مصدر كردي:رئاسة الإقليم تنتظر قرار المحكمة الاتحادية بشأن الانتخابات
تاريخ النشر: 20th, May 2024 GMT
آخر تحديث: 20 ماي 2024 - 1:34 م بغداد/ شبكة أخبار العراق- كشف مصدر كردي مطلع، اليوم الاثنين (20 آيار 2024)، عن انتظار الأوساط السياسية في إقليم كردستان لقرار تمديد عمر مفوضية الانتخابات.وقال المصدر ، إن “عين رئاسة إقليم كردستان ستكون على قرار يصدر من المحكمة الاتحادية بخصوص الدعوى المقدمة من قبل رئيس حكومة الإقليم، بخصوص الطعن بإجراءات المفوضية لتسجيل الكيانات السياسية لانتخابات برلمان الإقليم”.
المصدر: شبكة اخبار العراق
كلمات دلالية: المحکمة الاتحادیة إقلیم کردستان
إقرأ أيضاً:
اصنع مستقبلك قبل أن يُمنح لك
صالح بن سعيد بن صالح الحمداني
في عالم تتزاحم فيه الكفاءات وتتشابه فيه المُؤهلات تبرز بعض الأسماء وتلمع وجوه دون غيرها ولعلّك سألت نفسك مرارًا ما السر؟ لماذا يتقدّم فلان على غيره في نيل الفرص؟ ولماذا يُمنح بعض الموظفين الثقة والمسؤوليات في وقت مُبكر بينما ينتظر غيرهم طويلاً دون جدوى؟ الجواب باختصار لا يكمن في الحظ ولا في "الواسطة" كما يُشاع، وإن وُجدت ليس دائمًا، ولكنها موجودة؛ بل في شيء أعمق بكثير، نجدها في الاستعداد الداخلي والتهيئة الذهنية للمكانة التي يريدها الإنسان قبل أن تُمنَح له رسميًا.
ليست القيادة لحظة تُمنح فيها منصبًا مكتوبًا على ورق؛ بل حالة ذهنية وسلوكية تبدأ من طريقة تفكيرك في نفسك وفي عملك، القيادة لا تنطلق من كرسي المكتب؛ بل من المقعد الداخلي للعقل والنية، حين تبدأ القيادة من الداخل تُظهر نضجًا في قراراتك واتزانًا في مواقفك وتُبادر بحل المشكلات بدلا من الاكتفاء بملاحظتها فأنت تخطو أولى خطواتك نحو دور القائد حتى دون أن يُطلب منك ذلك.
إنها مسألة وعي وتوجه لا مجرد رغبة في الصعود، فأن تفكّر كقائد يعني أن تنظر للأمور بنظرة شاملة وأن تُدرك تبعات قراراتك على من حولك، يعني أن تمارس المسؤولية باختيارك لا لأنك مُجبر وأن تحرص على نتائج العمل كما لو كانت مسؤوليتك، حتى لو لم تكن كذلك رسميًا.
كثيرون ينتظرون الإشارة الخضراء لكي يبدأوا في التصرف كقادة، لكن الإشارة الحقيقية يجب أن تأتي من داخلك، فكم من قائد لا يستطيع أخذ قراره وكم من قائد لا يتحرك إلّا بالتوجيه كالمسمار يحتاج للمطرقة أن تُعطيه القوة؟! والذين ينتظرون اللحظة المناسبة قد لا يدركون أنها لن تأتي أبدًا ما لم يكونوا مستعدّين لها مسبقًا، بينما أولئك الذين يتهيؤون ذهنيًا، ويصقلون أنفسهم معرفيًا ويطوّرون أدواتهم السلوكية والعملية، فإنِّهم يبدون دائمًا في مكانهم الطبيعي متى ما أوكلت إليهم المهام القيادية؛ فالمناصب لا تُهدى؛ بل تُكتَسَب.
فكِّر في الأمر ببساطة كيف يُؤتَمن من لم يُظهر استعدادًا؟ كيف تُمنَح مسؤولية لمن لم يُظهر حسًّا بالمسؤولية؟ ومن سيثق في من لم يُثبت قدرته على إدارة نفسه قبل إدارة غيره؟
من أكثر المفاهيم الخاطئة عن القيادة أنها ترتبط بالصوت العالي أو بالتحكّم في الآخرين وجعلهم دمًا يحركها كيفما يشاء، في الحقيقة أعظم القادة هم أولئك الذين يعملون في صمت وينجحون في الظل ويعزّزون نجاحات فريقهم لا نجاحهم الشخصي القيادة ليست سلطة؛ بل حضور وإنصات.
القائد الحقيقي يُحسن الإنصات ويفهم دوافع النَّاس ويعرف متى يتحدث ومتى يفسح المجال للآخرين، لا يفرض رأيه؛ بل يطرح الرؤى، لا يتباهى بالسلطة؛ بل يُلهِم بالقدوة ويجعل النظام نموذجًا، إنه شخص يستطيع أن يُدير حوارًا هادئًا دون أن يُقصي أحدًا وأن يصنع التأثير دون أن يستعرض.
إذا كنت تطمح إلى منصب أعلى أو مسؤولية أكبر فلا تنتظر أن تُعرض عليك؛ بل تصرف وكأنك أَهلٌ لها، ليس بمعنى التسلّق أو التظاهر؛ بل بالسلوك اليومي في كيفية إدارتك لوقتك وفي احترامك للآخرين، وفي حضورك الذهني في الاجتماعات وفي مبادرتك لحل الأزمات. ابدأ اليوم لا تنتظر الغد.
ارتدِ ما يعكس جديّتك لا لتُبهر؛ بل لتعكس احترامك لنفسك ولمكانك، تعلّم كيف تسأل الأسئلة الذكية وكيف تُسهم في تطوير العمل لا أن تنتظر التعليمات، اصنع صورتك القيادية تدريجيًا من خلال تكرار السلوك وليس بالشعارات.
كل شخص لديه الخيار في أن يعيش يومه كأي موظف عادي، أو أن يختار أن يكون أكثر وعيًا ونُضجًا واستعدادًا، الفرق لا يصنعه المنصب؛ بل الاستعداد للمنصب، وإن أعظم المكاسب لا تأتي غالبًا لمن يطلبها؛ بل لمن يُبرهن أنَّه جدير بها دون أن يطلب. القيادة قرار شخصي قبل أن تكون فرصة وظيفية.
في النهاية، الحياة المهنية تُشبه المسرح، قد لا تُمنَح دور البطولة في البداية، لكن إن أتقنت أدوارك الصغيرة فلن يتجاهلك المخرج حين يحين الوقت، وصورتك اليوم هي التي تُشكّل قرارات الآخرين عنك غدًا.
القيادة ليست صدفة؛ بل خيار، لا تنتظر أحدًا ليمنحك الاعتراف؛ بل اصنعه بتصرفاتك، لا تطلب أن تُعامَل كقائد؛ بل عامِل نفسك كقائد أولًا وستجد أنَّ العالم يبدأ في التعامل معك على هذا الأساس، كُنْ أنت ما تريد أن تُصبح، وابدأ من داخلك، واجعل وعيك هو البوصلة، ومسؤوليتك هي الدافع وقدرتك على التطور هي الطريق.
كُنْ ما تُريد أن تكون من اليوم؛ لأنَّ القادة لا يُنتَظَرون؛ بل يُصنَعون.
رابط مختصر