نجل الشاه الإيراني المخلوع يعتبر أن رئيسي لا يستحق التعزية به
تاريخ النشر: 21st, May 2024 GMT
قال نجل الشاه الإيراني الراحل المخلوع الاثنين إن الرئيس الإيراني السابق إبراهيم رئيسي الذي توفي في حادث تحطم مروحية "لا يستحق التعزية به" بسبب انتهاكات لحقوق الإنسان يُتّهم بأنه أشرف عليها.
وحذّر رضا بهلوي المقيم في الولايات المتحدة والذي أطيح بوالده محمد رضا بهلوي إبان الثورة الإسلامية في العام 1979 وتوفي في المنفى في العام 1980، من أن وفاة رئيسي لن تؤثر على سياسات الجمهورية الإسلامية في الداخل أو الخارج.
وجاء في منشور لبهلوي على إنستغرام "اليوم، الإيرانيون ليسوا في حالة حداد. ابراهيم رئيسي كان قاتلا جماعيا وحشيا لا يستحق التعزية به".
وأضاف ولي العهد السابق أن "التعاطف معه إهانة لضحاياه وللأمة الإيرانية التي مدعاة أسفها الوحيد هو أنه لم يعش طويلا بما يكفي ليشهد سقوط الجمهورية الإسلامية ومحاكمته عن جرائمه".
لطالما اتّهمت منظّمات حقوقية، من بينها منظمة العفو الدولية، رئيسي بأنه أحد أعضاء "لجنة الموت" الضالعة في الموافقة على إعدام آلاف السجناء السياسيين، ومعظمهم يشتبه في أنهم أعضاء في جماعة مجاهدي خلق الإيرانية المعارضة المحظورة، في العام 1988.
وشغل رئيسي منذ ذلك الحين مناصب رفيعة في السلطة القضائية وصولا إلى الرئاسة في العام 2021، وهو متّهم بحملات قمع لمتظاهرين أوقعت قتلى وغيرها من الانتهاكات.
لكن بهلوي حذر من أن مصرع رئيسي، وكذلك وزير خارجيته حسين أمير عبداللهيان في التحطم "لن يعدّل مسار" الجمهورية الإسلامية حيث القرار الفعلي بيد المرشد الأعلى آية الله علي خامنئي.
وقال بهلوي إن "هذا النظام سيواصل قمعه في الداخل وعدوانه في الخارج".
وكان بهلوي عضوا رئيسيا في ائتلاف موسّع يضم مجموعات إيرانية معارضة في المنفى، وحدّت صفوفها في أعقاب الاحتجاجات التي اندلعت في البلاد في سبتمبر 2022.
لكن الائتلاف انهار من جراء توترات بين أركانه، إلا أن بهلوي لا يزال شخصية مؤثرة بالنسبة للبعض في الشتات.
وكان بهلوي الأب، الشاه الراحل، مدعوما من الولايات المتحدة، واستمر حكمه عقودا شهدت استبدادا متزايدا إذ اعتمد على "منظمة المخابرات والأمن القومي" (السافاك) لسحق المعارضة السياسية ما عرّضه لانتقادات أميركية بسبب انتهاكاته لحقوق الإنسان.
المصدر: الحرة
كلمات دلالية: فی العام
إقرأ أيضاً:
الضوء لمن يستحق أن يُرى
نور بنت محمد الشحرية
في كل مؤسسة تؤمن برسالتها، يكون الإعلام لسانها الناطق، وعينها الراصدة، ومرآتها الصادقة.
الإعلام لا يُجمّل الواقع ولا يختلق البطولة، بل يُبرزها، يُنصف من يعمل، ويوثّق ما يُبذل في الخفاء. هو السجل الحي لكل جهد صادق، وهو الرابط الشفاف بين المؤسسة وجمهورها.
لكن الإعلام، رغم أهميته، لا يعمل وحده… بل يتنفس من خلال تفاعل وحدات المؤسسة، ويتقوّى بثقة القادة، ويتوهّج حين تتقاطع أهدافه مع وعي العاملين. وما لم يكن هناك إدراك بأن كل صورة تُرسل، وكل إنجاز يُوثَّق، هو استثمار في سمعة المؤسسة، ستبقى الجهود منقوصة، مهما بلغت من قيمة.
وما كان للإعلام أن ينهض بدوره لولا بصيرة قادة المؤسسات، الذين أدركوا منذ البداية أن الإعلام ليس ترفًا، بل ركيزة من ركائز النجاح، فاختياراتهم الحكيمة ودعمهم المستمر كانا الأساس في تحوّله من أداء تقليدي إلى أثر مؤسسي فاعل.
وعندما تُدرك وحدات المؤسسة أن الإعلام لا يعمل من أجل جهة محددة، بل من أجل صورة الجميع، يتحول من أداء روتيني إلى أثر مجتمعي دائم.
كل موظف يعتقد أن ما لديه صغير لا يستحق أن يُذكر، يغفل أن تفاصيل اليوم هي ذاكرة الغد. كل مشاركة – مهما بدت بسيطة – تُضيف لبنة في بناء الانطباع العام. والمجتمع لا يعرف ما لم يُقَل له، ولا يثق إلا بما يُرى ويُحكى عنه.
ولنا في النمل والنحل مثال بالغ: لا أحد يعلو فوق الآخر، لا مجد فردي، ولا شهرة أحادية. بل تكامل، وانضباط، وتآزر، تجعل من هذه الكائنات الصغيرة أمثلة عظمى في الإنجاز الجماعي.
ومن هنا نقول: الموظف الذي يُقلّل من قيمة دوره، أو يُقارن نفسه بالآخرين دون أن يمنح ذاته فرصة للنمو، لا يُضعف من حوله… بل يُعطّل إمكاناته الكامنة. فالنجاح لا يُقاس بالسبق، بل بالأثر. ولا يُبنى بالتردد أو المقارنة، بل بالإيمان بالذات، والرغبة في المشاركة، والقدرة على التكامل مع الفريق.
وفي المقابل، لا يمكن تجاهل أثر المبدع في العمل الإعلامي، ذاك الذي لا يكتفي بأداء المهمة، بل يُحوّلها إلى حكاية مُلهمة.
هو من يُحسن التقاط التفاصيل، ونسج الرسائل، وإيصال صوت المؤسسة بما يتجاوز التغطية… إلى صناعة هوية حقيقية.
المبدع الإعلامي لا يعمل في الظل، بل يُنير المسار لغيره. لا يرفع اسمه، بل يرفع اسم المؤسسة، فيُعرف بها وتُعرف به.
وفي كل مؤسسة ناجحة، يكون الإعلامي المتميز أحد أعمدتها التي لا تُرى بالعين المجرّدة، ولكن يُحَسّ أثرها في كل مكان.
الموظف الناضج يقوم بدوره بإخلاص، ويهمّه رفعة مؤسسته، يعرف أن الإسهام في الصورة العامة للجهة لا يقل أهمية عن إنجاز المهام اليومية.
ومن هذا الوعي يولد الانتماء الحقيقي، ويزدهر التقدير، وينمو الأداء. ومن هنا، فإن الإعلام حين يجد هذا الاحتضان، لا يكون مجرد أداة، بل يتحوّل إلى نبض داخلي يُشعل الحافز في كل موظف، ويُكسب المؤسسة بُعدًا مجتمعيًا أوسع.
وفي النهاية، الضوء لا يُمنَح لمن يطلبه… بل لمن يعمل، بصدق، ليستحق أن يُرى.