجلى ذلك خلال رئاستها للقمة العربية السابقة، وقيادتها للعمل المشترك، نحو بلورة تحرّك جماعي وفعّال للدفاع عن قضايا الأمة، وعلى رأسها القضية الفلسطينية باستعادة كافة الحقوق المشروعة؛ وفق قرارات الشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية، وهو ما أشار إليه وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان، خلال الاجتماع التحضيري للقمة العربية، في العاصمة البحرينية المنامة، بالسعي إلى تحقيق طموحات قيادات وشعوب الدول العربية في إرساء قواعد السلام والاستقرار والتنمية.

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: السعودية الملك سلمان بن عبدالعزيز الإغاثة الدولية

إقرأ أيضاً:

د. ثروت إمبابي يكتب: تكامل الزراعة والصناعة.. مفتاح الأمن الغذائي والاستقرار الاقتصادي

في زمنٍ تتفاقم فيه وتيرة التغيرات المناخية، وتزداد فيه الضغوط السكانية على الموارد، تقف الدول على مفترق طرق حاسم: إما أن تعيد صياغة استراتيجياتها التنموية على أساس من التكامل والتكافل بين قطاعاتها الحيوية، أو أن تستسلم لفوضى الفجوات الاقتصادية والتنموية. 

إن ما نشهده اليوم من تحديات في الأمن الغذائي، وارتفاع كلفة الإنتاج، وتدهور سلاسل الإمداد، ليس سوى أعراض لمرضٍ عميق اسمه “الانفصال الهيكلي بين الزراعة والصناعة”. فكيف نرأب هذا الصدع؟ وكيف نعيد هندسة العلاقة بين الحقل والمصنع، ليصبحا جناحين متكاملين لنمو اقتصادي شامل ومستدام؟.

منذ فجر الحضارات، كانت الزراعة أساس الاستقرار البشري، بينما جاءت الصناعة لتضيف قيمة مضافة على هذا الإنتاج الزراعي. لا يمكن تصور صناعة غذائية قوية دون قاعدة زراعية متينة، ولا يمكن للزراعة أن تنمو بمعزل عن الآلات، والمخصبات، وتقنيات التعبئة والنقل التي توفرها الصناعة.

إذًا، العلاقة بين الزراعة والصناعة ليست علاقة اختيار، بل علاقة ضرورة تفرضها طبيعة التنمية الشاملة.
ورغم وضوح هذه العلاقة، إلا أن الواقع يُظهر فجوة واضحة بين القطاعين في كثير من الدول، خاصة في المنطقة العربية ومصر. نرى وفرة في الإنتاج الزراعي أحيانًا، لكن يقابلها ضعف في قدرات التصنيع والتخزين والتسويق. ونرى مصانع غذائية تستورد مواد خام كان يمكن توفيرها محليًا، لولا ضعف التنسيق وسوء التخطيط الزراعي الصناعي المشترك. هذا التناقض يُظهر هشاشة المنظومة الإنتاجية، ويفضح غياب النظرة التكاملية في إدارة الموارد.

تحقيق التنمية المستدامة لا يمكن أن يتم عبر جهود فردية أو قطاعية منعزلة، بل يتطلب تكاملًا أفقيًا ورأسيًا بين القطاعات، وخاصة الزراعة والصناعة، نظرًا لارتباطهما المباشر بالأمن الغذائي والتشغيل والقيمة المضافة.

التكامل الزراعي الصناعي يؤدي إلى خلق سلاسل قيمة تبدأ من الزرع وتنتهي على أرفف الأسواق، وتوفر فرص عمل جديدة، وتقلل من الفاقد في المنتجات الزراعية، وتعزز من قدرات الدولة على الاكتفاء الذاتي وتقليل الاعتماد على الاستيراد، وهو ما يعزز الاستقرار الاقتصادي والسياسي.

تفعيل هذا التكامل يبدأ من التخطيط القومي المتكامل، ويتجسد من خلال رسم خريطة زراعية صناعية موحدة، وتفعيل الحوافز الاستثمارية للصناعات الغذائية والزراعية بالقرب من مناطق الإنتاج، وتحديث البنية التحتية للنقل والتخزين والتبريد، فضلًا عن دعم المزارع التعاقدي والتصنيع التشاركي بين الفلاحين والمصنعين. كما يجب إنشاء منصات رقمية ذكية تُيسر التنسيق بين المزارعين والمصنعين والموزعين، وتحقق الكفاءة الاقتصادية في إدارة الموارد.

دول مثل الهند والبرازيل وهولندا تقدم نماذج ملهمة في هذا المجال.. فهولندا، على سبيل المثال، نجحت في جعل كل كيلو بطاطس يُزرع مرتبطًا بمنظومة رقمية تتبعه حتى يدخل مصنع رقائق البطاطس، ما يعني أن التكامل هنا ليس مجرد تنسيق، بل منظومة مدروسة تُدار بالعلم والابتكار.

ومن وجهة نظري، أؤمن بأن مستقبل مصر الاقتصادي مرهون بمدى قدرتها على إلغاء الخط الوهمي بين الزراعة والصناعة. نحن بحاجة إلى عقل استراتيجي يفهم أن القيمة الحقيقية لا تكمن في الإنتاج وحده، بل في ما نضيفه إليه من تصنيع وتعبئة وتسويق وابتكار. التكامل ليس ترفًا تنمويًا، بل ضرورة اقتصادية وأمن قومي. لدينا في مصر العقول، والكوادر، والموارد، وما نحتاجه فقط هو الإرادة والرؤية والتنسيق المؤسسي بين كل الأطراف.

إن تعزيز التكامل بين الزراعة والصناعة هو مفتاح عبورنا نحو اقتصاد إنتاجي قوي، لا اقتصاد ريعي هش. ولن يتحقق هذا إلا عبر رؤية واضحة، وشراكة مجتمعية واعية، وإرادة تنفيذية تعرف أن كل حبة قمح لا تُصنَّع ولا تُستثمر، هي فرصة ضائعة في معركة التنمية. فلنزرع بفكر صناعي، ولنُصنّع بروح زراعية، لنحصد وطنًا أكثر أمنًا، واستدامة، وكرامة.

طباعة شارك الأمن الغذائي ارتفاع كلفة الإنتاج سلاسل الإمداد

مقالات مشابهة

  • الأوقاف تعلن خطبة الجمعة بعنوان “الأمن والاستقرار ثمرة الاعتصام بحبل الله”
  • رئيس العربية للتصنيع: نضع كافة القدرات التصنيعية لخدمة أهداف التنمية في دول القارة
  • د. ثروت إمبابي يكتب: تكامل الزراعة والصناعة.. مفتاح الأمن الغذائي والاستقرار الاقتصادي
  • محمد بن زايد: الإمارات متضامنة مع إيران وشعبها
  • تعرف على الدول العربية والإسلامية التي أدانت هجمات إسرائيل على إيران
  • بن جامع: الوضع في سوريا هش والاستقرار مهم جدا للشعب
  • التقدمي: لتعزيز إجراءات الأمن والسلامة العامة في كافة نقاط العبور في لبنان
  • الشيخ محمد بن زايد وأردوغان يبحثان هاتفيا التطورات الإقليمية
  • رحيل “ساعاتي”.. سادن التوثيق الرياضي في المملكة العربية السعودية
  • واشنطن تسعى للتفاوض مع إيران وترامب يطلب اجتماع الأمن القومي