أفادت وكالة الأناضول بأن عشرات الشاحنات المحملة بالمساعدات الإنسانية وصلت -مساء أمس الجمعة- إلى مخازن تابعة للأمم المتحدة في مدينة دير البلح وسط غزة، بعد تفريغ حمولة أول سفينة مساعدات من الرصيف العائم على شواطئ القطاع المحاصر.

ووصلت الشاحنات التي تحمل المساعدات إلى مخازن برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة، ولكن لم يتضح موعد توزيع هذه المساعدات على سكان قطاع غزة الذين يعانون أوضاعا إنسانية صعبة جراء الحرب الإسرائيلية.

وفي وقت سابق أمس، انطلقت عشرات الشاحنات من مناطق جنوبي القطاع ووصلت إلى الرصيف العائم جنوبي مدينة غزة، وبدأت نقل حمولة أول سفينة مساعدات إنسانية، وفقا للأناضول.

وأفادت المصادر المحلية الفلسطينية بأن الشاحنات ستعمل على نقل حمولة سفينة المساعدات إلى مناطق جنوبي القطاع لتوزيعها على مئات الآلاف من النازحين، خاصة منطقة المواصي غربي خان يونس ودير البلح.

وأعلنت القيادة المركزية الأميركية (سنتكوم) الجمعة أن أولى شاحنات المساعدات الإنسانية بدأت بالتحرك عبر الرصيف العائم إلى داخل قطاع غزة.

وأوضح البيان أن هذه العملية تأتي ضمن جهود مستمرة لعدد من الجنسيات لتقديم مساعدات إضافية للمدنيين الفلسطينيين في غزة عبر الممر البحري ذي "الطبيعة الإنسانية بالكامل" والذي يشمل مساعدات من بعض الدول والمنظمات الإنسانية.

ويعاني الفلسطينيون في غزة من شح شديد في كافة المواد الأساسية، مما تسبب في مجاعة وظروف كارثية جراء الحرب المستمرة التي تشنها إسرائيل على القطاع الفلسطيني.

شاحنة مساعدات بريطانية

ووصلت أول شحنة من المساعدات البريطانية بنجاح إلى شاطئ غزة، أمس، عبر المنصة البحرية المؤقتة التي أنشأتها الولايات المتحدة.

وتتضمن الشحنة الأولى 8400 من الأغطية البلاستيكية للمأوى، إلى جانب مساعدات من الولايات المتحدة والإمارات، وهي أول دفعة من المساعدات البريطانية التي وصلت عبر الممر البحري من قبرص، بعد تفتيشها في ميناء لارنكا.

ومن المتوقع وصول مزيد من المساعدات البريطانية الأسابيع القادمة، والتي ستشمل ألفين من الأغطية، و900 خيمة و5 رافعات شوكية، و9200 من لوازم النظافة الشخصية.

وبدوره، أشاد رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك بالجهود الدولية "الهائلة" التي أسفرت عن وصول هذه المساعدات، وبدور القوات المسلحة البريطانية وشركائهم في إيصال هذا الدعم الذي تشتد الحاجة إليه.

وأكد سوناك أهمية استمرار تدفق المساعدات عبر الطرق البحرية، مشددا على ضرورة فتح مزيد من الطرق البرية، بما فيها معبر رفح، لضمان وصول المساعدات بكميات أكبر وبشكل آمن إلى المدنيين المحتاجين في غزة.

مساعدات البحر غير كافية

وقد نقلت وكالة "أسوشيتد برس" عن مسؤولين عسكريين أميركيين توقعهم عبور نحو 150 شاحنة مساعدات يوميا عبر الرصيف العائم إلى قطاع غزة.

ورغم ذلك، أكد عاملون بالمجال الإنساني أن المساعدات القادمة عن طريق البحر لن تكون كافية لتخفيف المعاناة الإنسانية الشديدة في غزة، مشيرين إلى أن الطريقة الأكثر فعالية هي إيصالها من خلال المعابر البرية.

وفي سياق ذي صلة، أفاد شهود عيان ومصادر أمنية فلسطينية بأن 55 شاحنة تجارية محملة ببضائع للقطاع الخاص دخلت من إسرائيل عبر معبر كرم أبو سالم التجاري.

وأوضحت هذه المصادر أن الشاحنات لا تحمل أي مساعدات، وإنما بضائع خاصة بتجار فلسطينيين في غزة.

ومنذ أن سيطر الجيش الإسرائيلي على الجانب الفلسطيني من معبر رفح في 7 مايو/أيار الجاري، الممر الرئيس لدخول المساعدات، وإغلاق معبر كرم أبو سالم في الخامس من الشهر نفسه، لم تدخل أي شاحنة مساعدات إنسانية إلى غزة، مما زاد الأوضاع كارثية وأثار انتقادات دولية حادة لإسرائيل.

وفي 15 مايو/أيار الجاري، سمحت إسرائيل بدخول 52 شاحنة تجارية تابعة للقطاع الخاص إلى رفح، للمرة الأولى بعد إغلاق المعبر بذريعة إطلاق رشقة صاروخية على المنطقة.

ومنذ بدء العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، يعاني سكان القطاع من ارتفاع أسعار السلع والبضائع بسبب الشح الكبير في المواد الأساسية، وعدم توفر مصادر دخل لهم في ظل هذه الحرب المستمرة.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: ترجمات حريات الرصیف العائم قطاع غزة فی غزة

إقرأ أيضاً:

ضباط إسرائيليون يعترفون باتلاف حمولة 1000 شاحنة من المساعدات.. وتفاقم المجاعة في غزة

أقرّ ضباط في جيش الاحتلال الإسرائيلي بإتلاف كميات ضخمة من المواد الغذائية والمياه والإمدادات الطبية، كانت محمّلة على أكثر من ألف شاحنة مساعدات تُركت لتتعفّن لأيام وأسابيع تحت أشعة الشمس، عند معبر كرم أبو سالم جنوب قطاع غزة المحاصر، بعد منع دخولها وتوزيعها داخل القطاع المحاصر.

ونقلت قناة "كان" العبرية الرسمية، الجمعة، عن ضباط في جيش الاحتلال قولهم إنهم قاموا بـ"دفن بعض المساعدات في الأرض وإحراق بعضها الآخر"، بذريعة فسادها جراء التعطيل المتواصل وعدم السماح بتفريغ الشحنات داخل قطاع غزة.

تأتي هذه التصريحات في وقت يشهد فيه قطاع غزة واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية في تاريخه الحديث، حيث تتقاطع المجاعة الكارثية مع حرب إبادة جماعية يشنها الاحتلال الإسرائيلي منذ 7 تشرين الأول/ أكتوبر 2023، تسببت في استشهاد أكثر من 203 آلاف فلسطيني بين شهيد وجريح، غالبيتهم من النساء والأطفال، إضافة إلى أكثر من 9 آلاف مفقود، ومئات آلاف النازحين.

وأفادت وزارة الصحة الفلسطينية في غزة، أس الجمعة، بأن حصيلة الوفيات بسبب الجوع وسوء التغذية ارتفعت إلى 122 فلسطينيا، بينهم 83 طفلا، في ظل انعدام الغذاء والدواء نتيجة الحصار الكامل الذي يفرضه الاحتلال الإسرائيلي منذ أكثر من أربعة أشهر.

وأكد برنامج الأغذية العالمي، في تقرير الثلاثاء الماضي، أن ثلث سكان غزة لم يتناولوا أي طعام منذ أيام، محذرا من انهيار الوضع الإنساني الكامل في القطاع.

"دفنّا كل شيء في الأرض"
وفي إحدى الشهادات الصادمة التي بثتها القناة العبرية، قال ضابط إسرائيلي: "دفنّا كل شيء في الأرض، وبعض المواد أحرقناها. وحتى اليوم، لا تزال آلاف الطرود تنتظر في الشمس. وإذا لم تُدخل إلى غزة، سنضطر لإتلافها أيضا".

وذكرت القناة أن الشاحنات التي تم تركها عند معبر كرم أبو سالم كانت تحمل عشرات آلاف الطرود من المساعدات الغذائية والطبية، لكنها تُركت دون تفريغ أو توزيع، ما أدى إلى فساد حمولتها بالكامل تحت الشمس، بسبب تعطل آلية التنسيق ومنع دخولها إلى داخل غزة.

ونقلت القناة عن مصادر عسكرية إسرائيلية زعمها أنه "لا يُسمح سوى بدخول ما بين 100 إلى 150 شاحنة يوميا فقط"، وأن "معظم هذه الشاحنات لا يتم تفريغها بسبب انهيار آلية التوزيع داخل القطاع".

وقال ضابط آخر للقناة: "الآلية لا تعمل، الشاحنات تتوقف، الطرق غير صالحة، والتنسيق لا يتم"، مضيفًا: "لدينا هنا أكبر مخزن حبوب في العالم، وإذا لم تُسحب البضائع الموجودة حاليا، سنقوم بإتلافها ودفنها".

في ظل هذه التطورات الكارثية، دعت كل من فرنسا وألمانيا وبريطانيا، في بيان مشترك صدر أمس الجمعة، إلى "رفع القيود الإسرائيلية فورا عن إيصال المساعدات الإنسانية"، وحثت على تمكين الأمم المتحدة والمنظمات الإنسانية غير الحكومية من العمل دون عوائق لمكافحة المجاعة المتفشية في غزة.

وأكد البيان أن "الكارثة الإنسانية في غزة يجب أن تتوقف فورا"، في انتقاد مباشر لسياسات الاحتلال الإسرائيلي التي تحاصر المدنيين وتمنع عنهم الغذاء والدواء في انتهاك واضح للقانون الدولي الإنساني.


الاحتلال يتهرّب من الاتفاقات ويغلق المعابر
يُشار إلى أن سلطات الاحتلال تهربت، منذ 2 آذار/مارس الماضي، من تنفيذ اتفاق توسطت فيه أطراف إقليمية ودولية لوقف إطلاق النار وتبادل الأسرى مع حركة حماس، تضمن بنودا لتوسيع إدخال المساعدات وفتح المعابر، إلا أن الاحتلال الإسرائيلي عمد إلى إغلاق المعابر بشكل كامل وعرقلة دخول المساعدات، ما فاقم المجاعة وزاد من تدهور الأوضاع الصحية في القطاع.

وتُظهر صور ومقاطع فيديو متداولة من داخل غزة أطفالا يعانون من الهزال الشديد، وأجسادا أشبه بالهياكل العظمية، ومواطنين يفقدون الوعي من شدة الجوع، وسط غياب شبه كامل للرعاية الطبية والمرافق الصحية.

ويؤكد مختصون في الشأن الإنساني أن ما يجري في غزة هو تجويع ممنهج يرقى إلى جريمة حرب مكتملة الأركان، يتحمل مسؤوليتها القانونية والأخلاقية المجتمع الدولي، الذي يواصل الاكتفاء ببيانات التنديد دون اتخاذ خطوات فعلية لوقف العدوان ورفع الحصار.

وتأتي اعترافات الضباط الإسرائيليين بإتلاف المساعدات في سياق تزايد الضغوط الدولية لمحاسبة قادة الاحتلال، خاصة بعد صدور مذكرات توقيف دولية بحق رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو ووزير الحرب السابق يوآف غالانت، من المحكمة الجنائية الدولية، بتهم ارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية.

مقالات مشابهة

  • رغم إعلان هدنة إنسانية.. شاحنات المساعدات عالقة عند معبر كرم أبو سالم |فيديو
  • بجهود مصرية.. آلاف الأطنان من المساعدات تعبر رفح باتجاه كرم أبو سالم
  • برنامج الأغذية العالمي: واحد من كل ثلاثة أشخاص في قطاع غزة لم يتناول الطعام منذ أيام
  • ضباط إسرائيليون يعترفون باتلاف حمولة 1000 شاحنة من المساعدات
  • برنامج الأغذية العالمي يحذر: ثلث سكان غزة يعانون من الجوع الشديد
  • ضباط إسرائيليون يعترفون باتلاف حمولة 1000 شاحنة من المساعدات.. وتفاقم المجاعة في غزة
  • "الأغذية العالمي": ثلث سكان القطاع بلا طعام منذ عدة أيام
  • العدو الصهيوني يعترف بإتلاف حمولة 1000 شاحنة مساعدات موجهة إلى أهالي غزة
  • عاجل.. «الأغذية العالمي» يؤكد وصول أزمة الجوع بغزة لمستويات غير مسبوقة
  • بعد هدوء المعارك.. برنامج الأغذية العالمي يوزع مساعدات بالسويداء ودعوات لفك الحصار