حمص-سانا

كرمت غرفة سياحة المنطقة الوسطى في حمص وحماة اليوم 350 طفلاً من أبناء شهداء وجرحى الجيش العربي السوري، خلال احتفالية أقامتها في فندق سفير حمص وفاء لتضحيات آبائهم في سبيل عزة الوطن ورفعته.

الاحتفالية التي أقيمت بالتعاون مع الجمعيات الأهلية والخيرية ومؤسسات رسمية تضمنت كلمات وفقرات فنية وترفيهية قدمها أطفال مدرسة “عكرمة المخزومي”، وفرقة هابي ماجيك لأفراح الطفولة.

وفي كلمة أبناء الشهداء عبر الطفلان قسورة أحمد الأحمد وعلي يحيى الحسن عن مشاعر الفخر باستشهاد والديهما خلال تأديتهما واجبهما الوطني في الدفاع عن سورية أرض السلام.

ولفت وزير السياحة المهندس محمد رامي مرتيني في كلمته إلى أن هذه المبادرة واللمسة الإنسانية من غرفة سياحة المنطقة الوسطى والمجتمع الأهلي أضحت تقليداً سنوياً في حمص، وهي تعبير بسيط عن الوفاء لأبناء شهداء الوطن الذين بذلوا أرواحهم دفاعاً عنه، متمنياً من هؤلاء الأطفال أن يواصلوا طريق العلم والعطاء ليحملوا شعلة النصر كما حملها آباؤهم رافعين اسم الوطن عالياً.

من جانبه أوضح كل من رئيس غرفة سياحة المنطقة الوسطى الدكتور محمد الخضور، ومديرة سياحة حمص ملك عباس أن سياحة حمص بالتعاون مع الجهات المعنية تحرص كل عام على إقامة فعاليات لذوي الشهداء، بمناسبة عيد الشهداء وتخص أطفال الشهداء الذين يستحقون الفرح والاهتمام بكل صوره لأنهم أمل سورية ووجهها المشرق.

من جهتها بينت مديرة مدرسة عكرمة المخزومي ريم النقري أن المعنيين في المدرسة من معلمين ومشرفي موسيقا وكورال اختاروا لهذا العام فقرات فنية مميزة أظهرت مواهب لامعة عند الأطفال في الفصاحة والعزف والغناء والرقص وغيرها.

وخلال الاحتفالية قدم خمسة من أطفال مدرسة عكرمة المخزومي فقرات للعزف المنفرد، بقيادة مشرفة التربية الموسيقية رهف سليمان، وعازفي الإيقاع يوسف منصور وإليسار سريك، وشارك كورال المدرسة بإشراف المعلمة رشا التوبة بوصلات غنائية باللغة الإنكليزية وأخرى بالعربية عن السلام والأم سورية الراعية لبناة مستقبلها المشرق.

وكان للطفلة ألمى ديب مشاركة مميزة بفقرة رقص باليه على وقع أغنية “بياعة الزنبق”، فيما لاقت إعجاب الحضور فقرة الرقص التي أدتها الطفلات الصغيرات بإشراف المدربة رنا العبدالله على أنغام أغنية “غالي غالي يا وطني الغالي”/، وهن يحملن الأعلام الوطنية.

واختتمت الاحتفالية بفقرات ترفيهية لفرقة “هابي ماجيك” بقيادة الفنان رضوان غنطاوي، عبر شخصيات كرتونية رقصت مع الأطفال وأمتعتهم بالمسابقات والجوائز والألعاب وأدخلت البهجة إلى قلوبهم.

حنان سويد

المصدر: الوكالة العربية السورية للأنباء

إقرأ أيضاً:

مباحثات سورية اسرائيلية في باريس… دمشق تنخرط في مشروع عزل إيران

2 أغسطس، 2025

بغداد/المسلة: في صمت الغرف الباريسية، ووسط غياب كاميرات الإعلام، تشكّل لقاء بين ممثلي الحكومة السورية الجديدة ومسؤولين إسرائيليين، تحت أنظار أميركية ورعاية فرنسية متصاعدة.

اللقاء، الذي بدا للبعض وكأنه مجرّد “تنسيق أمني”، يحمل في عمقه إشارات أكثر تعقيدًا: تحوّل في وظيفة سوريا الإقليمية، وعودة فرنسية إلى صلب اللعبة، وبحث إسرائيلي حثيث عن أمن طويل الأمد وسط تقاطع الهشاشة السياسية والاختراقات الجغرافية.

وتفتح المباحثات السرية بين الحكومة السورية ومسؤولين إسرائيليين في باريس نافذة لتحول استراتيجي غير مألوف، تسعى من خلاله قوى إقليمية ودولية إلى إعادة تموضع دمشق ضمن محور سني معتدل.
وتكشف المؤشرات أن الهدف الضمني ليس فقط تثبيت الاستقرار في الجنوب، بل عزل النفوذ الإيراني، ومحاصرته لاحقا حتى داخل العراق.
وتسعى الأطراف الراعية، خصوصًا واشنطن وباريس، إلى اختبار استعداد دمشق لفك ارتباطها التدريجي عن اي جماعة مسلحة متطرفة مقابل دعم سياسي وأمني يضمن بقاءها.
وتعكس هذه الخطوة محاولة لإعادة بناء “جدار صدّ سني” يمتد من القاهرة إلى الرياض ودمشق، يكون قادرًا على مواجهة المد الإيراني.
ويبدو أن دمشق الجديدة تقرأ المتغيرات ببراغماتية لافتة، إذ تبحث عن دور قابل للتسويق عربيًا، ولو تطلّب ذلك مراجعة التموضع التاريخي للحلفاء.

وما جرى في باريس لا يمكن عزله عن واقع الجنوب السوري الذي يتململ تحت ضغط الصراعات المحلية والمصالح الدولية، حيث تسعى دمشق إلى تثبيت حضورها في معادلة ما بعد الحرب، لا عبر القوة وحدها، بل بإعادة تعريف الشرعية السياسية على طاولة الخارج. فالحكومة السورية الجديدة تدرك أنّ كل تأجيل في إعادة الهيكلة السياسية، يعني ترسيخ صورة “السلطة المؤقتة”، لا الدولة المركزية، ولذلك فإن أي عملية تفاوض، ولو جزئية، تحمل في خلفيتها معركة اعتراف دولي مؤجل.

وفي المقابل، تُعيد إسرائيل ترتيب أولوياتها في ضوء التحديات المتزايدة على جبهات عدة. هي لا تبحث عن سلام شامل، بل عن “نظام استقرار” يُبقي الجنوب هادئًا وخاليًا من نفوذ قوى تُصنّفها كعدو دائم، سواء كانت فصائل إيرانية أم حركات مدعومة من أنقرة. المسألة الأمنية، بالنسبة لتل أبيب، ليست بندًا في التفاوض، بل شرط مسبق لأي تفاهم.

ومن خلف الستار، تسعى فرنسا إلى تعويض فراغ الدور الروسي، لا حبًا في دمشق، بل وعيًا بمخاطر الانهيار السوري على الأمن الأوروبي والذاكرة الاستعمارية التي تُطل من خلف السياسة. فهي ترى في الحراك السوري فرصة لبناء نفوذ من نوع جديد، لا عبر العسكر، بل عبر “الوساطة السياسية” والملف الإنساني، والربط بين استقرار المشرق وأمن المتوسط.

أما واشنطن، فلا تزال متمسكة بإدارة ملف سوريا على قاعدة “الاحتواء لا الحل”، لأن الانفجار في هذه اللحظة قد يعني اشتعال أكثر من جبهة دفعة واحدة. لذلك، فإن دعمها غير المباشر للمفاوضات الجارية يُترجم بعبارة واحدة: لا حسم، بل إدارة دقيقة لصراع مزمن.

وإذا كان ما جرى في باريس هو المقدّمة، فإن ما يُحاك في اللقاءات المقبلة – سواء مع قسد في الشمال أو ضمن مسارات أخرى – قد يفضي إلى اتفاقات جزئية تحمل في طيّاتها بذور تفاهمات أوسع. السيناريو الأقرب ليس اتفاقًا تاريخيًا، بل ترتيب إقليمي جديد يُبقي على خطوط التماس، لكنه يبدّل خرائط النفوذ وحدود الصمت.

 

 

المسلة – متابعة – وكالات

النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.

About Post Author زين

See author's posts

مقالات مشابهة

  • تكرم الجامعات المشاركة في مشروع وحدات التضامن الاجتماعي بالجامعات وأفضل المتطوعين
  • مباحثات سورية اسرائيلية في باريس… دمشق تنخرط في مشروع عزل إيران
  • عشرات الشهداء والجرحى باستهداف الاحتلال المجوعين وخيام النازحين
  • الشمالية: جبل “البوم” يفجر الخلافات.. والنار من مستصغر الشرر
  • عشرات الشهداء والجرحى جراء مجازر وحشية جديدة في غزة (حصيلة)
  • جيش الاحتلال يقتل 18 ألفا و592 طفلا في غزة
  • سوريا: تزايد التوترات بين العشائر العربية وقوات سورية الديمقراطية
  • ماذا تقدم السعودية لعشاق سياحة المغامرات؟
  • توتر قبلي متصاعد في الجوف عقب إحراق الحوثيين منزل مواطن في اليتمة
  • 26 شهيدًا في الضفة الغربية خلال يوليو الحالي برصاص الاحتلال