جريدة الرؤية العمانية:
2024-06-11@19:35:30 GMT

ضريبة الأفراد والاقتصاد الكلي

تاريخ النشر: 18th, May 2024 GMT

ضريبة الأفراد والاقتصاد الكلي

 

خلفان الطوقي

منذ منتصف العام 2020، والمبادرات تتوالى، ومعظم هذه المبادرات هدفها تصحيح الأوضاع ولو بشكل تدريجي، ويمكن إيجاد المبررات المنطقية لتسويق القرارات المصاحبة لها، ولا بأس من تفاعل المجتمع سواء كانوا مع أو ضد أي قرار، وهذا طبيعي مع أي مجتمع حي، وما على متخذي القرار إلا بأخذ المفيد والأفضل من الآراء والأفكار البناءة لأجل الصالح العام، وينطبق ذلك مع القانون المقترح لضريبة الدخل على الأفراد، ومن هذا المنطلق يتم طرح هذه التساؤلات المجتمعية، وهذه أهمهما:

هل سوف تحقق ضريبة الدخل على الأفراد توظيف أعداد أكبر من العُمانيين؟ وهل ستحقق رفاهية إضافية؟ وهل هذه الضريبة سوف تزيد من المصانع في المناطق الصناعية المنتشرة في المحافظات؟ وهل تم احتساب كلفة سمعة عُمان ماليا أو ذهنيا عندما يتم تداول أن عُمان هي أول دولة خليجية تفرض ضريبة على الدخل، وهي أيضًا من الدول التي تفرض هذه الضريبة على مستوى الوطن العربي والشرق الأوسط وشمال إفريقيا؟ وهل تم احتساب كلفة العامل النفسي والمعنوي للفئة المستهدفة من أصحاب العمل من عُمانيين أو مقيمين أو الموظفين أصحاب الدخول ممن تتجاوز دخولهم السنوية مبلغًا معينًا ليكونوا من ضمن المُستهدفين لدفع هذه الضريبة؟ وهل هذه الضريبة سوف ترفع من معنوياتهم وتزيد من ولائهم لأعمالهم ودولتهم، أم ستزيد من سخطهم وتدفعهم لممارسات وسلوكيات غير محمودة؟ وهل سوف تؤثر هذه الضريبة إيجابًا أو سلبًا على تدفق استثمارات وروؤس أموال جديدة؟ وهل هذه الضريبة تعمل جنبًا إلى جنب مع البرنامج الوطني "نزدهر" أو تتقاطع وتتناقض معه؟

وهل تم احتساب كلفة ما سوف يتم كسبه مقارنة بما سيهرب من أموال من عُمان خاصة ممن لا يمكن رصد دخله الشهري أو السنوي بسهولة؟ وهل تساءل مقترحو قانون ضريبة الدخل على الأفراد لماذا لم تطبق باقي دول الخليج هذه الضريبة رغم أن معظم الدول الخليجية منتعشة اقتصاديا مقارنة بوضعنا الاقتصادي؟ وهل لدى مقترحي القانون دراسات توضيحية من جهات مختلفة توضح الاحتراسات الأمنية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية التي يجب أخذها في الاعتبار قبل الشروع في هكذا خطوة كتقرير متخصص وعميق ومستقل من البنك المركزي العُماني، وجهاز الاستثمار العُماني، ووزارة التجارة والصناعة وترويج الاستثمار، ووحدة متابعة تنفيذ رؤية "عُمان 2040"، وغرفة تجارة وصناعة عُمان، وجامعة السلطان قابوس؛ من خلال كلية الاقتصاد والعلوم السياسية، والأكاديمية السلطانية للإدارة، وكلية الدفاع الوطنية، والجمعية الاقتصادية العُمانية، ومجلسي الشورى والدولة، وغيرهم ممن لهم علاقة بهكذا تشريع بشكل مباشر أو غير مباشر؟ وهل هذه الضريبة سوف تشجع متوسطي الدخل من أصحاب الخبرات والكفاءات من المقيمين في عُمان على استمرار بقائهم في عُمان أو الإبتعاد عنها؟

وهل سيتشجع أصحاب الخبرات والكفاءات الأجنبية ممن كان يفكر في القدوم إلى السلطنة أن يقرر ويأتي إلينا، أو أنه سوف يُغيِّر رأيه ووجهته، ويذهب إلى دول أكثر جذبًا وتنافسية وانتعاشًا؟ وهل من المجدي ماليا لأن تُطبِّق عُمان هذه الضريبة في ظل تعداد سكاني بسيط ومستهدفين قلة قليلة جدا؟ وهل تم احتساب كلفة من سوف يتهربون أو يتحايلون أو يخرجون من اقتصاد الدولة ويكونون في خانة اقتصاد الظل أو الاقتصاد الذي لا يكون مرصودًا من أجهزة الدولة؟ وهل هذه الضريبة سوف تُشجِّع أو تُقلِّل من قدوم الأجانب للتملك العقاري الحر في المناطق الإنشائية الجديدة كمشروع مدينة السلطان هيثم أو مشاريع صروح أو مشروع المدينة المستدامة أو عايدة أو غيرها من مشاريع تستهدف أصحاب رؤوس الأموال ممن يبحثون عن ملاذ آمن لهم ولأهليهم  وأموالهم؟ وهل هذه الضريبة حل اقتصادي يراعي الاقتصاد الكلي أو أنه حل محاسبي فقط؟ وهل تم احتساب كلفة متابعة المستهدفين من وقت وبشر وأنظمة متطورة وغيرها من تبعات، وكلفة تتبع المخالفين وملاحقتهم إجرائيًا وقضائيًا؟

وهل سوف تستفيد بنوك السلطنة من الودائع أو أنها ستنتقل إلى البنوك الخليجة وغيرها من بنوك خارج عُمان؟ وهل يتوقع بعد تطبيق هذه الضريبة أن تكون عُمان أكثر جذبًا للفرص التجارية ومنتعشة اقتصاديا أم مُنفِّرة؟ وهل هذه الضريبة سوف تكون أحد عناصر نجاح البرامج الوطنية مثل "نزدهر" أو "تنويع" أو "تشغيل" أو أنه يركز فقط على برنامج "استدامة" دون النظر إلى باقي البرامج أو رؤية "عُمان 2040" عامة؟ وهل الضريبة المقترحة سوف تحقق تنوعا اقتصاديا، وكيف يكون ذلك ميدانيا؟

وهل من المتوقع أن لا يطالب الموظفون المستهدفون بهذه الضريبة بزيادة رواتبهم، خاصة أن عقودهم الوظيفية السابقة أو العقود المتفق عليها لم تتضمن هذه الضريبة؟ وهل من المتوقع أن هذه الزيادة لن ترفع من كلفة الإنتاج، وبالتالي كلفة الأسعار، خاصة إذا أصبحت ظاهرة المطالبة بزيادة الأجور عامة بين المُستهدفين من العُمانيين وغير العُمانيين؟

آخر هذه التساؤلات: هل العوائد والفوائد التي سوف تجنيها هذه الضريبة مرصودة بالأرقام؟ وهل ما ستخسره الدولة مرصود، سواء ما سوف تخسره بشكل مباشر من رؤوس أموال حالية أو مستهدفة، أو غير مباشر من كفاءات أو صناعات أو خبرات أو فرص وظيفية أو انتعاش وفرصا استثمارية؟

هذه بعض تساؤلاتي، وأترك باقي التساؤلات لأصحاب السعادة والمكرمين من أعضاء مجلسي الشورى والدولة، والمشرِّعين وأصحاب القرار، وكل من تهمه مصلحة عُمان وأهلها والمُقيمين عليها.

رابط مختصر

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

30 يونيو آخر موعد للتسجيل بضريبة الشركات

حسام عبدالنبي (أبوظبي)

أخبار ذات صلة 11 مسلخاً في العين لاستقبال الأضاحي «أسترا تك» توقع مذكرة تفاهم مع «الهلال» لتعزيز شراكتهما

دعت الهيئة الاتحادية للضرائب الأشخاص الاعتباريين المقيمين، الخاضعين لضريبة الشركات من أصحاب التراخيص الصادرة خلال شهري مارس وأبريل (بغض النظر عن سنة صدور التراخيص)، إلى تقديم طلبات التسجيل لضريبة الشركات بحدٍ أقصى في 30 يونيو الجاري، وفقاً لما نص عليه قرار «الهيئة» رقم 3 لسنة 2024، والذي دخل حيز التنفيذ في 1 مارس 2024. 
وأشارت «الهيئة» إلى أن انتهاء المدة الزمنية المحددة لتقديم طلبات التسجيل لضريبة الشركات لأصحاب التراخيص الصادرة خلال شهري يناير وفبراير (بغض النظر عن سنة صدور التراخيص)، والأشخاص الاعتباريين الذين لم يكن لديهم ترخيص في 1 مارس 2024، حيث كان آخر موعد في 31 مايو الماضي، منبهة إلى أنه بموجب قرار مجلس الوزراء رقم (75) لسنة 2023 بشأن الغرامات الإدارية للمخالفات المرتبطة بتطبيق المرسوم بقانون اتحادي رقم (47) لسنة 2022 في شأن الضريبة على الشركات والأعمال وتعديلاته، يتم تطبيق غرامة إدارية على الأشخاص غير المُلتزمين بتقديم طلبات التسجيل لضريبة الشركات خلال المُدد الزمنية المُحدَّدة في قرار «الهيئة».

الحد الأقصى
ووفقاً للهيئة الاتحادية للضرائب، فإن الشخص الطبيعي (المُقيم) الذي يُزاول الأعمال أو نشاط الأعمال في الدولة خلال السنة الميلادية 2024، أو السنوات اللاحقة وتجاوز إجمالي عائداته خلال سنة ميلادية مليون درهم، يجب عليه تقديم طلب التسجيل لضريبة الشركات بحدٍ أقصى 31 مارس من السنة الميلادية اللاحقة، منبهة أنه على هذا الأساس، يكون الحد الأقصى لتقديم طلبات التسجيل بالنسبة للأشخاص الطبيعيين المقيمين الذين يزاولون الأعمال أو نشاط الأعمال في الدولة خلال السنة الميلادية 2024 وتجاوز إجمالي عائداتهم خلال سنة 2024 مليون درهم في 31 مارس 2025. 
وأضافت «الهيئة» أن الشخص الطبيعي (غير المُقيم) الذي يُزاول الأعمال أو نشاط الأعمال خلال السنة الميلادية 2024 أو السنوات اللاحقة وتجاوز إجمالي عائداته مليون درهم، يجب عليه تقديم طلب التسجيل لضريبة الشركات بحدٍ أقصى خلال ثلاثة أشهر من تاريخ استيفاء شروط الخضوع لضريبة الشركات.

إجراءات التسجيل
وأفادت «الهيئة» بأن خطوات التسجيل لضريبة الشركات متاحة على مدار الساعة عبر منصة «إمارات تاكس» للخدمات الضريبية الرقمية، حيث يتم القيام بإجراءات التسجيل بأربع خطوات رئيسية سهلة وواضحة تستغرق بحدود 30 دقيقة. وذكرت أنه بإمكان الخاضعين للضريبة، إذا تطلب الأمر، الاستعانة بالوكلاء الضريبين المعتمدين والمدرجين بالموقع الإلكتروني لـ«الهيئة»، مؤكدة توسيع قنوات تقديم طلبات التسجيل لضريبة الشركات من خلال 23 مركزاً من مراكز تقديم الخدمات الحكومية المنتشرة في جميع أنحاء الدولة.
ونوهت «الهيئة» بأنه يمكن للخاضع للضريبة أن يقوم من خلال مراكز تقديم الخدمات الحكومية، بتقديم طلب التسجيل لضريبة الشركات بمُساعدة المختصين في هذه المراكز التي تقدم خدماتها إلكترونياً وفقاً لمعايير الخدمات الحكومية المُميَّزة بإشراف وإدارة كوادر مُؤهَّلة ومُدرَّبة، وبعد استكمال إجراءات تقديم الطلب والتأكد من صحة البيانات المُدخلة إلكترونياً في مركز تقديم الخدمة، يقوم المُختصون في «الهيئة» بمراجعة الطلب داخلياً، ثم يتلقى مُقدَّم الطلب لاحقاً رقم التسجيل الضريبي الخاص به عبر بريده الإلكتروني المُدرج في الطلب المُقدَّم للتسجيل في ضريبة الشركات.

دليل إرشادي
فيما يخص ضريبة الشركات للأشخاص القائمين في المناطق الحرة، أكدت الهيئة الاتحادية للضرائب، إصدار دليل إرشادي حول تطبيق ضريبة الشركات للأشخاص القائمين في المناطق الحرة، وذلك وفقاً لنظام ضريبة الشركات في المناطق الحرة، الذي يُمكِّن الأشخاص المُؤهَّلين القائمين في المناطق الحرة من الاستفادة من ضريبة الشركات بنسبة (0%) على الدخل المؤهل. 
وأوضحت أن الدليل يوفر إرشادات عامة حول تطبيق قانون ضريبة الشركات للأشخاص القائمين في المناطق الحرة، ويقدم نظرة عامة على الشروط التي يتعين على الشخص القائم في المنطقة الحرة استيفاؤها حتى يتم اعتباره شخصاً مُؤهَّلاً قائماً في المنطقة الحرة وحتى يستطيع الاستفادة من تطبيق ضريبة الشركات بنسبة 0%، والأنشطة التي تعتبر أنشطة مؤهلة وأنشطة مستبعدة للشخص المؤهل القائم في المنطقة الحرة.
وأشارت «الاتحادية للضرائب» إلى أن الدليل الارشادي يشمل توضيحاً لطريقة احتساب ضريبة الشركات للأشخاص القائمين في المناطق الحرة وتحديد الدخل المؤهل والدخل الخاضع للضريبة بنسبة 9%، بالإضافة إلى شروط الاحتفاظ بالوجود الواقعي والكافي للأشخاص المؤهلين القائمين في المناطق الحرة، ومعايير تحديد المنشأة الدائمة المحلية أو الأجنبية، كما يوضح الدليل معاملة الدخل المحقق من العقارات، والدخل المحقق من الملكية الفكرية المؤهلة، إلى جانب توضيحاً تفصيلياً للأنشطة المؤهلة والأنشطة المستبعدة، ومتطلبات الامتثال الضريبي، منوهة بأنه عندما يمارس الشخص المؤهل القائم في المنطقة الحرة عمله خارج المناطق الحرة من خلال منشأة دائمة في الدولة أو في دولة أجنبية، فإن الأرباح العائدة إلى هذه المنشأة الدائمة ستخضع لضريبة الشركات بنسبة (9%). 

معايير الشفافية 
عن مدى وضوح النظام الضريبي، قالت الهيئة الاتحادية للضرائب، إنها أطلقت (ميثاق دافع الضريبة) في إطار التزامها بمعايير الشفافية والوضوح في النظام الضريبي ومن أجل توعية الخاضعين للضريبة بحقوقهم والتزاماتهم، بما يضمن الامتثال الذاتي للأنظمة الضريبية، وهي وثيقة رسمية تتضمن تعريفات مفصلة لمجموعة من الحقوق والالتزامات الأساسية المترتبة على الخاضعين للضرائب في دولة الإمارات.
وأضافت أن (ميثاق دافع الضريبة) يحدد الالتزامات الأساسية التي يتعين على الخاضعين للضريبة الوفاء بها لضمان امتثالهم للقوانين الضريبية مع توعيتهم أيضاً بحقوقهم، وأهمها الالتزام بالامتثال الكامل لجميع الالتزامات الضريبية المترتبة عليهم، وتقديم معلومات كاملة ودقيقة خلال الفترة الضريبية المحددة، والتعاون مع الهيئة الاتحادية للضرائب وموظفيها والتعامل معهم باحترام، ومساعدة الهيئة في مساعيها لمنع التهرب الضريبي، لافتة إلى أن الميثاق يحدد أيضاً مجموعة من الحقوق التي يتمتع بها الخاضعون للضرائب في دولة الإمارات.

فصل جديد
تمثل ضريبة الشركات فصلاً جديداً لدولة الإمارات في إطار سعيها نحو مستقبل أكثر استدامة ونمواً، يتميز بتدفق للإيرادات التي يمكن إعادة استثمارها في تنفيذ مختلف الخطط الاستراتيجية للدولة، تعزيزاً لمسيرة استشراف الخمسين عاماً القادمة، ودعم التدفق الحر لرأس المال والتجارة والتمويل والخدمات، وتحفيز الأعمال على تأسيس مقارها وتوسيع أنشطتها في الدولة.
واعتباراً من السنة المالية الأولى التي تبدأ في أو بعد 1 يونيو 2023، تفرض ضريبة الشركات على كل خاضع للضريبة نسبة 0% على دخله السنوي الخاضع للضريبة الذي لا يتجاوز 375 ألف درهم، و9% على الدخل السنوي الخاضع للضريبة الذي يزيد على 375 ألف درهم، كما تتمتع المعاملات التجارية من المنطقة الحرة مع عملاء البر الرئيسي في الدولة أو في الخارج بنسبة 0% لضريبة الشركات على الأنشطة المؤهلة، وبذلك تكون نسبة ضريبة الشركات في الإمارات من بين النسب الأكثر تنافسية في العالم.

مقالات مشابهة

  • امتحانات الثانوية العامة 2024| روشتة النجاح في الإحصاء والاقتصاد
  • المالية: عجز الموازنة العامة الكلي ينخفض لـ 3.6% خلال أول 11 شهرا
  • خبير تربوي يوجه نصائح لحل مادة الإحصاء والاقتصاد لطلاب الثانوية العامة 2024
  • 30 يونيو آخر موعد للتسجيل بضريبة الشركات
  • ابتداء من 1 جويلية المقبل.. ارتفاع أسعار فاتورة الغاز في فرنسا
  • محافظ مارب يربحب بنجاح مبادرة فتح الطرقات ويدعو الطرف الاخر للفتح الكلي
  • بعد بدء الطرح الثانوي.. سهم «أرامكو» يحصد 47.36 مليار ريال ويرتفع 1.06%
  • هيئة الزكاة: الغرامة ذات الطابع العقابي خارج نطاق الضريبة
  • غدًا.. انطلاق امتحانات الثانوية العامة 2024 وتوزيع الدرجات
  • تداول أسهم «أرامكو السعودية» للطرح الثانوي..اليوم