جنيه واحد، او دولار من أجل أن يحيا طفل سوداني
تاريخ النشر: 16th, May 2024 GMT
صلاح الدين سطيح
جنيه واحد، او دولار من أجل أن يحيا طفل سوداني، نداء أطلقه الشقيق محمد الفكي سليمان ، مثل حجر في بركة ماء، يحتار البعض لماذا ولما هذا التوقيت، ونحن في بواكير العام الثاني من الحرب العبثية ، الإجابة تكمن في رحم السؤال، حيثما مواعيد الصرخة الأولي لحظة الميلاد، الثورة السودانية في عيدها الخامس تلكم الذكري وشهداء فض الاعتصام من أمام القيادة العامة حيث الحزن والدم والدموع، ولكن وربما الحاجة ام الاختراع، إمراة سودانية او لاجئة من دول الجوار في الشهر التاسع علي وشك أن تضع حملها أو ذات الحلم (بضم الحاء) الأليم، في بلد أسمه السودان، يرزح كل مواطنية تحت وطأة الحرب،الفقر ، الجوع، واللجوء، النزوح، وقهر معناةالمعابر وتهريب البشر، وصارت البندقية هي مصدر الرزق الأوحد حيث تم نهب بيوت وحوائج المواطنيين وأصبحت الرتب العسكرية تباع ويمكن شراؤها في سوق الله وأكبر .
السودان ليس بلدٍ هامل كما يظن البعض، لديه كادر بشري صادق وأمين قادر على تحقيق اهداف ألدولة علي المدي المنظور والبعيد.
المصدر: سودانايل
إقرأ أيضاً:
إزدهار جمعة الأفضل، والأسوأ همو
إزدهار جمعة الأفضل، والأسوأ همو
خالد فضل
في تقريره الأخير أمام مجلس الأمن الدولي، أشاد أنطونيو غوتيريش الأمين العام للأمم المتحدة بالعاملين السودانيين/ات في غرف الطوارئ، إنهم مثال ملهم للعمل الإنساني الشعبي (عبر عملهم يظهرون وجهاً آخر للسودان؛ أفضل ما في الإنسانية في بلد يعاني من أسوأ ما فيها).
والأستاذة المحامية إزدهار جمعة سعيد، المدافعة عن حقوق الإنسان، تعتبر بحق من النساء الملهمات في بلادنا، تظهر أفضل ما في مجتمعنا من قيم الإنسانية والمروة، في بلد يمارس فيه قادة الحرب ومؤججوها (أسوأ) ما في الإنسانية من مخازي. فهي تتولى منسق مبادرة عون نازح التي أطلقتها عقب اندلاع الحرب ونشطت في تقديم الغذاء والكساء للنازحين بدور الإيواء بمدينتي مروي وكريمة بالولاية الشمالية، فضلاً عن أنها- بحسب بيان من هيئة محامي دارفور- قامت بتقديم العون القانوني للعديد من أبناء دارفور الذين تأثروا بالقبض الجزافي استناداً على قانون الوجوه الغريبة، وأصدرت توضيحات بشأن الإنتهاكات الجسيمة التي تقع عليهم في الشوارع والأكشاك ودور النيابة والقضاء.
كنت قد لحظت وجود طفل رضيع، لا أذكر بالضبط إن كان بنتاً أو ولداً، تهدهده شابة، وتحنو عليه، وهي تجلس قرب المكان المعد لتناول الوجبات في صالة نياكوري بمدينة جوبا في العام 2008م، بعد قليل حضرت الأم، سيدة شابة جميلة وأنيقة ويزينها التوب حشمة، حسناً وبهاء، حملت الرضيع وانتحت به جانباً، تذكرت مقطعاً لصديقنا أيوب مصطفى في وانجا المرأة التي صوبت فاكهتها نحو الفرح وأدهشت الفصول بموسمين:
سبحانك امرأة فارعة كالنجمة
رائعة الجدل والضحكات
صادقة الفكرة والخطوات
تنتمي لقبيلة النساء الجميلات
قلت لنفسي؛ لازم أعرف من هي تلك المرأة المناضلة ؟ وبالفعل تعرفت عليها، إزدهار جمعة؛ عضو المؤتمر القومي الثاني للحركة الشعبية لتحرير السودان عن ولاية الشمالية. كانت شقيقتها الأصغر برفقتها للإعتناء بالرضيع أثناء إنهماك الأم في العمل الوطني الكبير، ولا غرو أن كانت إزدهار وعداً لإزدهار السودان الجديد القائم على أسس المواطنة حقوقاً وواجبات دون تمييز، وقد شغلت موقع رئيسة الكتلة البرلمانية للحركة الشعبية في تشريعي الشمالية، ثم وزيرة للحكم المحلي في ذات الولاية، وكانت مرشحة لمنصب الوالي في سباق الإنتخابات 2010م، مثل رفيقتها سلوى آدم بنية في ولاية القضارف، قبل أن تقرر الحركة الشعبية سحب جميع مرشحيها في الولايات الشمالية عدا المنطقتين المشمولتين ببرتوكول خاص- جنوب كردفان والنيل الأزرق- وكذلك سحب مرشحها للرئاسة ياسر عرمان. ثم دارت السنوات، وجرت وقائع وأحداث، غادر فيها الجنوب الوطن الأم المثقل بالآلام، وعاد السودان سيرته القديمة العقيمة بعد فجّة الأمل القصيرة (2019- 2021م)، قبل أن تدهمه الطامة الكبرى بحلول 15 أبريل 2023م. وإذ ما تزال الأستاذة سلوى ضمن الطاقم الحكومي في السلطة التي يهيمن عليها الجيش، تشغل وظيفة مفوض العون الإنساني في بورتسودان؛ تلك المفوضية المتهمة من جهات عديدة محلية ودولية بعرقلة العمل الإنساني وجهود إغاثة المنكوبين!!.
لتأتي أخبار الأيام الفائتة بما يفطر القلب وجعاً، وتنتشر صورة صادمة لما لحق بالأستاذة إزدهار من أذى جسدي، وأضعافه المضاعفة من الأذى المعنوي دون شك، وبحسب ما متداول عبر وسائط التواصل الإجتماعي، فإن ضابطاً في الشرطة هو المعتدي رفقة أفراد آخرين من شرطته، في عملية إجرامية من عمليات أفلام الآكشن التي تنفذها العصابات على خلفية بلاغ بطلب رشوة من أحد المتهمين. وستظل هذه الرواية المتداولة صحيحة في تقديري ما لم يتم إجراء تحقيق مهني شفاف وشامل ومحايد يكشف الحقائق. وهو الأمر المستبعد إن لم يك مستحيلاً في الظروف التي نعيشها في سودان المليشيات وهيمنة عناصر العهد المباد وأعوانهم من عتاة المشتبهين بإرتكاب جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية، بسجلّهم الدموي المخزي من أيام حروب الإبادة والتطهير العرقي في دارفور وجبال النوبة إلى قتل المتظاهرين السلميين في الخرطوم وبورتسودان وكجبار وسوح الجامعات وترعة الجزيرة وصولاً إلى أرتال شهداء ثورة ديسمبر ومجزرة فض الاعتصام، وقتل الثوار عقب انقلاب 25 أكتوبر 2021م وحتى إشعال حرب 15 أبريل 2023م التي فاقت حدود الوحشية بمراحل، وكان من ضحاياهم المباشرين نفر كريم من ذوي المروءة والشهامة في غرف الاستجابة الطارئة، ومنظمات عون النازحين والمشردين، وإزدهار ضمن تلك الكوكبة الرفيعة، غض الطرف عن موقعها السياسي الآن ضمن فصائل الحركة الشعبية التي تناسلت، كإرث (خلافي) سوداني أصيل.
كامل التضامن مع الأستاذة إزدهار وأسرتها وزملائها/تها في مختلف أرجاء السودان وفي مختلف أوجه العمل المدني المثابر؛ وهم يواجهون بعزيمة وإصرار مهمتهم النبيلة دفاعاً عن حقوق الإنسان في بلد (يظهر قادته أسوأ ما في الإنسانية من خيبات) ودعواتنا لها بعاجل الشفاء.
الوسومإزدهار جمعة الحركة الشعبية السودان الشمالية القضارف بورتسودان جنوب السودان حرب 15 ابريل 2023م خالد فضل سلوى آدم بنية فض الاعتصام ياسر عرمان